مرثية المرحوم موسى بك محمد شقيق صاحبة الديوان:
أيا دهرُ ماذا أرجو منكَ وقد ولَّى
هُمامٌ هو المِقدامُ
والمثلُ الأَعلَى؟
أخي كان من أقوى القُضاةِ نَزاهةً
وأمضى من السيف الحُسامِ إذا
استُلَّا
وقسطاس عدلٍ لِلضعيفِ عَهِدتُه
فلم يَخشَ منه الجَورَ أو
يَرهَب المَيلَا
أبيٌّ يرى الإثراء في نَيلِه العُلا
شَغوفٌ بها من يوم نَشأتِه
طِفلَا
وديعٌ فلم يَرضَ الظُّهورَ تواضُعًا
ولم تَرَ منه العين عَيبًا
ولا هَزْلَا
فواريتَ منه العزمَ والحزمَ والعُلا
وأَخفَيتَ في أكفانِه
العِلمَ والعَدلَا
أَضَعتَ شبابًا زاهرًا لو عَرفتَه
لأَصبحتَ لا تَرضى بِفقدانِه
بُخلَا
فلِله ما أقساكَ يا دهرُ ضاربًا
بِسيفَيك لا تَرعَى ذِمامًا
ولا إلَّا
وللهِ ما أَقساكَ يا دهرُ ظالمًا
تُحمِّلُني ما لا أُطيقُ له
حَملَا
وللهِ ما أقساكَ ترمي ضعيفةً
بِنارَين لا تخشى ملامًا ولا
عَذلَا
وللهِ ما أقساكَ جرَّعتَني الأَسى
وعوَّدتَ نفسي بعد عِزَّتها
الذُّلَّا
يقولون كانت كالرجالِ فما لها
وقد فاتَهم أَنِّي فقَدتُ به
الحَولَا
وكُنتُ به ليثًا يصولُ بِعزمةٍ
فلمَّا طواه الدهرُ صِرتُ به
ثَكلَى
فلا تَعجبوا من حالتي بعد فَقدِه
فقد كان يُوليني المُروءةَ
والنُّبلَا
وكانت له رُوحَا عُلا فأَعارَني
لإخلاصِه الأُولى فكنتُ بها
فُضلَى
فلمَّا دفنَّاه دَفنتُ مَواهبي
وأَصبَحتُ كالفَرعِ الذي فارقَ
الأَصلَا
وراح بِروحَيه وخلَّف جُثةً
فلا تبتغُوا منها حياةً ولا
فَضلَا
لقد هدَّ هذا الموتُ مني عزائمي
فلم يُبقِ لي صبرًا عليه ولا
عَقلَا
وطاح بآمالي العِظامِ وهمَّتي
فلم أَستطِع فِعلًا جميلًا ولا
قَولَا
وأَغمَضَ عيني في الصباح فلمْ تَرَ
وأَسهدَها من أجل فُرقتِه
ليلَا
وكان كيومِ الحَشرِ يومُ وفاتِه
شَهِدتُ به من حول مَدفنِه
الهَولَا
شَهِدتُ به الآمالَ تَذهبُ في الثَّرى
وتَبعثُ في أحشائيَ
الهمَّ والوَيلَا
فيا قبرُ هل يبقى بك العلمُ والحِجا
ويُحرم منه الكونُ وَهْو
به أَوْلَى
وتَظفَر منه بالحديثِ وطيبِه
وتَحفَظ ذاك الثغرَ أم هو قد
يَبلَى؟
سلامٌ على آدابِه الغُرِّ تنطوي
وكانت لِنَشرِ المجد لو بقِيَت
أهلَا
سلامٌ على تلك الشهامة والعُلا
وخُلقٍ هو الشَّهدُ المُكرَّرُ
بل أَحلَى
سلامٌ على نِبراسِ عِلمٍ لِبُعدِه
ضَللتُ فلم أُحسِن مقالًا
ولا فِعلَا
سلامٌ على ذاكَ الذَّكاءِ وفِطنةٍ
تُصيِّر صَعبَ المُشكِلاتِ
بها سَهلَا
سلامٌ على الأيام من بَعدِ فَقدِه
ويا حبذا الموتُ المُحبَّبُ
لو حَلَّا
يا دُرةً عَبثَت بها الأيامُ
هل بَعدَ فَقدِكِ يُرتجَى
إكرامُ؟
يا خيرَ باحثةٍ يُهابُ يَراعُها
كيف استطاعَت كَسرَه
الأعوامُ؟
يا خيرَ زوجٍ كان يُرضي زوجَها
منها خِلالٌ جمَّةٌ
ونِظامُ
يا خيرَ ربَّاتِ المنازلِ فِطنةً
وأَعزَّ من يُعزَى لها
الإِحكامُ
قد كنتِ أُولى النابغاتِ بمصرِنا
وأجلَّ من دانت لها
الأقلامُ
وكذاك رُزؤكِ كان أوَّلَ فاجعٍ
دَهَم الورى فتوالَتِ
الآلامُ
كم نكبةٍ حلَّت بنا من بَعدِه
خَشعَت لها أبصارنا
والهامُ
يا عامَ فَقدِكِ ما أشدَّ مُصابَه
بِئسَ البقاءُ به وبئسَ
العامُ
لمَّا علمتِ بما تُكِنُّ صُروفُه
وضِياءُ فِكرِكِ ظنُّه
إلهامُ
لم تَرتضِي عيشًا تخلَّله الأَذى
بل سِرتِ عنه وشأنُكِ
الإقدامُ
وكذاكَ كنتِ من الذكا بمكانةٍ
ما شابها طيشٌ ولا
إبهامُ
كم قد تَخيَّرتِ العُلا بِعزيمةٍ
ما فاتها في نَيلِ ذاك
مرامُ
وكذا تخيُّرك الحِمامَ بموقفٍ
جمِّ المكارِه كلُّه
آثامُ
إني غَبطتُكِ في المماتِ فليتَني
كنتُ التي سارت بها
الأقوامُ
لو متُّ قبلكِ ما رأيتُ كوارثًا
وعنادَ دهرٍ دأبه
الإجرامُ
عاينتُ بَعدَكِ فَقدَ وَاحدِ أُسرتي
وعِماد ما يُرجى لنا
ويُرامُ
ذَهبَ الشقيقُ فحُلو عيشي بَعدَه
مُرٌّ وكلُّ الطيباتِ
حَرامُ
يا عامَه المشئومَ كم روَّعتَني
وجَرحتَ قلبًا هالَه
الإيلامُ
قد كنتُ قبلكَ كالرجال وها أنا
ثَكلَى يُروِّعها الأسى
فتُضامُ
أَخفيتَ ضَوءَ الشمسِ في جوفِ الثَّرى
وانهالَ فيكَ على
الهلالِ رُغامُ
سارت وسار كلاهما بَدرٌ هَوى
فالكونُ من بَعدِ الضياء
ظلامُ
خَطبٌ دهى العَلياءَ فارتاعَت لَه
منا القلوبُ وحارَتِ
الأَفهامُ
تَسعَى يدُ المِقدارِ في خطف الأُلى
شُغِفوا بحب المَكرُمات
وهامُوا
تتسابقُ الأيامُ تنكيلًا بمن
سبَقُوا الأنامَ فأقعَدوا
وأقامُوا
فعَلامَ يسعى المرءُ في نَيل العُلا
وجزاءُ سَعيِ المُصلحِين
حِمامُ
قالوا يئستِ وليس هذا حكمةً
والحُزنُ لا يجدي لدَيه
ملامُ
أيومَ اشتدادِ الخَطبِ يَنأى المُسوَّدُ
ويُعوِزنا في ظُلمةِ
الليل فَرقَدُ
ويَرحلُ سعدٌ والخطوبُ مُلِمَّةٌ
وقد كان عند الخَطبِ يُرجَى
ويُقصَد
ويَسكُت ذاك الصوتُ من بَعدِ رَنَّةٍ
تهيَّبَها في الغرب دانٍ
ومُبعَدُ
وتَكسِف شمسُ الشرقِ عند شُروقها
فلا يُهتدَى أيُّ الطريق
المُعبَّد
ويَرحلُ عن أُفق الكنانةِ بَدرها
وما عَهدُنا بالبَدر إلا
مُجدد
فهل عائدٌ يا سعدُ ضوءُك بعدَما
تَولَّى وهل من سَفرةِ الموتِ
عُوَّدُ
بلى صوتُكَ الرنانُ لا زال وَقعُه
يَرِنُّ صَداه هاتفًا
فنُردِّد
وإن غيَّبَت منك المقابرُ ماجدًا
فشخصُك باقٍ في القلوب
مؤبد
ومَجدُك ما وارَوه في التُّرب بعدَما
سرى مِنه في نفس الشبيبة
سُؤدُد
فكلُّهمُ سَعدٌ إذا جَد جِدُّها
وكلهُمً سهمٌ قويٌّ
مُسدَّدُ
وهل يُفرِح الأعداءَ فقدُ مجاهدٍ
لهم منه بعد الموتِ خَصمٌ
مؤيَّد
ومِصرُ التي أنمَتكَ يا سعدُ لم تمُتْ
وإن هدَّها في يَومِ
مَوتِكَ مَشهَدُ
ستبقى على رغم العدُو مَنيعةً
لها منك بعد الموتِ عونٌ
ومَسنَدُ
تعلمتِ الإقدامَ منكَ وهكذا
يُؤثِّر في الآلافِ فردُ
موحد
ذكاؤكَ هل سيلُ الدموعِ وإن طغَى
سيُطفِئ منه شعلةً
تَتوقَّد
سيبقى منيرًا يُرشِد الناس للعُلا
كما كنتَ قبل الموتِ تَهدِي
وتُرشِدُ
لحا اللهُ هذا الدَّهرَ كم هَدَّ أمةً
بِفقدِ فريدٍ كان يُرجى
فيُحمَدُ
وكم ضَيَّعَت آمالَ مصرَ صُروفُه
وطاحَ بمجهودِ الرجالِ
التعنُّدُ
تيقَّظ سعدٌ والبلادُ بغفلةٍ
ونامَ وقد هبَّت من النوم
تُرعَدُ
فلا تَفرحوا أعداءَ مصر فخَصمُكم
تولَّى وكلُّ القُطر يُرغي
ويُزبِدُ
ويا زوجةَ الشهمِ الأبي تجلُّدًا
وإن عَزَّ في هذا المصاب
التجلُّدُ
ألم يَعدِكِ سعدٌ وفيه شهامةٌ
وقلبٌ يفَل الحادثاتِ
مُؤسَّدُ
فكوني كما كان الرئيسُ قويةً
ويكفيكِ من سعدٍ ثناهُ
المُخلَّدُ
مرثية المرحوم محمد أمين بك لطفي وكيل وزارة المعارف:
لحا الله هذا الدَّهرَ كم هدَّ مُفردَا
وكم خيَّب الآمال فينا
وأفسَدَا
يَكِرُّ على مصر فيُخفِي نُجومَها
كما أَخفتِ الأنواءُ في
الليلِ فَرقدَا
يُعادي أبيَّ النفس ظلمًا وقَسوةً
ويُردي المُفدَّى بالنفوس
المُمجَّدَا
يَصولُ على أهل النبوغ بِجيشِه
فيخطف منهم سيدًا ثم
سيِّدَا
لياليه كم جارت على كلِّ نابهٍ
وطاحت بمن أَعلَى البلاد
وأَسعدَا
فلا غَروَ إن خانت أمينًا فإنها
رأت في اسمه المحبوبِ رمزًا
مُؤيَّدَا
رأته أمينًا يفتدي مصر بالدمِ
فضنَّت بِلطفي أن يعيش
فيَسعَدَا
رأته ذكيًّا يرفعُ العِلمَ جاهدًا
فيولي بلادَ النيلِ مجدًا
وسؤدُدَا
رأَته كَشمسِ الصبحِ يَسطَع صاعدًا
فيمحو غَمامَ الجهل أنَّى
تلبَّدَا
رأَته غيورًا لا يَقَرُّ قَرارُه
ولا يَنثني إلا أبيًّا
مُحمَّدَا
رأتَه قويَّ الجأش لا يخشى ظالمًا
ولا يتوانى أن يقول
فيُحمَدَا
فضنَّت على مصر به شأن حاسدٍ
يرى في وجود الخير همًّا
مُجسَّدَا
نعم حسَدَتنا النائباتُ على المُنى
فحُطِّم سيفٌ كان صلدًا
مُجرَّدَا
وأُسكِت صوت كان حُلوًا سماعُه
وطاح يراعٌ كان سهمًا
مُسدَّدَا
لقَد فَجعَت فيه الحوادثُ أمةً
رأت في فقيدِ العِلم عونًا
ومسندَا
رأت فيه شملَ المكرماتِ مُجمَّعًا
فلمَّا نعته الناعيات
تَبدَّدَا
فيا أُسرةَ الشهمِ الكريمِ لقد مضى
وخلَّف كنزًا في العلوم
مخلَّدَا
وخلَّف ذكرًا ليس يُنسى ثناؤه
وفخرًا على كرِّ الليالي
مجدَّدَا
فهل ذاك يأسو من جراحِكِ بعدما
أُصبتِ بما أضنى الفؤادَ
وأَسهَدَا؟
بلى لسنا ننسى ما حَيِينا مُصابَه
ولا نرضى لِلحُكماء منا
التجلُّدَا
مرثية الأستاذ المرحوم محمد عبده وصاحبة الديوان في السنة الثالثة الابتدائية:
لقَد مالَ رُكنُ الدينِ وانهدَم الفَضلُ
وأَقوَت ديارُ العِلمِ
وارتَحلَ العَدلُ
وغالت يدُ المِقدارِ نفس مُحمَّدٍ
فكان نصيبَ الكونِ من بعده
الثكلُ
فهلَّا قضى العافون حزنًا لِفَقدِه
ومادت رواسي الأرضِ وانطبق
السهلُ
وهلَّا فدَيناه بخيرِ هُداتِنا
فليس له في عِلمه منهمُ
مثلُ
وكان سِراجًا وسط قومٍ وجلُّهم
أخو رمدٍ أو حاسدٌ صدَّه
الذَّحلُ
وغَيثًا على الصَّوَّان كان هبوطُه
وهل تخصب الصمَّا وإن هطل
الوَبلُ
وما كان إلا رحمةَ الله لِلورى
فجارَ بهم عن شكر نعمته
الجَهلُ
وسيفًا لنصرِ الدين جرَّده الفِكرُ
فأجلى العمَى وارتدَّ في
غِمدِه النَّصلُ
قضَى عُمره في خدمة الدين جاهدًا
وكان له في نَصرِه الباع
والحَولُ
وما زال في نَشرِ المعارف ساعيًا
إلى أن طواه الدهرُ فاستَتر
النَّيلُ
ذكيٌّ تقيٌّ زيَّن العِلمُ فِعلَه
بحُسنِ اجتهادٍ لم يكن شِيمَ
من قَبلُ
كريمٌ لكل الناس فيه مآرب
فللأغنيا علمٌ وللسُّوقة
النَّيلُ
تجمَّع شملُ المكرماتِ حيالَه
وغابَ عن الأحياءِ فانصدَع
الشملُ
فيا راحلًا لِلعُرف إثركَ لوعةٌ
وللفقه والتفسير من بَعدِكَ
الويلُ
سهِرتَ وجاهدتَ الضلالَ وأهلَه
وساعدتَ أهل الرُّشدِ حتى انجلى
الليلُ
وبانَت كضوءِ الشمس كلُّ حقيقةٍ
فما ضل عن تحصيلها من له
عقلُ
وأظهرتَ آياتِ الكتاب وفصْحَه
بقولٍ إذا جدَّ المِرا فهُو
الفَصلُ
فإن جَحَد الجهال فَضلَكَ والنُّهى
فقد كُذِّبَت بالإفك من
قبلكِ الرُّسلُ
وفي الخلد إخلافُ الذي قد بَذلتَه
من العمل المبرور لا يُبخَس
الكَيلُ
مُصابُك قد ساء المعالي وأهلَها
كما كان يُرضيهم فِعالُكَ
والقَولُ
ولولا الذي خلَّفتَه من معارف
لضاقَتْ بنا الدنيا وزاد بها
الهولُ
لنا في الذي دوَّنتَه خيرُ مَلجأٍ
كما كان قبلَ الموتِ في
رَبعكَ الظِّلُّ
فصبرًا جميلًا مَعشرَ الشيخ للقَضا
وهل من مقيمٍ لا يُشدُّ له
رَحلُ؟
ذكرى باحثة البادية، وفيها إشارة إلى حالة الأخلاق في التعليم أيضًا:
ما غاب من مَلكٍ عُلاها بل ظَهَر
لمَّا تَوارَى النُّبل منها
واستَتَر
وهوى بباحثة القضاءُ وحكمُه
أمَّا مباحثها فدان لها
القَدَر
كانت كشمس الصبح تسطع في الضحى
إن كان أهلُ العلم يومًا
كالقمَر
ظَهرَت مواهبها الكثيرة طفلةً
وأنار روضَ العلمِ فِكرُ
مُستعِر
ما كان في أبناءِ مصرٍ مِثلُها
وبذاك فُضِّلتِ النساءُ على
البشَر
هاكُمْ أَشِقَّاها وإن مُلِئوا عُلا
هل فيهِمُ من فَضلِ باحثةٍ
أَثَر؟
لو أنها عاشت لكان ذكاؤها
يَهدي الذي جهِل النساءَ وإن
كَفَر
لهَفِي على شمسٍ توارت في الضحى
قبل الأوانِ وضوءِ فكرٍ قد
قُبِر
كم جاهدَت في حُب مصر فأَتعَبَت
مقلًا أَضَر بِحُسنِها طولُ
السهَر
كنا نؤمُّ لدى الحوادثِ شَخصَها
فبِمن نلوذُ وقد أحاط بنا
الخَطَر؟
ملك لقد جَحدَ الرجالُ نُبوغَنا
ونسُوكِ لمَّا زال عهدُكِ
وانقَبَر
هل تَقدرِين على الكلام لِيعلموا
أن النساء أجلُّ من يُلقي
الدُّرَر
لو أنهم سمِعوك يا ابنة ناصفٍ
تتسامرِين لهالَهم حُلو
السمَر
قُومي فخُطي من بيانكِ أَسطُرا
تَهدي عنيدَهم وإن فقد
البصَر
ردِّي لنا الفضلَ الذي ولَّى فقَد
دُفن الكمالُ بجوف قَبركِ
واندَثَر
هبِّي ندافعُ عن كرامةِ جِنسنا
فسِواكِ لا نرضاه في كَرٍّ
وفَر
هزِّي اليَراعَ فإن طُولَ سُكونِه
حرَم النساءَ من الرُّقيِّ
المُنتظَر
هُزِّي اليراعَ فإن مصر بحاجةٍ
لِيراعِ فاصلةٍ وعقلٍ
مُقتدِر
هُزِّي اليراعَ فإن كل فضيلةٍ
تَدعُو النساء إلى النضال
المُستمِر
ضاعَ العَفاف فهل سمعتِ بِفقدِه
وبمن أصابوا القلب منه
فانفَطَر
قَطعوا غصونَ المَجدِ فينا عَنوةً
ولأنتِ أولُ من جنَى منها
الثمَر
يا شمسَ نهضتِنا وغيثَ رياضِنا
غابَ الضياءُ ولم يُعاوِدنا
المَطَر
فذَوَت رِياضُ العِلم بعدَ نمائِها
وهوَى بها جَورُ الحوادثِ
والغِيَر
هل كنتِ يا ابنةَ ناصفٍ إلا هدًى
يَهدِي الأنام فذاع صيتك
واشتهر
شَهِد الرجالُ بما لِذاتكِ من عُلا
في الخَافقَين وما لِشأنكِ
من خطَر
وهمُ الألى غبَنُوا النساءَ وأنكروا
ما كان من مجدٍ لهن ومن
ظفَر
فإذا أتى منهم بِفضلِكِ شاهدٌ
دلَّت شهادتُه على صدق
الخَبر
هذِي جموعهُمُ تدل صراحةً
أن التي يبكون أفضلُ من
خَطَر
فإليكِ من كلِّ القلوبِ تحيةً
تُهدَى إلى جدَثٍ بِمثلكِ
يَفتخِر
مرثية المرحومة عائشة هاتم تيمور، قالتها صاحبة الديوان وهي في السنة الرابعة الابتدائية:
حتَّامَ تبدو للأنام هُموم
وتغيبُ عن أُفقِ الكمال
نُجومُ؟
وإِلامَ يغتال المَنونُ ذوي العُلا
ويُصاب عن سَهم الفَناءِ
كريمُ؟
تِلكَ المنيَّة غلَّظَت أيمانَها
إلا على حَوضِ الكرام
تَحومُ
أخذَت يتيمةَ عَصرِها وتَرحَّلَت
فكَوى القلوبَ رحيلُها
المشئومُ
سكبَ الدموعَ النثرُ فوقَ تُرابها
فغَدا بِه المَنثورُ
والمنظومُ
ألقَى محاسنَه البديعُ بِجيدِها
والكونُ منه عاطلٌ
محرومُ
طُوِيَت فهل نَشرُ البلاغة يُرتجَى
وكثيرُ قولِ العالمِين
عقيمُ
أقسمتُ لو عَصمَت من الموتِ العُلا
أحدًا غدَت وبقاؤها
المَعصوم
يا عِصمةً فتَك الحِمامُ بها وقَد
كنا نوَدُّ بقاءَها
ونَرومُ
بكتِ السماءُ عليكِ إذ وارَى الثَّرى
ذاكَ الحِجى واستوحشَتك
رُسومُ
حَجبَت ضياءَ الشمس عن عَين الورَى
يوم المماتِ سحائبٌ
وغُيومُ
واسودَّت الدنيا لِفقدِكِ حَسرةً
وثَوى بأفئدةِ الجميعِ
كُلومُ
فاستَقبلِي دارَ السلامِ وخُلدَها
فجَزاكِ فيها جنةٌ
ونَعيمُ