المهمة الصعبة!
في اليوم السادس من جنوح السفينة في مياه البحر المتوسط بالقرب من بوغاز البرلس بمصر … يكون قد مضى على الشياطين ثلاثة أسابيع في ملل؛ لأنهم بدون عمل، فهم لم يتعودوا على هذا التوقف والبقاء دون مغامرة. لكن في تمام الساعة الثالثة من عصر ذلك اليوم كان أزيز جهاز اللاسلكي يملأ الغرفة بالمقر السري للشياطين. أسرعت «إلهام» لتتلقَّى رسالة جديدة.
من رقم «صفر» إلى «ش. ك. س»
ظهر رجل في «بيروت» منذ فترة، وكان يتابع أخبار سفينة البضائع «صيدا»، والتقى بالقبطان أكثر من مرة بعيدًا عن الأعين … لكن عاد وظهر فجأة منذ يومين في قرية برج البرلس بمصر. يبحث عن القبطان الذي جنحَت سفينتُه في مياه البرلس. وقد عرض على بعض الأشخاص مكافأة مالية قدرها مائة ألف جنيه لمن يعثر عليه أو يتعرف على مكانه أو يُدلي بمعلومات تُرشد إليه، ويدَّعي هذه الرجل أنه قريب له.
الأمر بهذه الصورة يدعو للريبة، لو كان قريبه فعلًا لأبلغ السلطات وكلَّفهم بالبحث عنه أو انتظر حتى يخرج من البحر حيًّا أو ميتًا، أمَا وقد عرض هذه المكافأة بعيدًا عن السلطات؛ فإن الأمر يدعو للريبة والشك، ولا بد من الوصول إلى هذا القبطان لاكتشاف سر اختفائه.
جهِّزوا أنفسكم للسفر إلى «مصر» … وانتظروا تقريرًا مفصَّلًا في الساعة العاشرة مساء.
كان على «إلهام» أن تنتظر حضور «أحمد» حتى تخبره بالتقرير الغامض والغريب. إنها أول مرة تسمع عن هذه البلدة … وما كادت تراه حتى صاحت: تقرير وصل منذ لحظات من رقم «صفر»، وقرأت عليه التقرير ثم قالت له: هناك تفصيلات أخرى في تقرير آخر سيأتي في الساعة العاشرة.
في الساعة الثامنة مساء ذلك اليوم كان عددٌ من الشياطين قد عاد إلى المقر السري … ولم يكونوا قد علموا بأمر التقرير الذي وصل من رقم «صفر»، وأخبرهم «أحمد» بكل ما ورد في التقرير فجلسوا يتناقشون في أمر هذا التقرير المقتضَب: كيف اختفى هذا القبطان؟
هل خرج من البحر؟ أم أن الأسماك أكلت جثته؟
وإذا خرج من البحر … كيف خرج وكيف اختفى عن الأعين؟
وما علاقة هذا الرجل به؟ ولماذا رصد كلَّ هذا المبلغ الضخم لمن يعثُر عليه أو يُدلي بأشياء عنه؟
وما دام قد رصد هذا المبلغ فإنه يكون واثقًا من بقائه حيًّا.
ومرَّ بعضُ الوقت وفي تمام الساعة العاشرة سمع الجميع أزيز جهاز اللاسلكي. فقام «أحمد» ليستقبل الرسالة القادمة من الزعيم رقم «صفر».
من رقم «صفر» إلى «ش. ك. س»
إن الرجل مصري الجنسية، تاجر مخدرات خطير، واسع النشاط، يتستَّر وراء تجارة قطع الغيار، يتعاون مع بعض الشخصيات المسئولة في تجارة المخدرات.
اتَّفق مع القبطان على تهريب شحنة هيروين ومخدرات بعشرة ملايين جنيه وتوصيلها إلى الإسكندرية؛ قمحي اللون، ذو لحية بيضاء خفيفة، في العقد الخامس من العمر، عمل في منطقة البرلس عام ١٩٥٤م، وعاصر أيام معركة البرلس، وهو على دراية كاملة بالساحل الشمالي من العريش حتى السلوم.
الأخبار المؤكدة تقول إن السفينة سليمة تمامًا وغير قابلة للإصابة بأي أعطاب لأنها جديدة والبحر المتوسط لا توجد به شعاب مرجانية حتى تحطم السفينة أو تكسر دفتها كما زعم القبطان لبعض البحارة … والصحيح أنه جنح بها في هذه المنطقة عمدًا ليتمكن من تهريب المخدرات بالاتفاق مع عصابة أخرى، حيث تخلو هذه المنطقة من الحراسة وشاطئ البحر قريب جدًّا من شاطئ البحيرة المليئة بالجزر والأحراش والبوص والغاب.
إذن المهمة ستكون: البحث عن القبطان المختفي والوصول إلى شحنة المخدرات قبل تهريبها إلى السوق. إن مهمتنا جميعًا هي نشر الخير وتحقيق العدالة وإعلاء القيمة الإنسانية.
المهمة مقصورة على الرجال فقط؛ لأنكم ستنزلون قرية لا مكان للغرباء فيها؛ لأن الناس يعرفون بعضهم، ومن السهل كشف أية شيء غريب أو مثير للفضول حتى «عثمان» سيبقى. السفر غدًا على أول طائرة إلى «مصر».
وعند الوصول إلى هذه القرية اتصلوا بهذا الرقم عند الضرورة «٥٠٠٤٦٠»، وكلمة السر «النورس الغريب».