أسماء الأعلام مرتبة على العصور بحسب الإمكان
(١) عمر الوادي
نسبة إلى وادي القرى الذي بين المدينة والشام. وكان من قدماء المهندسين الإسلاميين، ذكره ياقوت في «معجم البلدان» في كلامه على هذا الوادي فقال ما نصه: «عمر بن داود بن زاذان مولى عثمان بن عفان رضي الله عنه المعروف بعمر الوادي المغني، وكان مهندسًا في أيام الوليد ين يزيد بن عبد الملك ولما قُتل هرب، وهو أستاذ حكم الوادي» انتهى. وذكره أيضًا «أبو الفرج» في كتاب الأغاني فقال: إن جده زاذان كان مولى عمرو بن عثمان بن عفان، وأن عمر هذا كان مهندسًا وكان طيب الصوت شجيّه فتعلم الغناء وأتقنه واتصل بالوليد بن يزيد فتقدم عنده جدًّا وقتل الوليد وهو يغنيه فكان آخر العهد به، وله أخبار معه مذكورة في هذا الكتاب.
(٢) عبد الله بن محرز
كان من مهندسي القرن الثاني، ولم نقف له على ترجمة، وإنما ذكره اليعقوبي في كتاب البلدان فيمن هندس بغداد من المهندسين. وخلاصة ما ذكره أن المنصور العباسي لما شرع في بناء بغداد قسم أرباضها إلى أربعة أرباع، وقلد للقيام بكل ربع رجلًا من المهندسين، وضمَّ إليه اثنين من رجاله للإشراف على الأعمال، بعدما بيّن لأصحاب كل ربع ما يصير لكل رجل من الذرع وما قدره للحوانيت والأسواق والمساجد والحمامات فقلد عبد الله بن محرز المهندس الربع الذي من باب الكوفة إلى باب الشام، وشارع طريق الأنبار إلى حد ربض حرب بن عبد الله، وجعل معه من رجاله سليمان بن مجالد وواضحًا مولاه.
(٣) الحجاج بن يوسف
من المهندسين الأربعة الذين هندسوا بغداد، لما شرع المنصور في بنائها وقسَّم أرباضها إلى أربعة كما تقدم. وكان متقلدًا العمل في الربع الذي من باب الشام إلى ربض حرب، وما اتصل بربض حرب وشارع باب الشام، وما اتصل بذلك إلى الجسر على منتهى دجلة. وكان معه من رجال المنصور للإشراف على الأعمال، حرب بن عبد الله وغزوان مولاه.
(٤) عمران بن الوضاح
من المهندسين الأربعة الذين هندسوا بغداد لما شرع المنصور في بنائها، وكان متقلدًا العمل في الربع الذي من باب الكوفة إلى باب البصرة وباب المحول والكرخ، وما اتصل بذلك كله، وكان معه من رجال المنصور المسيَّب بن زهير والربيع مولاه.
(٥) شهاب بن كثير
من المهندسين الأربعة الذين هندسوا بغداد، وكان متقلدًا العمل في الربع الذي من باب خراسان إلى الجسر الذي على دجلة، مادًّا في الشارع على دجلة إلى باب قطربّل وكان معه من رجال المنصور: هشام ابن عمرو التغلبي وعمارة بن حمزة ذكره اليعقوبي في كتاب البلدان مع الثلاثة الذين تقدَّموه.
(٦) بنو موسى بن شاكر
وهم محمد وأحمد والحسن، وكان أبوهم موسى من البارعين في الهندسة إلا أنه تفرغ لعلم النجوم، واختص بصحبة المأمون. وكان بنوه الثلاثة أبصر الناس بالهندسة والحيل والحركات والموسيقى وعلم النجوم. فبرع محمد في الهندسة والفلك وتوفي سنة ٢٥٩. وتفرغ أحمد لعلم الحيل«الميكانيكا» ففتح له فيه ما لم يفتح مثله لغيره من القدماء المحققين بالحيل، مثل «ايرن» وغيره وانفرد الحسن بالهندسة، فكان له طبع عجيب فيها لا يدانيه أحد، وتخيّل قوي. حدث نفسه باستخراج مسائل لم يستخرجها أحد من الأولين، كقسمة الزاوية بثلاثة أقسام متساوية وغير ذلك.
ولما مات أبوهم موسى، تركهم صغارًا، فكفلهم المأمون وأثبتهم مع يحيى بن أبي منصور في بيت الحكمة، فخرجوا نهاية في علومهم، وهم الذين قاسوا الدرجة الأرضية للمأمون. ذكرهم القفطي وأثنى عليهم وذكرهم أيضًا ابن النديم في طبقة المهندسين المحدثين.
ولم يكتف هؤلاء الإخوة بما نفعوا به الناس من علومهم، بل قرنوا هذا الفضل بفضل آخر فاقتدوا بسيدهم في ترجمة الكتب النافعة ونشرها بين الأمة، وأتعبوا أنفسهم في شأنها وأنفذوا إلى بلاد الروم من أخرجها لهم، وأحضروا النقلة من الأصقاع الشاسعة والأماكن البعيدة، وتولوا الإنفاق على ذلك من أموالهم.
أما قياسهم الدرجة الأرضية، فقد فصّل الكلام عليه ابن خلّكان، فآثرنا إثبات كلامه بنصَّه لما فيه من الفائدة قال: «ومما اختصوا به في ملة الإسلام، فأخرجوه من القوّة للفعل وإن كان أرباب الأرصاد المتقدمون على الإسلام قد فعلوه، ولكنه لم ينقل أن أحدًا من أهل هذه الملة تصدّى له وفعله إلّا هم. وهو أن المأمون كان مغرى بعلوم الأوائل وتحقيقها ورأى فيها أن دورة كرة الأرض أربعة وعشرون ألف ميل كل ثلاثة أميال فرسخ، فيكون المجموع ثمانية آلاف فرسخ بحيث لو وضع طرف حبل على أي نقطة كانت من الأرض وأدرنا الحبل على كرة الأرض، حتى انتهينا بالطرف الآخر إلى ذلك الموضع من الأرض والتقى طرفا الحبل، فإذا مسحنا ذلك الحبل كان طوله أربعة وعشرين ألف ميل.
ثم عادوا إلى الموضع الذي ضربوا فيه الوتد الأول وشدوا فيه حبلًا وتوجهوا إلى جهة الجنوب ومشوا على الاستقامة، وعملوا كما عملوا في جهة الشمال من نصب الأوتاد وشد الحبال، حتى فرغت الحبال التي استعملوها في جهة الشمال، ثم أخذوا الارتفاع فوجدوا القطب الشمالي قد نقص عن ارتفاعه الأول درجة فصح حسابهم وحققوا ما قصدوه من ذلك، وهذا إذا وقف عليه من له يد في علم الهيئة ظهر له حقيقة ذلك.
ومن المعلوم أن عدد درج الفلك ثلاثمائة وستون درجة، لأن الفلك مقسوم باثني عشر برجًا، وكل برج ثلاثون درجة فتكون الجملة ثلاثمائة وستين درجة، فضربوا عدد درج الفلك في ستة وستين ميلًا أي التي هي حصة كل درجة فكانت الجملة أربعة وعشرين ألف ميل وهي ثمانية آلاف فرسخ، وهذا محقق لا شك فيه.
فلما عاد بنو موسى إلى المأمون أخبروه بما صنعوا، وكان موافقًا لما رآه في الكتب القديمة من استخراج الأوائل، طلب تحقيق ذلك في موضع آخر. فسيرهم إلى أرض الكوفة وفعلوا كما فعلوا في سنجار، فتوافق الحسابان، فعلم المأمون صحة ما قرره القدماء» انتهى.
(٧) الماهاني
أبو عبد الله محمد بن عيسى من علماء الأعداد والمهندسين، ذكره ابن النديم وذكر من تآليفه رسالته في النسبة، وكتابًا في ستة وعشرين شكلًا من المقالة الأولى من إقليدس التي لا يحتاج في شيء منها إلى الخلف. وقال القفطي: إنه كان ببغداد، وكان له قدر معروف بين علماء هذا الشأن.
(٨) الجوهري
العباس علي بن سعيد اشتغل بالفلك، وكان تيما بعمل آلات الرصد، وصحب المأمون فندبه إلى مباشرة الرصد، على ما ذكره القفطي وقال ابن النديم: إنه كان في جملة أصحاب الأرصاد، والغالب عليه الهندسة ومن تآليفه كتاب تفسير إقليدس، وكتاب الأشكال التي زادها في المقالة الأولى من إقليدس.
(٩) يحيى بن منصور الحكيم
هو صاحب الرصد في أيام المأمون، وكان متبحرًا في علوم الهندسة. قال: إذا غلبت القوة الغضبية والشهوانية العقل، لا يرى المرء الصحة إلا صحة جسده، ولا العلم إلا ما استطال به، ولا الأمن إلا في قهر الناس، ولا الغنى إلا في كسب المال؛ وكل ذلك مخالف للقصد، مقرب من الهلاك.
(١٠) يعقوب بن إسحاق الكندي
كان مهندسًا خائضًا غمرات العلم، وساق المؤرخون تآليفه وأوردوا شيئًا من كلامه، على نحو ترجمته في تاريخ الحكماء وتاريخ الأطباء.
(١١) الحراني
إبراهيم بن سنان بن ثابت الصابئيِّ الحرّاني كان ذكيًا عاقلًا فهمًا عالمًا بأنواع الحكمة، والغالب عليه فن الهندسة، وكان مقدمًا فيها. وله مقالة في الدوائر المتماسة، ومقالة أخرى في إحدى وأربعين مسألة هندسية من صعاب المسائل في الدوائر والخطوط والمثلثات والدوائر المتماسة وغير ذلك. وألف مقالة ذكر فيها الوجه في استخراج المسائل الهندسية بالتحليل والتركيب وسائر الأعمال الواقعة في المسائل الهندسية، وما يعرض للمهندسين، ويقع عليهم من الغلط من الطريق الذي يسلكونه في التحليل إذا اختصروه على حسب ما جرت به عاداتهم. وله مقالة مختصرة في رسم القطوع الثلاثة وغير ذلك. ذكره القفطي وابن النديم.
(١٢) ابن كرنيب
أبو العلاء بن أبي الحسين بن كرنيب. كان من أصحاب علوم التعاليم والهندسة، ذكره ابن النديم؛ وذكره أيضًا القفطي في ترجمة أخيه الحسين، وقال: إنه كان يتعاطى الهندسة أما أخوه المذكور، فكان في نهاية الفضل والمعرفة والاضطلاع بالعلوم الطبيعية.
(١٣) ابن أبي رافع
أبو محمد عبد الله بن أبي الحسن بن أبي رافع. ذكره ابن النديم ولم يذكر له إلّا رسالته في الهندسة.
(١٤) الكرابيسي
أحمد بن عمر. قال ابن النديم: كان من أفاضل المهندسين وعلماء الأعداد، وله كتاب تفسير إقليدس، وكتاب حساب الدرر، وكتاب الوصايا، وكتاب مساحة الحلقة، وكتاب الحساب الهندي. وذكره أيضًا القفطي وقال عنه: تقدَّم في هذا الشأن وله فيه أمكن إمكان. ثم ساق أسماء مؤلفاته المذكورة.
(١٥) المكي
جعفر بن علي بن محمد المهندس المكي. له من الكتب كتاب في الهندسة، ورسالة المكعب، كذا في الفهرست لابن النديم.
(١٦) يوحنا القس
واسمه يوحنا بن يوسف بن الحارث بن البطريق. وكان فاضلًا ومن كبار علماء الهندسة، وممن كان يقرأ عليه كتاب إقليدس وغيره من كتب الهندسة، وكان من المترجمين عن اليونانية. وله من التآليف كتاب اختصار جدولين في الهندسة، ومقالة في البرهان «على أنه متى وقع خط مستقيم على خطين مستقيمين موضوعين في مسطّح واحد، سيّر الزاويتين الداخلتين اللتين في جهة واحدة أنقص من زاويتين قائمتين». ذكره القفطي وابن النديم.
(١٧) بنو أبي الرداد
كان جدّهم عبد الله بن عبد السلام بن عبد الله بن الرّداد من البصرة، ثمَّ انتقل إلى مصر وحدَّث بها، ويكنى بأبي الرَّداد، ولقبه المقريزيّ بالمعلم.
ولم نقف على أخبار مفصلة لأفراد هذه الأسرة، وإنّما يذكرهم المؤرخون عند وفاء النيل كل عام. وطلوع المتولي منهم إلى سلطان مصر لإنبائه بالوفاء غير أننا رأينا في بعض التواريخ التعبير عن بعضهم بقاضي النيل تارة، وبمهندس النيل أخرى، فلا يبعد أن يكون فيهم من درس هندسة الماء فاستحق هذا اللقب، ولهذا آثرنا ذكرهم، وعسى أن يكشف لنا البحث فيما بعد جليّة أمرهم.
(١٨) الفرغاني مهندس ابن طولون
يقال إن اسمه سعيد بن كانب. وكان من المهندسين النصارى بمصر في القرن الثالث، واختص بأحمد بن طولون فتولى له بناء أبنيته كالمسجد والعين والسقاية وغيرها. ولم يذكر المقريزي اسمه في خططه، بل عبر عنه بالنصراني، ووصفه بالحذق في الهندسة وحسن التبصر بها.
وحكى أن ابن طولون غضب عليه مرة فسجنه، ثمَّ لما أراد بناء جامعه قدروا له ثمانمائة عمود فلم يجدوها، وتورّع هو عن نقلها من الكنائس ونحوها من الأماكن، وتعذب قلبه بالفكر، وبلغ هذا المهندس الخبر فأرسل له من سجنه يقول: أنا أبنيه لك بلا عمد إلا عمودي القبلة، فأحضره ورضى عنه، فبنى له جامعه كما وعد.
(١٩) علي بن أحمد
ذكره ابن النديم بهذا اللقب في سياقه لأسماء صناع الآلات الفلكية، ولم يترجمه. وذكر القفطي مهندسين بهذا الاسم، أحدهما علي ابن أحمد العمراني الموصلي العالم بالحساب والهندسة، وأحد المولعين بجمع الكتب، وكان فاضلًا تأتي إليه الطلبة من البلاد النازحة للقراءة عليه وتقصده الناس للاستفادة منه ومن كتبه، وكانت وفاته سنة ٣٤٤.
والآخر علي بن أحمد الأنطاكي المكنى بأبي القاسم المجتبي، وكان قيمًا بعلم العدد والهندسة غير مدافع في ذلك، وله التصانيف الجليلة. قال عنه هلال بن المحسن الصابئي في تاريخه: «في سنة ست وسبعين وثلاثمائة في يوم الجمعة الثالث عشر من ذي الحجة توفي أبو القاسم علي بن أحمد الأنطاكي الحاسب المهندس» انتهى. فلا ندري: هل أراد ابن النديم أحدهما، أم الذي ذكره ثالث غيرهما.
(٢٠) الصاغاني
أبو حامد أحمد بن محمد: كان فاصلا في الهندسة والهيئة، إلا أنه تفرغ للهيئة، وكان يحكم صناعة الاصطرلاب، وله زيادة في الآلات القديمة وعليه اعتمد عضد الدولة في المرصد ببغداد ذكره القفطي، وقال توفي في ذي الحجة سنة ٣٧٩ ببغداد.
(٢١) الحراني
قرّة بن قبيطا، ممن أتقن مصورات البلدان (الخرائط). قال ابن النديم: عمل صفة الدنيا وانتحلها ثابت بن قرّة الحراني، ورأيت هذه الصفة في ثوب دبيقي خام بأصباغ وقد شمعت الأصباغ.
(٢٢) ابن وهب
الحسن بن عبيد الله بن سليمان بن وهب. من بيت مشهور بالرئاسة، وكانت له نفس فاضلة في علم الهندسة، وكان مشاركًا فيها نعم المشاركة وله من التصانيف كتاب شرح المشكل من كتاب إقليدس ومقالة في النسبة، ذكره القفطي.
(٢٣) أبو أيوب
عبد الغافر بن محمد. أحد المهرة في علم الهندسة، وله تأليف حسن في الفرائض. ذكره صاعد في طبقات الأمم.
(٢٤) السري
عبد الله بن محمد كان عالمًا بالعدد والهندسة، وكان بالأندلس مدة الحكم المستنصر، وكان يعظمه ويروم الاستكثار منه فيقبضه عنه ويكفه عن مداخلته زهده كذا في طبقات الأمم لصاعد.
(٢٥) ابن أبي عيسى الأنصاري
أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد. كان متقدمًا في العدد والهندسة والنجوم بالأندلس، وكان يجلس لتعليم ذلك في أيام الحكم ذكره صاعد وذكر عن مسلمة بن محمد المرحيطي، أنه كان يقر له في صناعة الهندسة بالسبق وفي سائر العلوم الرياضية.
(٢٦) الأقليدي
عبد الرحمن بن إسماعيل بن زيد المعروف بالأقليدي كان متقدمًا في الهندسة، معتنيًا بصناعة المنطق بالأندلس، وله تآليف ورحل إلى المشرق أيام المنصور بن أبي عامر، وتوفي هناك. ذكره صاعد.
(٢٧) البوزجاني
ثم ذكر أنه نقل تاريخ وفاته عن تاريخ ابن الأثير، ولا يخفى أنه مخالف لما ذكره القفطي والله أعلم وذكره صاحب كشف الظنون في حرف الكاف، فقال: «وفي الأعمال الهندسية كتاب لأبي الوفاء محمد بن محمد البوزجاني المهندس جعله على ثلاثة عشر بابًا».
(٢٨) أبو بكر بن محمد
أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس المصري. لم نقف له على ترجمة بل ذكره ابن الفرضي في تاريخ علماء الأندلس استطرادًا في ترجمة موسى بن نصير فيمن لقيه هو بمصر، فيكون على ذلك من مهندسي القرن الرابع لأن ابن الفرضي توفي سنة ٤٠٠.
وذكره أيضًا الضبى في بغية الملتمس في ترجمة ابن الفرضي فيمن لقيه ابن الفرضى بمصر وروى عنه، وأعاد ذكره في ترجمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عثمان الصدفي، ونعته في الموضعين بلفظ المهندس، إلا أنه قال في ترجمة أحمد بن عبد الله المعروف بابن الباجي في سياق أخذه للحديث: «رحل متأخرًا للحج، فكتب بمصر عن أبي بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المعروف باسم المهندس» ويستفاد من ذلك أنه كان محدثًا لا مهندسًا، وإنما لزمه هذا اللقب من أبيه أو أنه كان مهندسًا كأبيه مع اشتغاله بالحديث أيضًا.
ثم رأيت في الصلة لابن بشكوال، في ترجمة عبد الرحمن بن محمد الصواف المصري، أن معاشه كان من التجارة، وأنه كان مفارضًا لأبي بكر بن إسماعيل المهندس، ومثله في تاريخ علماء الأندلس لابن الفرضي في ترجمة محمد بن عبد الله المعافري القرطبي، فذكر أنه رحل إلى مصر سنة ٣٨١، ولقي بها أبا بكر بن إسماعيل البناء المهندس، وسمع منه وأجاز له. فأورداه هنا منسوبًا لجده، وكثيرًا ما يفعل المؤرخون ذلك. وزاد ابن الفرضي، أنه كان مهندسًا في البناء كما ترى، والله أعلم، أهو المعنيُّ بذلك، أم أبوه، أم جده.
(٢٩) ابن غنام
إسماعيل بن بدر بن محمد الأنصاري المعروف بابن غنام، من أهل قرطبة كان أديبًا فرضيًا، ومهندسًا مطبوعًا، ورجلا صالحًا سالمًا متسننًا، وله اشتغال أيضًا بالحديث. ذكره ابن بشكوال في الصلة، وقال توفي بأشبيلية سنة ٤١٨ وقد قارب التسعين.
(٣٠) ابن الصفار
(٣١) الناشئ
أبو مروان سليمان بن عيسى الناشئ المهندس. ذكره لسان الدين في «الإحاطة» عرضًا في ترجمة أصبغ بن محمد المعروف بابن السمح، وذكره كذلك في ترجمته صاعد في طبقات الأمم، وابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء. ثم أفرده صاعد بترجمة قال فيها إنه كان من مشهوري تلاميذ ابن السمح، وكان بصيرًا بالعدد والهندسة وله عناية بالطب والنجوم، غير أنه قال في اسمه سليمان بن محمد بن عيسى. فإما أن يكون لفظ (محمد) سقط من نسختي الإحاطة وعيون الأنباء، أو يكون ذكر في الكتابين المذكورين منسوبًا لجده وكثيرًا ما يفعل المؤرخون ذلك.
(٣٢) ابن السمح
أبو القاسم أصبغ بن محمد بن السمح المهندس الغرناطي. كان بالأندلس في زمن الحكم، وكان محققًا لعلم الهندسة والعدد، متقدمًا في علم الهيئة، وكانت له مع ذلك عناية بالطب وله تآليف حسان، منها كتاب المدخل إلى الهندسة في تفسير كتاب إقليدس، ومنها كتاب ثمار العدد المعروف بالمعاملات، وكتاب طبيعة العدد، وكتابه الكبير في الهندسة الذي تقصى فيه أجزاءها من الخط المستقيم والمتقوس والمنحني وغير ذلك، توفي بغرناطة سنة ٤٢٦هـ عن ٦٥ سنة شمسية على ما ذكره تلميذه أبو مروان سليمان بن عيسى الناشئ المهندس، وكان يعده من مفاخر الأندلس. ذكره صاعد في طبقات الأمم، ولسان الدين في الإحاطة، وابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء، وصاحب كشف الظنون في حرف الكاف فقال: «كتاب الهندسة كبير لأبي القاسم أصبغ بن محمد الغرناطي المهندس المتوفي سنة ٤١٦هـ».
(٣٣) ابن الهيثم
الحسن بن الحسن بن الهيثم؛ أبو علي المهندس البصري نزيل مصر صاحب التصانيف في علم الهندسة، وأحد علماء هذا الشأن، المتقنين المتفننين، القوام بغوامضه ومعانيه، أخذ الناس عنه واستفادوا منه، وهو السابق إلى التفكير في بناء (الخزان) على النيل.
وكان الخليفة الحاكم بأمر الله بلغه خبره، وما هو عليه من الإتقان لهذا الشأن، فتاقت نفسه إلى رؤيته، ثم نقل له عنه أنه قال: «لو كنت بمصر لعملت في نيلها عملًا يحصل به النفع في كل حالة من حالاته، من زيادة ونقص، فقد بلغني أنه ينحدر من موضع عالٍ وهو في طرف الإقليم المصري» فازداد الحاكم إليه شوقًا، وسير إليه سرًا جملة من المال ورغبه في الحضور، فسار نحو مصر ولما وصلها خرج الحاكم للقائه، والتقيا بقرية على باب القاهرة تعرف بالخندق، وأمر بإنزاله وإكرامه، فأقام ريثما استراح، وطالبه بما وعد به من أمر النيل. فسار ومعه جماعة من الصناع المتولين للعمارة بأيديهم؛ ليستعين بهم على هندسته التي خطرت له.
ولما سار إلى الإقليم بطوله، ورأى آثار من تقدّم من ساكنيه من الأمم الخالية، وهي على غاية من إحكام الصنعة وجودة الهندسة، وما اشتملت عليه من أشكال سماوية ومثالات هندسية، وتصوير معجز، تحقق أنّ الذي يقصده ليس ممكن؛ فإن من تقدّمه لم يعزب عنهم علم ما علمه، ولو أمكن لفعلوا، فانكسرت همته ووقف خاطره.
ووصل إلى الموضع المعروف بالجنادل «الشلّال» قبلي مدينة أسوان وهو موضع مرتفع ينحدر منه ماء النيل، فعاينه وباشره واختبره من جانبيه، فوجد أمره لا يمشي على مراده، وتحقّق الخطأ فيما وعد به، وعاد خجلًا منخذلًا، واعتذر بما قبل الحاكم ظاهره ووافقه عليه.
وولّاه الحاكم بعض الدواوين فتولاها رهبة لا رغبة وتحقق الغلط في الولاية؛ فإن الحاكم كان كثير الاستحالة، مريقًا للدماء بغير سبب أو بأضعف سبب من خيال يتخيّله، فأجال فكره في أمر يتخلّص به فلم يجد طريقًا إلى ذلك إلا إظهار الجنون والخبال، فاعتمد ذلك وشاع عنه فأحيط على موجوده بيد الحاكم ونوابه، وجُعل برسمه من يخدمه ويقوم بمصالحه، وقُيِّد وتُرك في موضع من منزله ولم يزل على ذلك، إلى أن تحقق وفاة الحاكم، وبعد ذلك بيسير أظهر العقل وعاد إلى ما كان عليه، وخرج من داره واستوطن قبة على باب الجامع الأزهر، مشتغلًا بالتصنيف والإفادة إلى أن مات بالقاهرة في حدود سنة ٣٤٠ — أو بعدها بقليل.
(٣٤) سعيد بن محمد الطليطلي
المكنى بأبي عثمان بن البُغُونش: أخذ بقرطبة علم الهندسة والعدد واشتغل بالطب أيضًا، واتصل بأمير طليطلة الظافر إسماعيل بن ذي النون ثم انقبض عن الناس، وتدين في دولة ابنه يحيى بن إسماعيل الملقب بالمأمون، وتوفي في رجب سنة ٤٤٤ وهو ابن ٧٥ سنة.
ذكره ابن الأبار في تكملة الصلة.
(٣٥) ابن برغوث
محمد بن عمر بن محمد المعروف بابن برغوث، والمكنى بأبي عبد الله من تلاميذ أبي القاسم بن الصفار، وهو أكبر تلاميذه وأولهم ذكرًا فيهم، وكان له إشراف على سائر العلوم. وعنه تلقى ابن حي علم العدد والهندسة، ومن تلاميذه أيضًا محمد بن أحمد بن محمد بن الليث، ذكره ابن الأبار في التكملة عن صاعد، وقال توفي سنة ٤٤٤.
(٣٦) ابن الخياط
(٣٧) ابن مرشد
أبو القاسم محمد بن عبد الله بن مرشد، من أهل قرطبة. ولد سنة ٣٥٦هـ وتوفي للنصف من ذي الحجة سنة ٤٤٨هـ، وهو وإن لم يكن مشتهرًا بالهندسة، فقد قال عنه ابن الأبّار في تكملة الصلة: «كان كاتبًا كامل الصناعة، يجمع إلى ذلك الشروع في علوم كثيرة من الحساب والتنجيم والهندسة».
(٣٨) السرقسطي
عبد الله بن أحمد. كان نافذًا في علم العدد والهندسة والنجوم، وقعد لتعليم ذلك ببلده. ذكر تلميذه علي بن نجدة بن داود المهندس، إنه ما لقي أحدًا أحسن تصرفًا في الهندسة منه، ولا أضبط لأصولها. ذكره صاعد، وقال توفي ببلنسية سنة ٤٤٨هـ.
(٣٩) علي بن نجدة
هو علي بن نجدة بن داود المهندس، ذكره صاعد في ترجمة أستاذه السرقسطي، ولم يفرده بترجمة.
(٤٠) ابن خلدون الحضرمي
أبو مسلم عمر بن أحمد بن خلدون الحضرمي، من أشراف أهل أشبيلية كان متصرفًا في علوم الفلسفة، مشهورًا بعلم الهندسة والنجوم والطب، مشبهًا بالفلاسفة في إصلاح أخلاقه وتعديل سيرته وتقويم سياسته، وتوفي ببلده سنة ٤٤٩، وكان من تلاميذ أبي القاسم مسلمة بن أحمد ذكره ابن أبي أصيبعة، وذكره صاعد أيضًا في طبقات الأمم، ووقع اسمه في النسخة عمرو بدل عمر.
(٤١) ابن الليث
(٤٢) ابن خميس
أبو جعفر أحمد بن خميس بن عامر من أهل طليطلة. أحد المعتنين بعلم الهندسة والنجوم والطب، وكانت له مشاركة أيضًا في العلوم اللسانية، وحظ صالح من الشعر. كان من أهل قلعة أيوب ثم انتقل إلى طليطلة واستوطنها وتأدب فيها، فبرع في العدد والهندسة والفرائض، وقعد للتعليم بذلك زمنًا طويلًا إلى أن توفي بها سنة ٤٥٤ ذكره صاعد وذكره أيضًا ابن أبي أصيبعة باختصار.
(٤٣) الكلبي
أبو زيد عبد الرحمن بن عبد الله بن سعيد الكلبي من أهل بلنسية كان عالمًا بالعدد والحساب، مقدمًا في ذلك، ولم يكن أحد من أهل زمانه يعدله في الهندسة. انفرد بذلك وتوفي في ذي القعدة سنة ٤٥٦، كذا في تكملة الصلة لابن الأبّار.
(٤٤) الكرماني
أبو الحكم عمرو بن عبد الرحمن بن علي من أهل قرطبة، أحد الراسخين في علم الهندسة والعدد روى تلميذه الحسين بن محمد بن الحسين ابن حي المهندس، أنه ما لقي أحدًا يجاريه في علم الهندسة، ولا يشق غباره في فك غامضها وتبيين مشكلها، واستيفاء أجزائها.
وكان رحل إلى المشرق، وانتهى إلى حران من بلاد الجزيرة، فعني هناك بطلب الهندسة والطب، ثم رجع إلى الأندلس — واستوطن مدينة سرقسطة. وهو الذي أدخل إلى الأندلس رسائل إخوان الصفاء، ولا يعلم أحد أدخلها قبله. توفي بسرقسطة سنة ٤٥٨، وقد بلغ التسعين أو جاوزها بقليل. ذكره صاعد وابن أبي أصيبعة.
(٤٥) ابن حي
الحسين بن محمد بن الحسين بن حي التجبي المهندس، تلميذ الكرماني المتقدم قبله. ذكره صاعد وابن أبي أصيبعة، عرضًا في ترجمة أستاذه المذكور، ثم أفرده صاعد بترجمة.
وكان من أهل قرطبة بصيرًا بالهندسة والنجوم كلفا بصناعة التعديل وخرج من الأندلس سنة ٤٤٢، ولحق بمصر ثم باليمن واتصل هناك بالقائم بأمر الله ببغداد في هيئة فخمة، فنال هناك دنيا عريضة، وتوفي باليمن بعد انصرافه من بغداد سنة ٤٥٦. وترجمه أيضًا ابن الأبار في تكملة الصلة، وسمَّاه الحسين بن أحمد، وذكر أنه أخذ الهندسة والعدد عن أبي عبد الله محمد بن عمر المعروف بابن برغوث.
(٤٦) الواسطي
(٤٧) ابن العطار
(٤٨) ابن الجلاب
(٤٩) الصيدلاني
(٥٠) العدوي
(٥١) علم الدين البغدادي
(٥٢) النيروزي
(٥٣) محمد بن ناجية الكاتب
وهو وإن لم يعد من كبار المهندسين، فقد كانت له مشاركة في الهندسة، وصنف في ذلك كتاب المساحة وقد ذكره القفطي
(٥٤) الكلوازي
(٥٥) أحمد بن نصر
كان من العلماء بعلم العدد، المشهورين بالأندلس، وله كتاب في المساحة لم يُتقدم إلى مثله في معناه، كذا في بغية الملتمس للضبّي.
(٥٦) الزهراوي
(٥٧) ابن الوقشي
أبو الوليد هشام بن أحمد بن هشام بن خالد الكنانيّ، المعروف بابن الوقشي، من أهل طليطلة، وأحد المتفنِّنين في العلوم، المتوسعين في ضروب المعارف، من أهل الفكر الصحيح والنظر الثاقب، والتحقق بصناعة الهندسة والمنطق وغيرهما.
(٥٨) الباهلي
أفضل الدولة أبو المجد بن أبي الحكم، عبيد الله بن المظفر بن عبد الله الباهلي. كان من العلماء الحكماء، برع في عدة علوم، وكان من الأماثل في علم الهندسة، ويعرف الموسيقى، ويلعب بالعود، ويجيد الغناء والإيقاع والزمر، إلا أن الطبّ غلب عليه فاشتهر به. توفي بدمشق سنة خمسمائة ونيف ذكره ابن أبي أصيبعة.
(٥٩) الكلاعي
أبو علي الحسن بن عبد الأعلى الكلاعي السَّفَاقُسي. أخذ ببلده سفاقس، ودخل المغرب والأندلس، ودرس في بلاد المصامدة واستوطن سبتة أخيرًا، وكان فقيهًا أصوليًّا متكلمًا عارفًا بعلم الهندسة والحساب والفرائض، توفي بأغمات في المحرم سنة ٥٠٥هـ، كذا في تكملة الصلة لابن الأبار.
(٦٠) توفيق بن محمد المهندس
ذكره القفطيّ في تاريخ الحكماء، فقال عنه ما نصّه: توفيق بن محمد بن الحسين بن عبد الله بن محمد، أصله من المغرب، يكنى أبا محمد وكان ساكنًا بدمشق مهندس منجم أديب، كان من تلامذته بدمشق مشايخ يصفونه بالعلم والفهم، وكان معلمًا وله تصانيف وشعر ومحمد بن نصر بن صغير القيسراني الشاعر، أحد تلامذته في الحكمة والأدب وكانت وفاته بدمشق في صفر سنة ٥١٦هـ انتهى.
(٦١) ابن أبي يعيش الطرابلسي
كان من مهندسي أوائل القرن السادس بمصر مدة الآمر بأحكام الله الفاطميّ، ولم نقف له على ترجمة، وإنما ذكره المقريزيّ في خططه في كلامه على الرصد وخلاصة ما قال: أن الأفضل بن أمير الجيوش وزير مصر لما أراد إقامة مرصد بمصر، سأل عمّن يتولى له عمله، فأشار عليه مشيره الشيخ أبو الحسن بن أسامة بالقاضي بن أبي يعيش الطرابلسي المهندس العالم الفاضل، وكان ابن أبي يعيش صهره زوج ابنته، وهو شيخ كبير السن والقدر كثير المال، فاستصوب الأفضل ذلك وأمره بالبدء في العمل، فطلب نفقة باهظة أضجرت الأفضل فناط العمل بغيره.
ثمّ لمّا قتل الأفضل سنة ٥٠٥هـ وتولى الوزارة المأمون البطائحي استمر في تكميل ما بدأ به الأفضل، وتقيد بخدمة المرصد وملازمته عدة من المهندسين، وكانوا خمسة غير الحساب والمنجمين، فكان ابن أبي يعيش ممّن تقيد بخدمته من المهندسين، إلى أن صرفهم الآمر بعد عزل المأمون البطائحي والقبض عليه.
(٦٢) ابن حيسداني
(٦٣) الخطيب أبو الحسن
(٦٤) ابن سند
(٦٥) الصقلي
(٦٦) أبو علي المهندس المصري
وقوله:
(٦٧) ابن الأمين
أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن يحيى بن سعيد، من أهل قرطبة، وأصله من طليطلة، ويعرف بابن الأمين. أخذ عن عامر الصفَّار وأبي إسحاق المعروف بالزرقالة، وكان مقدمًا في الفرائض والعدد والمساحة، توفي سنة ٥٢٩هـ. كذا في تكملة الصلة لابن الأبّار.
(٦٨) ابن ريان
أبو عبد الله محمد بن مُنَخَّل بن ريان، ويقال فيه محمد بن محمد، من أهل جزيرة شقر، كان من البصيرين بالمساحة، ومن أهل العلم بغيرها. توفي ببلده سنة ٥٥١هـ. ذكره ابن الأبّار في تكملة الصلة.
(٦٩) المعراني
(٧٠) أبو الفضل المهندس
(٧١) ابن الفوني
أبو حفص عمر بن الحسن بن الفوني، ذكره العماد الكاتب في جريدة القصر وجريدة العصر، فقال فيه: لغوي شاعر كاتب منجم مهندس، وأورد شيئًا من شعره. ولا يخفى أنّ العماد ترجم في هذا الكتاب أعيان عصره، فالمترجم على هذا من مهندسي القرن السادس.
(٧٢) أبو عبد الله الصقلي
وذكره أيضًا العماد الكاتب في جريدة القصر، فقال فيه: «كاتب شاعر بارع ماهر؛ مهندس منجم، لغارب الفصاحة متسنم، وفي ملتقى أولي العلم كميّ معلم». والعماد كان من أهل القرن السادس وترجم في كتابه هذا أعيان عصره.
(٧٣) جعفر القطاع
المدعو بالسديد البغدادي، كانت له معرفة تامة بالكلام والمنطق والهندسة، وكانت له اليد الطولى في هندسة الدور وعمارتها، وكان متظاهرًا بالتشيع وتوفي في يوم السبت ١٦ ربيع الآخر سنة ٦٠٢هـ ببغداد وقد جاوز السبعين. ذكره القفطي.
(٧٤) السلمي الشاطبي
أبو بكر محمد بن سليمان بن عبد الرحمن بن عمر السلمي، من أهل شاطبة. كان من أهل العلم والأدب، عدديًا فرضيًا، صاحب مساحة، ولكن غلب عليه الفقه. وولي القضاء في ألسن من كور «مرسية» وتوفي سنة ٦١٢هـ. ذكره ابن الأبّار في تكملة الصلة.
(٧٥) ابن مبشر
(٧٦) علم الدين تعاسيف
«وكان يحب أهل الفضائل والعلوم، استخدم الشيخ علم الدين قيصر المعروف بتعاسيف، وكان مهندسًا فاضلًا في العلوم الرياضية، فبنى للملك المظفر المذكور أبراجًا بحماة وطاحونًا على نهر العاصي، وعمل كرة من الخشب مدهونة، رسم فيها جميع الكواكب المرصودة، وعملت هذه الكرة بحماة. قال القاضي جمال الدين بن واصل: وساعدت الشيخ علم الدين على عملها، وكان الملك المظفر يحضر ونحن نرسمها ويسألنا عن مواضع دقيقة فيها». انتهى.
وذكره ابن أبي أصيبعة عرضًا في ترجمة ابن الهيثم، وذكره أيضًا كذلك في ترجمة الحفيد أبي بكر بن زهر وعبَّر عنه بشيخنا، ونعته في الموضعين بالمهندس.
(٧٧) ابن غنائم المهندس
إبراهيم بن غنائم بن سعيد أحد مهندسي القرن السابع، وكان متصلًا بالملك الظاهر ركن الدين بيبرس البندقداري، وهو الذي بنى له أبنيته بدمشق ولم يزل اسمه إلى الآن محفورًا على أعلى الرتاج في الزاوية الشمالية من مدخل الظاهرية بدمشق. وذكر ابن طولون الصالحي، في كتابه «ذخائر القصر بتراجم نبلاء العصر» قصرًا بناه هذا المهندس للملك الظاهر بمرجة دمشق، فقال في وصفه ما نصّه:
وقد ترجم ابن حجر العسقلاني في الدرر الكامنة ابنه أحمد بن إبراهيم ابن غنائم المعروف بابن المهندس المتوفي بصالحية دمشق سنة ٧٤٧هـ. وترجم أيضًا ابنه الآخر محمد بن إبراهيم بن غنائم بن سعيد، المعروف بابن المهندس المتوفي في شوال سنة ٧٣٣هـ، وحفيده صلاح الدين عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن غنائم، المعروف أيضًا بابن المهندس المتوفي سنة ٧٦٩هـ، وهو الذي عبَّر عنه السخاوي في «الضوء اللامع» بالصلاح عبد الله بن الشمس بن المهندس، وذكره عرضًا في ترجمة علي ابن محمد بن إبراهيم الحلبي.
وممن اشتهر بابن المهندس من العلماء من غير هذه الأسرة عمر بن حسين بن عمر بن حسين، المعروف بابن المهندس المتوفي سنة ٧٤٣هـ كما في «الدرر الكامنة» لابن حجر. ومحمد بن محمد بن أحمد المقدسي ثمّ الدمشقي المتوفي سنة ٨٠٨هـ، وأخوه أحمد بن محمد المتوفي سنة ٨٠٣هـ المعروف كلاهما بابن المهندس، ذكرهما السخاوي في «الضوء اللامع». وذكر أيضًا إبراهيم بن المهندس التاجر في سوق أمير الجيوش المتوفي بمكة سنة ٨٧١هـ، ومحمد بن أحمد بن محمد ناصر الدين المصري المتوفي سنة ٨٥٥هـ، وابنه أحمد المتوفي سنة ٨٧٧هـ ويعرف كلاهما بابن المهندس ذكرهما السخاوي أيضًا، وكانوا جميعًا من جلة العلماء، ولم يعرفوا بذلك إلا وقد كان بين آبائهم أو جدودهم مهندسون مشهورون، ولكن ضاعت علينا تراجمهم.
(٧٨) ابن الرزاز
وقد أبدع في هذا الكتاب وذكر به غرائب تدلّ على تضلّعه في هذا العلم ووصف فيه آلات اخترعها وعملها بيده، وفيها ما يشتمل على تماثيل تتحرك بالماء أو تصوّت بقوة الريح، وقد قسمه إلى ستة أنواع: الأول في الساعات، والثاني في الأواني العجيبة، والثالث في الآلات الزامرة، والرابع في إخراج الماء من المواضع العميقة، والخامس في الإبريق والطشت، والسادس في بعض الصور والأشكال.
(٧٩) ابن واصل
جمال الدين محمد بن سالم بن واصف الشافعي، قاضي القضاة بحماة، العالم الفاضل المهندس، ولد سنة ٦٠٤هـ وتوفي سنة ٦٩٧هـ. ذكره الملك المؤيد أبو الفداء في تاريخه المسمى بالمختصر في أخبار البشر. وهو وإن كان من المشتهرين بالفقه، فقد كان من كبار المهندسين، وبرز في علوم كثيرة كالمنطق والهيئة والتاريخ. قال أبو الفداء: ولقد ترددت إليه بحماة مرارًا كثيرة، وكنت أعرض عليه ما أحله من أشكال أقليدس وأستفيد منه. وقد أطال في ترجمته بما يخرج عن مقصودنا.
(٨٠) ابن الحاج
أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن الغرناطي، المعروف بابن الحاج. كان جده من إشبيلية، وانتقل هو إلى مدينة فاس، واتصل بسلطانها، واتخذ له الدولاب المنفسح القطر البعيد المدى والمحيط المتعدّد الأكواب الخفي الحركة.
وكان من المهندسين البارعين في علم الحيل الهندسية (الميكانيكا) بصيرًا باتخاذ الآلة الحربية الجافية، على ما ذكره لسان الدين في ترجمته من الإحاطة. ثم انتهى أمره بأن تولى الوزارة لأمير المسلمين أبي الجيوش نصر سلطان الأندلس، ثم انتقل إلى فاس بعدما خلع سلطانه، وتوفي بها في شعبان سنة ٧١٤هـ.
(٨١) الأوسي
محمد بن إبراهيم بن محمد الأوسي المرسي، نزيل غرناطة، قال عنه ابن حجر العسقلاني في «الدرر الكامنة» نقلًا عن لسان الدين ابن الخطيب: إنه كان فريد دهره في علم الحساب والهيئة والطب والهندسة، أقرأ بغرناطة وانتفع به الناس لحله المشكلات، ودوّن في هذه الفنون عدّة تآليف، وتوفي عن سن عالية في صفر سنة ٧١٥هـ.
(٨٢) الرقوطي
(٨٣) ابن السيوفي
كان من مهندسي الأبنية بمصر في مدة «الناصر محمد بن قلاوون» أي في النصف الأول من القرن الثامن، ولم نقف له على ترجمة، وإنما ذكره المقريزي في خططه في كلامه على المدرسة الأقبغاوية الكائنة على يسرة الداخل إلى الأزهر من بابه الكبير المعروف بباب «المزينين» وهي الآن مقر الخزانة الأزهرية ذات الكتب القيمة أدام الله النفع بها، وهي منسوبة إلى بانيها علاء الدين أقبغا عبد الواحد أحد أمراء الناصر. قال المقريزي: «وجعل بجوارها قبة ومنارة من حجارة منحوتة، وهي أول مئذنة بديار مصر من الحجر بعد المنصورية، وإنما كانت قبل ذلك تبنى بالآجر، بناها هي والمدرسة المعلم ابن السيوفي رئيس المهندسين في الأيام الناصرية، وهو الذي تولى بناء الجامع المارديني خارج باب زويلة وبنى مئذنته أيضًا» انتهى.
(٨٤) ابن هذيل
(٨٥) إبراهيم الصفيّ
(٨٦) محمد بن مختار
الحنفيّ الملقّب بشرف الدين. اشتغل بالمنطق والهيئة والحساب، وكان في الأصل صائغا، ثم تسلط على كتاب الحيل لبني موسى بن شاكر المهندسين المتقدم ذكرهم، وصار يصنع بيده أشياء غريبة راج أمره بها، فهو ملحق بمهندسي الحيل (الميكانيكا) وإن لم يعدّ منهم، لأنه توصل لفنه بالتمرن لا عن علم درسه، ذكره ابن حجر في «الدرر الكامنة». وقال: توفي في ذي الحجة سنة ٧٧٨هـ.
(٨٧) الطولوني
(٨٨) الطولوني
وكان شابًا جميل الوجه طويل القامة لديه مشاركة وله اعتقاد في الفقراء ذكره العيني وغيره». انتهى ما ذكره السخاويِّ بنصّه، ويستفاد منه أمران، الأول أن لفظ «المعلم» كان لقب تكريم لكبار ذوي الفنون، ثم أخذ يتراجع بتراجع الفنون في الشرق حتى صار إلى ما صار إليه الآن، والثاني ما كان للمهندسين ونحوهم من المكانة العظيمة في الناس، بحيث لا يترفع السلطان عن مصاهرة أحدهم، وإذا مات يحضر جنازته والصلاة عليه خليفة مصر العباسيّ وأمراء الدولة.
(٨٩) العينتابي
(٩٠) الزمزميّ
(٩١) وجيه الدين المكي
«العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين» وهو في تراجم أعيانها، وقد راجعنا هذه الترجمة فيه فلم نجد بها زيادة تذكر عما نقله السخاوي.
(٩٢) البلقاسي
(٩٣) البجائي
أحمد بن محمد بن عبد الله البجائيّ التونسي، ويعرف بأبي العباس ابن كحيل. اشتغل بعلوم كثيرة، وقرأ الهندسة على ابن مرزوق، وتوفي قريب سنة ٨٦٩هـ، كما «في الضوء اللامع للسخاوي» ولم يذكر أنّه كان متفرّغًا للهندسة، أو مشتهرًا بها.
(٩٤) السجيني
(٩٥) الطولوني
قال عنه السخاوي في «الضوء اللامع»: «عبد الرحيم بن علي بن محمد بن عمر الزين الطولوني الأصل، المدني الشافعي، مهندس الحرم، ويعرف بالمهندس وبابن البنَّاء مات سنة ٨٩١هـ.
(٩٦) ابن الصيرفي
(٩٧) حبيش الطبيب
كان من الأطباء المتقدمين والمهندسين، وله تصانيف كثيرة في الطب، وكان مصيبًا في المعالجات، ومما حكي عنه قوله: الكذب رأس كل بليَّة، من ترك الحقد أدرك معاني الأمور، قد يكون القريب بعيدًا بعداوته، والبعيد قريبًا بمروءته، من كرمت نفسه لم يكن إلا بالحكمة أنسه.
(٩٨) الجرمقي
(٩٩) العدلي
ومن كلماته قوله في بعض كتبه: ليس الجصاص كالباني، ولا الباني كالمهندس؛ فالمهندس بطليموس، والباني هو البتاني، ومرتبتي مرتبة الجصاص وقال: قطع الكلام بعد افتتاحه سخف، والسخف دناءة.
(١٠٠) ابن أعلم الشريف البغدادي
(١٠١) أبو الحسن كوشيار الجيلي٦٣
(١٠٢) أبو الحسن الأنبري٦٥ الحكيم
ونقل عنه قوله: إذا هممت بشرٍّ فسوِّف؛ الصدق يقبله منك العدو، والكذب تردّه عليك نفسك.
(١٠٣) الأستاذ الحكيم أبو الحسن علي النسوي٦٧
كان من حكماء الري، وله الزيج الذي يقال له الزيج الفاخر. وكان حكيمًا مهندسًا، ذا أخلاق رضيّة، وقد قرب عمره من مائة سنة وقواه سليمة، إلّا أن الضعف منعه عن المشي في الأسواق. وقيل: إنه كان من جملة تلاميذ كوشيار «الجيلي» وأبي معشر، وفي ذلك نظر، إلا أنه كان من المعمرين.
(١٠٤) ابن أخي المقوقس
(١٠٥) مهندس المقياس
(١٠٦) الإخوة الثلاثة
(١٠٧) أبو بكر البناء «وصفة البناء في الماء في ذلك العصر»
فلما صار إليه وذكر له ذلك، قال: هذا أمرٌ هيّن. عليّ بفلق الجمّيز الغليظة، فصفَّها على وجه الماء بقدر الحصن البري، وخيَّط بعضها ببعض، وجعل لها بابًا من الغرب عظيمًا، ثم بنى عليها بالحجارة والشيد، وجعل كلما بنى خمس درامس ربطها بأعمدة غلاط ليشتد البناء، وجعلت الفِلق كلما ثقلت نزلت، حتى إذا علم أنها قد جاست على الرمل، تركها حولًا كاملًا حتى أخذت قرارها ثم عاد فبنى من حيث ترك، كلما بلغ البناء إلى الحائط القديم داخله فيه وخيطه به. ثم جعل على الباب قنطرة، فالمراكب في كل ليلة تدخل الميناء وتجر السلسلة مثل سور. قال: فدفع إليه ألف دينار سوى الخلع وغيرها من المركوب، واسمه عليه مكتوب» انتهى.