اختيار الأدوات
الآن بعدما اخترتَ لغتك، ستحتاج إلى بعض الوسائل التي تُعِينك على المذاكرة. بدايةً، ستحتاج إلى كتاب دراسي. إذا كنتَ تدرس إحدى اللغات في المدرسة، فقد لا يكون لديك خيارٌ في هذا الأمر — فقد تمَّ اختيار الكتاب الدراسي لك — لكنَّنا سنقوم بالأمور بشكل مختلف؛ فكتابُك الدراسي المحدَّد هو مجرد أداة واحدة من ضمن أدواتك لتعلُّم اللغة.
(١) المناهج المسجلة لتعليم اللغات
هناك دورات لتعليم اللغات تُعرَض للبيع، تتراوح تكلفتها في أي مكان ما بين خمسين دولارًا وعدة آلاف من الدولارات. يخبرك الأشخاص الذين يبيعونها أنه من الصعب أن تخرج من منزلك لحضور فصلٍ لتعليم اللغة، وسط المناخ البارد والرياح والأمطار والجليد، ويقولون إنه من الأسهل كثيرًا أن تجلس في منزلك على مقعدك المفضَّل، وتشغل إحدى الأسطوانات المضغوطة أو شريط كاسيت، وتميل للخلف، وتغمض عينيك؛ لتتعلَّم دون أدنى مجهود … ولكن كيف إذن يُعرض كثيرٌ من هذه الدورات التعليمية للبيع على أنها مُستعمَلة، على الرغم من أنها لم تكد تُمَس؟ يرجع هذا إلى أن تعلُّم إحدى اللغات يحتاج إلى قوة الإرادة. انتبه؛ كثيرون يدفعون آلاف الدولارات لشراء مناهج تعليم اللغة التي يظنون أنها ستقوم بمهمة التعلُّم نيابةً عنهم. إن برنامج تعلُّم اللغة غالي الثمن عديمُ النفع ما لم تستخدمه. أيضًا، تتمثَّل المشكلة في أن السعر لا يكون دائمًا دليلًا موثوقًا فيه على قيمة منهج تعلُّم اللغة.
هل سأقترح برنامجًا متكامِلًا لتعليم اللغة؟ أجل، لكن مع القليل من التحفُّظات. هناك بعض المناهج التي أقترحها مثل مناهج «آسيميل» لتعلُّم اللغة؛ وأُحبِّذ أيضًا مناهجَ «ترانسبيرنت لانجوِدج» لتعليم اللغة على الكمبيوتر، لكنَّ ثمة عيبًا خطيرًا في برامج التعلُّم باستخدام الكمبيوتر، وهو أنك لا تستطيع استخدامها إلا على الكمبيوتر الخاص بك؛ لا يمكنك أن تصطحب كتابك معك أو جهاز التسجيل وتتعلَّم أينما تكون.
جرِّبْ أن تشتري منهجًا مُسَجَّلًا بالكامل باللغة التي تعكف على تعلُّمها، حتى إن كان زهيدَ الثمن. سيساعدك هذا على تعلُّم النطق الصحيح و«موسيقى» اللغة، وسيساعدك أيضًا على التفكير بهذه اللغة.
على أي حال، ليس من المفترض الاعتماد على المنهج بمفرده، لكن ينبغي استخدامه مقترنًا بمواد تعليمية أخرى؛ وسأسهب في الحديث عن المناهج اللغوية الكاملة في الفصل الثامن.
(٢) الكتب الدراسية
بادئ ذي بدء، أنت في حاجةٍ إلى كتاب دراسي. في الواقع، أنصحك بشراء كثير من الكتب الدراسية؛ ينبغي أن يكون لديك على الأقل كتابان دراسيان للبدء، بل في الواقع أنصحك أن تقتني ثلاثةَ كتب؛ وبعد ذلك، إذا صادفتَ كتبًا أخرى تبدو مفيدةً ومثيرةً للاهتمام فاشتَرِها أيضًا؛ فذلك سيمدُّك بعددٍ من وجهات النظر عن اللغة، وما يتعذَّر عليك فهمه في كتابٍ ربما يكون واضحًا للغاية في كتابٍ آخَر. هذه هي نصيحتي للطلَّاب الذين يدرسون أيَّ موضوع؛ فلكلٍّ منَّا طريقةٌ مختلفة في التعلُّم. قد يبدو شرحُ أحد الكتب منطقيًّا للغاية لأحد الأفراد، بينما قد يراه متعلِّم آخَر مستعصيًا على الفهم. لا يتعلَّق هذا بالذكاء أو حتى أساليب التعلُّم؛ كلُّ ما هنالك أن الشخص الآخَر يحتاج إلى شرح المادة التعليمية بطريقةٍ مختلفة.
من جانبي، أُفضِّل الكتبَ الدراسية التي تعلِّم اللغة المنطوقة والسرد أيضًا. أقصد باللغة المنطوقة الحوار. يمكن أن تكون القصةُ ممتعةً في قراءتها، لكنها لن تعلِّمك اللغةَ التي تحتاج إلى معرفتها لكي تتحدَّث إلى أحدهم، أو تسأل عن الاتجاهات، أو تشتري كوبًا من القهوة. ابحث عن الكتب التي تشتمل على السرد والحوار.
إن أنواع الكتب الدراسية التي ينبغي أن تبحث عنها، هي تلك التي تحتوي على فصول أو دروس قصيرة، وينبغي أن تحوي قسمًا خاصًّا بفقرات القراءة القصيرة لتوضيح القواعد النحوية والمفردات الواردة في الدرس، وينبغي ألَّا يغطي كلُّ درسٍ أكثرَ من ثلاث نقاط في القواعد النحوية؛ وإلا سيُصيبك الإحباطُ بسبب كمِّ المعلومات التي تجد أن عليك تعلُّمَها.
ينبغي أن يشرح الكتابُ الدراسي القواعدَ النحوية حتى يمكنك فهمها. أفضل شروحات القواعد النحوية هي تلك التي توجد في أنحاء النص وتُفسَّر عندما تحتاج إلى تفسيرها. من الجيد أن يوجد في نهاية الكتاب قسمٌ خاص بالقواعد النحوية، وإذا لم يتوافر هذا فاشترِ كتابًا للقواعد النحوية الخاصة باللغة التي تتعلَّمها. أودُّ أن أنوِّه مرةً أخرى إلى أنه ينبغي عليك أن تتأكَّد من أنك تستطيع فهْمَه بسهولة.
ينبغي أن تحوي نصوصُ الكتاب حوالي عشرين أو خمسٍ وعشرين كلمة جديدة كحدٍّ أقصى في كل درس، وينبغي أن تكون هناك قائمةُ مرادفات في الصفحة لكلِّ الكلمات الجديدة. يبدو أن كثيرًا من مؤلِّفي كتب تعليم اللغة، يشعرون بأنهم يُسْدُون إليك معروفًا عندما يُصعِّبون عليك العثورَ على معنى الكلمة التي لا تعرفها؛ فهم إما يضعون المفردات في آخِر الكتاب، وإما لا يضعونها على الإطلاق، متوقِّعين منك أن تبحث عن معنى الكلمة في أحد القواميس. هل يظنون أنه كلما بذلتَ مجهودًا أكبر للعثور على معنى الكلمة، زاد احتمال أن تتذكَّرها؟ إن وجود مفردات في آخِر الكتاب أمرٌ حَسَنٌ، إذا كان هذا متوافرًا بالإضافة إلى وجود المفردات في صفحة الدرس أيضًا. وإذا لم توجد مفردات في صفحة الدرس، فإنني أميل إلى نَبْذِ هذا الكتاب والبحث عن كتاب آخَر؛ فالوقت المستغرَق في البحث عن معنى كل كلمة يجور بحقٍّ على وقت تعلُّم اللغة؛ فمعنى أن يوجد فهرسٌ في آخِر الكتاب أو عدم وجوده على الإطلاق، هو أنك تُضيِّع وقتًا في البحث عن معاني الكلمات التي لا تعرفها؛ مما يعني بدَوره استغراقَ وقتٍ أطول في إنجاز كمٍّ قليلٍ؛ ومن ثَمَّ فإن الكتب التي تشرح معاني الكلمات الجديدة في نفس الصفحة التي تُذكَر فيها توفِّر الوقتَ بحقٍّ، وهكذا تتعلَّم أسرع بمجهودٍ أقل.
ثمة استثناءات لهذه القاعدة؛ فلديَّ منهج ممتاز لتعليم اللغة الروسية، يحتوي على كتاب مكتوب بالروسية لتعليم الأجانب، وملحق منفصل يضمُّ القواعدَ النحوية وقاموسًا للمتحدثين بلغات مختلفة. كان المنهج رائعًا للغاية، حتى إنني قرَّرْتُ أن أستخدمه على الرغم من اضطراري إلى استخدام كتابِ القواعد النحوية المكتوب بالإنجليزية والقاموسِ المنفصلين، ويسرني أني فعلتُ. إذا راق لك كتابٌ ما على الرغم من عيوبه فاشتَرِه، لكن احرص على اقتناء كتب أخرى أيضًا لتُيسِّر مهمتك.
في الحالة المثالية، ينبغي أن يحتوي كلُّ كتاب على ترجمة حرفية إلى جانب ترجمةٍ باللغة الدارجة؛ فهذا يمنحك كلمات أكثر من المجهود الذي تبذله، ويتيح لك معرفة طريقة صياغة اللغة؛ على سبيل المثال: قد يقدِّم أحدُ كتب تعلُّم الإيطالية عبارةً يوميةً كالتالي:
العبارة: | A che ora parte il treno per Firenze? |
الترجمة الحرفية: | «في أي ساعة القطار يغادر إلى فلورنسا؟» |
الترجمة بالاستعمال الدارج: | «متى يغادر القطار إلى فلورنسا؟» |
عندما تُستعرَض المعلومات بهذه الطريقة لا يتعلَّم الطلابُ المفرداتِ الجديدة المستقلة فحسب، بل يتعلمون أيضًا كيف تُصاغ الجمل في اللغة الإيطالية.
كانت هناك حركةُ إعراضٍ كبيرة عن استخدام الترجمة الحرفية في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين. وفي رأيي، لم يكن هذا صوابًا حتى ولو كانت بعض الغرابة تطغى على شكل الترجمة، إلا أنها تساعدك على الإلمام بمعاني الكلمات، وتُطلِعك على ترتيب الكلمات في اللغة.
تأكَّدْ أيضًا أن مواد الدروس في الكتاب مشوِّقة ومفيدة لك. بعض الكتب القديمة كان سرديًّا بالكامل، وهو سرد عديم النفع في هذه الحالة. وعلى الناحية الأخرى، تشوب السطحية بعضًا من الكتب المدرسية الحديثة، كما أنها غير نافعة كثيرًا في مساعدة أحدهم على اجتياز رحلةِ عملٍ بنجاح أو الدراسة الجادة لِلُّغَة. ومع ذلك، إذا بَدَا لك أن أحد الكتب مشوِّقٌ فاشتَرِه، بالإضافة إلى كتب أخرى تساعدك على الارتقاء في اللغة. أما إذا اخترتَ أن تتعلَّمَ لغةً مغمورة، فربما لن يكون لديك خيار في الأمر؛ فسوف تكون مضطرًّا إلى أن تنتفع بأي كتاب تطوله يدك؛ فالكتاب السيئ أفضل من عدم وجود كتاب على الإطلاق.
(٣) القواميس
يجدر بك أن تشتري قاموسين: أحدهما صغير للجيب ينفعك في السفر والتنقُّل، والآخَر جيدٌ يُمكِّنك من ترجمة معظم النصوص، ويقدِّم لك معلومات نحوية عن كل كلمة، وتأكَّدْ أنهما من القواميس المزدوجة؛ بمعنى أنك إذا كنتَ تتعلم الفرنسية مثلًا، فإنك سوف تحتاج إلى قاموس يحتوي على قسمين: أحدهما فرنسي-إنجليزي، وآخَر إنجليزي-فرنسي؛ كي تبحث عن الكلمات في كلا الاتجاهين. تأكَّدْ أن هذا هو القاموس الذي تشتريه.
وإذا كنتَ تتعلَّم إحدى اللغات التي تتشكَّل أبجديتها من الأشكال أو الرموز، مثل اللغة الصينية أو اليابانية، فربما تضطر إلى شراء العديد من القواميس؛ فعلى سبيل المثال: قد يبدأ الطلَّابُ الذين يتعلَّمون اللغةَ اليابانية دراستهم بقاموس يستعين بالحروف الرومانية المألوفة، لكنهم سوف يحتاجون في النهاية إلى كلٍّ من: قاموسٍ لتعليم أصوات الأبجدية المقطعية اليابانية، و«قاموس الحروف» الذي يساعدهم في البحث عن الحروف غير المألوفة التي لا يعرفون أصواتها.
كثيرًا ما يمكنك العثور على قواميس ممتازة في متاجر بيع الكتب المستعملة، أو المتاجر الخيرية التي لا يلتفت إليها الطلاب. يوجد في كلٍّ من متاجر الكتب المستعملة ومتاجر الفُرَص الذهبية أقسامٌ لبيع الكتب التعليمية المستعمَلة. في أغلب الأحيان، يمكنك شراء قاموس أو كتاب دراسي ممتاز بجزء ضئيل من الثمن الذي كنتَ ستدفعه لو اشتريتَه جديدًا.
ربما تحتاج أيضًا إلى قاموس للمصطلحات الفنية إذا كان عملك ينطوي على لغة متخصصة. إذا كنتَ تتعامل مع مجالٍ متخصِّص فاشترِ قاموسًا مناسبًا. ولعلها فكرة جيدة أيضًا أن تشتري كتابًا تعليميًّا غير معقَّد يتناول الموضوعَ أو المجالَ الذي تعمل فيه، ومكتوبًا باللغة التي تدرسها؛ سيمدُّك هذا بالكثير عن اللغة التي تحتاج إلى الإلمام بها. عندما وصلتُ إلى ألمانيا، كنتُ في حاجةٍ إلى معرفة كلماتٍ ذات صلةٍ بالعلوم والإلكترونيات لم تكن مذكورةً في معظم القواميس، وعليه قمتُ بقراءة الكتب الفنية المتخصِّصة في العلوم والإلكترونيات في المكتبة، واشتريتُ كتبًا تعليمية بسيطة تتناول مجالَ تخصُّصِي. ابتعتُ أيضًا قاموسين للمصطلحات الفنية؛ أحدهما غالي الثمن، والآخَر زهيد الثمن بغلافٍ ورقي للجيب؛ حتى يمكنني حملُه أينما أذهب، وكان هذا بالنسبة إليَّ يفي بالغرض وزيادة.
(٤) كُتُب العِبارات
إلى جانب القاموس، أنت بحاجةٍ إلى كتاب عِبارات؛ قد تحتاج إلى اثنين. إذا تمكَّنْتَ من شراء كتاب عباراتٍ يفي بالغرض ويسهُل أن تحمله في جيبك، فقد يكون هذا كافيًا؛ أما إذا كان ضخمًا، فاشترِ واحدًا صغيرًا أيضًا.
ينبغي أن يكون كتابُ العبارات ذا صلة باحتياجك. اطَّلِعْ على الكتب الموجودة في متجر بيع الكتب قبل أن تأخذ قرارَ الشراء. إن كُتُب لونلي بلانت للعبارات ممتازة؛ فهي تقدِّم العبارات، بالإضافة إلى نصائح حول كيفية استخدامها؛ وتقدِّم معلوماتٍ مفيدةً حول ثقافة البلد الذي تتعلم لغته، وتُساعدك في تجنُّب الوقوع في أخطاء مُحرِجة.
ذات مرة، كنتُ أقدِّم برنامجًا تدريبيًّا لتعلُّم الرياضيات في كوالالمبور بماليزيا، وطُلِب مني في نهاية البرنامج تسليم شهادات الدبلومات للطلاب المتخرجين. كان عليَّ أن أُصافِح الطلابَ يدًا بيد وأُسلِّمهم شهاداتهم؛ عادةً في أستراليا، كنتُ أسلِّم الشهادةَ باليد اليسرى، بينما أصافح الطلَّاب باليد اليمنى. من حسن الحظ أنني كنتُ قد قرأتُ كتابَ لونلي بلانت للعبارات؛ الوحيد الذي كنتُ قد اشتريتُه لتوِّي، وعرفتُ منه أنه لا ينبغي لك أبدًا تسليم أيِّ شيء لأي شخص باليد اليسرى في ماليزيا؛ فهذه إهانةٌ له. وعليه، كنتُ أُسلِّم الشهادةَ بكلتا يديَّ لكل طالبٍ، وبعدها أُصافِحه باليد اليمنى. كانت هذه هي الطريقة الصحيحة لفعل ذلك، وسألت المضيفين: ماذا لو كنتُ سلَّمتُ الطلاب الشهادات باليد اليسرى، فأجابوا: «كانوا سيرونك أجنبيًّا جاهلًا.» أسعدني أن كتاب العبارات لم يشتمل فحسب على العبارات، وإنما أيضًا نصائح لكيفية استخدامها.
إن الحصولَ على كتابِ عباراتٍ ومعه أسطوانة للعبارات اختيارٌ جيد؛ فهو لا يعلِّمك ماذا تقول فحسب، وإنما أيضًا كيف تردِّده.
انظر أيضًا الترجمةَ الصوتية للعبارات (طريقة شرح النطق)، ولا تختَرْ كتابًا يستعين بالرموز الصوتية الدولية، إلا إذا كنتَ تقرؤها بالفعل بطلاقة. اختَرْ كتابًا يشرح ببساطة طريقةَ نطق كل كلمة، ويعرِّفك أي مقطع صوتي هو الذي يقع عليه التوكيد (عادةً ما يُشار إلى هذا بحروفٍ كبيرة أو بالخط العريض). إذا خلا كتابُ العبارات من دليل الصوتيات أو أشار عليك بالاستعانة بالأسطوانات المرافقة، فهو ليس اختيارًا جيدًا على الأرجح.
(٥) شرائط الكاسيت، والأسطوانات المضغوطة، وإم بي ثري
إن تكنولوجيا التسجيل السمعية هي إحدى الهدايا الرائعة التي حظي بها متعلِّمو اللغة. في الماضي، كان متعلِّمو اللغة الذين لم يكن بمقدورهم العثورُ على متحدِّثين أصليين لِلُّغَة لإرشادهم؛ مضطرين إلى الاعتماد على الأوصاف المكتوبة التي تتناول النطق الصحيح لكلمات أو عبارات اللغة التي يتعلَّمونها. غيَّرَتْ أسطوانات الفونوغراف هذا إلى الأبد. أنت الآن تتمتَّع بالقدرة على الاختيار ما بين شرائط الكاسيت والأسطوانات المضغوطة، ومؤخرًا ملفات الصوت الرقمية التي يمكن تشغيلها على الكمبيوتر، أو على مشغلات أقراص الفيديو الرقمية، أو مُشغِّل ملفات إم بي ثري.
إن كان لديك شريط كاسيت أو أسطوانات مضغوطة أُرفِقَتْ بكتاب العبارات، فأنت فعليًّا لا تحتاج أي مواد مسجلة أخرى، لكن كلما كان لديك موادُّ مسجلة أكثر، كان من الأسهل مراجعة ما تعلَّمْتَه، وأيضًا سيدرِّب هذا أذنَيْك على سماع اللغة التي تتعلَّمها؛ فأنت في حاجة إلى ممارسة الاستماع إلى اللغة، بالإضافة إلى قراءتها. وسوف نتناول موضوعَ شراءِ واختيارِ منهجٍ مسموع متكامل لتعليم اللغة في الفصل الثامن.
تمثِّل تسجيلات الأطفال وقصصهم أداةَ تعلُّمٍ جيدةً، وبالأخص إن كان برفقتها نصٌّ مكتوبٌ. إن أيَّ نصٍّ مُسجلٍ جيدٌ، ما دام واضحًا ومنطوقًا بلُكْنة أصلية.
حاوِلْ أيضًا الحصولَ على أعمال غنائية مسجلة باللغة التي تدرسها؛ يمكنك أن تبحث عن كلماتها على الإنترنت. من السهل أيضًا العثور على تسجيلات لأغاني أطفال ومعها كتاب الأغاني.
(٥-١) أجهزة الكاسيت، أو مشغلات الأسطوانات المضغوطة أو مشغلات إم بي ثري محمولة
يمكنك شراء جهاز كاسيت رخيص بأقل من ١٠ دولارات لتُنصِتَ إلى اللغة أثناء سيرك أو خلال رحلتك اليومية من العمل وإليه. سيتيح لك هذا تعلُّم اللغة ومراجعتها باستغلال الوقت الذي سيكون ضائعًا ما لم تستغله على هذا النحو. الشيء نفسه ينطبق على مشغلات الأسطوانات المضغوطة المحمولة التي صارت رخيصةً الآن، والتي تنفع في الاستماع إلى الأسطوانات الصوتية المضغوطة أثناء مزاولة أنشطة أخرى.
إن كان لديك مشغل إم بي ثري، وكان بمقدورك تحويل التسجيلات إلى صيغة إم بي ثري على جهاز الكمبيوتر الخاص بك، فهذه أداة ممتازة؛ حيث يكون بمقدورك وضع ساعات من المواد المسموعة المسجَّلة على جهازك، والاستماع إليها أثناء المشي أو التسوُّق أو السفر.
(٦) القراءة من أجل المتعة
إن كنتَ تعيش في مدينة من المدن الكبيرة، فمن المؤكَّد أنك تستطيع شراء الصحف والمجلات باللغة التي تتعلَّمها؛ ستجد على الأرجح تشكيلةً من الصحف الأجنبية إذا قصدتَ كبارَ الموزِّعين ومنافذ بيع الصحف والمجلات. اطلب من القنصليات أو السفارات الحصول على بعض الصحف والمجلات القديمة المهملة لديهم إن كانوا لا يمانِعون في ذلك؛ عادةً سيسرُّهم مساعدتك. وإن لم يكن الأمر كذلك، فاسألهم من أين يمكنك شراؤها. ويمكنك أن تطلب من وكالة الأنباء المحلية أن تطلبها لك، أو تشترك بنفسك مباشَرةً في الصحيفة أو المجلة.
بإمكانك دائمًا أن تُحمِّل المقالات من الصحف أو المجلات الموجودة على الإنترنت، ثم تطبعها لمذاكرتها وممارسة الترجمة في وقت لاحق. ستُعينك المقالات والإعلانات على ممارسة اللغة التي تحتاج إلى الإلمام بها.
يمكن أن تساعدك دائمًا متاجرُ بيع الكتب المكتوبة باللغات الأجنبية في الحصول على مواد ممتعة للقراءة؛ فالكثير منها يعرض الكتبَ الهزلية المصوَّرة. يمكنك شراء مغامرات تان تان المصوَّرة بأي لغة تقريبًا. ابحث عن الكتب الهزلية؛ ومن الاختيارات الجيدة كتبُ الكاريكاتير ذات العبارة الواحدة القصيرة التي توضِّح خلاصة الفكاهة؛ لن يثبِّط عزيمتك في هذه الحالة البحثُ عن معاني الكلمات في أحد القواميس.
وإن كان لديك توجُّه ديني، يمكنك دراسة النصوص الدينية باللغة التي تريد تعلّمها؛ غالبًا لن يكلِّفك هذا أي نقود، وإنْ حدث وكلَّفك نقودًا، فعادةً ستكون قليلة. يمكنك أن تحمِّل نصوصَ الإنجيل بالعديد من اللغات مجانًا من على الإنترنت، ويمكنك أيضًا أن تُحمِّل ملفاتٍ صوتيةً للإنجيل المسموع بالعديد من اللغات؛ حتى يمكنك أن تتابع الكلمةَ المسموعة بالنص المكتوب.
عندما كنتُ مقيمًا في سنغافورة، عثرتُ على كتاب تعاليم بوذا في الدرج المجاور للفراش في غرفتي بالفندق، وقد عثرتُ بداخله على إعلانٍ يقول إنه يمكنك الحصول مجانًا على نسخة من الكتاب بعددٍ من اللغات من مكان قريب. حصلتُ على نسختي الإنجليزية المجانية، ودفعتُ مصاريف بسيطة مقابل الحصول على النسخة الروسية من تعاليم بوذا.
(٧) الإنترنت
تقدم شبكة الإنترنت ثروة من المواد التعليمية في أي لغة؛ يمكنك زيارة صفحات الويب باللغة المراد تعلُّمها وتحميل المقالات للقراءة، والملفات الصوتية للاستماع. كما أن المواقع الإخبارية نافعة جدًّا؛ إذ يمكنك طباعة عناوين الأخبار الرئيسية لليوم باللغة المراد تعلُّمها، سيكون كلُّ عنوان رئيسي قصيرًا ومتعلقًا بالحياة اليومية. يمكنك أيضًا العثور على مواقع تهدف إلى مساعدة متعلِّمي اللغة. لا يصعب العثور على مواقع تعرض مقدمة عن اللغة؛ لقد عثرتُ على منهج متكامل لتعليم لغة الملايو فقمتُ بتحميله، وأستخدمه الآن. سأتناول بالتفصيل استخدامَ الإنترنت كوسيلةٍ للتعلُّم في الفصل الثامن عشر.
(٨) الإذاعة والتليفزيون
لدينا في أستراليا تشكيلة هائلة من اللغات التي يمكننا سماعها من الراديو ومشاهدتها في التليفزيون، والأفلام المذاعة على شبكة قنوات إس بي إس تحتوي على ترجمة أسفل الشاشة؛ بحيث يمكنك التأكُّد من فهمك أثناء المشاهدة. وإن واتتك الفرصة لمشاهدة فيلم للمرة الثانية فشاهِدْه مصحوبًا بترجمة الشاشة. وبالاستعانة بالأقمار الصناعية وخدمة اشتراك تليفزيوني، يمكنك مشاهدة برامج من كافة أنحاء العالم، وإلَّا فاشترِ مقاطع الفيديو التي يمكنك مشاهدتها على مشغل الفيديو؛ تأكَّدْ فحسب أن مقاطع الفيديو التي تشتريها متوافِقة مع نظام الفيديو والبث التليفزيوني في بلدك (في أستراليا نظام تشغيل «بال» هو أكثر الأنظمة شيوعًا؛ ولمشاهدة مقاطع الفيديو المعدَّة في بلدان أخرى، قد تحتاج إلى مشغل فيديو خاص). أما أقراص الفيديو الرقمية فهي خيار جيد آخَر؛ يمكنك أن تختار مشاهدةَ الأفلام بلغتك الهدف، سواء أكانت تحتوي على ترجمة شاشة أم لا، أو حتى مشاهدة أفلام باللغة الإنجليزية مُدبلَجة بلغات أخرى. وأذكِّرك مرةً أخرى، لا بد أن تتأكد من أن قرص الفيديو الرقمي ملائم للمنطقة التي تقيم بها.
لقد أتاحَتْ شبكةُ الإنترنت البثَّ الإذاعي باللغات الأجنبية للجميع؛ فيمكنك أن تبحث عن محطة راديو تبثُّ برامجها على الإنترنت باللغة التي تتعلَّمها، وتستمع إلى إرسال صوتي عالي الجودة.
(٩) بطاقات التعلُّم
يمكنك أن تعدَّ بطاقات التعلُّم لمراجعة الكلمات التي تتعلَّمها في الوقت الحالي، أو الكلمات التي تجد صعوبةً في تعلُّمها. يمكنك أن تَعُدَّ بنفسك حافظةً بلاستيكية إن لم تجد واحدةً في متجر بيع الأدوات المكتبية. من جانبي، أستخدم غلافَ مفكِّرةٍ قديمة لأحتفظ ببطاقاتي. تساعد بطاقات التعلُّم في تعلُّم أيام الأسبوع، والأرقام (من واحد إلى عشرة في البداية، ثم إلى مائة)، والألوان، وما إلى ذلك. أرى أن بطاقات التعلُّم هي الأكثر نفعًا في تعلُّمِ هذه الأنواع من القوائم وتعلُّمِ الكلمات المتخصِّصة؛ مثل: أسماء قطع الشطرنج، أو المصطلحات الطبية أو الفنية، وما شابه. يمكن أن تكون بالغةَ النفع أيضًا في تعلُّم اللغات التي تتكوَّن أبجديتُها من عدد كبير من الحروف التي يجب حفظها، مثل الصينية أو اليابانية. اطَّلعتُ على مختلف الآراء بشأن بطاقات التعلُّم؛ فبعض الأفراد الشغوفين بتعلُّم اللغات يعارضونها تمامًا. في رأيي، جرِّبها وانظرْ كيف ستساعدك على التعلُّم؛ إنَّ لكلٍّ منَّا طريقةَ تفكير خاصة؛ فإذا ساعدَتْك بطاقات التعلُّم فاستخدِمْها مهما كلَّف الأمر.
(١٠) الدفاتر
اشترِ ثلاثة أو أربعة دفاتر يمكنك أن تخصِّصها لدراسة اللغة فحسب؛ في الدفتر الأول ستدوِّن ملاحظاتك الخاصة التي خرجت بها من الكتب الدراسية، واكتب فيها التمارين، أما الدفتر الثاني فهو مخصَّص للمفردات العامة، ويمكن استخدام الدفتر الثالث في كتابة الجُمَل والعبارات والمفردات المهمة في نظرك، أما الدفتر الرابع فستستخدمه ككتاب دراسي لتعلُّم اللغة الأساسية.
(١١) المذاكرة في المدرسة أو من أجل خوض اختبار
إذا كنت تَدرس لغةً ما من أجل خوض اختبار، أو لأنها مفروضة عليك في المدرسة، فاستخدِمْ الطريقةَ المذكورة أعلاه قدر الإمكان، وسيكون الكتاب الدراسي الخاص بالمدرسة أو المنهج التعليمي هو النص الذي تعتمد عليه في المقام الأول، لكنه لن يكون وسيلةَ تعلُّمِك الوحيدة. إن الفارق الكبير بينك وبين الطلاب الآخَرين في فصلك هو أنك سوف تتحكَّم في طريقة تعلُّمك للغة؛ فأنت تعمل وفق جدولٍ خاص بك.
أضِفِ المتعةَ على عملية تعلُّم اللغة؛ فهذا ينتزع التوتُرَ الذي يصاحب التعلُّم من أجل اجتياز الامتحان: العب باللغة، اقرأ كتبَك الفكاهية والكتبَ المصوَّرة الهزلية، استمِعْ إلى أغانٍ، زُرْ أماكنَ يتحدَّث فيها الأشخاصُ بهذه اللغة. يكدُّ الطلابُ الآخَرون في تعلُّم اللغة، أما أنت فتلعب بها. استمتِعْ بذلك.
(١٢) الأدوات: ملخص
-
الكتب الدراسية الخاصة باللغة — بصفة عامة.
-
قاموس.
-
كتاب للعبارات.
-
شرائط تسجيلية أو أسطوانات مضغوطة.
-
كتب قراءة مدرسية أو كتب أطفال.
-
صحف ومجلات.
-
كتب هزلية مصورة وكتب للنكات.
-
جهاز تسجيل محمول، أو مُشغِّل أسطوانات مضغوطة، أو مشغل ملفات إم بي ثري.
-
اتصال بالإنترنت.
-
بطاقات تعلُّم.
-
شرائط أو أسطوانات مضغوطة لقصص الأطفال، ولا سيما تلك المصحوبة بنصوص مكتوبة.
-
شرائط كاسيت أو أسطوانات مضغوطة لأغاني أطفال.
-
دفاتر.
الآن أنت على أُهبة الاستعداد لبدء مغامرتك.