في أنواع السلطة وطرق الحصول عليها
كانت الحكومات التي حكمت الأمم في الأزمان الغابرة إحدى اثنتين: إما جمهوريات عادلة وإما ملكيات معتدلة، وللملكية نوعان: نوع تحكمه أسرة واحدة عريقة في القدم، يرث أفرادها الملك الواحد بعد الآخر، ونوع حديث التأسيس وملوكه حديثو العهد بالسلطان، ولذلك النوع الأخير صنفان: صنف تكون الممالك فيه حديثة بالكلية كما كانت إمارة «ميلانو» في عهد «فرنسيسكو سفورزا» وصنف يضمه الأمير إلى ما ورثه عن آبائه وأجداده بحق الفتح، مثل إمارة «نابولي» التي ضمها ملك «إسبانيا» إلى أملاكه.
على أن بعض الممالك التي تُقهر، ويُغلب أهلها على أمرهم يكون قبل الفتح متعوِّدًا حكم أمير من الأمراء، ويكون بعضها حرًّا مستقلًّا، ووقوع تلك الإمارات في أيدي الفاتح يحدث إما بقوة الحرب وإما عفوًا صفوًا.