كلمة أخيرة
هذه هي دمياط حتى أواخر القرن التاسع عشر، أما دمياط القرن العشرين، دمياط المعاصرة، دمياط فؤاد الكبير وفاروق العظيم، فهي ماثلة بين أعيننا، وهي لا تزال تخطو نحو الازدهار والمجد خطواتٍ وئيدةً، ولكنها وثيقةٌ ناجحة.
ونحن إن كنا نأمل — مع أهل دمياط — في شيء، فذلك أن يُعنى أولو الأمر بتنفيذ المشروعات الإصلاحية التي تعيد للمدينة سابق مجدها، وخاصة مشروع الميناء، ومشروع طريق دمياط بورسعيد، ومشروع المجاري … إلخ. ودمياط في رأينا أيضًا مدينةٌ صالحة جدًّا لإنشاء جامعة بها، إن الإسراع بتنفيذ هذه المشروعات يطفر بدمياط طفرةً سريعة إلى الأمام.
أما دمياط القديمة فلها علينا أيضًا حقوق، ومن حقِّها علينا أن تُعنى الجامعات بعمل حفائر علمية بها وبتنيس؛ لتحديد موقع المدينتين ومعالمهما القديمة، وأن تُعنى مصلحة الآثار العربية بالمحافظة على ما بقي بالمدينة من وكائل وخانات ومساجد؛ فهي جميعًا صورةٌ جميلة لدمياط القديمة، ومن الأسف أن الدمياطيين أهملوا هذه الناحية إهمالًا تامًّا في السنوات الأخيرة؛ فتركوا وزارة الأوقاف تبيع الوكائل القديمة وتهدمها دون أن تستدعي مصلحة الآثار لإبداء رأيها ودراسة هذه المنشآت والمحافظة عليها، أو تصويرها ودراستها قبل هدمها. كما تركوا مهندسي البلدية يهدمون منارات المساجد القديمة ومبانيها دون تقدير لأهميتها الأثرية والفنية والتاريخية.