القواعد النحوية
كثير من الأفراد يرتعدون لدى ذِكْر كلمة «قواعد نحوية»، لكن لا داعي لهذا الخوف؛ ففي كل مرة نتحدَّث فيها نستخدم النحو، سواء أدركنا ذلك أم لم ندرك. إن شيئًا من الإلمام بالقواعد النحوية لَضروريٌّ إذا أردتَ أن تتحدَّث أيَّ لغة، بما في ذلك لغتك الأم. قد لا تدرك لماذا تقول بعض الأشياء بالطريقة التي تقولها بها، لكنك قطعًا تستخدم القواعد النحوية بدرجةٍ ما.
إنك تقول بشكل تلقائي: «إنني» أو «إنك» أو «إنه» أو «إنها»، وتغيِّر شكل الفعل دون تفكير في أي قواعد؛ فأنت تقول: «أنا أفعل»، ولا تقول: «أنا تفعل» أو «أنا يفعل»؛ فقط لأن هذا «يبدو» صحيحًا. إن كان يتعيَّن عليك أن تفكِّر في القواعد الصحيحة قبل أن تنطق كلَّ جملة تتفوَّه بها، فإنك لن تقول أي شيء أبدًا، ومع ذلك فإن هذا هو النهج الذي يتبعه كثيرٌ من الدروس النظامية والكتب الدراسية، التي تريدك أن تبدأ بدراسة القواعد النحوية قبل أن تتفوَّه بأي شيء.
من «الضروري» أن تفهم القواعد النحوية؛ كي تفهم أي لغة وتستخدمها استخدامًا سليمًا، لكننا سوف نتعلَّمها بالطريقة التي ناقشناها في فصولٍ سابقة. سوف نبدأ أول ما نبدأ باستخدام اللغة؛ سنقرؤها ونستمع إليها ونتكلم بها، وعندئذٍ سنتعلم القواعد؛ هكذا تعلَّمنا لغتنا الأم (ومع ذلك ليس بالضرورة أن تكون الطريقة التي تعلَّمْتَ بها لغتك الأم هي أفضل طريقة؛ ففي واقع الأمر ينبغي ألَّا يتجاوز تعلُّم أي لغة جديدة جيدًا سوى أشهر فحسب، وليس سنوات).
لا تهتم بحفظ القواعد أو التصريفات عن ظهر قلب. الخطوة الأولى هي أن تفهم القواعد وتستوعبها؛ ومع الاستخدام، ستتعلَّم كثيرًا من القواعد.
احفظ جملًا مُهمَّةً تضمُّ القاعدة التي تريد تعلُّمها. عندما ذهبتُ إلى ألمانيا للمرة الأولى، كانت لغتي الألمانية مريعةً، لكن في بعض الأحيان كنت أُقحِم فجأةً جُملًا مُحكَمة البِنْيَة في كلامي. لا بد أنها كانت تحيِّر المستمعين؛ كانت هذه الجمل مأخوذة مباشَرةً من منهج آسيميل لتعليم اللغة الألمانية؛ وباستخدام هذه الجمل، كنتُ أستخدم أيضًا القاعدة الخاصة بموقع الفعل في الجملة قبل أن أتعلَّمها منهجيًّا. سهَّلَ عليَّ هذا تعلُّمَ هذه القاعدة عندما درستها أخيرًا؛ ففي البداية استخدمتُها ثم تعلَّمتُ «سببَ» صياغتها على هذا النحو. تعلُّم النحو أولًا يمكن أن يُبطِئ فعليًّا عمليةَ التحدُّث باللغة. تحدَّثْ باللغة أولًا ثم تعلَّمِ القواعدَ.
إذا كنتَ مضطرًّا إلى التفكير في التركيب الصحيح للجملة والقواعد النحوية السليمة قبل أن تفتح فمك لتتكلم باللغة الهدف، فإنك — في الواقع — لم تتعلَّم اللغةَ بحقٍّ. من المستحيل أن تشعر بالراحة لدى ترجمة أفكارك من اللغة الإنجليزية (أو أيًّا كانت اللغة الأم) إلى لغتك الهدف؛ فأنت تحتاج إلى التفكير مباشرةً بلغتك الهدف. عندما يتعلَّق الأمر بالنحو وتركيب الجملة، ليس عليك إلا أن تدع الجمل تتدفَّق؛ لهذا، عندما أسافر إلى أحد البلدان الذي يستخدم أهلُه لغةً غير تلك التي اعتدتُ استخدامها، أمضي نصفَ ساعة تقريبًا أفكِّر باللغة الجديدة وأتحدَّث بها إلى نفسي؛ هكذا أهيِّئ ذهني لِلُّغة التي سأستخدمها.
كما أشرتُ في الفصل التاسع، يسود في الوقت الحالي اعتقادٌ بأن أدمغتنا تحتوي على مركز لغوي مختلف لكل لغة نعرفها. فقط حين تبدأ في التفكير بلغة بعينها وتتوقَّف عن ترجمة ما تقوله من لغتك الأم؛ يتطور مركز اللغة الجديد. يفعل الأطفال هذا تلقائيًّا، أما الكبار بصفة عامة فيتعيَّن عليهم الاجتهاد لتطوير هذه المراكز؛ لهذا السبب، أؤيِّد التعلُّم السلبي للُّغة في البداية قبل البدء في التعلُّم المنهجي للقواعد النحوية. ينبغي أن تتعرَّف على القواعد فحسب أولًا؛ اقرأْ قواعدَ النحو بالطبع أثناء تعلُّمك اللغة، لكنْ بغرض التعرُّف عليها فقط عند تطبيقها؛ فلستَ مُلزَمًا بتذكُّر كلِّ شيء، كلُّ ما عليك هو أن تفهم وتستوعب في البداية.
يمكن أن يكون تعلم القواعد النحوية ممتعًا، وقد استمتعتُ بالفعل بتعلم قواعد اللغة الإنجليزية في المدرسة؛ فقد أحببتُ معرفة منطق الأشياء، وما زال يروق لي طرح الأسئلة ومعرفة سبب فعْل الأشياء.
بعض الأفراد يسافرون إلى بلد أجنبي ثم يقولون: أنا أكره هذا البلد؛ فكل شيء مختلف أيما اختلاف. ومع ذلك، لو كان كل شيء مشابهًا لبلدك، لَكان يجدر بك أن تبقى فيه. إن الاختلافات هي التي تُضفِي على السفر حسَّ الإثارة! أحب الاختلافات. عندما أسافر إلى بلد جديد أطرح أسئلةً طوال الوقت؛ فأنا أريد أن أعرف ماهيةَ كل شيء، ولماذا يفعلون الأشياء بالطريقة التي يفعلونها بها؛ الاختلافات تأسرني. الشيء نفسه ينطبق على القواعد النحوية لأيٍّ من اللغات الأجنبية؛ إن تعلُّمَ الاختلافات في القواعد النحوية بين لغةٍ وأخرى يمكن أن يكون ممتعًا.
كان أحد أساتذة علم اللغويات يخاطب طلَّابه قائلًا: «يعطي النفي المزدوج في اللغة الإنجليزية إثباتًا، لكن لا يمكن أن يعطي الإثبات المزدوج نفيًا.»
فانطلَقَ صوتٌ ساخر من مؤخرة القاعة يقول: «نعم، بالتأكيد!»
سوف نستهل تعلُّمَ القواعد النحوية لِلُّغة التي نتعلَّمها باستخدام طريقة مشابهة لتلك المستخدَمة في مناهج آسيميل لتعلُّم اللغة المطروحة في الفصل الثامن. في مناهج آسيميل، تشق طريقك في المنهج في عجالة خلال أول شهرين؛ حيث تتعلَّم الكلمات الأساسية وتركيب الجمل على نحوٍ يشبه كثيرًا الطريقةَ التي تعلَّمْتَ بها لغتك الأم، وكذلك تعوِّد أذنَيْكَ ومخك على سماع صوت اللغة وإيقاعها، وتتعلَّم التفكير باللغة. عندئذٍ تبدأ ما يطلقون عليه «الموجة الثانية»؛ حيث تعود إلى الدرس الأول وتحل تمارين النحو، فبعد أن تعوَّدتَ على الكلمات وتركيب الجمل، أصبحَتِ التمارين سهلةً الآن، وهو ما ينطبق على لغتك الأم؛ إذ لا تبدو لك عبارة «أنا يكون جائعًا» صحيحة، وهكذا تواصل دراسة القواعد النحوية متخلِّفًا شهرين عن مستواك الفعلي في اللغة.
سنفعل الشيء نفسه عند مذاكرة كتبنا الدراسية؛ ففيما سبق قرأنا النحو وحاولنا حلَّ تمارين قليلة للتحقُّق من أننا قد فهمنا ما تعلِّمُنا إيَّاه الكتبُ؛ فقد تجاهلنا تقريبًا الأقسام الخاصة بالقواعد النحوية والتمارين.
والآن نعود لحلِّ تمارين حوالي عشرة دروس سابقة؛ وعليه، بينما نذاكر الدرس الحادي عشر نحلُّ تمارين القواعد النحوية الخاصة بالدرس الأول. بإمكانك أن تبدأ في حلِّ تمارين النحو بعد أن تصل إلى الدرس العشرين إن شئتَ؛ يتوقَّف هذا على الكتاب الدراسي الذي تستخدمه. وبينما نشقُّ طريقنا في الدرس السادس عشر، نحلُّ تمارين القواعد النحوية الخاصة بالدرس السادس. من المفترض أن يُسهِّل هذا من دراسة القواعد النحوية، وينزع عنها صفةَ العمل الشاق.
(١) أهمية النحو
في رأيي، الاستخدامُ الصحيح لِلُّغة — وبالأخص لغتك الأم — أمرٌ بالغ الأهمية. تتَّهمني أسرتي بأنني متحذلِق، ربما يكون هذا صحيحًا. فإذا كنَّا مهمِلين في طريقة استخدامنا لِلُّغة، فإن حُجَجنا ومنطقنا ينزعان إلى أن يكونا مُهَلْهلين، بل ربما نضلل أيضًا أنفسنا في تفكيرنا. كما أنك تترك انطباعًا سيئًا لدى الآخرين بركاكة القواعد النحوية في حديثك. لا يتوقَّف الأمر عند نظرة الناس إليك على أنك غير متعلِّم، بل إنهم يظنون أنك غبي أيضًا. عندما تتعلَّم لغةً أجنبية جديدة، يستحق الأمرُ عناءَ تعلُّم قواعد نحوية سليمة.
زدْ على ذلك أنك عندما تتعلَّم القواعد النحوية الخاصة باللغة الجديدة، فإن فهمك لنحو اللغة الإنجليزية (أو لغتك الأم) سوف يتحسَّن بالمثل.
لديَّ صديقةٌ مقرَّبة تعمل مدرِّسة، تزوَّجت رجلًا روسيًّا وبدأتْ في تعلُّم اللغة الروسية؛ أخبرتني هذه الصديقة قائلةً: «لم أكن على دراية بأنني شديدة الجهل بالقواعد النحوية الإنجليزية. عليك أن تُلِمَّ بالقواعد النحوية الخاصة بلغتك الأم حتى تتعلَّم الروسية.» ينطبق نفس الشيء على أي لغة أخرى؛ إذ لا بد أن تكون مُلِمًّا إلى حدٍّ ما بالقواعد النحوية.
(٢) درس بسيط في القواعد النحوية
يشمل ملخص القواعد النحوية الوجيز التالي الأساسيات التي سوف تحتاج إلى معرفتها كي تتقن اللغة الجديدة التي تنوي تعلُّمَها تمامًا، ولستَ بحاجةٍ إلى أن تتعلَّم هذه المعلومات أو تحفظها؛ إنما يمكنك الرجوع إليها عند الحاجة.
(٢-١) الجمل والعبارات
الجملة هي مجموعة من الكلمات التي تكوِّن معنًى مكتملًا.
العبارة هي كلمتان أو أكثر مصوغة في ترتيب معيَّن، مشكِّلةً وحدةً بداخل جملة.
(٢-٢) المسند والمسند إليه
تحتوي كل جملة على مسند ومسند إليه.
المسند إليه هو جزء من الجملة يخبرك بما/مَن يفعل أو يكون.
أما المسند فهو يخبرك بما يحدث، ولمَن، وغيرها من التفاصيل بشأن الحدث أو الكينونة.
«ذهب الرجل» جملة بسيطة؛ «ذهب» المسند، و«الرجل» المسند إليه.
وتحتوي جملة «ذهب الطالب إلى المدرسة» على نفس المسند إليه، لكن المسند أطول «ذهب إلى المدرسة»، وهي تحتوي هذه المرة على معلومة صغيرة أخرى بشأن ما فعله.
وجملة «هل ذهب الطالب؟» تحتوي هذه الجملة على «الطالب» المسند إليه، و«ذهب» المسند.
(٢-٣) المفعول به
تحتوي بعض الجمل على مفعول به إلى جانب الفاعل. في جملة «ركبت الفتاة الدراجة»، «الفتاة» فاعل، و«الدراجة» مفعول به. المفعول به هو الشيء أو الشخص الذي وقع عليه فعل الفاعل؛ أيْ تأثَّرَ بالحدث الذي قام به الفاعل.
يمكن أن يكون المفعول به «مباشِرًا» أو «غير مباشِر». في جملة «قادت الفتاة الدراجة إلى الحديقة»، «الدراجة» هي المفعول به المباشِر، و«الحديقة» مفعول به غير مباشِر.
(٢-٤) الأسماء
الاسم هو لفظ يُستدَلُّ به على شيء؛ يمكن أن يكون الاسم شيئًا ملموسًا مثل: «طاولة»، أو «كتاب»، أو «فرن»؛ أو شيئًا غير ملموس مثل: «الحب»، و«العدالة»، و«الفضيلة». و«اسم العَلَم» هو اسم شخص أو حيوان بعينه، أو اسم شيء ما، مثل بلد أو لغة: «جاك» و«ويندي» و«فيدو» و«أستراليا» و«إنجليزية»؛ جميعها أسماء أعلام.
المفرد والجمع
النوع
أتذكَّر أنني أخبرت مدرِّسةَ لغة إنجليزية زميلةً في ألمانيا أنني ما زلتُ أرتكب أخطاء في التصريفات والأنواع، فأخبرَتْني أنها لم تلحظ ذلك قطُّ. أخبرتها: «هذا لأنني عندما أكون متشكِّكًا أُغمغِم بالكلام.» ظنَّت زميلتي أن هذه مزحة كبيرة، وسرعان ما انتشرَتِ القصة بين طاقم التدريس، لكن هذا كان حقيقيًّا.
بل يساورني الشك أيضًا أنها كانت مهذَّبة معي فحسب عندما أخبرتني أنها لم تلحظ أخطائي، لكن حتى مع وقوعي في أخطاء، كان إتقاني لِلُّغة الألمانية كافيًا لأن أُدرِّس في مدرسة ألمانية، بل كافيًا لممارسة الخطابة العامة أيضًا. لربما أضاف بعضٌ من أخطائي حسَّ الفكاهة إلى العروض التقديمية التي كنتُ أُقدِّمها. لا مفرَّ من أن تخطئ، لكن لا تدع القلقَ بشأن الأخطاء يسيطر عليك، حتى وأنت تكافح للوصول إلى الإتقان الكامل.
الضمائر
الضمير هو كلمة تُستخدَم بدلًا من الاسم؛ ومن الأمثلة على الضمائر: «أنا» و«أنت» و«هو/هي لغير العاقل»، و«هو» و«هي».
تقدِّم معظم كتب ومناهج تعليم اللغات ضمائرَ المتكلم والمخاطب والغائب في مراحل مبكِّرة للغاية.
-
I/me بمعنى أنا (صيغة المتكلِّم).
-
you بمعنى أنت (صيغة المخاطب).
-
he/him, she/her, it بمعنى هو، وهي، وهو وهي لغير العاقل (صيغة الغائب).
-
we/us بمعنى نحن (صيغة المتكلم).
-
you بمعنى أنتم (صيغة المخاطب).
-
they/them بمعنى هم (صيغة الغائب).
(٢-٥) الصفات
الصفة هي كلمة تصف الاسم. ومن أمثلة الصفات: «قصير»، «بدين»، «أحمر»، «ناعم»، «سعيد».
(٢-٦) الأفعال
الأزمنة
الفعل: fly | المعنى: يطير/يسافر جوًّا/يُحلِّق | الزمن |
---|---|---|
I fly | أسافر جوًّا | المضارع البسيط |
I am flying | أسافر جوًّا الآن | المضارع المستمر |
I flew | سافرت جوًّا | الماضي البسيط |
I was flying | كنت مسافرًا جوًّا | الماضي المستمر |
I used to fly | اعتدتُ على السفر جوًّا | |
I have flown | لطالما سافرت جوًّا؛ أسافر جوًّا | المضارع التام |
I had flown | لقد سافرت جوًّا | الماضي التام |
I have been flying | كنت مسافرًا جوًّا | المضارع التام المستمر |
I had been flying | لقد كنت مسافرًا جوًّا | الماضي التام المستمر |
I shall fly, I will fly | سأسافر جوًّا | المستقبل البسيط |
I shall be flying, I will be flying | سأكون مسافرًا جوًّا | المستقبل المستمر |
I shall have flown | سأكون قد سافرت جوًّا | المستقبل التام |
I shall have been flying I will have been flying | سأكون قد أمضيت … (ساعات) مسافرًا جوًّا | المستقبل التام المستمر |
المبني للمعلوم والمبني للمجهول
(٢-٧) الحال
(٢-٨) أدوات (حروف) الجرِّ والأظرف
(٢-٩) أدوات الربط
(٢-١٠) أدوات التعريف والتنكير
لا تحتوي بعض اللغات على أداة تنكير، وبعض اللغات الأخرى لا تضم أدوات تنكير أو تعريف.
(٢-١١) الحالات الإعرابية
يمكن للمتحدثين الأصليين باللغة الإنجليزية التعامُل بنجاح معها دون فهم الحالات الإعرابية على الإطلاق، وإن كان فهم الحالات الإعرابية في غاية الأهمية لدراسة بعض اللغات.
أذكر أنني كنتُ أرى أنه لم يكن من الإنصاف أن تضم اللغتان الألمانية والإنجليزية قواعدَ مختلفة فيما يتعلَّق بالحالات الإعرابية؛ لم تَرُقْ لي القواعد الألمانية المعقَّدة، لكنني كنتُ مضطرًّا إلى تقبُّلها وإلا سأتحدَّث بلغة ألمانية سيئة. يتعلَّم الأطفال الألمان القواعدَ النحوية الصحيحة مع الاستخدام، وأنا تعلَّمْتُها مع الاستخدام أيضًا. لا ينبغي أن تخاف أو ترتعد من المفاهيم النحوية غير المألوفة؛ عندما تصل إلى الموجة الثانية أو التعلُّم النَّشِط من الدراسة، فإن كثيرًا من القواعد النحوية لن تمثِّل لك مشكلة، وستَرِد إلى ذهنك بتلقائية.
(٢-١٢) ترتيب الكلمات
قد يبدو تعلُّم قواعد جديدة أمرًا مهولًا، لكن حالما تبدأ في دراسةٍ، يبدو لك كثيرٌ من هذه الأنماط أو التراكيب غير المألوفة طبيعيًّا، وسرعان ما ستبدأ في استخدام هذه الأنماط تلقائيًّا. وبينما تتقدَّم في اللغة، ستجد أنك تركب جملًا بشكل سليم دون تفكير.
(٣) تطبيق القواعد النحوية
-
«الفتاة الصغيرة» مسند إليه.
-
«ركلت الكرة بقوة» مسند.
-
«اﻟ» أداة تعريف.
-
«الصغيرة» صفة تصف الفتاة.
-
«فتاة» اسم، وهو في حالة الرفع؛ لأنه مسند إليه.
-
«ركلت» فعل، وهو في زمن الماضي البسيط، وفي صيغة المبني للمعلوم.
-
«الكرة» اسم آخَر، وهو في حالة النصب؛ لأنه مفعول به؛ فهو الشيء الذي ركلَتْه الفتاة.
-
«ركلة قوية» مفعول مطلق، وهو لا يصف الاسمين الموجودين في الجملة (الفتاة أو الكرة)، إنما يصف الفعل «ركلت»؛ فهو يخبرك كيف رُكِلت الكرة.
-
«الفتاة الصغيرة» مسند إليه.
-
«ركلت الكرة فوق السور» مسند.
-
«الكرة» مفعول به مباشر؛ فهو يخبرك «ما» الذي ركلته الفتاة.
-
«فوق السور» ظرف مكان؛ فهو يخبرك ماذا حدث للمفعول به المباشر، وهو في هذه الحالة: «أين» ركلتها الفتاة؟
إن كانت لديك أي صعوبات في تتبع أيٍّ من الشروح المذكورة أعلاه، فلا تقلق كثيرًا؛ فستشرح لك كتبُك الدراسية أثناء التعلُّم ما استغلق عليك، وما قد لا تفهمه في أحد النصوص قد يكون أكثر وضوحًا في نص آخَر. أقترح عليك أن تستثمر وقتك في كتابٍ لتعلُّم قواعد اللغة الإنجليزية (أو لغتك الأم)، وآخَر لتعلُّم قواعد اللغة الهدف؛ فباستخدام نهجنا في هجومنا المتعدِّد الجوانب على اللغة، لا يمثِّل فهم القواعد النحوية ضرورةً في البداية، بَيْدَ أنك تحتاج أن تفهمه في نهاية المطاف. النحو ضروري إذا كنتَ تودُّ أن تتقن إحدى اللغات الأجنبية.
إجمالًا، تتمثَّل الطريقة التي تمكِّنك من إتقان القواعد النحوية لِلُّغة التي تتعلَّمها في: قراءة الشروح من كتابك الدراسي بينما تتابِع مرحلة التعلُّم السلبي، فلا تحتاج إلا إلى التعرُّف عليها، دون أن تشغل نفسك بشأن حفظها. وعندئذٍ، عندما تصل إلى مرحلة التعلُّم الفعَّال (بعد مرور اثني عشر درسًا تقريبًا من الدراسة السلبية)، تحلُّ بعضًا من تمارين النحو. وحتى في تلك المرحلة لا أزعج نفسي كثيرًا بحفظ نهايات الكلمات وأشكال الأفعال؛ فأنا أعتمد على استخدام الجمل الصحيحة من كتبي الدراسية كي أغرس القواعدَ في ذهني لا شعوريًّا، تمامًا مثلما كنتُ أفعل وأنا أتعلَّم اللغة الإنجليزية في طفولتي.