الفصل الأول

(المنظر: المسرح مُقسَّم إلى قسمين: حجرة هي جزء من بيت، والقسم الثاني مقهًى في عهد هارون الرشيد، الوقت في الفجر، المسرح مُضاء إضاءة باهتة، يُسمع صياح الديك والأذان فيستمرُّ الصمت حينًا ثم تخرج السيدة جمالات، وهي سيدة في منتصف العمر، يبدو عليها أنها كانت نائمة، تتقدَّم إلى النوافذ فتفتحها، فتضيء الحجرة بعض الشيء والأذان مستمر. المفروض في هذا الفصل أن يكون عبور الناس على المقهى مستمرًّا طوال الفصل بشكل قوي وملموس بحيث لا تكاد تمرُّ دقيقة دون أن يمرَّ عابر سبيل مرورًا سريعًا فيه لهفة وقلق واهتمام وإصرار، ويحسن أن يكون هؤلاء المارَّة لهم علامات مميزة في ملابسهم.)

(وتدخل قمر إلى المسرح وهي تغالب النوم.)

(يظهر في المقهى عمارة صبي المقهى ويبدأ برفع الكراسي وإعداد المقهى لاستقبال الزوار.)

(يترنَّم بالغناء دون أن يتكلم.)

(يظلُّ عمارة ينظِّف في المقهى مغنيًا، يدخل بعضُ أفرادٍ للمسرح ويعبرونَه إلى الباب الآخر، يدخل أبو الحسن والد قمر.)

(تخرج إلى المقهى – يزداد النور في المقهى ويخفت في البيت.)

(يمرُّ بائعُ أشياءَ قديمة بالمقهى ينادي.)

(يَخرج من الباب الآخر.)

(يدخل إسماعيل إلى المسرح.)

(يذهب عمارة إلى المكان الذي تُعَدُّ فيه الطلبات.)

(يدخل رجلٌ تبدو عليه مظاهر الثراء، ويجلس إلى مِنضدة وينادي.)

(يأتي عمارة بالقهوة ويضعها على المنضدة ويدور حول الرجل فينظر هذا إليه بعض الحين.)

(يدخل إلى المقهى نور الدين الشاعر ويتجه إلى إسماعيل.)

(ثم سكت.)

(ثم سكت.)

(يخرج من المسرح.)

(يدخل بائع الأشياء القديمة من الناحية التي يجلس بها إسماعيل.)

(يدفع له إسماعيل الثمن ويمضي البائع في طريقه.)

(يتقدم شخص إلى منضدة إسماعيل ويجلس عليها في هدوء.)

(يهمُّ الخادم بالانصراف فيناديه إسماعيل.)

(ينصرف.)

(يجلس إسماعيل فترة صامتًا ويستمر النقاش بين عمارة والزَّبون دون حديث، تبدو على إسماعيل أمارات الفرح والاطمئنان، يدخل أبو الحسن.)

(يعلو صوت عمارة.)

(يقوم عمارة إلى المكان الذي يُعَدُّ فيه القهوة ويرجع وهو يصرخ حاملًا العيش واللحم.)

(يتجمَّع الناس حول عمارة بينما يضيء النور في بيت أبي الحسن وتظهر جمالات وترى العيش واللحم على النَّضَد الذي كانت تأكل عليه … تظهر عليها الفرحة.)