الوثائق الديموطيقية المنسوبة إلى العهد الفارسي الأول
والأوراق الديموطيقية المعروفة لدينا حتى الآن من عهد الأسرة السابعة والعشرين؛ أي الأسرة الفارسية، تؤرخ كلها بعهد الملك «دارا» الأول، ومن المعقول أن ننسبها كلها إلى ذلك العهد الذي كان يدير فيه «دارا» الأول إمبراطوريته الشاسعة بكرم وحكمة مما وَطَّدَ سلطانَه ورفع شأنه في العالم، اللهم إلا إذا كانتْ لدينا براهينُ تُلزمنا أن ننسبها إلى غير عهده من الملوك الذين يحملون اسم «دارا»، ولا نزاع في أنَّ الوثائقَ التي تؤرخ بسنة بعد السنة العشرين لا بد أن تُنسب إلى «دارا» الأول، وهي كثيرة جدًّا؛ وذلك لأن حكم «دارا» الثاني قد انتهى بثورةٍ، بعد أن حكم تسعة عشر عامًا.
وأهم الوثائق التي وصلتْ إلينا من عصر «دارا» هي:
(١) تقرير رسمي (راجع: Griffith Ryl III, 25)
- العمود الأول: يحتوي على قائمة كئوس، وأشياء أخرى، ومبالغ من الذهب والفضة الموجودة في معبد «حور» في «إدفو» (أو المأخوذة منه).
- العمود الثاني: الذهب والفضة التي تُركت في معبد «إدفو» (؟) في السنة الثالثة من عهد «دارا» الأول، وقد اجتمع الكهنةُ وقَسَّمُوا المتاعَ فيما بينهم، وقد ذكر اسم كل كاهن والمبلغ الذي تسلمه.
- الأعمدة من ٣–٨ (؟): يظهر أن هذه الأعمدة بقية قائمة أسماء الكهنة والذهب والفضة التي تسلموها.
وهذه الوثيقة على الرغم من أنها ممزقة فإنها هامة، والظاهر أنها وثيقةُ معبد أو سجل جاء نتيجة تحقيق حكومي.
ومن جهة أُخرى يمكن أن تكون نقودًا ملك الكهنة، وكانت قد وضعت في المعبد؛ ضمانًا لعدم ضياعها في السنين التي حدثتْ فيها الاضطراباتُ، ثم أُخرجت من مخبئها الآن للاتجار بها بعد أن عاد السلامُ، وكان معبد «إدفو» من المعابد التي منحها «دارا» الأول عطفَه الخاص، وكذلك عطف عليه من بعده «دارا» الثاني.
وقد اعتمد الأثري «فيدمان» على فقرة جاءتْ في «بوليانوس» تذكر لنا أن «دارا» قد وصل إلى «مصر» مباشرة بعد موت العجل «أبيس»، وأنه وهب مائة تلنتًا من الذهب لمن يكشف عن «أبيس» آخر؛ ولذلك أرخت زيارة هذا الملك العظيم ﻟ «مصر» بالسنة الرابعة غير أن قصة «بولبانوس» غير مقنعة.
الكلمات الخاصة (؟) بالمتاع: وهي التي كُتبت بكتابة المتاع بالانفصال (؟) من السنة (؟) ٤٤ من عهد الفرعون «أحمس» إلى اليوم الذي أتى فيه «قمبيز» «مصر» أو خرج من «مصر» (؟) وعلى ذلك مات قبل أن يصل بلاده — وكان «دارا» (؟) هو الذي حكم «مصر» — وكل الأرض (أو كل الأرض حزنت من أجله؛ أي «أمسيس»)، وذلك بسبب رحمة قلبه كأمير، وأنه («قمبيز» أو «دارا») منح «مصر» لشطربته في السنة الثالثة قائلًا: دع وثائق الحساب (؟) … وإعداد المحاربين … كتاب «مصر» يرسلون إلى … مع، حتى يستطيعوا كتابة عوائد «مصر» المقررة (؟) لسنة (؟٤٤) من عهد الملك «أحمس» كعوائد، وهي العوائد المقررة (؟) للفرعون للمعابد وهي العوائد التي كانت أحضرت إلى هنا (؟) …
… حتى سنة ١٩ … «مصر» التي كانت … الأمور التي كانوا مشتغلين بها، الأوقاف الإلهية … عوائد «مصر»، وقد كتبوا نسخة (منها؟) وهي كتابة «آشور».
وقد كملت قبالتها (؟) لقد كتبت قبالتها ولم يحذف شيء (؟).
إن الأُمُور التي كانت قد فحصت ضد (؟) عوائد المعابد في بيت المحاكمة.
إن القوارب (أو الألواح؟) وخشب الحريق والكتان (؟) والبردي (؟) التي اعتيد أن تُعطى للمعابد من قبل في عهد الفرعون «أحمس»، عدا معبد «سيفي»، ومعبد «أون» (هرمويوليس في الدلتا)، ومعبد «بوبسطة»، أمر «قمبيز» قائلًا: لا تعطها إياهم من اﻟ … بل «رع» أماكن تعطى إياهم في خمائل (؟) بلاد الجنوب «مصر العليا» حتى يمكنهم أن يحصلوا على قوارب «أو ألواح» وخشب حريق لأنفسهم ويحضروها لآلهتهم، دعهم يعطونها كما كانت الحال من قبل.
وإن الماشية التي اعتيد إعطاؤها المعابد، ومعابد الآلهة من قبل في حكم الملك «أحمس» عدا المعابد الثلاثة التي ذُكرت أعلاه، قد أمر «قمبيز» قائلًا: إن نصفها سيُمنح لهم.
وما اعتيد منحه لها — أي المعابد الثلاثة التي ذُكرت أعلاه — أمر أن يُمنح لها أيضًا.
وإن الطيور التي كان معتادًا منحها للمعابد في الزمن السابق في عهد الفرعون «أحمس» عدا المعابد الثلاثة، فإن «قمبيز» أمر قائلًا: امنحها لها وستربي الكهنة إوزا لأنفسهم وتعطيها آلهتهم، ومقدار الفضة، والماشية والطيور، والغلة والأشياء الأُخرى التي كان معتادًا إعطاؤُها معابد الآلهة من قبل في عهد الفرعون «أحمس»، وهي التي أمر من أجلها «قمبيز» قائلًا لا تعطوها الآلهة.
(٢) وثيقة زواج من عهد هذا الفرعون (راجع: Ryl. III p. 27 & 116)
وهذا العقد يحتمل أنه كان نتيجة زواج حدث عندما كان الزوج ينتظر مولودًا، أو كان المولودُ قد وضعته أُمُّه فعلًا، وملخصه هو أنه في السنة الخامسة من شهر «أبيب» اعترف الساقي «بشنيسي» بن «حريرم» و«أنيوتهتس» أنه تسلم ثلاثة دبنات من الفضة من «تسنن حور» ابنة الساقي «أسمن» و«رورو» وإذا طلقها فإنه يدفعها ثانية إليها، وكذلك يُعطيها ثلث ما يكسبه كله، في أثناء حياته معها بما في ذلك دخلُهُ (؟) من الساقية (وفاتح الجبل)، وهاك الترجمة الحرفية:
السنة الخامسة شهر بابه من عهد الفرعون «دارياوش» «دارا».
الكاتب «زحو» وتسعة شهود.
وهذا على ما يظهر عقد نتيجة زواج والغرض منه إتمام تأكيده.
(٣) وثيقة أخرى يعترف فيها الأب بوراثة ابن له (Ibid p. 23)
وتتلخص في أنه في السنة الخامسة جعل «بشنيسي» ابنته «رورو» التي أنجبها من «تسنن حور» شريكة مع أولاده الآخرين الذين سيُولدون له في كل أَملاكه، وفي كل ما سيكسبه مستقبلًا، وفي وظائفه بوصفه ساقيًا وفاتحًا، وقد كتب هذه الوثيقة الكاتب «رحو» وشهد عليها تسعة (؟) شهود.
(٤) وثيقة وقف أو هبة لولد (راجع: Ryl. III p. 28)
وتتلخَّص هذه الهبةُ في أنه في السنة الخامسة من عهد «دارا» الأول في شهر «هاتور» تَعترف الساقيةُ المسماةُ «تسنن حور» بحق السقاء «بتامنحوتب» بكرها، وهو ابن «إنحارو» بنصف كل ممتلكاتها، وكل ما تستحقه من والديها والنصف الآخر يئول لابنتها «رورو» وإذا حدث أن ولد لها طفلٌ آخرُ وعاش، فنصيبُهُ من التركة يؤخذُ من نصيبهما بالتساوي.
كتبه «أبي» بن «زحو» (وثمانية شهود).
(٥) وثيقة وقف لولد (راجع: Ibid p. 28)
وذلك أنه في السنة الخامسة في شهر هاتور اعترفتْ «تسنن حور» بحق ابنتها الصُّغرى الساقية المسماة «رورو» ابنة «بشنيسي» بنصف كل ممتلكاتها، وباقي الوثيقة كالسابقة.
الكاتب «أبي» (وثمانية شهود).
ويُلاحظ أن هذه الوثائق الثلاث السالفة الذكر ليست إلا تسوية عُملت بعد زواج وولادة ابنه، وأن التسوية مع الزوجة أُرِّخَتْ قبل التسوية مع أولادهما بشهر، وإحدى هذه التسويات قد عملتْها الزوجةُ لابنها من زوجٍ سابق، والتسويتان الأُخريان قد عملهما الزوج والزوجة على التوالي لابنتهما، ويحتمل أن ذلك قد حدث بعد ولادتها مباشرة، ومما يَطيب ملاحظتُهُ هنا أن الأولاد كانوا قد أصبحوا يحملون لقب ساق، وقد كان هذا تقليدًا موروثًا بطبيعة الحال، كما كانت الحالُ في هذا العصر، وقد تَحَدَّثَ عنه «هردوت» (راجع: «مصر القديمة» الجزء التاسع)، وقد كانوا صغار السن بلا نزاع؛ وذلك لأنه قد وُلد طفل للأبوين فيما بعد — كما سنرى.
(٦) وثيقة بيع عبد (راجع: Ibid 28, & 58)
وقد جاء فيها: السنة الخامسة شهر برمودة من عهد الفرعون له الحياة والفلاح والصحة «ثاريوس» («دارا» الأول) له الحياة والفلاح والصحة، اعترف «أحمس» بن «بسمتيك» وأُمُّه هي «أتورو» لفاتح المحراب ليت «آمون» … «موت» بن «أسخنس» وأمه «أسخنس».
ظلامة «بتيسي»
هذه الشكوى وقعت حوادثُها في السنة التاسعة من حكم الملك «دارا» الأول، وقدْ تَحَدَّثْنَا عنها فيما سبق (انظر «مصر القديمة»، الجزء الثاني عشر).
(٧) هبة نصف بيت لزوجة (راجع: Ryl. III p. 28)
الكاتب «أبي» بن «زحو» وثمانية شهود.
ويُلحظ أن «بشنيسي» لم يشتر الموقع بعد — كما سنرى فيما يلي:
(٨) شراء موقع بيت (راجع: Ryl. III p. 29)
(٩) بيع بقرة (راجع: Turin, Not. p. 415. Ryl. III p. 29)
الكاتب «أبي» وثمانية شهود.
(١٠) منحة ردهة (؟) (راجع: Ryl. III p. 29)
(١١) اعتراف بسلفية غلة (Ryl. III p. 29)
الكاتب «أبي»، وثمانية شهود.
(١٢) وقف لابنة (وصية؟)
السنة الرابعة والعشرون شهر برمودة يعترف «بشنيسي» لابنته «رورو» بنصف كل أملاكه وأرباحه المقبلة، والنصف الثاني هو ملك أخيها «أتورو» (؟).
الكاتب «أبي».
الكاتب «أبي».
ويُلحظ هنا أن اسم «أتورو» قد أُخذ من وثيقة أُخرى ستأتي بعدُ، حيث نجد أن «رورو» قد صارتْ شريكةً مع كل الأطفال؛ وذلك لأن الأسرة قد وقفت عن الزيادة في عدد أفرادها، ومن المحتمل كذلك بالنسبة لزواجها؛ فَقَدْ أصبح النصيبُ محدَّدًا بوساطة وصية جديدة.
(١٣) هبة أرض (Ryl. III p. 29)
الكاتب «أبي» إمضاء المهدي «وسبعة شهود».
وإذا كان هذا الإصلاحُ الذي عمل في هذه الهبة صحيحًا، فإن الوثيقةَ تَدُلُّ على أن السقاءات الإناث كن يتبعن مقابر النساء.
(١٤) بيع نصف بقرة (Ryl. III p. 29)
الكاتب (وأربعة شهود).
ويُلحظ هنا أنه لما كان تاريخ هذه الوثيقة قد مُزِّقَ، فإنه ليس من المؤكد أنها من عهد «دارا» الأول.
(١٥) وثيقة طلاق (Ryl. III p. 30)
السنة التاسعة والعشرون شهر أبيب، طلق السقاء «بت» … «تاهاي» وأنها حرة في أن تتزوج، كاتب وأربعة شهود (على ظهر الوثيقة).
(١٦) عقد زواج لزوجة (Ryl. III p. 117)
السنة الثلاثون شهر توت من عهد الفرعون «دارا».
ولقد أعطيتني قدت واحدًا من الفضة من خزانة «بتاح» خالصًا (أي فضة خالصة) بمثابة مهري، وإذا هجرتك بوصفك زوجًا وكرهتك وأحببت رجلًا أكثر (؟) منك؛ فعلى أن أُعطيك نصف قدت من الفضة الخالصة من خزانة «بتاح» الذي قد أعطيتنيه مهرًا لي، وليس لي الحق في أي متاع في الأرض سأحصل عليه معك، وذلك دون ذكر أي براءة (مقابل ذلك)، كاتب وأربعة شهود على ظهر الورقة.
(١٧) بيع إرث (Ryl. III, 2. p. 30)
(١٨) اعتراف بحق الربع في وظيفة ومكاسبها (Ryl. p. 30)
السنة الواحدة والثلاثون شهر بئونة يعترف السقاء «أمنحتب» بحق «تسنن-حور» في ربع أجور السقاية المعطاة مقابل خدمة «أسبوتو» وأولاده، وعليه أن يؤدي ربع الخدمة كالعادة، لم يذكر في الوثيقة كاتب أو شهود (؟).
ملحوظة: ليس هناك مِن شَكٍّ في أن «أمنحتب» المذكور هنا هو نفس «أسامنحتب» الذي ذُكر في الوثيقة رقم ١٠ السالفة الذكر هنا أو أخوه.
(١٩) وثيقة طلاق (Ryl. III, p. 30 & 117)
السنة السادسة والثلاثون (أو الرابعة والثلاثون) شهر برمودة من عهد الملك «دارا».
وقد سرحتك باعتبارك زوجة، وإني قد انفصلت عنك، وليس لي أي حق على الأرض عندك.
ولقد قلت لك اتخذي لنفسك زوجًا في أي مكان ستذهبين إليه، ولن يكون في قدرتي أن أقف أمامك فيها (أي في الأماكن) من هذا اليوم وما بعده إلى الأبد.
كاتب وثمانية شهود.
(٢٠) وثيقة طلاق (Ryl. III p. 30)
السنة الرابعة والثلاثون شهر بئونة، طلق السقاء «وسر» — المرأة «رورو» … إلخ وهذه الوثيقة كالسابقة.
كاتب وأربعة شهود.
وهذا الرجل يجوز أنه صاحب الوثيقة السابقة، وإذا كان الأمر كذلك فإنه — على ما يظهر — كان من أُسرة غير ثابتة.
(٢١) اتفاق خاص ببقرة (Ryl. III p. 30)
السنة الخامسة والثلاثون، أن الراعي «زحو» التابع لمقاطعة «تشترس» تكفل للموظف «أسحور» أن بقرة الحرث التي قد أعطاها «أسحور» المذكورة أعلاه لسقائه «زحو» لأجل أن يجعلها عقيمًا، سترد إليه في يوم ٢٠ هاتور، وإذا أخل بذلك فعليه أن يُعطي أخرى مثلها في نفس التاريخ أو يدفع خمس قدات من الفضة في آخر الشهر، وإذا تأخر فعليه أن يدفع فوائدَ شهريةً، وقد رهن كل متاعه لتنفيذ ذلك.
كاتب وثمانية شهود.
والمفهوم أن السقاء «زحو» هو فرد آخر من أسرة «أسامنحتب» التي وُجدت في كل أوراق «برلين».
(٢٢) تبادل بقرات (Ryl. III p. 31)
السنة الخامسة والثلاثون شهر برمهات، أن راعي الثيران «أتوروز» يعطي بقرة حمراء لسقاء جبانة «زمي» «أتورو» بن «بشنسي» و«تسنن حور» بدلًا من بقرة أُخرى.
الكاتب «خمسة شهود».
(٢٣) مستند عن باكورة الأثمار (Ryl. III p. 31)
كاتب وأربعة شهود (على ظهر الورقة).