من قضايا الأدب الحديث: مقدمات ودراسات وهوامش

«ولكن «الحداثة» تعبيرٌ عربي لا ينطبق كل الانطباق على المودرنية، ويختلف معناه باختلاف مستخدميه، وإذا كان قد اتخذه بعض الكُتاب عَلمًا على كتاباتهم، فليس معنى ذلك أنهم يعنون به مدرسةً بعينها من مدارس الأدب الحديث؛ أي الأدب الذي ابتعد عن المحاكاة واتخذ منهجًا من هذه المناهج الجديدة. وما أكبرَ الفارقَ بين إنتاج إدوار الخراط الذي ارتبط اسمه أكثر من غيره بما يُسمى أدب الحداثة، وبين أعمال جمال الغيطاني الذي يبتدع أساليب ووسائل فنيةً تجعله ينتمي إلى أكثر من مدرسةٍ من هذه المدارس، وإن لم يقُل لنا إنه من أرباب الحداثة ولا من دُعاتها، بل — وهذا من مفارقات التاريخ الأدبي — إنه يقول بعكس ذلك!»

يناقش «عناني» في هذا الكتاب مجموعةً من القضايا المتعلقة بالأدب الحديث برزت في النصف الثاني من القرن العشرين، وارتبطَت بألوانٍ أدبيةٍ جديدة ازدهرت بعد الحرب العالمية الثانية. ومن أهم هذه القضايا قضية المصطلحات التي نشأت في الأدب الغربي، واستعارتنا لها واستخدامها في كل آونة، سواءٌ أدركنا دلالتها الحقيقية أم لا. ولعل أبرز هذه المصطلحات مصطلحا «الحداثة» و«الخطاب» اللذان استُخدما في النقد الأدبي العربي المعاصر على نحوٍ مغاير عما يَعنيه في الأدب الغربي. كما يُلقي «عناني» الضوء على قضيةٍ أخرى، هي الشعر بين الفصحى والعامية، مؤكدًا على أن شعر العامية ازدهر بالتوازي مع شعر الفصحى، وبينما كان شعر الفصحى يُمثِّل الشعر الرسمي، مما ساعده في الحفاظ على البقاء والاستمرارية، كان شعر العامية يُمثِّل الشعر الشعبي الذي كُتب باللهجات العربية المحلية المتأثرة باللغات القديمة التي دخلَت العربية عليها. وإلى جانب هاتَين القضيتَين، ناقش «عناني» العديد من القضايا الأدبية الأخرى بمنهجيةٍ وبأسلوبٍ علمي، والتي نتعرف عليها باستفاضةٍ في هذا الكتاب.


هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق قانوني بين مؤسسة هنداوي والسيد الدكتور محمد عناني.

تحميل كتاب من قضايا الأدب الحديث: مقدمات ودراسات وهوامش مجانا

تاريخ إصدارات هذا الكتاب‎‎

  • صدر هذا الكتاب عام ١٩٩٥.
  • صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٥.

عن المؤلف

محمد عناني: مُبدِع مصري موسوعي، كتب في الشعر والمسرح والنقد الأدبي، لكن مشروعه الأكبر كان في الترجمة؛ فأبدع فيها حتى استحقَّ لقب «شيخ المُترجِمين».

وُلد «عناني» في مدينة رشيد بمحافظة البحيرة عام ١٩٣٩م. حصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة عام ١٩٥٩م، ثم على درجة الماجستير من جامعة لندن عام ١٩٧٠م، وعلى درجة الدكتوراه من جامعة ريدنغ عام ١٩٧٥م، ثم على درجة الأستاذية عام ١٩٨٦م.

عمل مُراقِبَ لغةٍ أجنبية بخدمةِ رصد «بي بي سي» في الفترة من عام ١٩٦٨م إلى عام ١٩٧٥م، ثم محاضرًا في اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة منذ عام ١٩٧٥م، ورئيسًا لقسم اللغة الإنجليزية بالجامعة بين عامَي ١٩٩٣م و١٩٩٩م. وطوال مَسيرته التدريسية بالجامعة تَخرَّج على يدَيه عشراتُ الآلاف من الطلاب، وأشرف على مئات الرسائل الجامعية.

اتَّسم الإنتاجُ الأدبي ﻟ «عناني» بالتنوُّع، فجمع بين التأليف والترجمة والنقد الأدبي؛ فمن بين أعماله المُؤلَّفة: «السجين والسجَّان»، و«السادة الرعاع»، و«جاسوس في قصر السلطان». أما مُؤلَّفاته العلمية في الترجمة والنقد الأدبي فمنها: «الترجمة الأسلوبية»، و«النقد التحليلي»، و«التيارات المعاصرة في الثقافة العربية»، و«الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق». أما أعماله المُترجَمة فأهمها ترجمته لمعظم تراث «شكسبير» المسرحي، وبعض أعمال «إدوارد سعيد» مثل: «الاستشراق وتغطية الإسلام»، و«المثقف والسلطة»، فضلًا عن أعمال أخرى مثل: «الفردوس المفقود»، و«ثلاثة نصوص من المسرح الإنجليزي». كما ساهَم في ترجمة الكثير من المُؤلَّفات العربية إلى الإنجليزية، وعلى رأسها مُؤلَّفات «طه حسين»، ودواوين ومسرحيات شعرية لكلٍّ من «صلاح عبد الصبور»، و«عز الدين إسماعيل»، و«فاروق شوشة».

نال العديدَ من الجوائز؛ منها: «جائزة الدولة في الترجمة»، و«وسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى»، و«جائزة الدولة في الآداب»، و«جائزة الملك عبد الله الدولية في الترجمة»، و«جائزة رفاعة الطهطاوي في الترجمة»، وغير ذلك من الجوائز العربية والمصرية المتميزة.

رحَل الدكتور «محمد عناني» عن دُنيانا في الثالث من يناير عام ٢٠٢٣م، عن عمرٍ يناهز ٨٤ عامًا، تاركًا خلفه إرثًا عظيمًا من الأعمال المترجَمة والمؤلَّفة.

رشح كتاب "من قضايا الأدب الحديث: مقدمات ودراسات وهوامش" لصديق

Mail Icon

تسجيل الدخول إلى حسابك

Sad Face Image

قم بتسجيل الدخول ليبدأ التحميل، وتحصل على جميع مزايا ومحتوى هنداوي فاونديشن سي آي سي.

تسجيل الدخول إنشاء حساب

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٥