الخاتمة والنتائج
-
السحر هو موقف الرجل البدائي من العالم ونظرته التي تقوم على الملاحظة والتَّجرِبة والخبرة الطويلة بظواهر الحياة وأحداثها وأسرارها، وقد حاول الإنسان البدائي أن يضع منطقًا معينًا يفسِّر تلك الأحداث والظواهر ليؤثِّر فيها بطريقته الخاصة.
-
الساحر في المجتمع البدائي كان يضع الفروض ويحاول وَضْع نظام عقلي لفَهْم الكون؛ فالسحر بالنسبة إلى البدائي هو العلم الذي بواسطته يستطيع تسخير قوى الطبيعة والتحكُّم بها من خلال شعائر معينةٍ يتَّصِل بها الساحر بكائناتٍ معينة.
-
وجد الإنسانُ البدائيُّ أن الفرق بين الشخص المتوفَّى والشخص الحي هو التنفُّس، فسمى التنفُّس ﺑ «الروح»، واعتقد الإنسان البدائي أن هذه الروح هي التي تزوره في الأحلام بعد موت هذا الإنسان، فآمن بعالمٍ آخر تسكنه الأرواح!
-
اعتقد الإنسان البدائي بآلهةٍ شريرة وراء الظواهر والكوارث الطبيعية السيئة، فأخذ يتقرَّب لها بالعبادات والأضاحي ومن هنا عُرفت ظاهرة التضحية بأنواعها.
-
لم تكن التضحيةُ البشرية حكرًا على العالم القديم وحده، وإنما كان هناك نصيبٌ للعديد من الحضارات الحالية سواء البدائية منها أو من أصحاب الديانات الوضعية.
-
منذ بَدْء الخليقة يسعى الإنسانُ إلى معرفة الخالق وإرضائه، وتخبط في طريقه لذلك بين الحقيقة والسراب، فمرة يسترضيه بالسحر والطقوس التعبُّدية، ومرة يسترضيه بالقرابين والأضاحي الحيوانية ثم مرة أخرى يقدِّم نفسه قربانًا لمرضاته.
-
رسم الإنسان لنفسه منذ عصور ما قبل التاريخ عالمًا من الروحانية، مفرداته الأساسية كانت روح السلف، والدم، والقربان والسحر، فجعل هناك هالةً من التقديس للموتى من الأسلاف، وعبر عن هذا التقديس بصورٍ عدة تنوَّعت ما بين دفنه، وحرقه، أو نثره في الهواء، وأخيرًا تناوله ليصبح مَنْ يتناوله جزءًا منه، كنوعٍ من التبجيل والإعزاز! والرغبة في توحيد المضحين بحياة أجدادهم.
-
الإله هو ذلك الكيان غير الواضح الذي لا بد من الوصول إليه لنَيْل رضاه، وللوصول إليه لا بد من وجود وسيطٍ — هذا ما تخيَّله الإنسان البدائي منذ عصور ما قبل التاريخ — وعن هذا الوسيط فهو إما أن يكون عراف القبيلة أو زعيمها، وإما أن يكون ذلك الشامان الذي بسحره يقنع مَنْ حوله بوساطته تلك بينه وبين الإله.
-
إذا كانت الدماء هي رمز الحياة بجريانها في الشرايين أثناء الحياة، فقد اعتقد الإنسان البدائي في العديد من القبائل الأفريقية أن الدماء هي أيضًا رمز الحياة بسفكها وتقديمها للإله بعد إزهاق روح صاحبها؛ إذ يعتقد بأن جريان الدماء على المذابح أو أمام تمثال الإله فيه تجديد للحياة، بل أيضًا تجديد واستمرارية لحياة الإله، وما هذه إلا تصوُّرات رسمها الإنسان البدائي بتخيُّلاته الساذجة وفطرته الأولى.
-
القرابين البشرية تعني قتل أحياء من البشر، واستخدام أجسادهم ودمائهم لأهداف شعائرية بغرض التواصُل مع الآلهة.
-
قُدِّم العديد من القرابين البشرية على مدار التاريخ البشري في العديد من دول العالم منذ أقدم العصور، وهناك العديد من الشواهد في الهند والصين واليابان وأوروبا والأمريكيتين تدل على قِدَم ممارسة تلك العادة؛ إذ كان يُقدم عدد كبير من الجنود وسائقِي العجلات والخيول أو الحمير أو الثيران كقرابين، وكانوا يُدفنون مع الحاكم كي يكونوا بخدمته في العالم الآخر.
-
إن فكرة ممارسة المصريين القدماء لعادة التضحية البشرية من الأفكار التي تؤدي إلى مزيدٍ من الخلافات العلمية، فهناك أدلة تجعلنا نميل إلى الاعتراف بوجود تلك العادة في مصر، وهناك أدلة أخرى شائكة لا تؤكد وجود تلك العادة في مصر.
-
يرى العديد من القبائل البدائية في شرق وغرب وجنوب أفريقيا أن لكل شيء روحًا؛ فللجماد روح، وللنبات روح، وللهواء روح، أي إن لكل الأشياء الحية وغير الحية روحًا داخلية غير مرئية وهذا هو ما يُعرف بالتعدُّدية الروحية.
-
يُعلِّل البعض عادة تقديم الأضاحي الآدمية بأنها وسيلةٌ لإحياء الآلهة وبَعْثهم مرة أخرى من خلال التضحية البشرية.
-
لا تقتصر عادة التضحية البشرية على حقبةٍ زمنيةٍ بعينها، ولا على شعبٍ بعينه، وإنما هي عادة ذات طقوسٍ ممتدة الجذور عُرفت قديمًا ولا زالت تمارس حتى الوقت الحالي؛ ومن ثم فلا نستطيع القول بأنها عادةٌ عُرفت في عصور ما قبل التاريخ فقط، وإنما هي عادة عُرفت واستمرَّت منذ عصور ما قبل التاريخ حتى وقتنا الحالي في بعض البلاد التي لا زالت تحيا ثقافة إنسان عصور ما قبل التاريخ، أو لدى بعض الشعوب ذات الديانات الوضعية.