حيل النساء
«جان: قولي ما شئتِ يا كونتة، تكلَّمي بما أردتِ يا زوجة الكونت فريدريك حاكمِ مدينة مسينا. أهكذا أنتِ يا شريفة، وهكذا أنتِ يا عفيفة، تخونين زوجًا سما قَدرُه، واشتُهر بالصالحات ذِكره؟ وتميلين إليَّ وأنا كولَدك بل كخادمك، وتُطلِعينني على أمرٍ يُطيل، إذا ظهَر، لومَ لائمك، ويُسقِطك من مقام الشرف إلى حضيض الذل والتلف.»
تُعد هذه المسرحية الغنائية من أوائل ما ألَّف الأديب السوري الرائد «أبو خليل القباني» للمسرح العربي، وتحكي قصةَ الحب المحرَّم الذي اشتعل في قلب «لوسيا» زوجةِ الكونت «فريدريك» حاكم مسينا، فجعلها ترغب في الشاب الوسيم «جان» ابنِ أخي زوجها، ويزيِّن لها الشيطانُ سوءَ رغباتها فتكاشِف «جان» بعواطفها الآثِمة، لكنه ينتفض غاضبًا مُشمئزًّا بمجرد أن تَعرِض عليه مكنونَ صدرها؛ فكيف له أن يخون عمَّه الطيِّب الذي ربَّاه؟! وكيف له أيضًا أن يحب غيرَ «أوجين» النبيلة ابنةِ عمِّه التي ينتظر مرورَ الأيام في شغَف ليَجمَعهما الزواج؟! لذلك كان على «لوسيا» أن تَكيد كيدًا لتحطِّم حُب «جان» و«أوجين»، مُستعِينةً بمَن فسدَت نفسُه وضلَّ سعيه؛ علَّها تصل لما تريد. تُرى هل تَفلح حِيَلها؟ هذا ما تعرفه بقراءتك هذه المسرحية.