كيف نموت؟: تأملات في الفصل الأخير للحياة
«تختلف كل حياة عن أية حياة سابقة لها، وكذلك تختلف كل وفاة. فتفرُّد كلٍّ منا يمتد ليشمل حتى الطريقة التي نموت بها. وبالرغم من أن أغلب الناس على علمٍ بأن أمراضًا عديدة تحملنا إلى ساعاتنا الأخيرة بسُبلٍ شتى، فإن قلةً قليلة هي التي تدرك زَخْم ذلك العدد اللانهائي من الطرق التي يمكن بها للقوى النهائية للرُّوح البشرية أن تفصل نفسها عن الجسد.»
يكتب الأدباء والشعراء والمؤرخون والحكماء كثيرًا عن الموت، لكنهم لا يشاهدونه إلا قليلًا، في حين أن الأطباء والممرضات، والذين يلتقون به كثيرًا، نادرًا ما يكتبون عنه؛ ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يُقدِّم فيه الطبيب «شروين نولاند» بصورةٍ عميقةٍ سرديةً خاصة تجمع بين البيولوجي والسريري من ناحية، والأدبي والتأملي والروحي والفلسفي من ناحيةٍ أخرى، حول حالات الاحتضار والكيفية التي نموت بها، متخذًا من تجرِبته كطبيب، على مدار أربعين عامًا، بابًا للولوج إلى اللحظات الأخيرة في حياتنا. وكما يعرض لمدونات الميثولوجيا حول الموت، يعرض أيضًا باستفاضةٍ للحالات المرضية الرئيسية القاتلة التي تضم أمراضًا مثل القلب، والسرطان، والسكتة الدماغية. كما يتطرق إلى الشيخوخة باعتبارها تمثل تهاويًا وتدهورًا في وظائف أجهزة الجسم ينتهي بالوفاة، وكذلك مرض ألزهايمر. ويخصص فصلًا كاملًا عن الحوادث كسببٍ للوفاة يعرض فيه تجارِب الاقتراب من الموت يرويها الناجون، فضلًا عن العديد من صور هذا الفصل الأخير كالانتحار والقتل الرحيم.