المفردات
يتمثَّل معظم الجهد المبذول في تعلُّم لغة أخرى في إتقان المفردات. في أغلب الأحيان، تتحسَّن القواعد النحوية من تلقاء نفسها؛ فمع أن القواعد النحوية مهمة وضرورية، فإن المشكلة لا تتمثَّل فيها عندما لا تستطيع فهْمَ ما يتعيَّن عليك معرفته، بل تتمثَّل المشكلة في المفردات دائمًا تقريبًا.
إن كانت لديك حصيلة كبيرة من المفردات، فسيمكنك دائمًا أن تفهم ما تقرؤه أو تسمعه، وأن تتواصل بنجاح. هذا الفصل مخصَّص لتعلُّم المفردات بسرعة وبسهولة قدر المستطاع.
سوف تكتشف أن ثمة العديدَ من الطرق لقول معظم الأشياء في أي لغة. بإمكانك أن تختار التعبير عن نفسك بأسهل الطرق بالنسبة إليك باستخدام المفردات التي تعرفها، إلا أن المشكلة تكمن في أن الآخرين لم يقرءوا نفسَ كتبك الدراسية لتعلُّم اللغة؛ فبعضهم سيستخدم كلماتٍ مختلفةً عند الحديث إليك، ومن ثَمَّ كلما كانت حصيلتُك من المفردات أكبرَ، كان التواصلُ أسهلَ.
بالطبع هناك استراتيجيات يمكنك اللجوء إليها لتحاشي هذه الصعاب؛ إذ يمكنك دائمًا أن تطلب من الأفراد الذين تتحدَّث إليهم أن يُعِيدوا قولَ الشيء مرةً أخرى بشكل مختلف، ولو أنهم — غالبًا — سيعيدون قول نفس الشيء بالضبط مرةً أخرى، ولكن على نحوٍ أبطأ وبصوت أعلى، بدلًا من أن يستخدموا كلمات مختلفة. هذا الأمر غير مُجدٍ، وعندما يحدث هذا، جرِّبْ أن تعيد صياغةَ ما «تظن» أنهم يقولونه، ثم اسألهم بقول شيءٍ من قبيل: «أهذا ما تقصده؟ أهذا ما تريد أن تقوله؟» اطرح عليهم أسئلةً تشجِّعهم على قول ما يقصدونه بصياغة مختلفة.
سوف تتعلَّم معظمَ كلمات اللغة التي تدرسها في سياقات؛ فإذا كنتَ تتعلَّم كلمات طبية، فإنها ستتكرَّر أثناء مذاكرة المادة. ينطبق نفس الشيء على أي موضوع آخَر، سواء أكان في الدين أم السياسة أم الفيزياء أم كرة القدم؛ ستُنبَّه باستمرار إلى الكلمات التي تحتاج إلى الإلمام بها، ولسوف تتعلَّمها بسهولة وبشكل تلقائي. إذا كنتَ تقابل كلمةً ما بصفة يومية، فسرعان ما ستجد أنك تعرف معناها دون بذل أي مجهود يُذكَر. هكذا تعلمتَ لغتك الأم؛ فأنت لم تحلَّ تمارين خاصة لتتقن المفردات؛ إذ لم يكن يلزمك سوى التذكِرة اليومية التي تحدث من خلال الاستخدام الطبيعي، وهكذا سوف تتعلَّم معظمَ كلمات لغتك الجديدة؛ وهو أمر سهل وتلقائي وغير مُرهِق.
لكن لكي تضيف إلى المفردات التي سوف تكتسبها بلا مجهود، سأريك طريقةً أخرى سهلةً لإتقان كمٍّ هائلٍ من المفردات في وقت قياسي.
(١) الطريقة السريعة لاكتساب حصيلة هائلة من المفردات
منذ سنوات قليلة، سجَّلتُ في بعض الدروس لتعلُّم اللغة الروسية في ملبورن؛ فقد قدَّمَتْ لي إحدى الطالبات، التي كانت تريد أن تدبِّر نفقاتها الجامعية، دروسًا خصوصيةً في إحدى المدارس الخاصة لتعليم اللغات.
كان لديها كتاب دراسي إلزامي (لم يَرُقْ لي)، وكنَّا ندرس درسًا واحدًا كلَّ أسبوع، فانتهزتُ الفرصة لأطرحَ عليها أسئلةً من المنهج الذي كنتُ أذاكره بالمنزل، وأحصلَ على مساعدتها في تحسين النطق. واصَلْنا دروسَنا على ما يرام على مدار أشهر، ثم بدأتْ تعطيني قائمةً من المفردات الصعبة لأذاكِرها كلَّ أسبوع لتُعدَّني للدرس التالي؛ وكي أتعلَّم الكلمات الجديدة، لجأتُ إلى الطرق التي ابتكرتُها بنفسي (التي سأعلِّمك إياها في هذا الفصل). وكنت أسير وفقًا لمبدأ «لماذا أفعل اليومَ ما يمكنني تأجيلُ فعلِه إلى الغد؟» كثيرًا ما كنتُ أترك حفْظَ المفردات إلى اللحظة الأخيرة؛ إذ كنتُ أسافر إلى ملبورن وأحتسي فنجانًا من القهوة في أحد المقاهي بينما أحفظ مفردات الدرس بأكملها.
وفي الفصل، كانت المعلمة تمتحنني، وكنتُ أُجيبها إجاباتٍ صحيحةً.
وأخيرًا أخبرتني المُعلمة أنه لم يُمضِ أحدٌ من طلَّابها كلَّ هذه المدة في الدراسة، لم يكن لديها أدنى فكرة كيف ترتقي بمستواي في اللغة إلى مستويات أعلى؛ ومن ثَمَّ فعلَتْ معي ما كانت تفعله مع سائر طلَّابها السابقين، فعندما تفرغ جعبتها ممَّا يمكن أن تقدِّمه للطلاب، كانت تكلِّف الطالبَ بحفظ مفردات بالغة الصعوبة، فيتوقَّف الطالب عن الدراسة. في حالتي، لم تفلح هذه الاستراتيجية؛ ومِن ثَمَّ سألتني إن كان بمقدوري أن أُخبِر مديرها في المدرسة ببساطةٍ أنني قد تعلَّمْتُ ما أريده ثم أُنهِي الدروس؛ فقد كانت تخشى من أن يفهم مديرها أنها غير كفء.
الطريقة الوحيدة التي أمكنني من خلالها حفظ المفردات كلَّ أسبوع، هي الطريقة التي سوف أعلِّمكم إياها الآن. أؤكِّد بقوةٍ أنه إذا كانت هذه الطريقة تفلح مع اللغة الروسية، فإنها سوف تفلح مع أي لغة أخرى؛ إنها حقًّا ناجحة! ذات مرة طلب مني رجلٌ كان يدرس اللغةَ اليابانية أن أُعطيه درسًا خصوصيًّا، وأن أعلِّمه طريقةً لحفظ المفردات اليابانية، مع أنني لم أكن أتحدَّث اليابانية قطُّ. عملتُ معه حوالي الساعة ونصف الساعة، حفظ خلالها حوالي ١٥٠ كلمة يابانية، وقد غادر وهو يشعر بالرضا؛ لأنه تعلَّمَ مفردات أساسية قيِّمة. فرحتُ بأنني تعلَّمْتُها بالمثل، وكان عليَّ أن أُقرِّر ما إذا أردتُ أن أنتفع ممَّا تعلمتُه وأبدأَ في تعلُّم اللغة اليابانية. كان قراري أنني لم أكن أريد تعلُّمَ اليابانية في ذلك الوقت؛ ومن ثَمَّ نسيتُ كلَّ ما تعلَّمته. سأوضح لك كيفيةَ استخدام طريقتي لتخزين المعلومات في الذاكرة القصيرة المدى، ثم نقلها بسهولةٍ إلى الذاكرة الطويلة المدى. الطريقة سهلة وممتعة.
في البداية، أقول لنفسي إن تعلُّمَ المفردات ليس أمرًا مثيرًا للذعر؛ فيقيني هذا من القلق بشأن ما إذا كنتُ سأتذكر الكلمات أم لا عند الحاجة إليها. أعرف أن المعرفة تأتي مع الوقت، ويمنحني هذا التوجُّهَ العقلي المناسبَ لبدْء التعلُّم. تتمثَّل أولى مخاوفي في إدراك الكلمات باللغة الأجنبية، وأيضًا في استيعاب القواعد النحوية. لا يقلقني تعلُّمُ القواعد؛ فهذا سيأتي لاحقًا. ما دامت المواد التي أدرسها جديدةً، أكون دائمًا في الموجة الأولى من التعلُّم (مرحلة الخمول)، وما إن أصل إلى الموجة الثانية أو مرحلة التعلُّم النَّشِط، حتى أكون على يقين من أن المفردات ستَرِدُ إلى ذهني عندما أحتاجها بسبب التكرار.
إذا كنتُ أريد أن أتعلَّم الكلمات بسرعةٍ حتى يمكنني أن أستخدمها في التوِّ إنِ احتجتُ إليها، أقول لنفسي إنني سأتحكم في طريقة تعلُّمي للمفردات، وأُطلِق على هذه العملية «التعلُّم الفعَّال»، كمقابل للتعلُّم السلبي.
سأخبرك في القسم التالي كيف أفعل هذا.
(٢) التعلُّم النَّشِط
تتمثَّل الخطوة الأولى في التعلُّم النَّشِط في سماع أو قراءة الكلمة التي يتعيَّن عليَّ تعلُّمها؛ فإذا لم تكن للكلمة صلة واضحة بنظيرتها في اللغة الإنجليزية (اللغة الأم)، أسأل نفسي قائلًا: «ما هي الكلمة أو الكلمات «الشبيهة لها في النطق» في لغتي الأم؟» يحملني هذا على التركيز في الكلمة الأجنبية؛ إذ أحاوِل التفكيرَ في كلمةٍ لها نطقٌ مشابه. في بعض الأحيان، لا يكون نطق الكلمة الإنجليزية التي فكَّرتُ فيها مشابهًا على الإطلاق لنطق كلمة اللغة الهدف، إلا أن هذا يكون أفضل ما توصَّلْتُ إليه؛ لعل نطْقَ مقطعٍ واحدٍ منها يشبه نطق إحدى الكلمات المألوفة. لا ضير في هذا؛ فلا يُشترَط أن تُنطَق بالضبط مثل الكلمة التي توصَّلت إليها، وإنما يكفي أن يكون نطقها «مشابهًا»، بما يكفي لأن يذكِّرني بها.
ثم أكوِّن صورةً ذهنية عن الكلمة المشابهة في النطق، ثم أربطها بالمعنى مع صورة ذهنية مجنونة. إن تكوين صورة ذهنية يصنع درجةً عالية من التركيز؛ فلا يمكنك تخيُّل شيءٍ دون التفكير فيه، وإذا فكَّرتَ في شيء آخَر تتلاشى الصورة؛ وعليه يكون تركيزك كاملًا أثناء تكوين الصورة الذهنية.
هذا هو كل المطلوب، ولستَ مضطرًّا إلى تذكُّر الصورة لبقية حياتي؛ ومِن ثَمَّ لا يوجد ضغط عليَّ؛ كل ما عليَّ فعله هو تذكُّر الصورة لخمس دقائق تقريبًا فحسب ريثما أراجع ما تعلَّمْتُه، فتغرس المراجعةُ المعلوماتِ في ذهني، بل تجعل تذكُّرَها أكثر سهولةً في المرة التالية.
كلما زادتِ الصورةُ جنونًا، زاد التركيز اللازم لتكوينها، وسَهُل تذكُّرُها، وزاد استمتاعُك. يمكنك أن تسلِّي نفسك بالصور المجنونة التي تكوِّنها.
ثمة قول شائع في أوروبا بين متعلِّمي اللغات، مفاده أنه لا بد لك أن تتعلَّم الكلمةَ وتنساها سبع مرات إلى أن تتعلَّمَها بحقٍّ. أما وفقًا لطريقتي فستتعلم الكلمة مرةً واحدة فحسب؛ ليس هذا فحسب، بل إن الكلمة تذهب مباشَرةً إلى مفرداتك الفعَّالة. عادةً عند تعلُّم إحدى اللغات، تذهب الكلمات الجديدة إلى مفرداتك السلبية أولًا؛ يعني هذا أنك تتعرَّف على الكلمة عندما تسمعها أو تراها، لكن إذا كان بمقدورك أن تترجمها من لغتك الأم إلى اللغة الأجنبية، فإن الكلمة حتمًا تصير جزءًا من مفرداتك الفعَّالة. أن تترجم من اللغة الأجنبية إلى لغتك الأم، أسهلُ كثيرًا من أن تفعل العكس؛ يرجع ذلك إلى أن حصيلتنا من المفردات السلبية أكبر بكثيرٍ من حصيلتنا من المفردات الفعَّالة، لكن عند اتِّباع طريقتي، فإن الكلمات تذهب مباشَرةً إلى المفردات الفعَّالة؛ فدعونا نجرِّب بعض الأمثلة.
(٢-١) اللغة الفرنسية
لم ننتهِ بعدُ؛ يتعيَّن علينا مراجعة الكلمة بعد عشر دقائق من الآن. في الوقت نفسه، دَعُونا نتعلَّم المزيدَ من الكلمات.
الآن، يمكننا أن ننتقل إلى الكلمة التالية:
-
ما المقابل الفرنسي لكلمة «خنزير»؟
-
ما المقابل الفرنسي لكلمة «لبن»؟
-
ما المقابل الفرنسي لكلمة «ينام»؟
-
ما المقابل الفرنسي لكلمة «ضفدع»؟
هل أدهشك هذا؟ أنت لا تتذكَّر الكلمات فحسب، لكنك تذكَّرْتَها من مفرداتك الفعَّالة؛ بمعنى أنك قمتَ بالترجمة من لغتك إلى اللغة الأجنبية.
حتى إذا نسيتَ كلمة أو اثنتين فلا داعي للقلق؛ فلسوف تتذكَّرهما في الخطوة التالية؛ كلُّ ما عليك هو أن تتخيَّل الصلةَ مرةً أخرى بشكل أكثر تفصيلًا من ذي قبل، وعندئذٍ استرجِعْها بشكل صحيح عند مراجعتك التالية. افعل هذا الآن؛ فباتِّباع هذه الطريقة ستكون «إخفاقاتُك» أفضل من نجاحات معظم المتعلِّمين الآخَرين لِلُّغة.
والآن أصبحت الكلمات موجودةً في ذاكرتك القصيرة المدى، فكيف تنقلها إلى ذاكرتك الطويلة المدى؟ كل ما عليك فعله هو مراجعة القائمة واسترجاع الصور الذهنية كلَّ يومٍ لمدة أسبوع. ينبغي لك أيضًا استخدام الكلمات أثناء تحدُّثك باللغة ومذاكرتها، وأن تكون المراجعة تلقائيةً؛ ففي كل مرة تقرأ دروسك، أو تستمع إلى الدروس المسموعة، أو تستخدم اللغة، فأنت بذلك تعمل على وضع المعلومات في ذاكرتك الدائمة.
لماذا أُطلِق على هذا التعلُّمَ النَّشِط كمقابلٍ للتعلُّم السلبي؟ عندما تتعلَّم تعلُّمًا سلبيًّا فإنك لا تقوم إلا بقراءة الكلمات الجديدة، وتستمع إليها، وتأمُل أن ترسخ في ذاكرتك من تلقاء نفسها؛ عادةً ما يكون ذلك عن طريق كثرة التكرار، أما عندما تتعلَّم تعلُّمًا نَشِطًا، فإنك تحدِّد طريقةَ تعلُّم الكلمات من خلال نَسْج صورٍ مجنونةٍ في خيالك. أنت مَن يمسك بزمام الأمر ويقرِّر الطريقةَ التي يتعلَّم بها.
(٢-٢) ماذا لو لم تفلح هذه الطريقة؟
أخبرني أحد طلَّابي وهو مستاء بأن هذه الطريقة لم تفلح معه؛ قال لي إنه كان يرتكب خطأ ما، وهذه الطريقة لم تكن مفيدةً على الإطلاق.
سألته: «ماذا حدث؟»
أجاب قائلًا: «لقد حاولتُ تعلُّمَ عشرين كلمة، وكنتُ أستعرضها أمام أسرتي، وعندما استرجعتُها نسيتُ ثلاث كلمات منها، فما الخطأ الذي ارتكبتُه؟»
كنتُ مذهولًا، وقلت له: «لقد نسيتَ ثلاث كلمات من إجمالي عشرين كلمة! انظر إلى الأمر من هذا المنظور؛ لقد تذكَّرْتَ سبع عشرة كلمة من إجمالي عشرين كلمة، هذا رائع! كم عدد الكلمات التي كنتَ ستتذكرها دون استخدام هذا النظام؟»
أجاب: «ما كنتُ لأحاول حتى حِفْظ الكلمات من الأساس؛ فذاكرتي ميئوسٌ منها.»
قلتُ له: «حسنًا، إخفاقاتُك أفضل كثيرًا من نجاحات الآخرين، وهي أيضًا أفضل كثيرًا من أدائك السابق. ممَّ تشكو إذن؟ أخبِرْني، بعدما اكتشفتَ الثلاثَ كلمات التي أغفلتَها، هل تذكَّرْتَها؟»
أجاب: «أجل، لقد شعرتُ بخجل شديد، حتى إنني لا يمكن أن أنساها.»
قلت: «إذن بمقدورك استرجاع الكلمات العشرين كلها؟ لقد تذكَّرْتَ سبع عشرة كلمة من إجمالي عشرين كلمة لدى تعلُّمها للمرة الأولى، ثم تعلَّمْتَ الثلاث كلمات الأخرى من خلال مراجعتها مرةً أخرى؟ يا له من نجاح رائع!»
فاستفهَمَ قائلًا: «أجل، لكن ما الخطأ الذي ارتكبتُه حتى لا أتعلَّمها كما ينبغي من أول مرة؟»
كانت إجابتي أنه ينبغي أن تجعل الكلمةَ المشابهة في النطق في لغتك الأم قريبةً بقدر الإمكان من الكلمة التي تتعلَّمها في اللغة الأجنبية، ثم اجعل الصلةَ بينهما مجنونةً قدرَ الإمكان؛ فهذا يزيد من مستوى تركيزك، بل يجبرك أيضًا على التركيز. بعدها لا بد أن ترى الصورة بأقصى وضوح ممكن، وبأدق ما يمكن من تفاصيل. اجعل الصورة غريبةً قدر المستطاع، واجعلها تتضمَّن حدثًا. «شاهِدْ» الأمرَ بينما يحدث؛ فهذا أيضًا يجبرك على التركيز بأقصى درجة ممكنة؛ وعندئذٍ ستكون واثقًا — على الأغلب — من قدرتك على استرجاع الكلمة بسهولة عندما تحتاجها.
أخبرتُ طالبي أيضًا أن دراسة لغةٍ جديدةٍ — من وجهة نظري — ليست مباراة؛ كلُّ ما أريده هو أن أتعلَّم الكلمات بأقصى سهولة ممكنة. مَن يأبه بما إذا كان يتعيَّن عليَّ أن أراجع الكلمات مرةً أخرى قبل أن تصبح جزءًا من ذاكرتي الطويلة المدى أو الدائمة؟ المحصلة النهائية واحدة. تظل هذه الطريقة أسهلَ كثيرًا من تكرار الكلمة عددًا لا حصرَ له من المرات إلى أن تترسَّخ في الذهن بنفسها، كما أنها أكثر متعةً.
والآن، لنُجرِّب لغةً أخرى.
(٢-٣) اللغة الألمانية
متى شاهدتها في خيالك، فأنت فعليًّا استخدمتَ مستويات تركيز مرتفعة للغاية، وعندما تكوِّن صورًا وصلاتٍ من بنات أفكارك بدلًا من مجرد اتِّباع اقتراحاتي، ستكون مضطرًّا إلى التفكير في الكلمة ومعناها، وسيكون هذا الأسلوب أكثر فعاليةً.
ما العمل إذا لم تستطِعِ التفكيرَ في أي كلمة ذات نطق مشابِه في لغتك؟ بدايةً، لا يتعيَّن أن يكون نطقُ الكلمة مطابِقًا أو حتى شديدَ القرب من الكلمة التي تحاول حفظها، وحتى لو كان هناك مقطع واحد من الكلمة مشابِه في النطق، فسيفي هذا بالغرض. لكن لنفترض أنك لا تستطيع العثور حتى على مقطع واحد. في سعيك للعثور على كلمة ذات نطق مشابه، فكَّرْتَ بالفعل في كلمة اللغة الهدف بتركيزٍ أكبر من التركيز الذي تفكِّر به في المعتاد؛ ومِن ثَمَّ لا تزال هناك احتمالات أن تظل تتذكَّرها. أنت رابح في كل الأحوال!
(٢-٤) اللغة الروسية
-
ما المقابل الألماني لكلمة «طاولة»؟
-
ما المقابل الروسي لكلمة «سريع»؟
-
ما المقابل الألماني لكلمة «مريض»؟
-
ما المقابل الروسي لكلمة «كتاب»؟
-
ما المقابل الألماني لكلمة «يبقى»؟
-
ما المقابل الروسي لكلمة «يقرأ»؟
-
ما المقابل الألماني لكلمة «كنز»؟
-
ما المقابل الروسي لكلمة «منزل»؟
-
ما المقابل الفرنسي لكلمة «خنزير»؟
-
ما المقابل الفرنسي لكلمة «لبن»؟
-
ما المقابل الفرنسي لكلمة «ينام»؟
-
ما المقابل الفرنسي لكلمة «ضفدع»؟
صارت جميع هذه الكلمات الآن من ضمن مفرداتك الفعَّالة. هذا مذهل حقًّا؛ فأنت تتعلَّم الكلمات دون أن تدري.
في المناهج التدريبية والمحاضرات يهتف بعضهم قائلين: «أجل، لكنْ هذا لن يفلح مع اللغات الآسيوية.» وأنا أعرف أن هذه الطريقة تفلح مع أي لغة؛ ومِن ثَمَّ أتحدَّاهم قائلًا: «قولوا لي بعض الكلمات ولسوف نتعلَّمها.»
إليكم بعض الكلمات التي قِيلت لي على سبيل التحدِّي:
(٢-٥) اللغة اليابانية
(٢-٦) اللغة الإندونيسية ولغة الملايو
هل أفلحَتْ هذه الطريقة مع اللغات الآسيوية؟
-
ما المقابل الياباني لكلمة «تفاحة»؟
-
ما المقابل الياباني للفعل «يسكب على نفسه»؟
-
ما المقابل الإندونيسي/الملايو لكلمة «درس»؟
-
ما المقابل الإندونيسي/الملايو للفعل «يتمنَّى»؟
-
ما المقابل الإندونيسي/الملايو للفعل «يحب»؟
-
ما المقابل الإندونيسي/الملايو لكلمة «جبن»؟
-
ما المقابل الإندونيسي/الملايو لكلمة «بارد»؟
-
ما المقابل الإندونيسي/الملايو لكلمة «ساخن»؟
ألستَ مندهشًا؟ يجدر بك أن تكون كذلك؛ فهذه هي الطريقة السريعة والسهلة لتعلُّم المفردات بإحدى اللغات الأجنبية. ألا ترى أنك لا تحفظ المفردات فحسب في وقت قياسي، وإنما تستمتع بفعل ذلك أيضًا؟
(٢-٧) نصائح تساعدك على تكوين صور ذهنية
- (١) بالِغْ في حجم الأشياء التي تتخيَّلها: ضخِّمْ هذه الأشياء؛ فهذا سوف يجعل الصورةَ الذهنية قابلةً للتذكُّر.
- (٢) بالِغْ في الأعداد: تخيَّلْ ملايين من الأشياء، وليس مجرد شيء واحد.
- (٣) أقحِمْ حدثًا في الصورة: أدخِلْ عنصرَ الحركة على الصورة الذهنية. انظر الرابطة وهي تحدث بالفعل.
- (٤) استبدِلْ شيئًا بآخَر: استبدِلِ المعنى بالصوت الشبيه والعكس؛ على سبيل المثال: نحن نستبدل الكلمة الفرنسية cochon «خنزيرًا» ﺑ cushion «وسادة» (الشيء المُشبَّه به)، ونجلس على الخنازير بدلًا من أن نجلس على الوسادات. يمكنك أن تفعل العكس وتتخيَّل أنك تضع الوسادات في زريبة الوسادات، محاوِلًا أن تسمِّن الوسادات لبيعها. يمكنك أن تتخيَّل الوسادات وهي تتمرَّغ في الوحل، وينازع بعضها بعضًا من أجل الطعام.
- (٥) اجعلِ الصورةَ مثيرةً للسخرية: إننا نتذكَّر الأشياءَ السخيفة، ونميل إلى نسيان الأشياء العادية؛ لذا فإن جعْلَ الصورة مثيرةً للسخرية يُسهِّل تذكُّرَها.
- (٦) اجعلِ الصورةَ غيرَ لائقة: فهذا يساعدك على تذكُّرها، وعلى هذا النحو، لن تكون مضطرًّا إلى أن تشرح لأي شخصٍ آخَر كيف استطعتَ حفظ المفردات.
- (٧) «شاهِدِ» الصورةَ فعليًّا: أحيانًا يفكِّر الأفراد في رابطةٍ عبقريةٍ ثم يهملون رؤيةَ الصورة الذهنية فعليًّا. إن إعداد الصورة في ذهنك سيجبرك على الوصول إلى مستويات عالية من التركيز.
- (٨) كوِّن صلة عادية: إذا خذلتك قريحتك، وعجزت عن تكوين صلة عبقرية ومثيرة، فاجعلها صلة عادية، لكن احرص على أن ترى الصورة بالتفصيل قدر المستطاع. شاهدها بأكبر قدر ممكن من الوضوح.
سيتيح لك اتِّباعُ هذه القواعد حفْظَ أكبرِ عددٍ من الكلمات في أقل وقتٍ ممكن، وبأقل مجهود.
الكلمة | النطق | المعنى | الكلمة ذات الصوت الشبيه | المعنى | الصورة |
---|---|---|---|---|---|
اللغة الفرنسية | |||||
cochon | koshON | خنزير | cushion | وسادة | استخدم الخنزير كوسادة. |
lait | lay | لبن | lay | يضع | البقرة تضع اللبن. |
dormir | doorMERE | ينام | dorm | عنبر | نحن ننام في العنبر. |
grenouille | grenuhWEEyuh | ضفدع | green wheel | ضفدع يسير على عجلاتٍ خُضْرٍ. | |
اللغة الألمانية | |||||
tisch | tish | طاولة | Dish | طبق | استخدم طبقًا عملاقًا كطاولة. |
schatz | shuts | كنز | shuts | يغلق | يخبِّئ أحد القراصنة كنزَه في غرفة ويغلقها عليه. |
bleib | blibe | يبقى | blob | بقعة | البقعة باقية؛ إذ لا يمكنني إزالتها. |
krank | crahnk | مريض | crank | يصبح الأطفال حادي المزاج وهم مرضى. | |
اللغة الروسية | |||||
kniga | kuhNEEga | كتاب | knee | ركبة | أنا أسند كتابي على ركبتي لأقرأ. |
bistro | bEEstra | سريع | bistro | مكان تقديم الأطعمة السريعة | تُقدَّم الأطعمة السريعة في مكان تقديم الأطعمة السريعة. |
chitayet | chitAHyet | يقرأ | gee, tired | جي، متعب | جي، القراءة تتعبني. |
dom | dawm | منزل | dorm | عنبر | نحن نستخدم منزلنا كعنبر. |
اللغة اليابانية | |||||
ringo | ringo | تفاحة | ring go | وضع حلقة فوق التفاحة. | |
abiru | abiru | يسكب فوق نفسه | abbey roux | أنا أسكب صوص الرو على نفسي من قمة آبي ويستمنستر. | |
abbey | دير آبي | ||||
roux | صوص الرو | ||||
اللغتان الإندونيسية والملايو | |||||
pelajaran | pelaJARan (بيلا جار أن) | درس | pal, jar, ant | صاحب، برطمان، نمل | معلم الدرس صاحبك، أحضر برطمان النمل إلى الدرس. |
hendak | henDUCK | يتمنى | hen duck | أتمنى لو كان لدي دجاجة وبطة. | |
hen | دجاجة | ||||
duck | بطة | ||||
suka | SOOka (سوكا) | يحب | sugar | سكر | أنا أحب السُّكَّر. |
keju | KAYjoo | جبن | cage | قفص | الجبن موضوع في القفص. |
sejuk | SAYjook | بارد | see chook | أرى دجاجة مجمدة (باردة). | |
see | يرى | ||||
chook | دجاجة بالأسترالية | ||||
panas | panUS | ساخن | pan, us | إناء، نحن | إذا وضَعْنا أحدَهم في إناءٍ على الموقد، فسيشعر بالسخونة. |
لننظر إلى ما فعلتَه لتوك؛ لقد حفظتَ معاني عشرين كلمة بمقدورك أن تترجمها في كلا الاتجاهين؛ بمعنى أنك تستطيع أن تترجمها من الإنجليزية (أو لغتك الأم) إلى اللغة الأجنبية، أو من اللغة الأجنبية إلى اللغة الإنجليزية (أو لغتك الأم)؛ يعني هذا أن الكلمات أصبحت جزءًا من مفرداتك الفعَّالة. كم احتجتَ من الوقت لتتعلَّمها؟ يتوقَّف هذا على مدى سرعتك في قراءة الجزء السابق؛ ربما استغرق هذا منك ما بين عشر دقائق وعشرين دقيقة. لنقدِّر أنك استغرقتَ ٢٠ دقيقة؛ لقد تعلَّمْتَ الكلمات بمعدل كلمة في الدقيقة تقريبًا. ها أنت قد حقَّقْتَ استفادةً كبيرةً من وقتك. في الواقع، من السهل جدًّا حفظ الكلمات بمعدل كلمتين في الدقيقة باستخدام هذه الطريقة، ومن الممكن جدًّا أن تكون قد فعلتَ ذلك لتوِّك. إن تعلُّمَ مفردات لغةٍ أجنبية لم يكن يومًا أسهل من ذلك.
قال لي أحد طلَّابي بعد تجربة هذه الطريقة: «إنك تتعلَّم الكلمات حتى دون أن تحاول تعلُّمها، بل حتى دون أن تدري أنك تعلَّمْتَها.»
أتذكر أنني كنتُ جالسًا ذات مرةٍ مع طالبٍ أعطيه درسًا خصوصيًّا، ولأنني كنت أشعر أني متعب في تلك الأمسية، تركته «ينظر» الصور الذهنية بمفرده؛ لم أبذل المجهود بنفسي تلك المرة (عادةً ما أتعلم كلَّ شيء مع طلَّابي كجزء من نهجي الخاص). بعدما تعلَّمَ الطالب المفردات، اكتشفتُ أن بمقدوري استرجاع كافة الكلمات ومعانيها بالمثل؛ لقد تعلَّمْتُ الكلمات أيضًا دون أن أحاول فعْلَ ذلك، بل حتى دون أن أدري أنني تعلَّمْتُها.
لاحِظْ من فضلك أنه عندما تكتب كلمات في دفتر المفردات خاصتك كي تحفظها، ينبغي أن تأخذها من سياق ذي مدلول؛ بمعنى أنه ينبغي أن تكون مستخدَمةً في نصوصك، أو ربما من عبارة مهمة من وجهة نظرك. لا تأخذِ الكلماتِ بشكلٍ عشوائي من القاموس كي تحفظها إلا إذا كانت كلمات استراتيجية، أو كثيرة التكرار، أو مصطلحات فنية أنت في حاجةٍ إلى الإلمام بها.
(٢-٨) تعلُّم نوع الكلمات الجديدة
ستجد في كثير من اللغات أن الأسماء لها نوع؛ بمعنى أنها مذكرة أو مؤنثة أو حتى محايدة؛ على سبيل المثال: كلمة «نافذة» ربما تكون مؤنثة، وكلمة «قفاز» ربما تكون مذكرة، وكلمة «خطاب» ربما تكون محايدة. وبصفة عامة، لا يوجد سبب واضح لهذا التصنيف؛ لذا يتعيَّن تعلُّمها فحسب. في أحيان كثيرة، تخبرك نهاية الكلمة ما إذا كانت الكلمة مذكرة أم مؤنثة أم محايدة، لكن هناك دائمًا استثناءات.
ثمة بعض الطرق لتتعلَّم نوع الكلمة وأنت تتعلَّم الكلمةَ نفسها؛ فعندما تكوِّن الصورة الذهنية يمكنك أن تدرج فيها رجلًا أو امرأة؛ ومن ثَمَّ لن تتذكَّر الكلمة ومعناها فحسب، وإنما النوع أيضًا، أو يمكنك أن تتخيَّل الكلمات المؤنثة ترتدي فساتين أو تنانير، والكلمات المذكرة ترتدي سراويل، أو تفعل شيئًا تعتبره ذكوريًّا أو رجوليًّا (سأتناول موضوع النوع بمزيد من التفصيل في الفصل الخامس عشر الذي يتناول القواعد النحوية).
(٣) طرقٌ أخرى لتعلُّم المفردات
ثمة العديد من الطرق الأخرى لتعلُّم المفردات. في أغلب الأحيان، سوف تقدِّم لك الكتبُ التعليمية علاقةً بين الكلمة الأجنبية والكلمة التي تتعلَّمها. يمكنك أن تستعين بمقترحاتها أو تستخدمها إلى جانب طريقة الصور الجنونية. انتبِهْ إلى الاشتقاقات أو أوجه التشابه المشتركة بين الكلمات الإنجليزية وكلمات اللغة الهدف أيضًا؛ لأن هذا غالبًا ما يكون بالغَ النفع.
(٣-١) استخدِم الاشتقاقات لتساعدك في التعلُّم
ثمة عديدٌ من الكلمات في اللغات الأخرى لها اشتقاق مشابِهٌ لنظيرها الإنجليزي، وكثيرٌ من الكلمات الإنجليزية مشتقة من كلمات أجنبية. يمكن تعلُّم هذه الكلمات في اللغة الهدف فقط من خلال معرفة الاشتقاق، بل الأفضل أيضًا أن تجمع ما بين طريقتَي التعلم.
(٣-٢) تحديد الأنماط وأوجه التشابُه
•••
إذا كنتَ تعرف ١٠٠٠ كلمة من أشهر الكلمات في اللغة الهدف، فمن المفترض أنك قادر على التحدُّث جيدًا باللغة الهدف (ثمة كثير من الكلمات التي تعرفها وتفهم معانيها في اللغة الإنجليزية (لغتك الأم)، لكنك لم تتحدَّث بها قطُّ). تشكِّل الألف كلمة ما بين ٨٠٪ إلى ٩٠٪ من الكلام العادي. بلا شك يمكنك تعلُّم ألف كلمة من المفردات الأساسية في اللغة الهدف خلال أسبوعين، وعندما تكون لديك حصيلة من المفردات الأساسية، من السهل أن تتعلَّم الكلمات الأخرى التي تحتاج إلى تعلُّمها؛ إذ إن لديك حجر الأساس الذي تبني عليه. يمكنك أن تحقِّق نجاحًا باهرًا بالاستعانة بأكثر ٣٠٠٠ كلمة شيوعًا في اللغة الهدف — وتعلُّم ٣٠٠٠ كلمة ليس بالمهمة المستحيلة.
(٤) تعلُّم اللغة ليس مجرد تعلُّم مفردات
أحيانًا ما يخبرني الناس أن تعلُّم لغةٍ جديدة لا يقتصر على مجرد تعلُّم المفردات. وهم على حقٍّ؛ فلا جدال في هذا، وإن كانت وجهةُ نظرهم تُظهِر أنني أُعلِّم الآخرين كيف يتعلَّمون المفردات سريعًا، وأن المفردات وحدها غير كافية لتتيح لهم تعلُّم اللغة. إن رفض طريقتي في تعلُّم المفردات لهذا السبب أشبه بأمر لاعب كرة القدم بألا يمارس ركل الكرة؛ لأن كرة القدم هي أكثر من مجرد الركل الدقيق للكرة. إن الركل الدقيق للكرة مهارة ضرورية؛ تمامًا مثل بناء حصيلة المفردات. «يحتاج» الطلاب إلى معرفةِ أكبرِ عددٍ ممكن من الكلمات في لغتهم المختارة. من الواضح أنني لا أنصح متعلِّمي اللغات أن يهملوا دراسة القواعد النحوية، وبناء الجمل، وكافة المهارات الأخرى التي يحتاجون إليها؛ ما أقوله هو أن تعلُّمَ المفردات أمرٌ مهم: «وإليكم طريقة سهلة لتعلُّمها.» إن تعلُّمَ مفردات لغتنا الهدف جزءٌ مهم من مغامرتنا — وهو ليس بالمهمة الرتيبة غير المرغوب فيها.
أثبتَتِ الأبحاث الحديثة أنه عندما نتعلَّم لغة ثانية، فإن أدمغتنا تكوِّن مركزًا للكلام لهذه اللغة، ومع كل لغة تالية نتعلَّمها نكوِّن مراكزَ جديدة للكلام في أدمغتنا؛ وقد ثبت أن هذه المراكز مستقلة بعضها عن بعض، وليس لها اتصال مادي بذاكرتنا.
حين تحفظ كلماتٍ بلغتك الجديدة، فإنها تُخزَّن أولًا في ذاكرتك القصيرة المدى، ثم في ذاكرتك الطويلة المدى، ومع الاستخدام تصبح جزءًا من مركز الكلام في مخك؛ ونظرًا لأنه لا يوجد اتصال مادي بين ذاكرتك ومركز الكلام لديك، فإن كثيرين من المعنيِّين بتعلُّم اللغات يعارضون حفْظَ المفردات الأجنبية. لستُ مقتنعًا بهذا الأمر؛ إذ تصبح الكلمات الجديدة التي تتعلَّمها بالحفظ جزءًا من معرفتك باللغة الجديدة مع الاستخدام، وتترسَّخ في مركز الكلام في مخك لتستخدمها متى احتجتَ إليها.
امزجِ الطريقةَ الأساسية لتعلُّم المفردات التي تعلَّمناها للتوِّ مع الطريقة السلبية والفعَّالة لتعلُّم اللغة، ولسوف ترى فائدة ذلك؛ فهي حتمًا ستعجِّل عمليةَ التعلُّم. في رأيي، استخدِمْ أيَّ طريقة ممكنة من شأنها أن تساعدك في الوصول إلى هدفك.