ثورة المعتزل: دراسة في أدب توفيق الحكيم
«لعله ليس جديدًا القولُ بأن توفيق الحكيم ظاهرة فريدة في أدبنا الحديث؛ ذلك أنه ربما كان الوحيد من بين أبناء جيله الذي استطاع مواصَلة العطاء منذ بدأ يكتب حتى الآن؛ أيْ بعد أن تجاوز السبعين، على مدى نصف قرن أو يزيد. وربما كان الوحيد أيضًا في ريادته للعديد من الأشكال الفنية التي استقرَّت في الوجدان العام والتراث الأدبي معًا.»
تتمحور تجرِبة «توفيق الحكيم» حول ثلاثة محاور: الأعمال الروائية، والأعمال المسرحية، والأعمال الفكرية. ولذا يَسبر هذا الكتاب غورَ هذه التجرِبة للإجابة عن سؤال: كيف يفكِّر «الحكيم»؟ وذلك من خلال جَلاء الجانب النظري في مشروعه، مبرِزًا أفكارَه التي طرَحها في مقالاته وكتُبه، والتعرُّف على تياره الأدبي، والتيار الفكري الذي ينضوي تحت لوائه، والقِيم السياسية والاجتماعية التي يدعو إليها، مع تتبُّع التطوُّر التاريخي لكل فكرة. كما يبحث الكتاب في مشروع «الحكيم» الروائي، مسلِّطًا الضوءَ على ثلاثة أعمال روائية بارزة، هي «عودة الروح» و«عصفور من الشرق» و«يوميات نائب في الأرياف»، مجلِّيًا الدورَ الريادي الخلَّاق الذي اضطلع به «الحكيم» في تاريخ الرواية المصرية. هذا إلى جانب مشروعه المسرحي، الذي انعطف بالمسرح العربي انعطافةً جديدة في النوع والكيفية، لا في الدرجة والمستوى فحسب.