عملاق بحريٌّ ضد فيل: ألفريد ت. ماهان١
عندما وصف ناقد معاصر كتاب القائد البحري ألفريد ت. ماهان، الذي عنوانه «أثر القوة البحرية على التاريخ» بأنه «كتاب مدهش، ولكنه أعظم قنبلة حارقة في العصور الحديثة.» إذ أبدى بصيرةً رائعة. صور ماهان القوات البحرية الحديثة للعالم بأكثر مما صوَّرها أي فرد آخر. وأطلق على قلمه «الأقوى من أي أسطول»، بينما كانت البوارج العاتية الضخمة أطفاله، وليس قصف مدافع عيار ١٦ بوصة غير صدى صوته، وبالتأكيد ما من مؤرخ آخر قد أحدث بكتابته مثل ذلك التأثير المباشر الواسع النطاق، مثلما فعل ماهان.
أوضح ماهان، طوال التاريخ المسجل، أن القوة البحرية هي العامل الحاسم في السيطرة العالمية؛ فالسيطرة على البحر ضرورية لكل أمة تصبو إلى القيام بدور أعظم في الشئون العالمية، وتحصل في الوقت نفسه على أكبر قدرٍ من الرخاء والأمن في وطنها؛ فالقوة البرية غير المتصلة بالبحر، مهما كانت عظيمة، فمصيرها الانهيار والزوال؛ لأن البر كما أشار ماهان «هو تقريبًا كل العقبات، بينما البحر هو تقريبًا كل السهل المفتوح.» فالأمة القادرة على السيطرة على هذا السهل بقوتها البحرية، والاحتفاظ بأسطول تجاريٍّ قوي، يمكنها استغلال ثروة العالم.
هذا بالضبط هو نوع الفرصة التي كان ماهان ينتظرها. وإذ لم ينجح قط كضابطٍ بحريٍّ شهير، وملَّ الروتين البحري، وما زال برتبة كابتن (رُقِّي إلى قائد مؤخرة الأسطول بعد تقاعده). بدا أن المهمة الجديدة مرسلة من عند الله. مُنح إجازة مدتها سنة للقراءة والتفكير قبل الذهاب إلى نيوبورت. وبعد ذلك، في سبتمبر سنة ١٨٨٦م، بدأ سلسلة من المحاضرات في مجموعة صغيرة من الضباط، تلك المحاضرات التي قُدِّر لها أن تنشر بعد ذلك بأربع سنوات في صورة منقحة باسم «أثر القوة البحرية على التاريخ» (١٦٦٠–١٧٨٣م).
يبدأ ماهان بتتبع تقدم وتدهور القوة البحرية العظمى في خطوط عريضة، مستعرضًا بالتفصيل تلك العناصر اللازمة لأمة تهدف إلى بلوغ القوة في البحر. ويختصر ماهان هذه الظروف إلى ستة، هي: الموقع الجغرافي، والملاءمة الطبيعية (ومنها الإنتاج الطبيعي والجو) وامتداد الحدود، وعدد السكان، ونوع الشعب، ونوع الحكومة.
أخذ ماهان يتناول «عناصر القوة البحرية»، فأوضح في كل مثالٍ كيف تغلبت بريطانيا على خصومها. وتبعًا لتفسيره، تكون القوة البحرية أوسع بكثيرٍ من «القوة الحربية البحرية» إذ لا تتضمن الأولى الأسطول الحربي فحسب؛ بل والسفن التجارية وقاعدة قوية في الوطن. فكتب ماهان يقول: «بينما يضمُّ تاريخ القوة البحرية في اكتساحه العريض كل ما من شأنه أن يجعل الأمة عظيمة في البحر أو بجانب البحر، فهو في أكثر معانيه تاريخٌ حربيٌّ.» ومع ذلك، فقد أكد دائمًا، أن القوة البحرية الحربية، والحملات والمعارك ليست إلا وسائل لتحقيق هدف. لا يمكن أن تزدهر البحرية التجارية، ولا تنجح البحرية الحربية، كل منهما بغير الأخرى. يتوقف الرخاء القومي على المجموعة المكونة من الاثنتَيْن معًا.
وبدراسة الموقع الجغرافي، وهو أمرٌ ذو أهميةٍ أولية، أكد ماهان على المزايا البالغة الكامنة لدى أمةٍ ذات موقع «لا يجبرها على الدفاع عن نفسها برًّا، ولا يغريها على توسيع رقعة أرضها عن طريق البر … بالقياس إلى أمة أحد حدودها قاري.» ومن أمثلة ذلك إنجلترا في ناحية، وفرنسا وهولندة في الناحية الأخرى. فمنذ وقت مبكرٍ في تاريخ هولندة الحديث، أنهكت قواها لاضطرارها إلى الاحتفاظ بجيشٍ ضخم ليحارب من أجل المحافظة على استقلالها. كما أن فرنسا ضعفت بتقسيم ثروتها وقوتها البشرية بين بناء قوة حربية بحرية، وبين مشاريع التوسع. كذلك كان موقع فرنسا أكثر تعرضًا للهجوم، لوجود سواحل لها على كلٍّ من المحيط والبحر المتوسط، الأمر الذي يمنعها استخدام أسطول موحد. فأشار ماهان إلى أن موقع الولايات المتحدة على محيطين، يجعلها في نفس المركز من الضعف. وأن المركز المتوسط ذا الموانئ القريبة من طرق التجارة العظمى، وإذا القواعد القوية للعمل ضد الأعداء الأقوياء، رأس مال استراتيجي عظيم. ثم إن إنجلترا، بسيطرتها على طرق التجارة في بحر المانش وفي البحر الشمالي تمكَّنت من أن تحظى بالسيادة البحرية.
حلل ماهان عنصره الثاني، وهو الملاءمة الطبيعية، فقرر أن «ساحل الدولة هو إحدى جبهاتها، وكلما سهلت هذه الجبهة الوصول إلى المنطقة التي وراءها، وهي البحر في هذه الحالة، سهل اتصال هذه الدولة ببقية العالم، بواسطة هذه الجبهة.» ورغم هذا، فالمرافئ العديدة العميقة ذات أهمية حيوية لها. فإذا لم تعامل الطبيعة إنجلترا وهولندة بسخاءٍ من ناحية التربة والمناخ، اضطرتا إلى الاتجاه نحو البحر، بينما حوبيَتْ فرنسا «بأرض خصبةٍ جميلة.» وكذلك بوركت الولايات المتحدة، فلم تجدا ما يغريهما شطر البحر.
والعنصر الثالث، وهو آخر العناصر الطبيعية المؤثرة في نمو الأمة كقوة بحرية، هو امتداد الحدود … لم يقصد ماهان بهذا المصطلح «عدد الأميال المربعة التي تتألف منها مساحة هذه الدولة، ولكنه يقصد طول ساحلها، وطبيعة مرافئها.» كذلك عدد سكان أمة بالنسبة إلى طول ساحلها، ذو أهمية عظمى، ومثل لذلك من الحرب الأهلية الأمريكية:
«لو كان عدد شعب الجنوب مثل مقدرته الحربية، وكان لدى ذلك الجنوب قوة بحرية حربية تتناسب مع مواردها الأخرى، لكان امتداد ساحلها البحري العظيم ومداخله الكثيرة؛ عنصرًا عظيم القوة … أما الجنوب، فليس فقط أنه لا يملك بحرية حربية، وليس فقط أنهم لم يكونوا قومًا ملاحين، ولكن … لم يكن عدد سكانها متناسبًا في طول ساحلها البحري، الذي كان يجب على هؤلاء السكان أن يدافعوا عنه.»
بعد أن استعرض ماهان الشروط الطبيعية الثلاثة المؤثرة في القوة البحرية، وهي: الموقع الجغرافي والملاءمة الطبيعية وامتداد الحدود، عرج على تناول السكان وحكومتهم. وهنا أكَّد على عدد السكان في ناحية خاصة؛ لأنه «ليس مجموع السكان الكبير هو الهام، وإنما عددهم المشتغل بالملاحة البحرية، أو على الأقل، الممكن استخدامه على ظهور السفن، وفي صنع الأدوات البحرية.» وأخذت الأمثلة التاريخية من إنجلترا وفرنسا. كان عدد سكان فرنسا يزيد كثيرًا على عدد سكان إنجلترا، ولكن ميول سكان الأخيرة نحو البحرية والتجارة كانت ميزة لها على سكان فرنسا ذوي الميول الزراعية. واستنتج ماهان أن «عدد السكان الكبير ذوي الميول البحرية هو الآن، كما كان من قبل، عنصرًا عظيمًا في القوة البحرية.» ووجد أن الولايات المتحدة «متخلفة في هذا المضمار.»
أما النقطة الخامسة لماهان فهي تأثير الصفة القومية الملائمة، على تكوين القوة البحرية. فكتب يقول إن التاريخ يبين أنه «بدون استثناء تقريبًا، صلاحية القوم للأغراض التجارية، يجب أن تكون ظاهرة مميزة للأمم التي كانت في وقتٍ ما عظيمة في البحر.» وعلى الرغم من أن الإنجليز والهولنديين وُصفوا كثيرًا بأنهم «شعوب تجارية» فإنهم حقَّقوا مكاسب دائمة وأساسية من تجارتهم البحرية، أكثر مما ربح الباحثون عن الذهب من الإسبان والبرتغاليين أما الفرنسيون المسرفون غير الراغبين في المخاطرة باستثمار أموالهم في التجارة الخارجية. وقد أبدى ماهان ملاحظته بأن «الميل إلى التجارة، ويشمل ضرورة إنتاج شيء ما للمتاجرة به، هو الصفة البالغة الأهمية في تكوين القوة البحرية.»
اعتقد ماهان أن للذكاء أو النبوغ القومي أثرًا أيضًا بالقدرة على تكوين مستعمرات صحيَّة. ففي هذا المجال يتفوَّق الإنجليز على الفرنسيين لأن «المستعمر الإنجليزي يستقر طبيعيًّا ومباشرة في وطنه الجديد، ويربط مصالحه بمصالح ذلك الوطن، ورغم أنه يذكر بالخير دائمًا وطنه الأصلي، فإنه لا يشتاق إلى العودة إليه.» أما الإسبان فلم يكونوا مستعمرين ماهرين؛ لأنهم يهتمون أولًا بالاستغلال السريع لثروة الدولة الجديدة أكثر من التنمية الكاملة لخيراتها.
وأخيرًا، يتناول ماهان نوع الحكومة وإداراتها بالنسبة لنمو القوة البحرية. وقد اعتقد ماهان أن نوع الحكومة وصفة الحكام «لهما أثرٌ عظيم على نمو القوة البحرية.» وبينما هو يُفضِّل عمليات الحكومات الديمقراطية، نراه يذكر أن «قوة الاستبداد المستخدمة في حكمة وثبات قد تخلق في وقتٍ ما تجارة بحرية ضخمة وقوة بحرية حربية، بقيادة أعظم مما تحققه العمليات الأبطأ للشعوب الحرة. والصعوبة … هي ضمان المثابرة بعد موت المستبد.» ولما كانت إنجلترا قد وصلت إلى الذروة في القوة البحرية، فوق كل أمة حديثة، فإن ماهان يعتبر أن دراسة الحكومة هناك ملائمة بنوع خاص. ويتجه تأثير الحكومة الإنجليزية على عدة دول، نحو السيطرة على البحر. وبغض النظر عن الملك الحاكم، أو عن الأحزاب السياسية، أدرك الإنجليز الأهمية الأساسية لاحتفاظ الأمة بالسيادة البحرية.
وبعد استعراض تاريخي مطول عن أعمال مختلف الحكومات فيما يختص بالحياة البحرية لشعوبها، قرَّر ماهان أن نفوذ الحكومة يعمل بطريقتَيْن؛ أولًا في أوقات السلم:
«تستطيع الحكومة بسياستها أن تحبذ النمو الطبيعي لصناعات الشعب وميوله إلى السعي وراء المغامرة والربح عن طريق البحر، أو يمكنها محاولة تنمية بعض الصناعات وبعض الميول نحو الإبحار. وإذا لم يوجد هذان طبيعيًّا، فإن الحكومة، بنوع الخطأ، توقف التقدم الذي تركه الناس لأنفسهم، أو تفرض عليه القيود.»
ثانيًا في أوقات الحرب؛ تقدر البحرية بميل الحكومة إلى خلق وتسليح أسطول، والاحتفاظ «ببحرية من حجم يتناسب مع نمو سفنها وأهمية الميل إليها.» وبالمثل، من الضروري «الاحتفاظ بمحطاتٍ بحرية ملائمة، في تلك الأجزاء النائية من العالم، ويجب أن تتبع السفن المسلحة السفن التجارية إلى تلك المحطات.» وقد وجد ماهان أن الولايات المتحدة كانَت ضعيفةً في عدم وجود قواعد أجنبية لها، إما ذات طابع استعماريٍّ، أو ذات طابع حربي.
كانت قضية ماهان الرئيسية طوال كتابه هي أن الحصار البحري المستمر هو الحاسم دائمًا بين القوة البحرية والقوة البرية، أكثر من الجيش البري الذي لا يُقهر.
وفي ذكر ماهان لتاريخ حياته، هو نفسه، وصف الوسيلة الميكانيكية التي استخدمها، مثل نماذج السفن الورقية، لتمثيل وإعادة تصوير المعارك البحرية للسفن الشراعية.
ذاعت شهرة كتاب «أثر القوة البحرية في التاريخ» عالميًّا فور نشره مباشرة — ولو أن شهرته في الخارج كانت أعظم بكثير من شهرته في الولايات المتحدة. وبعد فترة وجيزةٍ ظهرت تراجم هذا الكتاب إلى الألمانية واليابانية والفرنسية والهندية والروسية والإسبانية. وفي كل مكان، كان هذا الكتاب ذخيرةً لعصر التوسع البحري العظيم الجاري في العالم، وخصوصًا في بريطانيا العظمى وألمانيا وأمريكا.
وكما أبان عدة نقاد، يبقى هناك دائمًا سؤال عمَّا إذا كان كتاب ماهان، لو ظهر في عصر آخر وفي منطقة أخرى، فهل كان يحظى بنفس ذلك الأثر البالغ؟ لا ريب في أن عصره كان ملائمًا جدًّا وسقطت أقوال ماهان عن أهمية القوة البحرية الحربية على أرض خصبةٍ، فوافقت تمامًا الميول إلى الحرب في ذلك العصر. كانت القوى العظمى تستعرض عضلاتها لتصير دولًا بحريةً ساحقة وتقوم بغزو مستعمراتٍ وممتلكات جديدة. إذن، فمن الطبيعي أن تعتبر الأمم ماهان نبيًّا؛ فبراهينه المدعمة بالمستندات القائلة بأن السيطرة على البحر هي المطلب الأساسي لمصالح أية أمة قد أثبتت تلك البراهين صحة السياسات التي اعتنقت من قبل، أو التي هي موضع الدراسة. وكما عبر عنها أحد الكتاب البريطانيين، كانت تعاليمه «مثل البترول يصب على لهب التوسع الاستعماري الجاري في كل مكان.»
ستقدر هذه التعليقات تقديرًا أكثر عندما ندرك أنه في الوقت الذي كتب فيه ماهان كتابه «أثر القوة البحرية على التاريخ» كانَت البحرية الحربية الإنجليزية تُعاني من إهمالٍ مالي منذ مدة طويلة فاختصر موظفوها إلى حجم الهيكل فحسب، وسرعان ما تفوقت على قوتها السفن الفرنسية والإيطالية الأكثر حداثة. ووُصفت القوة البحرية الإنجليزية بأنها تشبه «معرضًا للسفن العتيقة ذات الأشكال المتنوعة الغريبة.» وكان أكثر من ثلثيها غير مسلح. إذن فقد جاءت نصيحة ماهان لتكوين أسطول إنجليزي حديث قوي، في أوانها المناسب تمامًا، فأسرعت كثيرًا حركة إعادة تنظيم القوة البحرية الحربية وتقويتها.
أظهرت إنجلترا إعجابها وتقديرها لماهان أثناء زيارتَيْن قام بهما لبريطانيا في سنة ١٨٩٣م وسنة ١٩٠٤م، كان ضيف الشرف في حفلات العشاء الرسمية التي أقامتها الملكة فكتوريا ورئيس الوزراء، وكان أول ضيف شرف أجنبي كرَّمه نادي الجيش والبحرية. ومنحَتْه كل من جامعتَيْ أكسفورد وكامبريدج درجات فخرية في بحر أسبوع.
وكذلك الأمر في اليابان؛ فقد زُوِّد كل ضابط بحريٍّ، وكل سفينة حربية بنسخة من كتاب ماهان، وكجزء من الأمتعة، وقد تلهف اليابانيون إلى تعلم الطرق الغربية، وبدءوا يستجيبون لماهان، على نطاقٍ واسع، في بناء القوة البحرية الحربية، وعيار المدافع وغير ذلك من الأمور البحرية الأخرى. ورفض ماهان دعوة اليابان بأن يكون مستشارها البحري الرسمي. ورغم هذا، اتخذوا آراءه رائدةً لهم، وشرعوا يعملون ليصيروا القوة البحرية العظمى في الشرق الأقصى.
وإذا سلَّمنا جدلًا بأن مذاهب ماهان كانت سليمةً منطقيًّا، لعصره وللقرون السابقة، فهل صارت بائدة بواسطة التقدم التكنولوجي للقرن العشرين؟ وبنوع خاص، هل تفوقت القوة البحرية في عالم اليوم؟ اختلف الخبراء في آرائهم؛ ففي الحرب العالمية الثانية، لعبت القوة البحرية دورًا بارزًا، ولكن كان عليها أن تتعاون تمامًا مع القوة الجوية؛ لأن السفن التي لا تحرسها طائرات في الجو عرضة جدًّا للدمار. وإن التطور الذي حدث بعد الحرب وتمخض عن «قنبلة الجحيم» قد ألقى ظلًّا على مستقبل القوات البحرية. فبوسع هذه القنبلة أن تشل تمامًا قدرة أسطول متكتلٍ. ومع ذلك فإن صنع روسيا السوفيتية لأسطولٍ عظيم من الغواصات وتأكيد أمريكا على حاملات الطائرات؛ لدليلٌ قاطع على أن القوة البحرية ما زالت تحتفظ بمكانتها حتى في عصر ذري.
وفي رأي العلماء وحكمهم، أن منزلة ماهان الدائمة كمؤرخ، لن تتعادل مع شهرته المعاصرة. فنجاحه الباهر كان من قبيل الدعاية، وفي وقت وفاته بلغت الولايات المتحدة الأهداف التي رسمها لها، وهي:
بناء بحريةٍ حربية عظيمة، وشق قناة بناما، وإقامة القواعد في البحر الكاريبي والمحيط الهادي. لقد شاهد انتصار فلسفته القائلة بأن «من يحكم الأمواج يحكم العالم.» هذا، وإن الدول العظمى لمشغولةٌ في سباقٍ جنونيٍّ من أجل القوة البحرية. وكما لاحظ ناقد لاذع:
«ما من شخصٍ واحد قد أثر مباشرة وبعمق في المذاهب البحرية والسياسة القومية لمثل هذه الأمم الكثيرة.» بينما قرر خبير بحري فرنسي أن ماهان «عدَّل تعديلًا عميقًا في فترة حياته، عدَّل تاريخ العصر الذي عاش فيه.»