سياسة الفراعنة بالنسبة لهذا الإقليم
لم تكن سياسةُ الفراعنة حيال «قناة السويس» تدورُ حول الاقتصاديات وحدها، ولم يكن خليجُ «السويس» عند الفراعنة طريقًا تجارية وحسب، بل إن أهميتَه كانت فوق ذلك، فقد كان يُعَدُّ خطَّ دفاعٍ للملكة المصرية تجب حراسته، ولا أدل على ذلك من أن غزو كل من «قمبيز» ملك الفرس و«الإسكندر الأكبر» المقدوني للبلاد المصرية جاء عن طريق «بلوز» (= الفرما) و«ثارو» (= تل أبو صيفة) و«تكو» (= تل المسخوطة) هذا بالإضافة إلى مراكز حصينة أُخرى مثل المجدل الشمالي الواقع عند «تل الهر» الحالي والمجدل الجنوبي الواقع عند «جنيفة» (في أسفل البحيرة المرة الكبرى)، ويحتمل كذلك أنه كان يوجد حصنٌ آخرُ يحتل موقع «القلزم» (= السويس) ليكون سدًّا منيعًا في وجه الآسيويين، وهذا الحصن كان يُدعَى «جدار الأمير» وكان يُعَدُّ في نظر المصريين خَطَّ دفاعٍ عن الدولة المصرية.