المونادولوجيا والمبادئ العقلية للطبيعة والفضل الإلهي
على الرغم من كون الرسالتَين «المونادولوجيا» و«المبادئ العقلية للطبيعة
والفضل الإلهي» تُمثِّلان آخِر ما كتَب الفيلسوف وعالِم الرياضيات «جوتفريد
فيلهلم ليبنتز»، فإنهما تُعبِّران بمُنتهى الدقة عن مذهبه الفلسفي؛ حيث
تتناول «المونادولوجيا» فلسفتَه في الجوهر، وتَتكوَّن من قسمَين؛ يشرح في
الأول منهما طبيعةَ الجواهر العامة، البسيطة والمُركَّبة، التي يتكوَّن منها
العالَم في مجموعه، وفي القسم الثاني يُفسِّر طبيعةَ العلاقات المتبادلة
بينها. أما «المبادئ العقلية» فهي بمثابةِ مدخلٍ إلى «المونادولوجيا» وتمهيد
لها؛ إذ تمرُّ مرورًا عابرًا ببعض المسائل الرئيسية التي تُعالِجها
«المونادولوجيا». والدكتور «عبد الغفار مكاوي» هنا يُقدِّم لنا ترجمةً
مُتقَنة لهاتَين الرسالتَين، مع تعليقٍ وإشارات شارحة على متنَيْهما،
بالإضافة إلى مقدمةٍ مُستفيضة عنهما وعن حياة «ليبنتز» وفلسفته.
هذه النسخة من الكتاب صادرة ومتاحة مجانًا بموجب اتفاق
قانوني بين مؤسسة هنداوي وأسرة السيد الدكتور عبد الغفار
مكاوي.
تحميل كتاب المونادولوجيا والمبادئ العقلية للطبيعة والفضل الإلهي مجانا
تاريخ إصدارات هذا الكتاب
-
صدر أصل هذا الكتاب باللغة الفرنسية
عام ١٧١٤.
-
صدرت هذه الترجمة
عام ١٩٧٤.
-
صدرت هذه النسخة عن مؤسسة هنداوي عام ٢٠٢٢.
عن المؤلف
جوتفريد فيلهلم ليبنتز: عقليةٌ موسوعية أبحرَت في شتى بحار المعرفة؛ فبجانب الفلسفة التي تَربَّع على عرشها بوصفه أهمَّ الفلاسفة الألمان في القرن السابع عشر، كان عالِمَ رياضيات، وأستاذًا في القانون، والفلسفة، واللغة، والدِّين، والتاريخ، ومحاميًا بارعًا، ودبلوماسيًّا فذًّا.
وُلد «ليبنتز» بمدينة لايبزيغ عامَ ١٦٤٦م، لأبٍ يعمل محاميًا وأستاذًا بالجامعة، وقد ظهر نبوغُه المبكِّر في طفولته وسنواته الأولى في المدرسة، فاستطاع أن يُعلِّم نفسَه اللغةَ اللاتينية في سن الثامنة، كما أتاحت له مكتبةُ أبيه الضخمة الاطِّلاعَ الواسع على مختلِف صنوف المعرفة.
التحق بجامعة لايبزيغ عام ١٦٦١م لدراسة الفلسفة، وقدَّم أطروحتَه عن الخلاف الميتافيزيقي على مبدأ الفردانية، ثم درس الرياضيات في جامعة ينا، وعاد بعدها إلى جامعة لايبزيغ للحصول على الماجستير في الفلسفة، كما درس القانونَ في جامعة التدورف، وقدَّم أطروحتَه للدكتوراه حول القضايا القانونية الغامضة. وفي مدينة نورمبرج تَعرَّف على أسرار إحدى الجمعيات الروحية التي كانت تُسمِّي نفسَها «جمعية أصحاب الصليب الوردي».
شغل منصبَ سكرتير في جمعيةٍ كيميائية في نورمبرج عام ١٦٦٧م، وعُين مستشارًا في محكمة الاستئناف عام ١٦٦٩م. كما عُين أمينًا للمكتبة الدوقية، وأسَّس «مجلة أوتومينيكي» عامَ ١٦٨٠، وفي عام ١٦٨٥م عُين مؤرخًا لمنزل برونزويك. كما عمل دبلوماسيًّا؛ فسافر عام ١٦٧٢م في مهمة دبلوماسية إلى باريس، ومعه مشروعٌ مُفصَّل لغزوِ مصر، إلا أنه لم يَلقَ قبولًا آنذاك، وسافر عام ١٦٧٣م في بعثةٍ أرسلها أمير ماينس إلى لندن.
من إسهاماته في علم الرياضيات اختراعُ الآلة الحسابية القادرة على تنفيذ عمليات الضرب والقسمة، والجذور، وفي عام ١٦٧٥م أسَّس كلًّا من التفاضُل والتكامل التفاضُلي.
أثرى المكتبةَ العالمية بالكثير من أمهات الكتب الكلاسيكية، منها: «خطاب في الميتافيزيقا»، و«مقالات جديدة عن فهم الإنسان»، و«كتابات فلسفية»، و«المخطوطات الرياضية المبكرة»، و«بروتوجا» وهو كتاب في علم الجيولوجيا والتاريخ الطبيعي، و«ثيوديسا»، و«المونادولوجيا والمبادئ العقلية للطبيعة والفضل الإلهي»، و«الفلسفة الإلهية»، و«في التناسب الحق بين الدائرة والمربع»، و«المنهج الجديد لتعيين النهايات الكبرى والصغرى»، و«قانون دولي عام دبلوماسي».
تُوفِّي «ليبنتز» عامَ ١٧١٦م، عن عمرٍ يناهز السبعين عامًا، مُخلِّفًا إرثًا فلسفيًّا وعلميًّا غزيرًا.