غصن البان في رياض الجنان
تتَّسمُ هذه الروايةُ بسلاسةِ الأسلوب، ورِقةِ الألفاظِ والمعاني، تَخالطَت فيها مَشاعرُ الحبِّ والرومانسيةُ الممزوجةُ بالحزنِ والأسى العميقِ ولوعةِ الفِراق. وهي روايةٌ واقعيةٌ رَواها «لامارتين» عن نفسِه عندما أخذَ بنصيحةِ أحدِ أصدقائِه المُقرَّبين بأن يَختفيَ عن الأنظارِ ويرتحلَ إلى إحدى مُدنِ جبالِ الألبِ التي تمتازُ بروعةِ المَنظرِ وجمالِ الطبيعةِ الخلَّابة؛ طَلبًا للشفاءِ من أحزانِه وآلامِه الدفينةِ في قلبِه. وشاءَ القدَرُ أن يَلتقيَ هناك فتاةً فَرنسيةً تُدعى «غُصن البَان»، كانت أيضًا تُعاني المَتاعبَ والمآسيَ التي أَثقلَت كاهِلَها، وتَركَت آثارَها الواضحةَ على مَعالمِ وجهِها الجميل، وحينَ رآها «لامارتين» تَنازعَته المَشاعرُ بين الإشفاقِ على حالِها وبين حبِّها الذي أَسرَ فؤادَه، لكنْ هل يا تُرى سيستمرُّ هذا الحبُّ بينهما أم سيَتوارى إلى أبدِ الدَّهر؟