نصيحة لطلاب المدارس والجامعات
إذا كنتَ طالبًا يدرس إحدى اللغات التي ربما لم تختَرْ تعلُّمها، فلعلك تتساءل كيف يمكنك الاستفادة من المعلومات المطروحة في هذا الكتاب. هل تنطبق هذه المعلومات عليك، وبالأخص إذا كنتَ تدرس واحدة من تلك اللغات التي يُطلَق عليها اللغات الميتة؟
الإجابة هي: نعم، بالتأكيد هناك طرق تساعدك على تسهيل عملية التعلم، وإضفاء متعة أكبر عليها باستخدام المعلومات التي قرأتها في الفصول السابقة.
بادئ ذي بدء، ينبغي قطعًا أن تعثر على منهجٍ مسجلٍ لتعليمِ اللغة. تعوَّد على الاستماع إلى اللغة في أنحاء منزلك أو محل سكنك. حاوِلْ قدر وسعك أن تتَّبِع خطة التعلُّم المُلخصة في الفصل العاشر بحذافيرها قدر استطاعتك.
احرصْ على اقتناء كتابٍ دراسيٍّ واحد آخَر على الأقل (إلى جانب كتاب المنهج الدراسي المقرَّر عليك)؛ لتتعلَّم منه على التوازي؛ فالكتاب الآخَر سيشرح تركيب اللغة بنحو مختلف، وسيضفي تنوُّعًا أيضًا.
ينبغي أن تقرأ كثيرًا من مواد القراءة الممتعة باللغة الهدف. اشترِ كتبًا هزلية مصورةً وفكاهيةً وموادَّ للقراءة الخفيفة، أو استعِرْها من المكتبة؛ فمشكلة النصوص المقررة هي أنه يمكن أن تكرهها بالتدريج. اقرأ مواد من اختيارك وأضِفِ المتعة على تجربة القراءة. عندما أقترح هذا على طلابي يتأففون في بعض الأحيان من أنني أزوِّد عِبْأهم. هذا صحيح، لكنني أجعل العبء أكثر متعةً، وسوف تكتشف أن هذا النهج يجعل العبء أسهل في حمله؛ فقراءةُ الكتب الفكاهية والكتب الهزلية المصوَّرة تختلف تمامَ الاختلاف عن قراءة كتابك الدراسي المقرر.
زُر النوادي الاجتماعية والثقافية، وشارِك في الأنشطة إذا كنتَ تستطيع أن تفعل هذا؛ كي تحيط نفسك باللغة والثقافة. مارِسْ ما تعلمته مع مَن تلتقيهم، واستمتع بوقتك.
اشترِ كتاب قواعد نحوية خاصًّا بك؛ حتى يمكنك أن تقرأ شرحًا إضافيًّا لقواعد اللغة وتراكيبها، أو مختلفًا عن ذلك الشرح الذي يقدِّمه معلمك في الفصل باستخدام المنهج المقرر؛ فقراءة شرح مختلف يمكن أن تمدك — في أغلب الأحيان — بفهم جديد لما تعلَّمته بالفعل.
استخدِمِ الإنترنت. اطبعْ صفحات من المواقع الشائقة التي عثرتَ عليها واقرأها. استمِعْ إلى محطات الراديو الموجودة على الإنترنت كي تعتاد على الاستماع إلى اللغة.
كما أن حضور الدروس الخصوصية يمكن أن يكون فكرةً رائعةً؛ ففي بعض الأحيان، من الممكن أن يكون شرحُ درسين أو ثلاثة فقط من دروس اللغة من وجهة نظر مختلفة بالغَ الفائدة. وأنت لا تحتاج إلى الدروس الخصوصية بنفس القدر الذي ربما يحتاجها به أولئك الذين يتعلَّمون بمفردهم؛ لأنك تحضر بالفعل دروسًا نظامية يمكنك أن تطرح فيها أسئلتك، لكن إذا كان لديك سؤال تشعر أن معلمك لم يستطع شرحه شرحًا وافيًا، فإن حضور درسٍ خارجي سيكون فرصةً لسماع وجهة نظر مختلفة.
اقضِ أيامًا في الانغماس الكامل في اللغة. أنت لا تحتاج الكثير من هذه الأيام، لكنك ستجد أن قضاء يوم واحد في الانغماس في اللغة — ولو عرضًا — سيجعلك مميزًا تمييزًا كبيرًا عن الطلاب الآخرين.
استخدِم طُرقَ تعلُّم المفردات المذكورة في الفصل التاسع كي تتعلَّم أي كلمات تجد أنك تنساها باستمرار؛ فهذه الطرق ستضمن لك أن تتذكَّر هذه الكلمات عندما تحتاج إليها.
ستكون مقيَّدًا في الطريقة التي تتخذها لتعلم القواعد النحوية، لكن استخدِم — بقدر الإمكان — طريقة موجتَيِ التعلُّم كي تتقنها. تقدَّم في كتبك الدراسية بأقصى سرعة لديك، واهتمَّ بشأن النحو في وقت لاحق. إذا ظللت تتقدم بسرعة في الموجة الأولى، فستجد أنك — على الأرجح — تظل متقدِّمًا على بقية زملائك في الفصل. سيكون النحو الذي تتعلَّمه في الفصل مألوفًا لك، وستجد أنه بمقدورك أن تفهمه بشكل أسهل كثيرًا من الطلاب الآخرين.
أعِدَّ بنفسك كتاب الأساسيات الخاص بك. تعلَّمِ اللغة المنطوقة حتى إنْ شعرتَ أنها غير وثيقة الصلة بمنهجك؛ فحين تتعلَّم لغة ربما يكون عليك تعلُّم «استخدامها» بالمثل، وقد يكون جيدًا أن تخصِّص وقتًا ثابتًا لممارسة اللغة كل يوم. استخدِم الكتاب وتحدَّث إلى نفسك باللغة.
قبل أي امتحان شفوي، اقضِ وقتًا وأنت منغمس في اللغة. تحدَّث إلى نفسك بلغتك الهدف حتى وقت دخولك إلى قاعة الامتحان؛ ومن ثَمَّ ستكون طليقَ اللسان في اللغة إلى أقصى حدٍّ ممكن. من الممكن أن يصنع ذلك الفارقَ بين نجاحك ورسوبك في الامتحان.
أتذكَّرُ أنني قرأتُ كتابًا لشخصٍ — كان قد تقدَّم لإحدى الوظائف في السلك الدبلوماسي البريطاني — يذكُر فيه أنه تعيَّن عليه اجتياز امتحان شفوي في إحدى اللغات الأجنبية. قبل الامتحان قضى هذا الشخص قرابة الساعة يتسامر ويتحاور مع أشخاصٍ متحدثين باللغة؛ وعليه عندما خضع للامتحان كان مخُّه مُدرَّبًا على التحدُّث بطلاقةٍ. ولا بد أن هذه الطريقة قد نجحت؛ لأنه جرى قبوله في الوظيفة.
أهم شيء أن تتعامل مع مادة اللغة كنشاط ممتع قبل كل شيء. ابدأ في التمتُّع به في الوقت الذي يتأفف فيه زميلك في الفصل ويكدُّ في مذاكرته.
(١) تعلم لغات قديمة
كثيرًا ما يسألني الأشخاص: «أيمكنني تطبيق طرقك في تعلُّم اللغات القديمة؟» و«كيف يمكنني ممارسة التحدث بلغة لم تَعُد مستخدَمة؟» من الممكن ممارسة التحدث بلغات «ميتة»، ويمكن تطويع طرقي بسهولة لخدمة هذا الغرض.
دُعِي أحد أصدقائي إلى الإنابة عن محاضرٍ آخر في «اللغة اليونانية في العهد الجديد» في كلية اللاهوت، ولم يكن واثقًا من قدرته على تدريس اللغة؛ ومن ثَمَّ سأل إن كان بمقدوري مساعدته باستخدام استراتيجياتي التعليمية، فتوصَّلْنا إلى فكرة تعليم الطلاب المفردات من كتابهم الدراسي في وقت قياسي. ومع أن صديقي كان نائبًا عن شخص آخر؛ فقد دعاني لإلقاء المحاضرة بصفتي متكلمًا زائرًا. خلال محاضرة استغرقَتْ ساعة، درستُ مفردات الفصول الثلاثة عشر الأولى من الكتاب الدراسيِّ للكلية؛ حضر هذه المحاضرة بعض الطلاب الذين لم يكونوا حتى يدرسون اللغة اليونانية، وقد حفظوا بالمثل المفردات بإتقانٍ.
إن استراتيجيات تعلُّم مفردات لغةٍ أجنبية تؤتي ثمارها جيدًا مع اللغات، سواء أكانت حية أم ميتة، جديدة أم قديمة. يمكنك تطبيق طريقة تكوين الصور الجنونية على أي لغة تتعلَّمها. سوف تتعلم الكلمات أسرع، بل ستستمتع بها أيضًا.
فيما يلي اقتراحاتي العامة لتعلُّم إحدى اللغات القديمة.
إذا كان ثمة شكل عصري منطوق من اللغة، فتعلَّم هذا الشكل بالمثل؛ على سبيل المثال: بمقدور الطالب الذي يدرس اللغة اليونانية التي كُتِب بها العهد الجديد أو اليونانية القديمة أن يتعلم اليونانية الحديثة بالمثل. إذا كنتَ تتعلَّم اللغة اللاتينية، فتعلَّم الإيطالية، وإذا كنتَ تتعلم اللغة العبرية التي كُتِبت بها التوراة (العهد القديم)، فتعلَّم العبرية الحديثة أيضًا. ينطبق هذا على أي لغة قديمة حتى إذا كان تعلُّمك للنظير المعاصر على المستوى السطحي فحسب. سيفيدك هذا. وقد استمعتُ إلى محاضرين يعارضون هذا الرأي؛ إذ يقولون إن المعاني الحديثة للكلمات سوف تُربك الطلاب، وإن النطق الحديث يختلف عن ذلك القديم، غير أنني غير مقتنع بحججهم.
استخدم طريقةَ الموجتين لتعلُّم النحو بقدر الإمكان، وتقدَّمْ بسرعة في كتبك الدراسية؛ ومن ثَمَّ تسبق قراءتك دائمًا إلمامك بالقواعد النحوية.
احرص على تخصيص أيام للانغماس الكامل في دراسة اللغة، أو على الأقل احرص على قضاء الانغماس لساعات قصيرة من بعض الأيام. خصِّص بضعَ ساعات فقط لقراءة مواد اللغة وممارستها؛ كي تعزِّز معرفتك باللغة وفهمك لها.
ثمة كثير من المواد المفيدة على الإنترنت؛ لماذا لا تستغلها؟!