عمارة المعلم كندوز
(ردهة في مسكن المعلم مدبولي الشهير بكندوز … أرائك
ومقاعد مذهبة … ومرايا كبيرة في الحائط حولها الزهور الصناعية … وصور
فتوغرافية مُعلَّقة مكبرة لصاحب البيت وهو بالبذلة، وفي يده منشة من
عاج … الوقت عصر … و«المعلم کندوز» واقف أمام المرآة يلبس البنطلون …
ويحاول جاهدًا أن يحشر فيه بطنه الكبير!)
كندوز
(صائحًا)
:
يا وهيبة!
وهيبة
(من داخل إحدى الحجرات)
:
اصبر عليَّ يا کندوز.
كندوز
:
تعالي وحياة عينيك … صريني في هذا الملعون البنطلون.
وهيبة
(من الداخل)
:
اصبر … بنتنا أولى باللبس والزينة … هي العروس!
البنت
(من الداخل)
:
لبسي انتهى يا «نينة» … روحي انت وساعدي بابا.
وهيبة
(من الداخل)
:
قرِّبي صدرك «يا تفيدة». أعلق لك الكردان.
تفيدة
(من الداخل)
:
قلت لك يا نينة روحي انت لبابا.
كندوز
(صائحًا)
:
اسمعي كلامها وتعالي. إنت فاهمة انها صغيرة … محتاجة لمن
يلبسها؟!
وهيبة
(تظهر اسم الله)
:
وانت يا معلم کندوز صغير؟
كندوز
:
معلم کندوز؟! إنت نسيت الدرس يا حُرمة؟
وهيبة
:
المعلم مدبولي بك!
كندوز
:
مدبولي بك … فقط لا غير … إياك أن تنسي وتناديني «کندوز» في
حضور العريس.
وهيبة
(وهي تساعده في اللبس)
:
ربنا يستر.
كندوز
:
صريني … احشريني في هذا الملعون.
وهيبة
:
قرب كرشك … حكم عليك الزمان يا مدبولي.
كندوز
:
ما له الزمان؟ حكم علينا بكل خير … الرزق اتسع … والمال نازل
علينا كمثل المطر … والمحل فيه اليوم بدل المستخدم خمسة …
واللحم أسعاره ضاربة في العلو … وإيجار الوكالتين زاد …
والعمارة … العمارة! لولاها ما زوجنا البنتين من حكام أولاد
حكام … وهذه هي البنت الثالثة تتزوج اليوم بإذن الله … احمدي
ربك يا ولية … واشكريه على هذه النعم.
وهيبة
:
حامدة وشاكرة وانت عارف … أنا كلامي عن البنطلون وضيقه …
ربنا وسع عليك … وأنت ضيقت على نفسك … أين القفطان الذي كان
يريح بدنك ويداري بطنك؟
کندوز
:
مرکزي يا حرمة اليوم … مرکزي … ومركز أصهارنا … حالنا أمس
شيء … ومقامنا اليوم شيء.
وهيبة
:
ما دام مقامنا ارتفع … اترك كلمة حرمة … وولية … وقل لي يا
…
كندوز
:
يا هانم … فاهم … أمام الضيوف والأصهار، سمعتني ناديتك بغير
يا هانم؟! أنا رجل أفهم الأصول!
وهيبة
:
طول عمرك يا معلم … الحق.
كندوز
:
ألبسيني بسرعة … الوقت قرب.
وهيبة
(تضغط عليه وهي تشد أزراره)
:
يا قوة الله!
كندوز
(صائحًا)
:
قوة الله كلها في بطني يا ولية؟ بالرقة … بالرقة … الساعة
الذهب في جيبي تنكسر. ثمنها هي والسلسلة الذهب مائة جنيه وشرف
والدك.
وهيبة
:
عارفة … عارفة … قلت لي عن ثمنها مائة مرة.
كندوز
:
أي ما يوازي …
وهيبة
:
مفهوم … ثمن عشرين من الخرفان! كما قلت لي يوم اشتريت من
الصاغة الأساور الذهب: يكون في معلومك أنك معلقة في كل يد عشرة
رءوس «عجالي»!
كندوز
:
وأقل منها؟ يا وهيبة يا بنت «سرحان» يا مراتي! أنت اليوم
حماة «سالم بك عبد الحفيظ» مفتش عموم التموين، «وعبد الباري بك
خضر» مأمور عموم الضرائب … وإن شاء الله في ظرف ساعة زمنية
يشرف خطيب البنت الباقية.
وهيبة
:
ببركة المولى يكون هو أيضًا من الحكام.
كندوز
:
ألم تقل لك الخاطبة عن وظيفته؟
وهيبة
(تتذكر)
:
أظن قالت لي ونسيت، يا داهية الشوم!
كندوز
:
على كل حال الخاطبة عارفة الطلب.
وهيبة
:
وعارفة البنت وشكلها.
كندوز
:
قالت عن شكلها إنه غلط؟
وهيبة
:
قالت … ما قالت … تفيدة، اسم النبي حارسها، تشبه أختيها
بالحرف والنص … لا تزيد ولا تنقص.
كندوز
:
إن كان على أختيها فقد تزوجتا وحبلتا وولدتا، وما سمعنا
أحدًا سأل عن الشكل ولا العقل.
وهيبة
:
قالت لي الخاطبة إنهم دائمًا يسألون عن الشكل والطول
والعرض.
كندوز
:
شکل وطول وعرض … بناتنا؟! البنات؟!
وهيبة
:
العمارة!
کندوز
:
شكلها معروف. على عينك يا تاجر! واقفة بطولها وعرضها في
الشارع على ناصيتين.
وهيبة
:
الخاطبة أفهمتني …
كندوز
:
أفهمتك ماذا؟
وهيبة
:
أنها عندما طلب منها العريس أن يرى العروس أو صورتها، سحبته
في الحال من يده وأرته العمارة، فقلب عينه فيها من فوق لتحت،
ومن تحت لفوق، والتفت إلى الخاطبة وقال: على بركة الله!
كندوز
:
كما حدث بالحرف مع الأختين؛ لتصدقي أن مخ زوجك الهمام كبير …
وأن التدبير الذي حبكه ورتبه هو أحسن تدبير.
وهيبة
:
وهل يوجد أكبر من مخك يا كندوز؟
(باب الشقة يطرق.)
كندوز
(مهرولًا)
:
الباب!
وهيبة
:
العريس … ولم أكمل لبسي.
كندوز
:
ولا أنا.
وهيبة
(تدفعه)
:
إلى غرفتنا (تنادي)
افتحوا الباب … يا ولد يا «عطية» يا بنت يا «أم الخير»!
(يظهر ولد خادم بجلباب وطاقية، ويهرع إلى
باب الشقة ويفتح … فيظهر «أفندي» شاب وخلفه والدته.)
الأفندي
:
المعلم مدبولي الشهير بكندوز موجود؟
خادم
:
تفضل.
الأفندي
(يدخل مع والدته ويجلسان)
:
لا نريد إزعاج المعلم … قل له إننا نريد فقط أن نكلمه
كلمتين.
الخادم
:
حاضر (يختفي).
(وهيبة تطل برأسها من خلف الباب. تشاهد
القادمين ثم تختفي.)
الأفندي
(يفحص المكان بعينيه)
:
ما رأيك يا أمي في هذه الشقة؟
الأم
(تجيل نظرها في المكان)
:
شقة عظيمة يا ابني.
الأفندي
:
لو كانت الشقة الخالية مثل هذه؟
الأم
:
وأصغر من هذه تكفينا يا ابني … المهم أن يرضى المعلم أن
يؤجرها لنا بإيجار … لا يثقل كثيرًا على مرتبك.
الأفندي
:
أرجو من الله أن نجد في هذه العمارة شقة بإيجار مناسب، وأن
نمضي اليوم العقد؛ فإن قدمي قد تورمت من طول البحث. لعنة الله
على أزمة المساكن … والوزارة لا ترحم … تصدر قرار النقل وتطالب
بالتنفيذ فورًا، دون أن تسأل أين ينزل الموظف المنقول.
الأم
:
ربنا يسهل لك يا ابني … وتلقى السكن المريح.
الأفندي
:
أنا لا أطلب إلا راحتك أنت … هذا الفندق الذي نزلنا فيه لا
يلائم صحتك … إنك لست معتادة النزول في الفنادق.
الأم
:
حقًّا … لا أستطيع فيها الوضوء كما أريد … ولا عمل قهوة
العصر على مزاجي.
الأفندي
:
نعم لا بد من تأجير شقة بأسرع وقت، وشحن فرشنا وعفشنا من
الإسكندرية … حتى نستقر وتستردي حريتك.
الأم
:
على الله … ومن الذي دلك على هذه العمارة يا ابني؟
الأفندي
:
المصادفة … مررت صباح اليوم من هذا الشارع فأبصرت هذه
العمارة الجديدة، فسألت فقيل لي إنها لجزار ثري وإن بها شقة
خالية، فرأيت قبل أن أدخل في كلام مع المالك أن أخبرك وأحضرك
معي لتعاينيها بنفسك، وتشاهدي حجراتها ومطبخها ودورة مياهها …
فإن أعجبتك وانشرح لها صدرك تفاوضنا مع صاحبها في الإجارة
وحررنا العقد.
الأم
:
ربنا يقويك يا ابني ويوفقك.
(المعلم كندوز يظهر وقد أكمل لبسه بسرعة،
وتدلت سلسلة ساعته الذهبية على بطنه بشكل ظاهر.)
كندوز
(بحماسة)
:
أهلًا وسهلًا … أهلًا وسهلًا … يا مرحبًا … يا مرحبًا … يا
يوم أبيض من الفل والياسمين.
الأفندي
:
أهلًا بك يا معلم.
كندوز
:
البيت نوَّر … أشرقت الأنوار … (يشير إلى السيدة) حضرتها
الست الوالدة؟
الأفندي
:
نعم … والدتي.
كندوز
:
خطوة كريمة … خطوة مباركة … يا ألف بركة … يا ألف بركة …
(ينادي) يا «وهيبة» …
يا هانم. (يتجه إلى الباب الذي أطلت منه زوجته) الست والدته
حضرت.
الأفندي
(دهشًا هامسًا لوالدته)
:
مقابلة بمنتهى الحفاوة!
الأم
(همسًا)
:
من بختنا … رجل طيب … إنسان … على الله يتساهل في إيجار
الشقة.
كندوز
(يعود إليهما)
:
زوجتي … الهانم … مشغولة من غير مؤاخذة في اللبس! سيحصل لها
السرور لو أن الست الوالدة شرفت.
الأم
:
أنتم ناس في غاية الطيبة يا معلم … نسأل الله يكون لنا قسمة
عندكم.
كندوز
:
هذا غاية ما نتمناه من صميم قلوبنا.
الأفندي
:
المسألة في يدك أنت يا معلم.
كندوز
:
العفو يا سعادة البك.
الأفندي
:
أحب أن أقول لحضرتك قبل كل شيء إن مرتبي بسيط.
كندوز
:
عيب … نحن أولاد أصل … مسألة النقدية ثانوية عندنا بالمرة …
العبرة بالشخص.
الأم
:
اطمئن من جهتنا يا معلم … طول عمرنا ناس في حالنا … أنا لا
أعرف غير السجادة والصلاة وفنجان القهوة … لا عندنا ناس تدخل
ولا ناس تخرج … وابني من الديوان للبيت ومن البيت
للديوان.
كندوز
:
ونعم الأخلاق يا ست … سيماهم على وجوههم … والبك في أي
مصلحة؟
الأفندي
:
في المحافظة … كنت في محافظة الإسكندرية ونُقلت أخيرًا إلى
محافظة القاهرة.
کندوز
(يقبل يده وجهًا وظهرًا)
:
نعمة من الله.
الأفندي
:
وجاء قرار النقل فجأة، فتركنا شئوننا في الإسكندرية وجئنا
العاصمة بسرعة ونزلنا في فندق … ولكننا غير مرتاحين … وأملنا
كله أن نستقر.
كندوز
:
ولا أحسن من الاستقرار يا ابني … والحمد لله الذي بلغك أملك
… ومن دلك علينا ما خدعك ولا غشك … إن شاء الله تكونوا مرتاحين
معنا غاية الراحة.
الأفندي
:
إن شاء الله … أنا واثق من ذلك.
الأم
:
ندخل في الموضوع يا معلم … لأن الذي أوله شرط آخره نور …
ابني عظمه طري … ولا يتحمل التكاليف الثقيلة.
كندوز
(مقاطعًا)
:
عيب يا ست … عيب … هل طلبنا منكم أي شيء؟
الأم
:
لا بد من أن نعرف المطلوب … حتى نعمل حسابنا يا معلم.
كندوز
:
أهذا يليق يا ست؟ نتكلم في مسائل النقدية من أول
زيارة؟
الأفندي
:
هذا شيء ضروري؛ لأن ظروفنا تتطلب الاستعجال … فلا بد أن نتفق
على المسألة المادية حتى يمكن تحرير العقد.
كندوز
:
عند عقد العقد نكتب فيه ما نريد أن نكتب … هذا شيء عديم
الأهمية … المهم اليوم هو التعارف … نحن حصل لنا الشرف.
الأفندي
:
ونحن «والله تشرفنا».
كندوز
:
حضرتك قبل أن تكلمني في النقدية … هذا الشيء التافه … اسألني
عنها وعن صفتها.
الأفندي
:
لم أسألك عنها يا معلم؛ لأن أقل شيء يرضينا.
كندوز
:
ولو … واجب حضرتك تستفهم … ربما لا تعجبك.
الأفندي
:
تعجبني يا معلم… تعجبني.
كندوز
:
هل رأيتها؟
الأفندي
:
لا.
كندوز
:
وكيف تعجبك إذن؟
الأفندي
:
لأن طلباتي متواضعة جدًّا … وبحثت كثيرًا حتى دخت وتورمت
قدماي … وأنا أصارحك بهذا لأنك رجل طيب … الزمن اليوم صعب
والأزمة مستحكمة.
كندوز
(ينظر إليه مليًّا)
:
يظهر على حضرتك أنك شاهدت العمارة من الخارج!
الأفندي
:
طبعًا.
كندوز
(في ابتسامة ذات مغزًى)
:
مفهوم … مفهوم.
الأفندي
:
ولا أخفي عليك أن الموقع أعجبني.
کندوز
:
مفهوم … على ناصيتين.
الأفندي
:
لذلك أسرعت إلى والدتي وقلت لها إن حظنا يكون سعيدًا لو كانت
لنا قسمة في هذه العمارة.
كندوز
(وهو ينظر إليه محملقًا)
:
تعجبني صراحتك!
الأفندي
:
وعندما قيل لنا إن الكلام مع حضرتك لم نكن نتصور أنك
ستقابلنا بهذا الظرف واللطف!
كندوز
:
يا سلام! واجب علينا.
الأفندي
:
إذن ليس عندك مانع من أننا نكتب العقد؟
كندوز
:
هذا يوم المنى.
الأفندي
:
في أقرب وقت، إذا سمحت … اليوم مثلًا.
كندوز
(في دهشة)
:
اليوم … اليوم؟!
الأفندي
:
وما المانع؟ خير البر عاجله.
كندوز
:
أليس الأصول أننا نقرأ الآن الفاتحة … وبعد ذلك نجعل العقد
في موعد قريب؟
الأفندي
:
وما لزوم التأجيل؟ أهي مشغولة الآن؟
كندوز
:
أبدًا.
الأفندي
:
ما دامت خالية … فاضية!
كندوز
:
فاضية وحياتك لا يشغلها غير الزوَّاق.
الأفندي
:
البياض نظيف طبعًا … والألوان على ذوقك.
كندوز
:
البياض واللون والشكل … هذه مسألة مزاج … ثم دعك من كل هذا
الكلام… العبرة بخفة الدم.
الأفندي
:
العمارة دمها خفيف يا معلم!
كندوز
:
رجعنا للعمارة؟!
الأم
:
والله يا معلم لا هذا ولا ذاك … العبرة بالمعرفة الطيبة …
وأنت رجل طيب إنسان.
كندوز
:
هذا من أصلك يا ست.
الأم
:
فقط كان غرضنا ننهي الموضوع بالعجل.
كندوز
:
العجلة من الشيطان يا ست … تمهلي حتى تعرفيها وتشاهديها …
ربما يكون فيها عيوب … ولا كامل إلا سيدنا محمد عليه الصلاة
والسلام!
الأم
:
لو سمحت لنا بمشاهدتها.
کندوز
:
ضروري … أنا لست بالرجل البلدي … أنا رجل متنور … عندي
مفهومية وأسير مع الدنيا … حالًا تشاهدونها بمنتهى
الحرية.
الأم
:
هي كبيرة؟
كندوز
:
كبيرة؟ … أبدًا … صغيرة جدًّا وحياة شرفك.
الأم
:
أحسن … نحن لا يناسبنا غير الصغيرة «المحندقة» لأني كما ترى
… ليس لدينا من عائلة غيري أنا وابني هذا الشاب.
كندوز
:
ربنا يبارك ويكثر لكم الأنجال.
الأفندي
:
هي جديدة يا معلم أو سبق أن كانت …؟
كندوز
(مقاطعًا)
:
جديدة … جديدة … لم يسبق لها أبدًا … أنت أول بختها.
الأفندي
:
وطبعًا مقفولة.
كندوز
(محتجًّا)
:
عيب هذا الكلام يا حضرة الأفندي … مقفولة؟ طبعًا … مقفولة …
نحن أبًا عن جد عائلة محافظة والحمد لله … كله كوم … وهذا كوم
… أنا ابن سوق صحيح، لكن الشرف عندي هو الأول وهو الآخر … روح
اسأل عني أكبر «شنب» يقل لك «المعلم مدبولي» أسد!
الأفندي
(مأخوذًا)
:
أنا غلطت؟
كندوز
:
العفو … إنما الكلام في هذا الموضوع لا يتأتى من رجل محترم
مثلك، يفهم مركزنا ويحافظ على إحساساتنا.
الأفندي
:
هل أنا لا سمح الله مسست إحساسك يا معلم؟
كندوز
:
كل شيء إلا الكلام في الشرف.
الأفندي
:
الشرف؟! وما دخل الشرف هنا؟! ماذا قلت أنا مما يمس الشرف؟
لقد قلت أنت إنها جديدة وخالية ولم يسبق أن شغلت … فقلت … إذن
هي الآن مقفولة، وهذا طبيعي جدًّا بعد كل هذه البيانات!
كندوز
:
نعم … مقفولة يا سيدي … لأن بيتنا بيت الجد والأصول!
الأفندي
:
هدئ نفسك يا معلم … لا أدري لماذا فار دمك هكذا! الحكاية لا
تستحق، مقفولة … مفتوحة … ماذا يهمني أنا من ذلك … كل ما
يعنينا في الأمر هو أن نتفق بسرعة ونكتب العقد.
کندوز
:
يا ساتر.
الأم
:
هذا هو الحق يا معلم … كل ما يهمنا نحن هو كتابة العقد
وإنهاء الموضوع بدون تأخير!
كندوز
(كالمخاطب نفسه)
:
حتى حضرتك يا ست … يا كبيرة يا صالحة … يا مصلية!
الأم
:
هل غلطنا يا معلم في هذا الكلام؟
كندوز
:
أبدًا … أنتم أحرار! الدنيا اليوم ماشية هكذا … هل المعلم
مدبولي هو الذي سيصلح الكون؟ أنا طول عمري ابن سوق … تبع
الزبون … طلباتكم؟
الأفندي
:
نكتب العقد وننتهي!
كندوز
:
قبل أن تراها؟
الأفندي
:
نراها لا مانع!
كندوز
:
لا مانع! على الماشي … لكن أنا لماذا أنسى؟ ولماذا أستغرب في
كل مرة؟! قبلك اثنان فعلَا ذلك بالمضبوط!
الأفندي
:
طبيعي يا معلم … مَن يُبصر العمارة من الخارج يستغنِ عن رؤية
الباقي.
كندوز
:
مفهوم! مفهوم!
الأفندي
:
ومع ذلك… إذا كنت تريد أن نعاين فلا بأس.
كندوز
:
نقرأ الفاتحة أولًا.
الأفندي
:
بكل سرور.
(کندوز يتناول يد الأفندي ويقرآن معًا
الفاتحة.)
کندوز
:
مبروك!
الأفندي
:
متشكر!
كندوز
(ينهض صائحًا)
:
الشربات يا «وهيبة»! قرأنا الفاتحة!
(تسمع زغاريد من الخارج … ولا تلبث «وهيبة»
أن تظهر بثوب حريري فاقع، وأساور ذهبية تملأ ذراعيها.)
وهيبة
(تُقبِل على الأم)
:
أهلًا وسهلًا … يا مرحبًا … مبروك! مبروك! (تُقبِّلها من
وجنتيها.)
كندوز
(مُعرِّفًا)
:
الست زوجتي … «وهيبة هانم».
وهيبة
(تتقدم نحو الأفندي وتسلم)
:
بسلامته … باسم النبي حارسه … يا ألف مبروك!
الأفندي
(دهشًا من كل ما يرى)
:
تشرفنا… يا هانم.
كندوز
(للأفندي)
:
تريد الآن أن تعاين وتشاهد؟!
الأفندي
:
إذا سمحت … هلمي يا أمي.
(ينهضان هو ووالدته.)
كندوز
:
إلى أين؟ إلى أين؟
الأفندي
:
ألم تدعنا إلى المعاينة؟ هي في أي طابق؟
كندوز
:
أي طابق؟ هنا معنا!
الأفندي
:
المسافة بسيطة إذن؟
کندوز
:
اجلسا… هي تأتي إلى حضرتكم!
الأفندي
(دهشًا)
:
تأتي إلى حضرتنا؟
کندوز
:
طبعًا … خدامتك … تستجري … أقطم رقبتها بالساطور!
الأفندي
:
من هي؟
كندوز
(لوهيبة)
:
نادي عليها يا هانم!
وهيبة
(تلتفت إلى باب الحجرة وتصيح)
:
«تفيدة»!
اخرجي للعريس!
(الأفندي وأمه يتبادلان نظرات الدهشة
والوجوم… ولا تلبث «تفيدة» أن تظهر بثيابها وزينتها
وحليها.)
كندوز
(للفتاة)
:
قبِّلي يد الست الوالدة أولًا… الأدب عندنا هو
الأساس.
الأفندي
(لكندوز)
:
تسمح يا معلم كلمة؟
كندوز
:
أمرك!
الأفندي
(ينتحي بكندوز ويهمس له)
:
نحن فيما يظهر حضرنا الآن في وقت غير مناسب!
كندوز
:
بالعكس!
الأفندي
:
الظاهر أنكم كنتم اليوم متهيئين لمسألة قران، ومنتظرين حضور
عريس!
كندوز
:
طبعًا … في انتظاركم!
الأفندي
:
هنا الغلط!
کندوز
:
غلط؟!
الأفندي
:
نحن جئنا من أجل الشقة الخالية!
كندوز
:
الشقة الخالية؟ ألم ترسلكم «الست أم خميس» الدلالة
الخاطبة؟
الأفندي
:
من هذه؟ لم يرسلنا أحد، أنا مررت أمام العمارة، وسألت البواب
عن شقة فدلني على حضرتك!
کندوز
:
شيء بارد! وکيف يا حضرة الأفندي تسمح لنفسك أن تدخل معي في
العميق، وتجرني في الكلام لحد الفاس ما كادت تدخل في
الرأس؟
الأفندي
:
أنا الذي جررتك في الكلام، وأدخلتك في العميق، أو أنت الذي
فعلت بنا ذلك؟!
كندوز
:
والعمل؟ ماذا تريد حضرتك الآن؟
الأفندي
:
الشقة … أعاين الشقة.
كندوز
:
بذوقك ومفهوميتك هل هذا وقت ذلك؟
الأفندي
:
أنا متأسف.
كندوز
:
ونحن متأسفون (يلتفت لزوجته
وبنته) يا «وهيبة» خدي البنت وادخلي.
وهيبة
(غير فاهمة)
:
ندخل؟
كندوز
(يتجه إليها ليفهمها في أذنها)
:
اسمعي الكلام.
الأفندي
(يتجه إلى أمه)
:
انهضي بنا يا والدتي.
الأم
(للأفندي همسًا)
:
ما هذه الحكاية «الهباب»؟
الأفندي
:
ليس لنا حظ في الشقة.
الأم
:
ربك كريم يا ابني … هيا بنا.
الأفندي
(همسًا فجأة)
:
عندي فكرة يا أمي … أتزوج البنت، نضمن الشقة.
الأم
(همسًا)
:
تتزوج هذه البنت الصفراء الحمقاء؟!
الأفندي
(همسًا)
:
والشقة … الشقة … اجلسي يا أمي ودعيني أتصرف … (ينادي) يا «معلم مدبولي» …
تسمح بكلمة؟
كندوز
(يلتفت نحوه)
:
نعم؟ لا تتعب نفسك يا حضرة الأفندي … ليس عندي شقق
للإيجار.
الأفندي
:
حتى ولا لنسيبك؟
كندوز
:
نسيبي؟!
الأفندي
:
أنت نسيت يا معلم أنك وضعت يدك في يدي وقرأنا
الفاتحة؟
کندوز
:
حصل … لكن أنا عارف أنت كنت تقرؤها بأي نية؟!
الأفندي
:
وأنت يا معلم كنت تقرؤها بأي نية؟
كندوز
:
بنية الزواج بسنة الله ورسوله!
الأفندي
:
نيتك أنت المضبوطة وإياك أن ترجع فيها.
كندوز
:
قصد حضرتك؟
الأفندي
:
قصدي أن كريمتك مخطوبة لي منذ لحظة وقُرِئَت فاتحتها، ومنتظر
تقديم «شرباتها»!
كندوز
:
جد؟
الأفندى
:
كلام شرف!
كندوز
:
لا يوجد هذه المرة غلط؟
الأفندي
:
أبدًا … وأنت يا معلم؟ نفسك راضية؟ ألا تكون في انتظار من هو
أحسن؟
كندوز
(يخرج ساعته الذهبية)
:
ساعتك كم؟
الأفندي
(ينظر في ساعته)
:
الخامسة والتاسعة والأربعون.
كندوز
:
أنا عندي السادسة بالضبط … ميعاد الآخر فات وعلى رأي المثل:
«عصفور في اليد ولا عشرة على الشجرة» … هات يدك مرة ثانية …
وانوِ معي، على خيرة الله … الفاتحة! (يمسك بيده ويهمسان
بالفاتحة) مبروك … (ينادي) الشربات يا وهيبة … الشربات!
الأفندي
:
مسألة الشقة؟
كندوز
:
تحت أمرك … وجهاز البنت فيها، ولا ينصرف منك مليم.
الأفندي
:
أنت عارف يا معلم أن ظروفي تستدعي السرعة.
کندوز
:
برقبتي.
(وهيبة تظهر من جديد وخلفها الخادمة تحمل
أكواب «الشربات» الأحمر على صينية وتقدم للأم ثم للعريس،
وعندئذٍ يسمع طرق شديد على الباب الخارجي.)
وهيبة
(تصيح)
:
الباب … يا ولد يا «عطية»!
(الخادم يهرع إلى الباب ويفتحه … وعندئذٍ
يتدفق منه رجلان هما «عبد الحفيظ بك» زوج البنت الكبرى، «وعبد
الباري بك» زوج البنت الوسطى ومعهما معاون بوليس
القسم.)
عبد الباري
:
جئنا في الوقت المناسب (للمعاون وهو يشير إلى «کندوز») اضبطه
يا حضرة المعاون وهو متلبس بالجريمة.
عبد الحفيظ
:
إنه يمثل الآن نفس الدور الذي مثله معنا بالضبط.
عبد الباري
:
وإذا فتشته الساعة يا حضرة المعاون، فإنك تجد معه عقد
العمارة محررًا باسم البنت الصغرى … أي العروس.
كندوز
:
عيب هذا الكلام يا حضرات الأصهار الأفاضل … أهذه دخلة
تدخلونها علينا أمام نسيبنا الجديد؟
عبد الحفيظ
:
نحن قصدنا ذلك بالذات، لنكشف للصهر الجديد ألاعيبك.
كندوز
:
ألاعيبي؟
عبد الباري
:
أظهر عقد العمارة واعرضه على حضرة المعاون!
کندوز
(يلتفت إلى المعاون)
:
تفضل يا حضرة المعاون … استرح على هذا الكرسي … (يلتفت إلى زوجته) يا هانم! …
كوب شربات لحضرة المعاون … حتى يروق فكره … ويشهد على هذه
الأعمال … في هذا اليوم المفترج!
عبد الحفيظ
:
طبعًا لا بد أن يشهد على احتيالك … ولهذا جئنا به.
كندوز
:
احتيالي؟ … سامع يا حضرة المعاون؟
عبد الحفيظ
:
وماذا يُسمَّى هذا العمل … وبماذا نصف هذا التدبير الشيطاني؟
أفتنا يا حضرة المعاون … هذا الرجل يملك هذه العمارة وله ثلاث
بنات أوعز إلى خاطبة تدعى «أم خميس» أن تشيع أنه كتب العمارة
للبنت الكبرى، فتقدمت على هذا الأساس أطلب البنت الكبرى،
وتحريت من مصلحة المساحة، فوجدت العقد صحيحًا باسم البنت
الكبرى، فتزوجت وما كادت تحمل زوجتي، حتى دُعِينا إلى زفاف
أختها الوسطى.
عبد الباري
:
إلى حضرتي … بواسطة «أم خميس» أيضًا … التي أكدت لي أن الأب
المحترم كتب العمارة للبنت الوسطى، وتحريت أيضًا من المساحة
فإذا العقد صحيح باسم البنت الوسطى، فتزوجت وحملت الزوجة، وإذا
بي أسمع أخيرًا … أن البنت الصغرى قد كتبت باسمها
العمارة.
المعاون
:
كان عنده إذن ورقة ضد … يسترد بها العمارة في كل
حالة.
عبد الحفيظ
:
ها هو ذا أمامك … سله ماذا كان يفعل؟ هذا الألعبان!
كندوز
:
ألعبان؟! احفظ لسانك يا نسيبي!… أنا ألعبان؟!
عبد الباري
:
قل لحضرة المعاون ماذا كنت تفعل؟ ولا تراوغ!
كندوز
:
أنا حر في ملكي يا ناس … أتصرف فيه كيفما أشاء … أكتب
للكبيرة … أكتب للصغيرة … ليس لأحد عندي شيء.
عبد الحفيظ
:
أهذا معقول؟ تصطادنا بهذه الطريقة … ثم تقول بكل جراءة إنك
حر!
كندوز
:
أصطادكم؟ ومن الذي حرم صيدكم؟!
عبد الباري
:
القانون!
كندوز
:
القانون؟ أي قانون؟ قانون وزارة الزراعة؟ أو قانون مصلحة خفر
السواحل؟ اقرءوا عليَّ من فضلكم القانون الذي يحرم صيد
العرسان!
عبد الحفيظ
:
أنت إذن معترف أنك تعمدت اصطيادنا … قيد عليه الاعتراف يا
حضرة المعاون!
کندوز
:
اعتراف؟! هي جناية؟
عبد الباري
:
بكل تأكيد … هذا نصب بالثلث … هذا اختلاس جعلتنا نتعاقد على
شيء اختلسته بعد العقد.
كندوز
:
أي عقد؟
عبد الباري
:
عقد الزواج.
كندوز
:
وما الذي اختلسته أنا بعد عقد الزواج؟ الزوجة؟
عبد الحفيظ
:
العمارة.
كندوز
:
وهل عقد الزواج منصوص فيه أنكم تزوجتم العمارة؟!
عبد الحفيظ
:
ما هذا الكلام الفارغ … أنت تعرف جيدًا أنك توسلت بهذه الطرق
الاحتيالية لتوهمنا أن بنتك غنية … ولهذا أقدمنا على طلبها وهي
في حد ذاتها لا تساوي أكثر من مليم!
كندوز
:
في حد ذاتها؟! الله يرحم أيام زمان … يوم تزوجت امرأتي
«وهيبة» في حد ذاتها … كان أبوها واقفًا على الناصية بعربة جوز
هند.
وهيبة
(محتجة)
:
ما لزوم هذا الكلام الآن يا «کندوز»؟ يا مدبولي بك؟
كندوز
:
اسكتي … ليس أحسن من الحق … الدنيا اليوم خسرت وتلفت … كان
دكاني في الشارع العمومي … والمعلم شيخ الجزارين أراد أن
يزوجني بنته … وأنا في عز شبابي … هل فكرت في عقاراته؟ أبدًا …
نظرت إلى البنت المؤدبة المخلصة الحنون، التي تأتي بالغداء
لأبيها كل ظهر، وهو أمام عربته يكسب قوته بعرق الجبين … ما
لها؟ لازمتني العمر … في الأيام البيض والأيام السود … في
المكسب والخسارة، أنا تاجر أي نعم … لكن هل فكرت أني أتخذ من
زواجي تجارة؟!
عبد الباري
:
فيما يخصك لا شأن لنا … لكن فيما يخص بناتك … كنت معنا
تاجرًا … وتاجرًا مدلسًا غشاشًا!
كندوز
:
التاجر لا يغش إلا الزبون الداخل على طمع … مَن يقول لي لا
تزن بالورقة … واقطع من هنا، واقطع من هناك، أقل له حاضر … لكن
لي معه طريقة أخرى … أما الزبون الطيب الذي لا يطمع فيَّ، فإني
لا أطمع فيه.
عبد الحفيظ
:
أنت الذي طمعتنا … ولوَّحت لنا … ووضعت لنا الطُّعم في
المصيدة.
كندوز
:
لأني عارف أن الفيران لا تأتي إلا على ريحته.
عبد الباري
:
ما قولك يا حضرة المعاون؟… هذا الرجل يريد أن يداور ويحاور
ليغطي مركزه … ولكن الجريمة واضحة وهو معترف … ويَحسُن الآن
إثبات أقواله!
المعاون
:
الواقع أن الموضوع الآن واضح: وضع طعمًا في مصيدة الزوجية …
فجذبت إليها فأرين.
عبد الحفيظ
:
ثلاثة … (يشير إلى الأفندي العريس) حضرته أيضًا على وشك
الانجذاب … نحو الطعم.
كندوز
:
لا … حضرته طعمه خفيف … مجرد شقة … لا غير.
عبد الباري
:
أرأيت تبجحه يا حضرة المعاون؟ إنه لا ينكر حرفًا واحدًا مما
فعل.
المعاون
:
أتريدون رأيي؟
الجميع
:
تفضل!
المعاون
:
مهما يكن من أمر فلا يجب أن تنسوا أنكم جميعًا أسرة واحدة،
تربطكم أولاد … وليس من مصلحة واحد منكم وجود هذا الشقاق …
إنَّ أسلم حل هو الصلح.
عبد الحفيظ
:
الصلح؟
عبد الباري
:
على أي أساس هذا الصلح؟
المعاون
:
هل «المعلم مدبولي» له أملاك غير هذه العمارة؟
عبد الحفيظ
:
كثير … له الدكان الكبير، وأطيان في قليوب وأكثر من
وكالتين.
عبد الباري
:
هذا طبعًا خلاف رصيده في البنوك.
كندوز
:
هو درس حفظتموه عن ظهر قلب.
المعاون
(لكندوز)
:
اسمع إذن يا معلم … أتريد نصيحتي؟
كندوز
:
نصيحتك فوق رأسي يا حضرة المعاون.
المعاون
:
اكتب العمارة الآن لبناتك الثلاث … بذلك تُرضي أصهارك …
وتريح بالك … وتضمن هناء فلذات كبدك!
كندوز
:
وأنا يكون مصيري الطرد من سكني وأنا على قيد الحياة؟
المعاون
:
لا … مطلقًا … سيكتب نص يحفظ لك سكنك هذا وشقتك هذه مدى
حياتك، ومدى حياة الست زوجتك … ما رأيك؟
كندوز
:
أمرك يا حضرة المعاون.
المعاون
(للأصهار)
:
موافقون؟
عبد الحفيظ
:
موافقون.
عبد الباري
:
خالص الشكر يا حضرة المعاون.
المعاون
:
هاتوا الورق.
عبد الحفيظ
:
قطعة من الورق يا معلمنا.
كندوز
(صائحًا)
:
ورقة يا «وهيبة».
الأم
(همسًا لابنها الأفندي)
:
ربنا فرجها علينا يا ابني … كنا طالبين شقة … أعطانا ثلث
عمارة!
الأفندي
(همسًا لأمه)
:
اقرصيني يا أمي؛ لئلا أكون في حلم!
(الباب الخارجي يطرق.)
وهيبة
(صائحة)
:
الباب … افتح يا ولد يا «عطية»!
(يهرع الخادم إلى الباب ويفتح … فيدخل رجل
محترم يسأل بصوت عالٍ وقور.)
الرجل
:
المعلم «مدبولي بك» موجود؟
كندوز
:
موجود … من حضرتك؟
رجل
:
أنا … من طرف «الست أم خميس» … اسمح لي أقدم نفسي أنا «محمد
عبد المتجلي» رئيس قلم الأرشيف في وزارة …
كندوز
:
رئيس قلم؟ بحاله؟ يا ألف خسارة! وحضرتك لماذا تأخرت حتى
الساعة؟!
رئيس القلم
:
تمددت قليلًا بعد الظهر فأخذني النوم.
کندوز
:
النوم؟ … يوجد أحد ينام في هذا الزمن؟! من كانت في فمك صارت
لغيرك … وحضرتك في نومتك … يا ألف أسف! قرأنا فاتحتها … وكتبنا
ووزعنا وقسمنا وشطبنا وجبرنا.
رئيس القلم
:
ألا يوجد لحضرتك واحدة أخرى؟
كندوز
:
عمارة أخرى؟! لا يا سيدي الفاضل … ما كانت تعز عليك … لم
أنجب غير عمارة واحدة.