كانط والحداثة الدينية

«لكن لماذا كانط؟ اتِّقاءً لشر الترف الميتافيزيقي الثاوي في هذا السؤال الذي تخلَّى عنه العقل الفلسفي منذ زمن، لنتوجَّه في التفكير وجهةً تدلنا على صورةٍ لكانط أكثر قابلية للاستعمال في مواجهة مشاكل الإنسان المعاصر، ولنسأل حينئذٍ: ماذا يُمكننا أن نستعمِل من فلسفة كانط اليوم في فهم المسائل الراهنة للحداثة؟»

لماذا العودة إلى «كانط» في زمن العودة إلى الدين؟ تفترض مؤلفة الكتاب أن الغرب قد انخرط في ضربٍ من الحداثة الدينية مُواكِب للحداثة العلمية والسياسية، أي في استعمالٍ مدني حديث للدين؛ إذ نجد في كتاب «الدين في حدود مجرَّد العقل» ﻟ «كانط» عبارته التامة، وفيه يقترح معالجةً عقلية طريفة للدين قائمةً على مكاسب العقل الحديث وصورة المجتمع المدني، وبخاصةٍ مبدأ الحرية وأخلاق المواطنة الكونية. ولذلك تعود في كتابها إلى «كـانط»، بعد قرنَين كـاملَين من العودات المتلاحِقـة إليـه، من أجل البحث في فلسفته عن دربٍ إضافي للاقتراب أكثر من أنفسنا، أو ممَّن يقومون مقام أنفسنا طالبين اللجوء، هذه المرة، إلى ذات كتابٍ لم يَعرِف بعدُ الطريقَ الملكي إلى الثقافة العربية الإسلامية، وهي أكثر الثقافات اليوم تضرُّرًا من جهة احتمالها لأنطولوجيا دينية أصبحت محلَّ توجُّس وخِيفة من طرَف الجميع.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيدة الدكتورة أم الزين بنشيخة المسكيني.

تحميل كتاب كانط والحداثة الدينية مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ٢٠٠٦.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٤.

عن المؤلف

أمُّ الزين بنشيخة المسكيني: شاعرةٌ تونسيةٌ وروائية وباحثة في فلسفة الجمال. تشغَل وظيفةَ أستاذ في المعهد العالي للعلوم الإنسانية بتونس.

وُلدت «أمُّ الزين» عام ١٩٦٤م في مدينة قرقنة التابعةِ لولاية صفاقس التونسية. درست الفلسفة، وحصلت على درجةِ الدكتوراه عن أطروحةٍ بعنوان «مشكلة التناقض في العمل النقدي لكانط» عام ٢٠٠٠م.

كان لنشأتها على ضفاف المتوسط دورٌ كبيرٌ في اكتشافِ شغفِها بالجمال والسمو بذائقتها الإبداعية، ونمو ملَكة الأدب من ناحية، والتفلسف من ناحيةٍ أخرى؛ فنظَمت الشِّعر وكتبت الرواية وتخصَّصت في فلسفة الفن والجمال، وأسهمت إسهاماتٍ بارزة في الميادين الثلاثة؛ فمن أعمالها الشعرية ديوان «اضحك أيها الدهر الشرقي»، ومن أعمالها الروائية «جرحى السماء»، و«لن تُجنَّ وحيدًا هذا اليوم». أما مؤلَّفاتها في الفلسفة فمنها: «كانط راهنًا: أو الإنسان في حدود مجرد العقل»، و«الفن يخرج عن طوره: أو مفهوم الرائع في الجماليات المعاصرة من كانط إلى دريدا»، و«تحرير المحسوس: لمسات في الجماليات المعاصرة»، و«كانط والحداثة الدينية»، و«الفن والمقدَّس: نحو انتماء جمالي إلى العالم».

تتميَّز بأنها مثقَّفة مشتبِكة مع واقعها ومع قضايا مجتمعها؛ فلها العديد من المواقف والوقفات الاحتجاجية المناصِرة للمواطن التونسي والعربي، كذا لها مؤلَّفات مشتبِكة مع الواقع والثورات العربية، مثل كتابَي: «الثورة البيضاء»، و«الثورات العربية: سيرة غير ذاتية» اللذين كتبتهما بالاشتراك مع زوجها الكاتب «فتحي المسكيني». عبَّرت «أمُّ الزين» عن المرأة العربية بالفلسفة؛ فقدَّمت نموذجَ المرأة الفيلسوفة، وألَّفت كُتبًا ترسم من خلالها معاناةَ المرأة العربية وأحلامَها مثل كتاب «صخب المؤنث».

نالت العديدَ من الجوائز، أبرزُها جائزة «زبيدة بشير» للبحث العلمي عام ٢٠٢٠م.

رشح كتاب "كانط والحداثة الدينية" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤