روائح القرب
ربما تختلط المرئيات، تتشابك في المخيِّلة، دوائر ومثلثات ومربعات ومستطيلات، خيوطٌ تتداخل، تُحِيل ما يبدو من المخيِّلة جزئياتٍ مبعثَرة تصعب مشاهدتُها، يختلط ما أراه وما أتخيَّله، تتحوَّل المرئيات إلى أشباحٍ متحركة وثابتة، ثَمة ملامح تظَل ماثلة في الذاكرة يصعب نسيانها، أقيم علاقاتٍ بين من أعرفهم ومن يختلقهم الخيال، أعرف أن ما يجري في الواقع لا يتطابق مع صور المخيِّلة.
وأنا صغيرٌ، أقمتُ علاقة في الخيال، بيني وبين المدرِّسة، تأمَّلت يدها، تضعها فوق الدرج، أصابعها الطويلة، وأظافرها المطلية بالمانيكير الأحمر، ظلَّت الصورة في بالي، خلوتُ إليها، جعلتُ من البلي جنودًا يتقاتلون، يتطاير الدم من أجسادهم.
أذكر تحديقي في القمر من نافذة القطار، أصيح في السائق الذي لا أراه في القاطرة الأمامية، كي لا يجعل القمر يسبقه.
اختلطت وقائع طفولتي بالتخيُّل الذي فرضه انقضاء السنين، اختلط ما حدث، وما اخترعه الذهن، ما تخيَّله، ربما تغلَّب المتخيَّل على الذاكرة الحقيقية.
مارستُ التخيُّل كثيرًا في طفولتي؛ تمدَّدتُ تحت السرير النحاسي الكبير في غرفة نوم أبي، وضعتُ صندوقًا فارغًا مقلوبًا عليه حلوى اشتريتها من مصروفي، أبيعها — بالأجل — لإخوتي وأقاربنا. قرأتُ على فاترينة عم طلعت البقال لافتةً صغيرة، تقول: «إن نَطَقَ الديك، شُكُك أديك» … أزمعت أن أفعل الفعل نفسَه؛ أدليتُ — من طرف السرير — ورقة كُتِب عليها كلمات تشترط الدفع الفوري.
يأخذني الفصال، أجده مشابهًا لما أراه في دكاكين شارع الميدان، اخترعتُ ألعابًا بأدوات البيت؛ الملاعق والشوك والأوعية والأكواب.
أسلِّم نفسي للنوم على حواديت أمي: «يا ست يا ستنا، يا اللي قصرك أعلى من قصرنا، ما تدنيش عنقود عنب، للمريض اللي عندنا؟ إيه اللي غيَّر شكلك يا جدتي؟ يا بير يا بير، أديها صراصير كتير!» أجدني روبنسون كروزو، يُخضِع حيوانات الجزيرة وطيورها، تضيف إلى الحكايات حواشي وهوامش وزيادات، بما يجذب انتباهي، أحثُّها على الزيادة.
ظلَّت حياتي مقتصرة على القراءة، لا أنزل إلى اللعب في شارع التمرازية، ولا أذهب إلى الشاطئ، لا أقود دراجة، أقرأ قصة أو رواية، ما أتخيَّله ينتقل من صفحات الكتب والمجلات إلى رأسي، شخصيات عرفتها في تشابك القراءات، أحوالُها مشابهة لما أعيشه، أو أتمنى العيش فيها، تتشكَّل — في توالي الأيام — ملامح وقسمات ومواقف، أنسج من الحكايات حكاياتٍ أخرى، أتصوَّر نفسي فيها، أختار الشخصية التي تثيرني، قد تكون فلانًا بقدرته على نسج المكائد، وليس فلانًا الذي يتلقَّى الضربات في صمتٍ، وبلا مبالاة.
تخيَّلت شهرزاد تلجأ إلى ذكاء تودُّد، ولؤم شواهي ذات الدواهي، وألاعيب علي الزيبق، ومؤامرات علي الكلباني، وميل السندباد لتحدي الخطر. تلجأ شهرزاد إلى كلِّ هؤلاء في مواجهة أفعال شهريار؛ إعداماته المتوالية لبناتٍ في مثل سنِّها، ما قضى به جرائم؛ لا بد من محاسبته عليها، يغيثونها؛ فيعاقبونه على ما فعل، لا تحني الرأس بالتذلُّل، وتطلب الإشفاق.
لم تترك شخصيات الجريمة والعقاب بالي بعد أن قرأتها: رسكولينكوف والمرابية العجوز ومفتش الشرطة، أستعيدها في جلستي على القهوة، وأنا أرنو إلى أفق البحر، تخيَّلت نفسي رسكولينكوف، أقتل المرابية العجوز، لكنَّني لا أخلف أثرًا، ولا أعود — كما فعل الشاب المسكين — إلى موضع جريمته، أحقِّق الجريمة الكاملة.
أنظر إلى السيدة البدينة ذات الوجه المستدير، والشعر المجعَّد، والأصباغ الفاقعة، هي عنايات، في رواية نجيب محفوظ «السراب»، أتوق إلى علاقة معها، العلاقة نفسها التي وجد فيها كامل رؤبة لاظ حلًّا لأزمته الجنسية، الجنس في بالي يرتبط بالقسوة والعنف، تقتحمني الغابة بتعدُّد وحوشها.
أنفض توعُّد محجوب عبد الدايم في «القاهرة الجديدة» أن يدمِّر المدينة الهائلة، هو ما توعَّد به الشاب راستينيال باريس في رواية بلزاك «الأب جوريو».
التقيت دون كيخوتة في بحري، يخوض معاركَه ضد العساكر عند تصدِّيهم للمتظاهرين في أثناء قدومهم من رأس التين، سِرت في طريق غسان كنفاني إلى حيفا، توزَّعت الطرق، لم أعرف أيُّها يمضي إلى أين!
أحببتُ البنت في البيت المقابل، تخيَّلت أنها تحبُّني، الأيام القليلة التي مضت على سكناهم، لم تتِح لي معرفة اسمها، ولا الصلة بينها وبين الرجل الأربعيني الذي يقاسمها الحياة في الشقة، «هل هي ابنته، أو زوجته، أو قريبة تؤنس أيامه؟»
اخترت لها اسم مريم، جارة أسرة أحمد عبد الجواد، رسمتُ في بالي عشة طيور تعلو السطح، أصعد إلى مريم، وهي تُطعِمها الحبوب، أهمس لها بكلمات الغزل، تمامًا كما كان فهمي يفعل في وقفته خلف الجدار الفاصل.
لم أعد أستطيع تخيُّل الدنيا من دون أسرة «بين القصرين»؛ أحمد عبد الجواد وأمينة وياسين وخديجة وفهمي وعائشة وكمال وأم حنفي، نظرات السطح الممتدة إلى مآذن القاهرة وقِبابها، ثقوب المشربية المطلة على ما بين القصرين والنحاسين، وخروج الزوج والأبناء إلى أعمالهم، خيمة عساكر الإنجليز في الساحة الصغيرة، تناهي رفْع الأذان — عبر خَصاص المشربية — من الحسين أو الأزهر، نداء الجرسون في القهوة القريبة، قعقعة عربات الكارو على مستطيلات البازلت. أطلُّ من سطح قصر بشتاك، الموضع الذي اختاره نجيب محفوظ لأسرة أحمد عبد الجواد، أشرد في المآذن والقِباب، تتخلَّل البيوت إلى نهايات الأفق، يتقمَّصني كمال، فأطيل التوقُّف أمام قبو قرمز، تختفي سحن المارة وتكويناتهم الجسدية، يتقافز في مساحة الظلمة — وسط القبو — عفاريت وجان ومخلوقات شائهة، أتلفَّت مرتبكًا وخائفًا، حتى أجد يدًا تعينني على السير إلى الناحية الأخرى، أجدني ياسين في جلسته على القهوة، أرفع نظراتي الملهوفة إلى نافذة زنوبة، أرقب إيماءة الموافقة، أتلفت في جوانب المكان، أحدس أين تمضي خطواتنا، تشحب ملامح فتاة النافذة المقابلة، تغيب تمامًا، تحلُّ مريم واضحة الملامح، أذكر حبَّ فهمي لها، وغضبة أمينة من طلب ياسين أن يتزوجها، أكتم مشاعري نحوها، أطرد الهواجس اللعينة، فلا أسيء إلى ذكرى فهمي الذي استشهد في الثورة. تمضي خطواتي في طريق ضابط قسم الجمالية، أفعل ما لم يكن يقوى على فعله، أرقب استجابة عائشة، أدندن بما تغنيه خديجة: «يابو الشريط الاحمر، ياللي أسرتني، ارحم ذلي!»
هللت — بتخيُّل حب بنت الجيران — لوقفتها أمام الباب، بدا جسدها أقرب إلى الامتلاء مما أراه من داخل النافذة، والعينان الساجيتان تنطقان بمعانٍ يصعب تفسيرها. حين أغلقتْ البنت نافذة البيت، بدت لي مفتوحة بدلًا من النافذة المغلقة، رأيتها تطالعني في إطارها، ناوشتني أمنية، كأنها حلمٌ: أن أراها عارية، أستأذن في دخول الحمام، أفرغ ما أختزنه من انفعالات التصور والبنت تتحرك، وتتكلم، وتعبِّر بعينيها ويديها، أشرد في آفاقٍ لا تنتهي، فسَّرتُ حرصها على إبقاء النور مضاء، بأني أجد في الرؤية ما يثيرني ويرضيني، نزعت قميص النوم الأسود، وألقته بعيدًا، ظللت صامتًا، وإن اتجهت عيناي إلى البنت، التي أحتضنها في الخيال.
ألتقط من الشارع، أو الجريدة، أو شاشة التليفزيون، وجهًا يثير في داخلي ما يدفعني إلى استعادته، ربما في حجرة النوم، أو داخل الحمام، أو حتى وأنا أشرد في الفراغ أمام النافذة، يغيب تمام الاستعادة ما لم أكن بمفردي. للتخيُّل صلته بالنساء، أتخيل — من وراء الفستان — تكوينات جسد الفتاة الواقفة في زنقة الستات؛ الاستدارات والتكويرات والانبعاجات، التفصيلات الغائبة.
أخلو إلى نفسي، وإلى من احتضنتها النظرات، أستعيد ما استقرَّ عليه تصوُّري، لا ألتفت إلى ما ترتديه، أو أعريها، أغمس وجهي في شعرها، أحاورها بصوتٍ هامسٍ، ملتذٍّ، يتصاعد بتصاعد النشوة، تأتي الرجفة، فتشحب الصورة، وتبهت المرئيات، يتبدَّل الحال بما يصعب فهمه.
المشهد الذي أراه على الشاشة، تتحوَّل شخصياته إلى مشاهد كثيرة، أوضاع يصنعها الخيال، يضيف إليها ما قد يباعد بينها وبين المشاهد، التي بقيت في الذاكرة، أغمض عيني، أترك لخيالي تجسيد الرؤى في الظلمة، ما تمنيته، وما لم أعِد له نفسي، يعجز الخيال عن تصور أشياء كثيرة.
الظلمة تعينني على التخيُّل، أختلق المَشاهِد؛ التي أتصورها، أبدِّل، أضيف، أحذف، أمارس الفعل الذي أختاره بالكيفية التي أريدها.
أمتلك قدرة على رؤية أشياء لم تحدث أمامي، ولا التقيتُ بناسِها، ولا كلَّمني عنها أحد، يستغرقني الشرود، وأنا أتذكر الوقائع والتفاصيل، حتى تعبيرات الوجوه والأيدي، أستعيدها كأني رأيت، وليس بالتوقُّع أو التخمين.
أقاوم التشوُّش؛ الذي أعانيه في بدء محاولة التصوُّر، ساحات وخلاءات وميادين ومقاهٍ وحدائق وأعمدة نور ونوافذ وشرفات وشواهد قبور ومآذن وقِباب وأبراج وناس باهتو القسمات، أشيِّد من الذاكرة ما غيَّبه الزمن، ربما جرَّني الخيال إلى أشياء غير موجودة، تبيَّنت أني أنسى ما أتخيَّله، ولا أنسى ما حدث بالفعل.
لا أتخيَّل ما مضى، أحاول الشرود في صورٍ قديمة، كيف كانت، لا يسعفني تخيُّلي، صور ما أعيشه يجتذبها التخيُّل بلا إبطاء، يتسع المشهد، بألوانه وظلاله وعُمقه، حتى المنمنمات الصغيرة لا تفلتها المخيِّلة.
الخيال — وحده — هو الذي يسدُّ فجوات الذاكرة، وغياب الواقع، أحدِّق في تقاطيع محدِّثي، يغيب في كلماته ما كنت أتوقَّعه أو أرجوه، أميل بنظراتي، أغمض العينين، أتخيَّل الشخص في صورة، أجسِّد ملامحها، تعكس الملامح — التي أتخيلها — ما عبَّرت عنه كلماته، اختلافي واتفاقي معه، ما إذا كان يستحق الود أو العداء.
تحوَّلت إلى المغامر تاتارين في رواية ألفونس دوديه، تمنَّيت أن أفعل مثل كيرك دوجلاس في فيلم «سبارتاكوس»، شغل الأمر خيالي، حتى بدأت في محاكاة ما رأيته منه، تكرَّرت المحاكاة فصرتُ الممثل الأمريكي نفسه.
إذا خلوتُ إلى نفسي، استعدت ما رواه أبي من حكاياتٍ، أتخيَّل الناس والوقائع، غاب التكوين الجسدي لسعد زغلول، ما رأيته في الصحف وكتب التاريخ، أتخيَّل رجلًا آخر غير مَن تظهره الصور، يحلُّ — بدلًا من الشيخ العجوز، ذي الشارب المتهدل، والتجاعيد، والوجنتين المتهدلتين — شاب له عينان يشعُّ منهما بريقٌ، يمشي بخطواتٍ سريعة، يخطب بنبراتٍ واثقة، تحرِّك الناس، تحرضهم على الثورة.
قلتُ لنفسي، وأنا أغالب الدمع لوفاة نعيمة في ثلاثية نجيب محفوظ: «حدَّد الطبيب سن الثامنة عشرة لرحيل البنت الجميلة، الطبيب والبنت صنعهما الفنان، كان يستطيع إطالة عمرها!» حاصرتني الظروف، سوى ما أتخيله، ما أستطيع تخيُّله، واجهني العنف والقسوة، وما لا أستطيع مغالبته، تبدو الطريق واحدة، يصعب أن يأخذني الخيال بعيدًا عن الماثل أمامي، وأدرك خطره.
جلستُ على حافة السور الحجري الفاصل بين جامع أبي العباس والدحديرة الواصلة بين الميدان والموازيني، تتناهى — من ورائي — أصوات مريدي جلوة المولد في وقفتهم أمام زاوية الست مدورة، يراجعون الأحزاب والأوراد، يعدون الأعلام والبيارق واللافتات للانطلاق.
أرقب — بالتوقُّع — قدوم «جودو»، هو من أنتظره، غاب التصوُّر المحدد، وإن ثبتت في بالي قامة بيكيت الطويلة، النحيلة، وخطواته المتباطئة، وبشرته المتغضنة.
عرفته دون أن يقدِّم أحدنا نفسه إلى الآخر، كأننا نصِل ما هو قائم، أخذتني الهيبة، فلم أحاول التدقيق في ملامحه:
- أتريدني؟
هززتُ رأسي بإيماءة موافقة.
وهو يشير إلى نفسه: هذا أنا.
أحسست بارتباكٍ لا أعرف بواعثه:
- كنت أنتظرك.
أعاد القول: هذا أنا.
لم يغادرني الارتباك.
دون أن يجاوز لهجته الهادئة، المتباطئة: إذا انتظرت فلا بد أن تعرف لماذا!
ثم، وهو يهزُّ إصبعه: لا تعد حكاية الراعي وتخويفه من الذئب.
أزمعت أن أدخل عالمي، أغلق الأبواب والنوافذ، لا أتيح لأحدٍ رؤية ما أراه، أمنع نفسي من مراقبة تصرفات الآخرين. أغلقت الباب بالمفتاح، استلقيت على ظهري فوق السرير المعدني، أحدِّق في السقف، أتخيَّل، الخيال يتيح لي الانفراد بنفسي، بما كنت أشعر بحاجتي إليه. تصورات كثيرة، شكَّلت العالم الذي أعيش فيه، أرتاح للبقاء داخله، كمن تلبَّست الروح ما أحيا فيه من أشياء جامدة؛ الباب، السرير، اللوحة على الجدار، اللمبة، أشكال كثيرة من نشع الجدران والسقف وقطع الأثاث المتناثرة حولي، تنشأ بينها علاقات، أرى فيها ملامح وقسمات، أرقب تحرُّكها، تتحرك الأشكال على الجدار، أو أتخيَّل تحرُّكها، أصنع دنيا أجد في التعامل معها ما يبعدني عن الهواجس والمخاوف والمحاذير.
لا أنظر إلى المرأة بعينَي الخيال، أتخيَّلني في وضعٍ أختاره، ربما تختلف صورة الخيال عن الصورة الحقيقية.
أذكر «أفق البحر»، قصة لي عن المينا الشرقية، تحوَّلت مساحة المياه بين السلسلة وقلعة قايتباي إلى بناياتٍ ومآذن وأبراج وقِباب وحدائق، تبدَّلت الصورة تمامًا، القصة حلم طفولة، وجد تطابقًا في حلم حمدي الشيمي في «رباعية بحري».
سادت المخيِّلة، فصارت الدنيا غير الدنيا، غاب صيادو السِّنارة والطراحة والجرافة، وتناثر البلانسات والفلائك، ونداءات باعة الفشار والفريسكا، والمتأملون — في أثناء جلستهم على الكورنيش الحجري — أفقَ البحر، تحوَّلت مساحة المياه إلى حي كامل، مدينة صغيرة، علت أسوارها، مقصورة على الملاك والزائرين لهم، من يعبر الأبواب يخضع للتفتيش، بما يشعره بالغربة.
جريت بالقلم على النوتة الصغيرة، أكتب أسماء؛ سنتياجو في «العجوز والبحر»، علي في ثلاثية «غرناطة»، زنوبة في «قصر الشوق»، زوربا في رواية «كازنتزاكس»، ريري في «السمان والخريف»، ليلى في «الباب المفتوح»، مبروك في «عودة الروح»، صالح ورفاقه في لوحات «المعذبون في الأرض»، سعيد مهران في «اللص والكلاب»، أحمد منصور في «الخيط الأبيض»، «حوذي تشيخوف»، مبروكة في «الرجل الذي فقدَ ظلَّه»، «أحدب نوتردام»، محمد أبو سويلم في «الأرض»، عزيزة في «الحرام»، ضحايا صهريج غسان كنفاني، مئات الناس، شغلتني أحوالهم، تملَّكني الإشفاق والتعاطف، والرغبة في المساندة، والتغلب على الإحباط والإملاء والقهر، هي الظروف نفسها، أو ظروف مشابهة، تعانيها المينا الشرقية، سجَّلت الأسماء في النوتة الصغيرة، أراجعها بالقراءة، أهتف بطلب الغوث، يبدون استجابة، يعينون الخيال في إزالة الأسوار، والعيش فيما يخصُّنا.