الملك «باسكاكرنن» (٣٩٨-٣٩٧ق.م)
سان كارنن
لم يُعرف لقبُ هذا الملك في النقوش التي خَلَّفَها لنا، وهو ابن الملك «ماويبأ ماني» الذي تَحَدَّثْنا عنه سالفًا، والأخ الأصغر للملك «أماني-نيتي-يريكي».
وقد دفن في هرمه الذي يحمله رقم ١٧ في جبانة
«نوري»، وقد أُقيم هذا الهرمُ من الحجر الرمليِّ، على قاعدةٍ مؤلفةٍ من مِدْماك واحد،
وقد أصاب كسوته العطب؛ وجوفه محشوٌّ بالحصا والتراب، ويبلغ حجمُهُ ١٢٫٣٠ مترًا مربعًا،
وأُقيم كذلك كل من حرمه ومقصورته من الحجر الرملي، ويوجدُ في الجدار الغربي للمقصورة
كوةٌ لها كورنيش وقرص شمس وأطلال، وكان قد أُقيم فيها لوحةٌ مِن الجرانيت، وُجدتْ
ملقاة على الأرض، (راجع: Nuri, Ibi. Pl. LVII E)،
وأمامها مائدةُ قربان من الفخار الخشن مكسورة؛ والمبنى السفلي لهذا الهرم يؤدي إليه
سلمٌ يحتوي على اثنتين وثلاثين درجة في شرقي المقصورة، وبعض درج هذا السلم مبنيٌّ من
الحجر في الجزء السفلي، والباب الذي يؤدي إلى هذا المبنى السفلي مستديرٌ، ويحتوي على
حجرتين الأُولى مساحتها ٤٫٦٠ × ٣٫٨٠ مترًا والثانية مساحتها ٥٫٣٠ × ٣٫٦٠ مترًا، وبها
مصطبةٌ في محورها يحتمل أنه كان يُوضع عليها تابوت المتوفَّى.
والظاهر أن حجرة الدفن قد نُهبتْ نهبًا تامًّا ولم يَبْقَ بها إلا غطاء إصبع وإناء أحشاء مهشم، وهذان هما الشيئان الوحيدان اللذان يَدُلَّان على أنه قد حدث دفنٌ في هذا الهرم.
هذا، وقد وُجدت في أنحاء الهرم من الداخل والخارج أشياءٌ صغيرةٌ مما تركه اللصوصُ،
نخصُّ بالذكر منها بعضَ قطعٍ من آنيةٍ من المرمر وقاعدة آنية من المرمر أيضًا، هذا إلى
بعض أوان من الفخار وقِطَع تماثيل مجيبة، وجدتْ في رقعة حجرة الدفن الثانية، وأخيرًا
وجدتْ لوحةٌ من الجرانيت محفوظةٌ الآن بمتحف «الخرطوم» مصنوعةٌ من الجرانيت الرمادي
وجُزْؤُها الأعلى مستديرٌ مرسومٌ عليه قرصُ الشمس المُجَنَّح، وفي أسفله يُشاهَد من جهة
اليمين الملك يَتعبد أمام مائدة عليها خبزٌ، وفي الجِهَة اليُسري يشاهَد الإلهُ «أوزير»
والإلهة «إزيس»، وفي أسفل هذا المنظر نُقشت سبعةُ أَسْطُر بالخَطِّ الهيروغليفي، جاء
فيها: «قربانٌ يقدمه الملك لأوزير أول أهل الغرب، والإله العظيم رب الشرق؛ لأجل أن يعطي
كل شيء طاهر جدًّا … أوزير الملك «باسكاكرنن» المرحوم إلخ، وارتفاع هذه اللوحة ٦٥٫٥
سنتيمترًا وعرضها ٣٥ سنتيمترًا وسمكها سنتيمترين، (راجع: Nuri, Fig.
168. Pl. LVII D. p. 218 ff; J.E.A. Vol. 35, p. 142).»