استخدام الإنترنت
لقد غيَّر الإنترنت حياتنا إلى الأبد؛ فقد بات هناك مخزونٌ هائل من المعلومات متاح الآن للجميع أينما كانوا، ما دامَتْ لديهم إمكانيةٌ للاتصال بالإنترنت. يتيح الإنترنت كمًّا هائلًا من الفرص لأي فرد يريد بجدية تعلُّمَ لغة جديدة.
أتناول في هذا الفصل مواد ومصادر تعلُّم اللغة المتاحة على الإنترنت. ربما لا تكون بعض المواقع التي أذكرها موجودة بحلول الوقت الذي تقرأ فيه هذا الكتاب؛ فالمواقع الإلكترونية تظهر وتختفي؛ فإذا أدخلتَ عنوانَ الموقع الإلكتروني الذي ذكرتُه في الكتاب ووجدتَ رسالة خطأ، فمن فضلك لا تستسلم؛ سوف تكون هناك صفحات إلكترونية أخرى تخدم الغرضَ نفسه يمكنك العثور عليها. ومع ذلك، أظن أن عناوين المواقع الإلكترونية التي أذكرها هنا ستكون متاحةً لفترة طويلة، على الأرجح.
(١) الانطلاق: استخدام محركات البحث
يمكنك العثور على كميات هائلة من المعلومات والمواد المفيدة على الإنترنت فقط باستخدام البحث العادي باللغة الإنجليزية، ومع ذلك يمكنك أيضًا استخدام محرك البحث جوجل، أو ألتا فيستا، أو ياهو، أو ويب كرولر (أو محرك البحث المفضَّل لديك)؛ للبحث عن الصفحات باللغة التي تختارها. هذا أمر سهل للغاية؛ على سبيل المثال: في صفحة جوجل الرئيسية تضغط على «تفضيلات»، ثم تختار البحث في الصفحات المكتوبة باللغة العربية فحسب، أو اللغة الأفريقانية فقط، ثم احفظ هذا التفضيل. أفعل ذلك في أغلب الأحيان كي أقصِر البحث على الصفحات المكتوبة بلغتي الهدف.
ينجح دائمًا البحثُ عن صفحات اللغات الأجنبية حتى إنْ كان بحثك باللغة الإنجليزية، لكن يمكنك بالتأكيد استخدام القاموس للعثور على مصطلحات استراتيجية بلغتك الهدف. لا تنسَ أن تُعِيد ضبط التفضيلات في صفحة جوجل الرئيسية عندما تنتهي من بحثك.
(٢) مناهج تعلُّم اللغات على الإنترنت
لنفترض مثلًا أنك تريد أن تتعلَّم اللغة البرتغالية؛ يمكنك أن تكتب ببساطة في أحد محركات البحث: «تعلُّم البرتغالية»، ولسوف يعثر المحرك على آلاف المواقع المناسبة لك؛ ستقدِّم لك هذه المواقع كافة أنواع النصوص كي تطبعها وتقرأها، والمصادر المرجعية للنحو، والمواد السمعية، ومقاطع فيديو تعليمية قصيرة بإمكانك تحميلها والاستماع إليها بقدر ما تريد.
في أغلب الأحيان، يمكنك العثور على مناهج كاملة لتعليم اللغة على الإنترنت، ومعها ملفات للدروس والنحو والمواد المسموعة التي يمكن تحميلها مجانًا. بلا شك ستكون هناك مواقع متاحة لِلُّغة التي تريد تعلُّمها. لقد حمَّلتُ مناهجَ كاملةً للُغة الملايو واللغة الإسبانية، وكذلك مواد تعليمية لكثير من المواد الأخرى.
(٢-١) مواقع ومناهج مقترحة
إن المصادر الممتازة المتاحة على الويب لا حصرَ لها، وليس من المفترض اعتبار الاقتراحات التالية شاملةً بأي شكل من الأشكال؛ كلُّ ما في الأمر أن هذه بضعةُ مواقع ومناهج وجدتُ بنفسي أنها مفيدة. هناك برامج جادَّة لتعليم اللغات، وكلُّ ما عليك فعله هو أن تبحث عنها.
ورد تو ورد
لانجودجز أون ذا ويب
-
روابط عامة.
-
مواقع مشوِّقة.
-
برمجيات، وكتبًا، وشرائط تسجيلية.
-
مترجمين تحريريين وفوريين.
-
مدارس، ودورات تدريبية، ومعاهد.
-
نصوصًا ثنائية اللغة.
-
دورات تدريبية.
-
مراجع نحوية.
-
قواميس.
-
صحفًا ومجلات.
-
محطات راديو وتليفزيون.
-
مواقع تركِّز على الثقافة والدين والأدب والفنون والموسيقى.
سينرجي اسبانيش
ليرن جريك أونلاين
يو كيه إنديا
(٣) القواميس الإلكترونية على الإنترنت
(٤) مواد للقراءة على الإنترنت
في الفصل الثاني عشر، ناقشتُ الأنواع المختلفة لمواد القراءة، لكنِّي أرى أن الأمر يستحق أن أخص بالذكر موادَّ القراءة على الإنترنت.
(٤-١) الخدمات الإخبارية الإلكترونية
تشكِّل الصحف الإلكترونية مصدرًا رائعًا؛ فبالإضافة إلى المقالات الإخبارية، تحتوي على رسومٍ كاريكاتيرية، وأعمالٍ أدبية هزلية قصيرة، وغيرها من المواد المثيرة للاهتمام. لعلها فكرة جيدة أن تجعل الصحيفة التي تختارها صفحتك الرئيسية على متصفِّحك؛ فبهذه الطريقة، عندما تتصل بالإنترنت ترى تلقائيًّا عناوين الأخبار بلغتك الهدف. إذا كنتَ لا تعرف من أين تبدأ، فابحث فحسب عن «دليل الصحف العالمية»؛ ثمة العديد من الأدلة الجيدة، ومن المفترض أن تساعدك في العثور على النشرات المناسبة.
يحتوي الموقعان الإخباريان «بي بي سي» و«صوت أمريكا» والكثير غيرهما من المنظمات الإعلامية العالمية؛ على صفحات وعناوين إخبارية بلغات متعددة.
(٤-٢) القراءة العامة
من المصادر الأخرى الجيدة الصفحاتُ التي تقدِّم معلومات عن بلد اللغة الهدف، أو البلدان المتحدثة بها، وعن أهلها وثقافاتها. عادةً ما ترتبط هذه الصفحات بالسياحة والسفر، بَيْدَ أنها تقدِّم — في أغلب الأحيان — معلوماتٍ قيِّمة عن اللغة كذلك.
إذا كنتَ تبحث عن موقع يغطي موضوعًا معينًا بلغتك الهدف، فابحث من خلال كتابة كلمة أساسية باللغة التي تتعلَّمها؛ فإذا كانت الكلمة شائعة في العديد من اللغات، يمكنك أن تُقصِر مجالَ البحث على لغتك الهدف، من خلال تغيير تفضيلات اللغة في جوجل. هذه طريقة جيدة لتحسين إلمامك باللغة الهدف في المواضيع الفنية أو المتخصِّصة.
يحتوي أيضًا موقع لانجودجز أون ذا ويب، المذكور آنفًا في هذا الفصل، على مواد سهلة القراءة بالعديد من اللغات. أوصي بشدة بزيارة هذا الموقع لتفقُّد المصادر الموجودة فيه للغتك الهدف.
(٤-٣) الكتب والمجلات الإلكترونية
تمثِّل الكتب والصحف الإلكترونية خيارًا آخَر، ويتوافر كثير منها مجانًا بينما يتاح بعضها للمشتركين فحسب.
الكتب
مجلات
ابحث عن مجلات إلكترونية تُرضي كافة اهتماماتك. ثمة منشورات إلكترونية تتناول فعليًّا كل الموضوعات. ابحث عن صفحات الويب التي تغطي هوايتك أو لعبتك الرياضية المفضلة؛ من شأن هذا أن يساعدك على زيادة مفرداتك في مجال اهتمامك. يمكنك أن تقرأها على سطح المكتب أو الكمبيوتر المحمول، أو أن تطبع الصفحات التي تعجبك وتأخذها معك عندما تسافر، أو تقرؤها أثناء استراحات تناول القهوة.
(٥) ترجمات المواقع
توجد خيارات الترجمة هذه على الإنترنت، وهي متاحة للجميع مجانًا؛ لذا استفِدْ منها. إنها رائعة لترجمة الوثائق المرتبطة بعملك أو احتياجاتك الدراسية إلى اللغة الهدف، لكن من فضلك انتبه إلى أنه لا ينبغي استخدام الترجمات التي تقدِّمها مثل هذه الخدمات إلا بغرض الإرشاد، أو كوسيلة مساعدة على الفهم؛ فهي لا تتَّسم بالدقة دائمًا. قطعًا لن أكتب خطابًا أو تقريرًا باللغة الإنجليزية وأَدَع جوجل أو ألتا فيستا يتولَّيَا عملية الترجمة، إلا أنه على الرغم من أخطاء الترجمة التي تقع فيها هذه الخدمات المجانية على الإنترنت، فإنها تمنحك بدايةَ الخيط؛ نقطة الانطلاق. هذه الخدمات ليست بديلًا عن كتابة أي شيء بنفسك، وإنما ستساعدك في كتابة خطابات وتقارير أفضل.
من الطرق الجيدة لاختبار صلاحية الترجمة، أن تجعل الموقعَ يترجم الوثيقة إلى اللغة الإنجليزية الأصلية المُترجَم منها مرةً أخرى ما إن تنتهِ منها؛ ولسوف تجد بعض التغييرات الغريبة، بل المضحكة أحيانًا.
(٦) راديو الإنترنت
منذ وقت ليس ببعيد، كان الخيار الوحيد هو الإنصات إلى الراديو على الموجة القصيرة. لم يكن الاستقبال جيدًا على الدوام؛ ممَّا كان يجعل الاستماع مستحيلًا في أغلب الأحيان، لكن كل ذلك تغيَّرَ مع وجود الإنترنت؛ إذ يمكنك الاستماع إلى محطات الراديو بأي لغة على الإنترنت (أتيتُ على ذِكْر ذلك في الفصل الثامن). بمقدورك التقاط استقبالٍ جيد من أي جزء من العالم، وأحيانًا بصوت مجسَّم. وقد استمعتُ إلى محطات بثٍّ إذاعي بعدد من اللغات التي أتعلَّمها.
عادةً يمكنك العثور على رابط لدليل البرنامج على الصفحة الرئيسية للمحطة؛ ومن ثَمَّ يمكنك اختيار البرنامج الذي تستمع إليه.
تتوقَّف فائدة هذه البرامج الإذاعية على موضوع البرنامج والمقدار الذي تفهمه؛ فإذا كنتَ تفهم ما يُقال جيدًا إلى حدٍّ ما، فمن الممكن أن تتعلَّم كلمات جديدة من السياق الذي استُخدِمَت فيه، وإذا كنتَ تفهم قدرًا يسيرًا للغاية، فإنك على الأقل تعتاد على صوت اللغة.
(٧) الملفات الصوتية
يمكنك أن تبحث عن الملفات الصوتية بلغتك الهدف إن كان بمقدورك تحميل ملف صوتي مصحوب بنسخة مكتوبة مما يقال، ولا سيما إن كان يختص بموضوعٍ من شأنه أن يفيدك؛ فهذه فرصة عظيمة لتعزيز مفرداتك في مجالك المختار. تتوافر مثل هذه الملفات بكثرة؛ كلُّ ما عليك هو أن تبحث عنها.
إن كنتَ مهتمًّا بالأدب الديني، يمكنك تحميل الإنجيل، والقرآن، والأدب البوذي والهندوسي في صورة ملفات صوتية ونصية. بإمكانك أن تستمع مثلًا إلى الإنجيل باللغة الآيسلندية، بينما تقرأ نَصَّ الإنجيل المكتوب باللغة الآيسلندية وتتابع النص الإنجليزي بالمثل.
(٨) ملفات الفيديو
ذات مرة، حَمَّلتُ فيلمًا تدريبيًّا قصيرًا مدته دقيقة، بلغة الملايو، من الموقع الإلكتروني لخدمات طوارئ سنغافورة، وقد أعدتُ تشغيله مرارًا وتكرارًا إلى أن فهمت ما يقوله المذيع. إن مقاطع الفيديو القصيرة أفضل من الأفلام الطويلة في بعض النواحي؛ حيث تزيد فرصك في التقدُّم عبره وترجمة النص. يتيح لك العديد من محركات البحث، مثل ويب كرولر وألتا فيستا، أن تبحث تحديدًا عن مواد فيديو على الإنترنت؛ على سبيل المثال: نشرات إخبارية تليفزيونية باللغة التي تتعلَّمها.
(٩) تسوق الأدوات اللغوية عبر الإنترنت
يمكنك تفقُّد موقعَيْ إي باي وأمازون دوت كوم لإيجاد أدوات للبيع من شأنها أن تساعدك في تعلم اللغة. من الممكن أن يكون هذا فعالًا عندما تكون لديك صعوبة في العثور على مناهج وكتب تعليمية جيدة لِلُّغات الأكثر ندرةً. تكمن المشكلة الوحيدة في أنك تشتري المواد دون أن تراها. يمكنك على موقع أمازون دوت كوم أن تقرأ آراء الآخرين عن المادة، لكن هذا لا يكون دائمًا دليلًا جيدًا أو دقيقًا؛ لذا يتعيَّن عليك استخدام قدرتك على التمييز هنا — يبحث بعض الأفراد عن أشياء تختلف عمَّا تبحث عنه أنت؛ إذ ربما يروق للبعض كثيرٌ من التمارين والتكرار، في حين يشعر آخَرون بأن التمارين مضيعة للوقت ويريدون منهجيةً مختلفة. كثيرًا ما ألاحظ أن بعض الأشخاص يمتدحون كتابًا أو منهجًا ويعطونه خمس نجمات لجودته، قائلين إن هذا هو عين ما يريدون، وفي الوقت نفسه يقول آخرون عن نفس الكتاب أو المنهج إنه كان عديم الفائدة للأسباب عينها، ويعطونه نجمةً واحدة؛ لهذا ينبغي لك دائمًا أن تقرأ «لماذا» يروق أو لا يروق للأشخاص كتابٌ أو منهجٌ معين.
على الرغم من عيوب التسوق عبر الإنترنت، فما مِن ضررٍ مِن البحث عن مناهج تعلم لغتك الهدف على أمازون دوت كوم أو إي باي. انظر المواد المعروضة للبيع بسعر مخفض؛ فربما تقرِّر أن تجازف.
(١٠) مواقع مناهج تعليم اللغة
ثمة مواقع للعديد من مناهج تعليم اللغة على الإنترنت؛ منها: آسيميل، وإف إس آي، وليفنج لانجوِدج، وترانسبيرنت لانجوِدج، وبيمزلر، وهي تستحق الزيارة، وبالأخص موقع ترانسبيرنت لانجوِدج الذي يقدِّم مناهج أساسيات اللغة، التي بإمكانك تجربتها في المنزل والاستماع إليها وطباعتها؛ هذا بالإضافة إلى مواد للقراءة بالكثير من اللغات، ومصادر أخرى أيضًا. أرشِّح هذا الموقع سواء أكنتَ تنوي شراءَ مواد ترانسبيرنت لانجوِدج أم لا؛ فهو يحتوي على كثيرٍ من المعلومات المفيدة. يمثل موقع أوديو فورام مصدرًا آخَر للمعلومات الجيدة النافعة عن كثيرٍ من اللغات.
ستجد عناوين الويب الخاصة بهذه المواقع مدرجةً في الملحق (ب) (إلى جانب عناوين ويب لمواقع أخرى مفيدة). تفقَّدْ هذه المواقع، لكن تذكَّرْ أنها تريد بيع هذه المواد لك.
•••
يحتوي الإنترنت على ثروة من المعلومات والمواد التي من شأنها أن تساعدك على تعلُّم لغتك الهدف. إن المصدر متاح في انتظار أن تستخدمه. لم يكن تعلُّم اللغة أسهل من ذلك في أي وقت مضى.