الملك تالخاماني (٤٢٣–٤١٨ق.م)
من المحتمل أن «تالخاماني» خلف أخاه الملك «ماليو بأماني» (راجع: Nuri
16, Ibid. Fig. 159 Pl. L.V.A. p. 206, 88).
أقام هذا الملك لنفسه هرمًا من الحجر الرمليِّ على قاعدة مؤلفة من مدماك واحد في
جبانة «نوري» رقم ١٦ ومداميك وجه هذا الهرم منحدرةٌ ومدرجةٌ وكسوتُهُ قد تآكلتْ وحجمُهُ
١١٫٨٠مترًا مربعًا، ويُلحظ أن هذا الهرم صغيرٌ جدًّا بالنسبة لسُلَّمه ومبناه السفلي؛
ولذلك يظن أن التصميمَ الأصليَّ له كان أكبرَ من مساحته الحالية.
وحرم هذا الهرم ومقصورتُهُ مَبْنِيَّان بالحجر الرملي، ووُجدت لوحةٌ من الجرانيت
الخشن في كوة في الجدار الغربيِّ للمقصورة، وهي محفوظةٌ الآن بمتحف «بوسطن»، (راجع:
J.E.A., Vol. 35, p. 147; Nuri. Ibid., Pl. L.V.B. p.
206).
ودائعُ الأساس
وُجد في أمكنة ودائع أساس هذا الهرم جمجمةٌ وربعُ ثور. هذا، ولم يعثر فيها على فخار،
ولكن وجدت لويحاتٌ صغيرةٌ خاليةٌ من النقوش مصنوعةٌ من المعدن والحجر، كما وُجدت قطعةٌ
من حجر الخلدكوني (العقيق الأبيض)، ويؤدي إلى المبنى السفلي لهذا الهرم، وهو الذي يحتوي
على حجرات الدفن؛ سلمٌ مؤلفٌ من سبع وأربعين درجة، ويحتوي هذا المبنى على ثلاث حجرات
كبيرة الحجم، ويوجد في الحجرة الثالثة منه مصطبةٌ من الصخر. هذا، وليس لدينا دلائلُ
واضحةٌ تدل على دفن المتوفَّى في هذا الهرم.
ويلفت النظر أنه قد عُثِرَ على جعران قلب من الحجر الرملي المائل للصفرة، باسم الملك
أماني-ناتاكي-لبتي، (راجع: Ibid. fig. 160; Pl. CXXIV
C.)، وتدلُّ شواهدُ الأحوال على أنَّ قبر هذا الملك الأخير كان قد
نُهِبَ قبل عهد الملك تالخاماني.
وقد وُجدتْ عدةُ آثارٍ صغيرة في قبر الملك «تالخاماني» من السام والمرمر، كما وُجِدَ
له ستٌّ وثمانون زهرة على هيئة أزرار من السام المذهب، وكذلك وجدتْ له أشياء كثيرةٌ
أُخرى مذهبةٌ في أشكالٍ مختلفة، (راجع: Ibid. Fig.
160).
أما اللوحة التي وُجدتْ في مقصورة هرمه، وهي التي سبق ذِكْرُها فقد نُقشتْ نقشًا
سطحيًّا، وقد تآكل بعضُ أَجْزَائِهَا، ويشاهد في أعلاها المستدير قرصُ الشمس المجنح،
وتحته منظرٌ يمثل الملك يقدم القربان لأوزير قاعدًا يحرسه إله وآلهة، وفي أسفل هذا
المنظر متنٌ مؤلفٌ من عشرة أَسْطُر هيروغليفية، جاء فيها: طاهر، طاهر قُربان الإله
الفاخر «أوزير خنتي أمنتي» الإله العظيم رب «العرابة»، طاهر طاهر قربان أوزير الفاخر
الملك «تالخاماني» المرحوم مما يعطي الماء ومما تُعطي الأرض، ومما يُعطي التاسوع الأكبر
والتاسوع الأصغر، ومما تعطي معابدُ الوجه القبلي، ومما تعطي معابد الوجه البحري، ليتهم
يعطون فيضًا إلخ، (راجع: J.E.A. Vol. 35, p.
174).
وسنرى مِن نُقُوش خلفه الملك «أماني-نيتي-يريكي» أنه مات وهو في السنة الواحدة
والأربعين من عمره في قصره بمدينة «مرو».