ذكريات من حياتي
«واليوم، وأنا أقترب من الثمانين، لست نادمًا على أي شيء … فقد كان همي طوالَ حياتي الدفاعَ عن الفقراء والمظلومين، وعن استقلال مصر، وحقِّها في حياة كريمة. وعندما أتأمَّل هذا الشريط الطويل من حياتي، من طفولتي في حي الأزهر، إلى اليوم، أجدني راضيًا عما قمت به وضحَّيت من أجله، مهما كانت قسوة الأيام.»
بقلمٍ أدبيٍّ مميز، يَسطُر لنا الكاتب الكبير «عبد العظيم أنيس» هذه الذكرياتِ التي تَكشِف السِّتار في فصولها عن محطاتٍ من حياته النضالية، التي امتدت أكثرَ من ثمانين عامًا، وحفَلت بالصعوبات والتحديات؛ وعن جوانبَ من شخصيته وظروف نشأته وعلاقته بزوجته؛ وعن تحوُّله من كونه أستاذًا جامعيًّا معروفًا إلى معتقَلٍ سياسي؛ نظرًا لانتمائه إلى الفكر اليساري الثوري، ورؤاه وأفكاره السياسية التي لم تكن على وفاقٍ في كثيرٍ من الأحايين مع الدولة وسياستها، ولكنه ظل متشبثًا بها حتى الرمقِ الأخير من حياته، ولم تُغفِل هذه الذكرياتُ الإتيانَ بأسماء بعض الشخصيات الأدبية والسياسية البارزة التي عاصرها، والتي تركت بصماتٍ واضحةً على تكوينه الثقافي ونهجه السياسي.