المحاولات الأُخرى التي بُذلت لإعادة حفر قناة قبل «ديلسبس»
سافاري دي لانكوزم Savary de Lancosme ومشروع حفر قناة تبتدئ عند «القاهرة»
ففي هذا الوقت كان «سافاري دي لانكوزم» سفيرًا لفرنسا في «القسطنطينية»، وقدم للملك «هنري الثالث» مشروعَ إعادة حَفْر قناة، تبتدئ عند «القاهرة» وتجري إلى خليج البحر الأحمر.
«ريشليو Richelieu» وقناة «السويس»
وبعد ذلك قدم فردٌ مجهولُ الاسم للوزير الفرنسي «ريشليو» في عهد الملك «لويس الثالث عشر» (١٥٨٥–١٦٤٢ميلادية) مشروعَ حفر قناة تجري من «السويس» إلى «القاهرة»، وهذه القناة كانت مستعملة في عهد فراعنة «مصر» ومن المحتمل في عهد «سليمان».
كولبير Colbert وقناة «السويس»
ليبنتز Leibnitz الفيلسوف الألماني وقناة «السويس»
وكذلك جاء في المذكرة الشهيرة التي وضعها الفيلسوف العظيم «ليبنتز» لملك فرنسا «لويس الرابع عشر» أهمية برزخ «السويس» من الوجهتين السياسية والتجارية.
سفاري Savary وقناة «السويس»
مركيز «دارجنسون» Marquis d’Argenson
وتَدُلُّ حقائقُ الأُمُور على أن المركيز «دارجنسون» كان أول مَنْ فَكَّرَ بعد العرب في مشروع إنشاء قناة مباشرة لجميع العالم، والواقعُ أنه فكر فعلًا في حفر قناة جميلة تُوصل من البحر الأبيض إلى البحر الأحمر، غير أنه فَكَّرَ في ذلك، وكان يَأْمُلُ أَنْ يجعلها خاصة بالعالم المسيحيِّ وحسب.
البارون «توت» ومشروع قناة «السويس»
نابليون» وقناة «السويس»
وأخيرًا لَمَّا قدم «نابليون» إلى «مصر» في غارته المشهورة عليها فَكَّرَ في إعادة توصيل البحرين بحفر ترعة بينهما من مائهما، ولكنه امتنع عن إنفاذ مشروعِهِ لتَوَهُّم «لابيير» مهندس الحملة الفرنسية أنَّ سطح البحر الأحمر يعلو على سطح البحر الأبيض بتسعة أمتار.
محمد علي» وقناة «السويس»
وبقيتْ هذه الغلطةُ شائعةً إلى أنْ أُصلحت نهائيًّا في عهد «محمد علي»؛ إذ حضر إلى «مصر» في عام ١٨٤٧ ميلادية بعثٌ من أُوروبا ليفحصوا المشروع، فاشترك معهم «لينان» مهندس الحُكُومة المصرية وقتئذٍ، فأقر الجميعُ بفساد رأي «لابيير»، وأثبتوا أن البحرين في مستوًى واحد، على أن «محمد علي» كان يشك في نجاح المشروع ويخشى عاقبته، كما فطن لذلك من قبله «هارون الرشيد» إلا أنه لم يأل جهدًا في مساعدة البعث في بحثهم؛ لئلا يظهر بمظهر المعرقل لمسعاهم.
وقد ظل بعد ذلك المشروع موقوفًا حتى تولي «سعيد» فنال منه «فردنند ديلسبس» عام ١٨٥٤ ميلادية إذنًا ابتدائيًّا بحفر قناة «السويس»، فكان ذلك الحادث أول تدخل في شئون «مصر» مما أفضى إلى استعمارها في عام ١٨٨٢ ميلادية، وظلت كذلك حتى عام ١٩٥٢ميلادية حين خلعت عن عاتقها نير الاستعمار وطردت المغتصب نهائيًّا، ثم أممت القناة وأصبحت «مصر» هي صاحبة السيادة عليها على الرغم مِن تكتُّل الدول العظمى عليها ومحاربتها لانتزاع استقلالها منها والاستيلاء على القناة ثانية، ولكن «مصر» ظلت صلبة العود عزيزة الجانب بفضل وطنية قادتها … وقوة إيمان شعبها الذي بهر العالم بصبره وحُسن بلائه أمام جحافل دولتين من دول العالم العظمى ودولة ثالثة صغيرة استُعملت بمثابة مخلب القط الذي فقد مخلبه وتلاشت آمالُه.