النهاية
وكادت عين صاحبنا أن تُغمض، أو أراد لها ذلك؛ فما عادت به حاجة إلى معرفةٍ جديدة، ولا شوق إلى حبٍّ أو بغض.
فقد عرف منهما ألوانًا، وتقلَّب في سائر المراتب التي صوَّرها العلماء والأدباء، وسعى إلى نصفه الآخر؛ فانشقَّا عن الولد، وتمَّت بذلك رسالة النوع الأزلي.
لو اطَّلعتَ على نجواه في صلاته لسمعته يقول:
رَبِّ لِمَ وهبتني الشعور، وميَّزتني عن سائر الكائنات؟
إني لأرى الأحياء سعيدةً ناعمةً ما عدا الإنسان.
لقد طلبت الوصول على أجنحة الحب حتى بلغت الفناء.
كنت سعيدًا في سلوك الطريق، واليوم لا سعادة ولا شقاء.
فلا حب يُسلي ولا بُغض يسري كأن الدنيا هباء.