فلسفة النوابت
«إن الفيلسوف إنما يُضطر للظهور داخل عصرٍ لا يختاره؛ فهو موجود اضطرارًا في هذا الزمان أو ذاك. بَيد أن هذا الاضطرار إلى الزمان الذي يظهر فيه إنما يحجب حريةً جذريةً هي خاصةٌ للفيلسوف؛ جذرية بالمعنى الذي نحمله على النبتة الغريبة التي تبزغ في تُربة لا تحتملها في عُرف أهلها.»
يُعَد هذا الكتاب من بواكير ما ألَّفه الأستاذ «فتحي المسكيني»، وقد أبان فيه عن الهاجس الذي لطالما ظل يَسكنه، وهو السؤال: ما الذي يجعل الفلسفة حيةً في عالم معاصر؟ يبدأ القسم الأول من الكتاب بإبراز ثلاثة نماذج من التجاوب الفلسفي مع ثلاثة فلاسفة، هم: «هيجل» و«نيتشه» و«كانط»، فيقدم بذلك نَموذجًا عمليًّا لعملية التلقي الفلسفية المُثلى. ثم يتطرق إلى إحياء بعض المباحث الفلسفية غير المطروقة في تراثنا الفلسفي العربي، مختبرًا قدرة الفلسفة الإسلامية على طرح مشكلاتنا، فتراه يبحث عند «الفارابي» عن ولادة محتملة للإيتيقا في سياقٍ عربي، ويُقِيم حوارًا بين «ابن باجة» وبين الفيلسوف الألماني «مارتن هَيدجر». يحدوه في كل هذا السؤالُ الذي لطالما شغله، وهو: كيف نستأنف — نحن العربَ — البحث الفلسفي الذي شرع فيه أسلافنا، وخصوصًا في الأفق الإشكالي للفلسفة المعاصرة؟