الدين والدولة في مصر: هل من خلاص؟
«رغم ما يبدو للمُراقِب من الانقسام الراهن للنخبة المصرية بين شرائح تتبرقع بالقداسة، وأخرى تتلفح بالحداثة؛ فإن نظرةً أعمق على ما يرقد تحت السطح تكشف عن أن الكافة، من المتبرقِعين بالقداسة والمتلفِّحين بالحداثة، يقفون معًا تحت مظلة ذات الخطاب الذي يتنكر للجمهور ويروم إقصاءه.»
يُقدِّم الدكتور «علي مبروك» في هذا الكتاب قراءةً نقدية لحالة الزخم الفكري التي سادت في مصر عقب ثورة يناير ٢٠١١م، وما تبعها من تأزُّم بين الخطابَين الإسلامي والحداثي؛ إذ يرى أن النُّخب الفكرية المختلفة (الليبرالية، والعلمانية، والإسلامية) تُمارِس طريقة التفكير نفسها؛ وهي غياب منهج التاريخانية في تناول النصوص، والتعالي على تحديدات السياق (الزماني والمكاني) وشروطه؛ ومن ثَم فإن هذه النُّخب تعيش في مرحلة ما قبل المعرفي؛ إذ ينحبس الناس داخل صناديق انتماءاتهم وتحيُّزاتهم الأيديولوجية والدينية والمذهبية، ويعجزون عن رؤية ما يقع خارجها، ويرفضون التفكير في جملة المفاهيم والتصورات المُضمَرة التي يؤمنون بها؛ ولذا، فإن المؤلف يرى أن السبيل الوحيد إلى تحرير العقل والواقع يَكمُن في الاشتغال المعرفي على المفاهيم والتصورات التي يقوم عليها بناء الأنظمة الأيديولوجية والمذهبية التي تتقارع على سطح الواقع المصري الراهن.