ماذا لو كنتَ لا ترغب في المذاكرة؟
ستكون هناك أيام تشعر فيها بعدم القدرة على بذل الجهد في مذاكرة لغتك الجديدة. اقبَلْ هذا، وأعِدَّ خطةَ طوارئ لمثل هذه الأيام. إنني أُلزِم نفسي بألا يكون هناك أبدًا أكثر من يومين من هذه الأيام في الأسبوع الواحد، وبألَّا يكون هناك أبدًا يومان متواصِلان منها.
(١) خطة الطوارئ
ماذا ينبغي أن تفعل في تلك الأيام التي تشعر فيها بالكسل الشديد حتى إنك لا تستطيع تشغيل مخك؟
هذا اليوم ليس ضائعًا. ببساطة، شغِّلِ الشريط أو الأسطوانة المضغوطة الخاصة بتعلُّم اللغة في الخلفية بينما تزاوِل أنشطة أخرى، وها أنت ذا تراجِع مذاكرتك السابقة. يمكنك مراجعة درسٍ في كتابك الدراسي؛ فمراجعةُ درسٍ قديم ليست بالعمل الشاق.
بعد ذلك، احصل على قسط من الراحة ودلِّلْ نفسك؛ شَغِّل بعضًا من تسجيلاتك المفضلة باللغة الهدف؛ تناوَلْ طعامك في مطعمك المفضل الذي يقدِّم طعامًا من البلد أو الثقافة اللذين تتعلَّم عنهما؛ اقرأْ كتابًا مصوَّرًا هزليًّا أو فكاهيًّا باللغة الهدف. أنت بذلك تشجِّع نفسك على العمل على لغتك الهدف مرةً أخرى.
في الحقيقة، هذه سياسة جيدة لتكافئ مجهوداتك. عندما تجد أنك اجتهدتَ على نحو استثنائي وحصَّلتَ قدرًا كبيرًا، كافِئ نفسك. بعبارة أخرى، أغرِ نفسك لتفعلَ الصواب. ضعْ جداول زمنية لوقت مذاكرتك: «سوف أُنجِز هذا اليومَ، ثم أكافِئ نفسي ﺑ…»
في الواقع، يمكنك أن تضع جانبًا بعض المكافآت والإغراءات من أجل أيام «عدم الرغبة في المذاكرة». خصِّصْ مخزونًا كبيرًا من الكتب الهزلية المصوَّرة، والكتب الفكاهية، والموسيقى، ومقاطع الفيديو من أجل الممارسة «السهلة» في الأيام التي تفقد فيها الرغبةَ في بذل المجهود المناسب، وفي الالتزام بروتين المذاكرة المعتاد.
(٢) فتور الهمة
ماذا تفعل عندما تفتر همتك؟ يتولَّد فتور الهمة في أوقات مختلفة إبَّان تعلم أي لغة؛ فهو ببساطة جزءٌ منها.
أحيانًا تفتر همتك لأنك لا تُحرِز تقدُّمًا كبيرًا، على ما يبدو؛ وفي أحيانٍ أخرى، ستفتر همتك لأنك تتناول مهمة تفوق قدراتك في الوقت الحالي.
كمبتدئ في تعلُّم اللغة الروسية، كثيرًا ما كنتُ أشعر بالإحباط، عندما كنتُ أواجه قواعد نحوية جديدة تبدو وكأنها وُضِعَت خِصِّيصَى لجعل مهمة إتقان اللغة مستحيلةً. أحيانًا كنتُ أتمنى لو أنني لم أبدأ في دراسة اللغة الروسية من الأساس؛ أول مرة أُصاب فيها بالإحباط انتابَتْني الرغبةُ في الاستسلام؛ فقد بدَتْ لي العوائقُ منيعةً، إلا أنني عقدت العزمَ على أن أواصل على أي حال، وتمنَّيْتُ لو أن الصعوبات تزول من تلقاء ذاتها، بينما حافظتُ على معدل تقدُّمي وذاكرتُ دروسًا جديدةً. هذه نصيحة عامة جيدة؛ واصِلْ دراستك فحسب. دوِّنِ الصعوبات التي تواجهها وانطلِقْ بهمَّةٍ في كل الأحوال. ما من قانون ينصُّ على أنك لا تستطيع أن تنتقل إلى الدرس التالي إلى حين إتقان الدرس الحالي. ثابِرْ على مذاكرة الدرس الجديد، وعندما تشعر أنك أكثر انشراحًا، تناوَلْ بعض كتب القواعد النحوية، أو أَجْرِ بعض البحث على الإنترنت، واعثرْ على إجاباتٍ للمشكلات التي واجهَتْك سابقًا.
حاوِلْ ألَّا تفقد عزيمتك بسبب ملاحظات الآخرين، ولا تقارن تقدُّمك بتقدُّم أي شخصٍ آخَر؛ فتعلُّم اللغة ليس مباراة؛ فأنت لا تنافس أي شخص. لقد وضعتَ لنفسك أهدافًا وأنت تعمل على تحقيقها؛ فإذا ما تبيَّن أن أهدافك الأصلية لم تكن واقعية، فعدِّلها؛ فهي ليست مُنزَّلَةً من السماء.
وهذه إحدى فوائد استخدام نهج الموجتين الأولى والثانية في التعلُّم؛ إذ لا يتعيَّن عليك فهم كل القواعد النحوية خلال الموجة الأولى. الفكرة هي أن الصعوبات سوف تزول من تلقاء نفسها بحلول الوقت الذي تصل فيه إلى الموجة الثانية أو المرحلة الفعَّالة من الدراسة.
كثيرًا ما يتولَّد الإحباط نتيجةً لبحثنا عن الكمال في معرفتنا باللغة. قليلون جدًّا هم مَن يتقنون لغتهم الأم إتقانًا كاملًا؛ ومن ثَمَّ لا تدع نقاطَ ضعفك تثبط عزيمتك.
تقبَّلْ شعورَك بالإحباط وفتورَ همتك، وتابِعْ دراستك على كل حال. اقطعْ على نفسك عهدًا بأن تذاكِر شيئًا كلَّ يوم في لغتك الهدف، حتى إن كان مجرد مراجعة التسجيلات المسموعة لِلُّغة، أو مراجعة الدروس القديمة في كتابك الدراسي؛ فهكذا — على الأقل — لن يتراجع مستواك. الآن بعضٌ من المشكلات الأولى التي كنتُ أُجابهها في تعلُّم اللغة الروسية يبدو تافهًا، وأتعجب لماذا كان لديَّ أي صعوبة من الأساس. الأمر نفسه سيحدث معك.