الباب الخامس

في التهاني والمديح

استقبال حضرة صاحب الجلالة المغفور له الملك فؤاد الأول في مدرسة معلمات الورديان:

لنا فيكَ من جَورِ الزمان أمانُ
ورحمةُ قلبٍ تُرتجَى وحَنانُ
نَشَأتَ من القومِ الذين بِجِدِّهِم
غدَوا ولَهُم فَوقَ النجومِ مكانُ
وكنتَ كما كانوا شموسًا سَواطعًا
أَبَنتَ لنا نورَ الهدى وأبانوا
ولولا أبوك الشهمُ ما كان بينَنا
مآثر فَخرٍ يزدهين حِسانُ
مَآثرُ أعلى صَرحَهن محمدٌ
فطُلن ولم يَغدِر بهن زمانُ
وجاء بنوه فاستزادوا مَفاخرًا
وأحيَوا نفوسًا للعُلا وأعانُوا
وهذا الذي شادُوه بالفضل شاهدٌ
لسانُ عظاتٍ ناطقٌ وبيانُ
وأنت فؤادٌ للسانِ وخاطرٌ
وهل كان من غيرِ الفؤادِ لِسانُ
جَمعتَ خلالًا ما جُمِعن لماجدٍ
فهُن لأصلِ المكرماتِ كِيانُ
وِفاقٌ وإخلاصٌ ورأيٌ وحكمةٌ
وهمَّةُ لَيثٍ في الوغى وجَنانُ
فأنتَ سلامٌ للصديقِ وجَنةٌ
وأنتَ ضِرابٌ للعِدى وطِعانُ
تسيرُ فيُمنٌ أينَ سرتَ وغِبطةٌ
وآياتُ بِرِّ بالثناء تُزانُ
وتأتي ديارَ العلمِ تَرفعُ شأنَها
فأنتَ لها من أن تُضامَ ضَمانُ
وترجو ارتقاءَ البِنتِ بِالعلمِ جاهدًا
وعزمُك سيفٌ قاطعٌ وسِنانُ
رأيتَ حياةَ الشعبِ في رَفعِ شأنِها
فقمتَ بما تعلو به وتُصانُ
ستُزهِر من بعد الذُّبول رياضُنا
بَمقدَمِك الأَسنى ويُرفعُ شانُ
وما دمتَ تَرعانا وتَحمي ذِمارَنا
فلا حَلَّ فينا ما بَقِيتَ هَوانُ
فعِش سالمًا تسعى لِسُدَّتِكَ المُنَى
تباعًا ويحلو مِسمعٌ وعِيانُ

استقبال حضرة صاحب الجلالة الملك فؤاد الأول في الإسكندرية بعد ارتقائه عرش مصر:

حلَلْتَ الثَّغرَ مُزدانًا فزادَا
وكنتَ لِنُورِ بَهجتِه فؤادَا
ظَهرتَ لِشعبِكَ المحبوبِ بَدرًا
وكنتَ لِمُقلة الدنيا سَوادَا
وكنتَ كما أراد الله شَهمًا
قويَّ القلب لا تألو اجتهادَا
فما رأتِ الخلائقُ قطُّ رَكبًا
كَركبِكَ يوم شرَّفتَ البلَادَا
رأَوا ما حيَّر الأبصارَ حُسنًا
وما أَنساهُمُ إرَمًا وعادَا
جلالٌ فوق عِزِّ المُلك فخرًا
وعزُّ مُتوَّجٍ بهَر العِبادَا
فتاهَ الثغرُ من فرَحٍ وعُجبٍ
كأن زمانَ بَطلَيموسَ عادَا
وسادَ بذاك عاصمةً تسامَت
وجلَّت قبل ذلك أن تُسادَا
ولو قَدرَت بلادٌ سرت عنها
لسارت في ركائبِكَ انقيادَا
أرادَ اللهُ أن يَحظى سِواها
كما حَظِيَت وأن يُعطي المُرادَا
فأنتَ الغيثُ إن ينزِل بلادًا
تمنَّى غيرها لو أن يُجادَا
تَودُّ معاهدُ الفتيات طُرًّا
لوَ انَّ صُروحَها صارَت مِهادَا
لِتمشِي فوق هامتِها جيادٌ
أَتَت لِسموِّ راكبها تَهادَى
غَبَطنَ مَعاهدًا فازت بِسبقٍ
وشَرَّفَها المليكُ بما أفادَا
فهل تَحظَى بما ترجوه يومًا
فيُصبحَ مجدُها الفاني مُعادَا
حَلَلتَ بكل قلبٍ فاطمأنَّت
قلوبٌ فيك أخلَصَتِ الوِدادَا
فدُم للقطر فخرًا وابتهاجًا
ينَلْ بجميلِ رأيِكَ ما أرادَا

تهنئة لحضرة صاحب الجلالة المغفور له الملك فؤاد بالشفاء من مرض ألم به:

ما غاب إلا مثلما غاب القمَر
لِيُجدِّد الآمالَ فينا إن ظهَر
والشمسُ لو دامتْ لِعاشقِ ضَوئها
ما هام بالإشراق في الدنيا نفَر
فاسطَع أبا الفاروق إن قُلوبَنا
قد شاقَها ذاك الجلالُ المُستتِر
واظهَر لِشعبِكَ يا مليكُ فإنه
يَفديكَ بالروحِ العزيزةِ والبصَر
حاشا يُقال مرضتَ إنك فوق ما
تشقى به الدنيا ويخشاه البشَر
ما أنتَ إلا كالكواكبِ تارةً
تبدو لناظرها وطورًا تَستتِر
فإذا ظَهَرت فأنت قِبلةُ أمةٍ
وإذا استتَرتَ ففي قلوبهِمُ المَقَر
وضَعَتكَ في كل القُلوبِ فضائلٌ
قد زانها تأييدُ ربِّكَ والظَّفَر
عيدُ الرعيةِ أن تراك مُنعَّمًا
تختالُ في الإقبال لا تخشى الخطَر
فاهنَأ بهذا الفوزِ إنك أهلُه
يا خيرَ من أحيَوا بِعدلهِمُ عُمَر
وانعَم بيومِ البُرءِ وافى مثلما
وافى على الأزهار هطَّال المطَر
يا حُسن حظِّ الثغرِ يحظى أهلُه
من بَعد ذاك البُعد بالوجه الأَغَر
يبدو المليكُ لِثغرهِم في حُلَّة
نُسِجَت من الإجلال تسترعي النظَر
فيُهلِّل الأَقوامُ عند ظهورِه
فرحًا بعودة غيثِ مِصرَ المُنهمِر
يا صاحب المُلك المُفدَّى هكذا
يبقى الملوك بِفعلهِم أبهى أَثَر
ساعَدتَ «ترقية الفتاة» فأصبَحَت
فوق المَعاهدِ في رُقيٍّ مُستمِر
سيظل يُظهر لِلعيون وجودُها
بعضَ الذي فعلَ المُليكُ المُقتدِر
هي قطرةٌ من بحرِ جودِكَ أنبَتَت
غُصنًا بهيَّ الشكل مرغوبَ الثَّمَر
يدعو لكَ الفتياتُ في رحَباتها
بأعزِّ ما يرجوه شعبٌ قد شكَر
ماذا يقول الحاسدون وهذه
أعمال ربِّ النيل تبدو كالدُّرَر
هل كان إلا رحمةً من ربه
إن حل في أرض يُزايِلها الكَدَر
مولاي إنك مُفردٌ في كل ما
تأتيه من خيرٍ وتُقصِي من ضرَر
فاسلم لهذا الشعب تُعلِي شأنه
وتُعزُّ جانبه وإن كَرِه القَدَر
أنتَ الفؤادُ وكلُّ ما نصبو له
وجميعُ من في هذه الدنيا صُوَر

توديع حضرة صاحب الجلالة المغفور له الملك فؤاد عند مبارحته ثغر الأسكندرية بعد أن شبَّت النار في قصر عابدين العامر:

إن قلبَ الثَّغرِ إن كُسرا
حين ينوي ربُّه السفَرا
فهو مشغوفٌ بِطلعتِه
يَزدهِيه العُجبُ إن خطَرا
فإذا ما رام فُرقتَه
حَلَّ فيه الهمُّ فانفطَرا
سيِّدٌ جلَّت فضائلُه
عن مثيلٍ يُشبِه البشَرا
قد تغالى في عوارفِه
فاهتدى في مصر من كفَرا
حُبه في قلبِ أمته
راعَ منها السمعَ والبصَرا
إِنَّ وادي النيلِ يَعشقُه
ويرى في حُكمه الظَّفَرا
قَصرُه من طولِ فُرقتهِ
هبَّ فيه الشوقُ فاستَعرا
حَسِبوها نارَ حاسدِه
قد أتى يبغي له الضَّرَرا
ما أصابَ الرأيَ قائلُهم
هل هنا من يكره القمَرا؟
هل لدينا من يُنافِسه
وهو يُحيي بيننا عُمرا؟
إن قصر المُلك من شغَفٍ
لم يُطِق في البُعد مُصطبَرا
كم سما مُذ حَلَّ ساحتَه
ربُّ هذا التاج واشتُهرا
فإذا الرحمنُ أسعفَه
بلقاءٍ فاز وافتَخَرا
سيُعيد القصرُ بَهجتَه
أَنْ رأى الفاروق قد حَضَرا
فبِحمدِ الله رِحلتُه
وعلى الأكبادِ إنْ خَطَرا

استقبال جلالته بثغر الإسكندرية:

يا ثَغرُ تِهْ عَجبًا بِفخرٍ دائمٍ
فمليكُنا وافَى بِثغرٍ باسمِ
يأتي كشمس الصبح موفورَ السَّنا
فيُزيح عنك ظلامَ ليلٍ داهمِ
فنهارُك الصيفُ المضيء بِوجهِه
ولِذاكَ كنتَ لدى الشتاء كنائمِ
فافتَح عيونَك بعد طول بكائها
واملأ فؤادَك بالهناءِ القادمِ
وانظُر أبا الفاروق عند قُدومِه
فجلالُه فوق اقتدارِ الناظمِ
هو بهجةُ الدنيا ومنبعُ خيرِها
وأجلُّ مأمولٍ وأفضلُ حاكمِ
كم فاز بالرأي السديد كفوزِه
إن صال بالسيفِ الصقيلِ الصارمِ
قد زانَه الأنجالُ حاطهم المُنى
بالعزِّ والملك العظيم الدائمِ
فاهنأ بركبٍ جاء يخطو رافلًا
والثُمْ أناملَ ربِّ مصر الراحمِ
واسأل إلهَ العَرشِ يُبقي شَخصَه
عونَ الكمالِ وفَخرَ هذا العالَمِ
مولاي إن الثغرَ يبكي حُرقةً
عند الفِراق بِدمعِ صَبٍّ هائمِ
فاعطِف عليه وزِد زمانَ هنائِه
فسُرورُه بكَ مِثل حُلمِ الحالِمِ
وإذا خَشِيتَ من الشتاءِ وجَوِّه
فذكاك يَذهَب بالضَّبابِ القاتمِ
لا يَنزِل المَطرُ المُرجَّى بَلدةً
وبها هُمامٌ في العَطاء كحاتمِ
فاسلَم لنا يا خَيرَ من رَقِي الذُّرا
وأَجلَّ مِقدامٍ وأَكبرَ حازمٍ

تهنئة بعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة المغفور له الملك فؤاد الأول:

هنيئًا أبا الفاروق لا زِلتَ مُنعِمَا
نرى في مُحيَّاكَ الفَخَار المُجسَّمَا
جَلستَ على عرش الكِنانةِ فاستَوَت
قوائمُه من بعدِ ما قد تهدَّمَا
وعادَت إلى مِصرَ الحياةُ فبادَرَت
تُحاوِل أن ترقى إلى العِز سُلَّمَا
ونادت بصوتٍ أفزع الغرب وقعُه
فعاد إلى أعدائها الرشدُ بعدما
ولولاكَ ما فَكَّت من الأَسْر قيدَها
ولا اسْطَاع ربُّ الحق أن يتكلَّمَا
فإن حمِدوا في ذلك الخَطبِ سَعيَهم
فقد كنتَ في هذا الفؤادَ المُنظِّمَا
وأَرسلتَ من إخلاصك الجَمِّ نَفحةً
فأحيَيْتَ أمواتًا وأَيقَظتَ نُوَّمَا
فيا فَخرَ وادي النيل هل أنت قانعٌ
بما كسَبَت يُمناكَ مما تقدَّمَا؟
عهدناك لا ترضى من الفخر بالذي
حَويتَ وإن أعيا الزمانُ وأُفحِمَا
عَطَفتَ على دُور العُلوم بهمةٍ
فكنتَ لها بحرًا وكنتَ لها سمَا
كما فِعلُ إسماعيلَ قَبلَكَ في العُلا
فقد شاد للعلمِ الصُّروحَ وأحكَمَا
هَدَى ما أراد الله للمجدِ قومَه
وخلَّف أقمارًا تضيء وأنجُمَا
فيا خَيرَ أشبالِ الهُمامِ شجاعةً
ويا خيرَ أبطالِ الزمانِ تكرُّمَا
سَلِ الدهرَ صَفوًا لِلكِنانةِ إنه
فتاكَ إذا أَسمَعتَه القولَ أَقدَمَا
سئِمنا تصاريفَ الحياةِ فقل له
كفى في رقابِ القومِ أن تَتحكَّمَا
وهزَّ له الهنديَّ أنك قائدٌ
يقُم بالذي تَهوَى وإن كان مُرغَمَا
فقَد نِلتَ يا ربَّ الفضائلِ نعمةً
حسامَكَ والرأيَ السديدَ المُقوِّمَا
فحارِبْه بالسيفَين إنك حازمٌ
جريء متى أَقدمتَ خاف وأَحجَمَا
ويا عيدَ مولاي المليك تحيةً
فإنك آتٍ بالمَسرَّات مُفعَمَا
ففيك رأت مصرُ العزيزة شِبلَها
فؤادًا فأعلى ذروتَيها وأعظَمَا
وفيك ترى بعد التخاذُل عِزَّها
فأنتَ لها سؤلٌ وأنتَ لها حِمَى
فعُد كلَّ عامٍ بالمَسرَّات حافلًا
وكن مِثلَ ربِّ التاجِ يُمنًا ومَغنَمَا

تهنئة بمولد حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول:

هنيئًا بِنجلٍ جاء باليُمنِ يُخبِرُ
يَلوحُ عليه المجدُ والمجدُ يُبهِرُ
نظيرُك يا ربَّ الأريكة في العُلا
قويٌّ يُذِلُّ الحادثات ويَقهَرُ
سيجعله الرحمن فاروقَ أَمرِنا
يُفرِّق عنا ما نخاف ونحذَرُ
تَلينُ الليالي القاسياتُ لِوجههِ
وهل تَثبُتُ الظلماءُ والبدرُ يَنظُرُ
أفاروقُ هذا مُلكُ جَدِّكَ فارعَهُ
فإنك بالسَّعد المُرجَّى مُبشَّرُ
كفَى عَبثًا يا حادثَ الدَّهرِ إننا
يُبشِّرنا بِالخيرِ وجهٌ مُنوَّرُ
يُبشِّرنا بالخيرِ وجهُ أميرِنا
فلا زالَ بالإقبالِ يَزهو ويُزهِرُ
ولا زلتَ يا ربَّ الأريكةِ مُنعِمًا
على عرشِ وادي النيلِ تَنهَى وتَأمُرُ

تهنئة بمولد حضرة صاحبة السمو الملكي الأميرة فوزية:

لقد سَطعَت شمسُ الضُّحى وتجلَّتِ
وقرَّت بِبنتِ الملكِ عينُ الرعيةِ
ففوزيةُ الحَسْنا تُبشِّر بالعُلا
وبِالفوزِ مَقرونًا بِعزٍّ وغِبطةِ
سَعِدنا بفاروقٍ وفُزنا بِأختهِ
كِلَا وَلدَيكُم رَمزُ مجدٍ ورِفعةِ
فعِشْ لهما يا صاحبَ التاجِ سالمًا
تنالُ الأماني في سُرورٍ وصِحةِ

تهنئة بمولد حضرة صاحبة السمو الملكي الأميرة فائزة:

كريمةَ ربِّ التاجِ أهلًا ومَرحبَا
بِوجهٍ رأَينا فيه لِلعِز كوكَبَا
أفائزةُ فزتِ بِنصرٍ أتى به
أبٌ فاز في نَيلِ المعالي فأَسهَبَا
أبٌ زاد في الإحسانِ حتى حَسِبتُه
لكل جليلٍ من فضائلِنا أبَا
أبٌ قصَر الفوزَ المُرجَّى على اسمِه
فسمَّى بِفاءِ الفَوزِ نسلًا مُهذَّبَا
ثلاثةُ أَقمارٍ توالَت مضيئةً
ترى في سماء العِزِّ مَسرى ومَذهَبَا
فقَرَّ بهِم عينًا أبا المَجدِ إنهم
لَأفضلُ ما أَهدَى الزمانُ وأَنجبَا

مدح لحضرة صاحب الجلالة المغفور له الملك فؤاد بعد أن أنعم على مدرسة الشاعرة بسهمَين من أسهم الموحد:

بأَيٍّ ثَنا أُثني عليكَ وأَحمدُ
وأنتَ أبا الفاروق في الفضلِ مُفرَدُ
تَفرَّدتَ فاستعصى القَريضُ ولم أَجِدْ
وكنتُ أُجيدُ القولَ لولا التفرُّدِ
تقوم بإعلاء الكِنانة جاهدًا
فيرقُد أهلوها وجَفنُك مُسهَدُ
وتُحيي ديار العِلم عِلمًا بأنها
ستَنشرُ مجدًا داثرًا وتُجدِّد
فكَم دارِ عِلمٍ أثمرَت حينَ زُرتَها
وكم فازَ إذ شرَّفتَ مَغناه مَعهدُ
فيا مَلِكًا أحيا العلومَ وأهلَها
وشرَّف نادِيها لَأنتَ المُؤيَّد
وأنت حياةُ العِلم في مصر قائمٌ
وفرعُ الألى سادُوا الفَخار وجدَّدوا
فمن رام ما تبغي من المجد فاتَه
وهل قِيسَ بالأصدافِ دُرٌّ مُنضَّدُ
وأنت رجاءُ القطر بل ذُخرُ أهلِه
فدُم لبلادٍ تَرتجيكَ وتَقصِدُ
ودُمْ لِبناتِ النِّيلِ كَنزَ مَعارفٍ
ترُدُّ عوادي الجهلِ عنها وتُبعِدُ

تهنئة بعيد جلوس المغفور له جلالة الملك فؤاد:

مولاي عيدُكَ خيرُه مأمولُ
تسمو البلاد به ويحلو النِّيلُ
يأتي كقَطرِ المُزنِ حُلوٌ وَقعُه
فيَعمُّنا التكبيرُ والتهليلُ
ويزيدُ عيدَك في المهابة أنه
يومٌ على إعلاء مصر دليلُ
شرَّفتَ أعواد الأريكة فانثَنَت
تزهو على أمثالها وتَطُولُ
يا شِبلَ إسماعيلَ كم لك مِنَّة
تهَبُ العُلا في طيِّها وتُنِيلُ
شيَّدت دُورًا للعلوم كمالُها
يشدو بما أَوليتَنا ويَقولُ
ولَخيرُ مدحٍ للملوك فِعالُهم
لا الإفكُ يُخفيها ولا التَّضليلُ
هَذِي فِعالُك أَثمرَت في ثَغرِنا
فأجلُّ مَدحٍ في عُلاكَ قليلُ
لا تَنسَ ترقيةَ الفتاةِ فإنها
ركنٌ بما يُرجى لمصر كفيلُ
روَّيتَ نَبعَتَها وصُنتَ ذِمارَها
فإليكَ يُنسب بِرُّها المَسدولُ
يا فاتحًا دُورَ العلوم بصارمٍ
ما عاقه عما أراد فُلولُ
ثِقْ أن فَتحَكَ خيرُ فتحٍ نالَه
مَلكٌ هُمامٌ للعدو أَكولُ
شتَّتَّ جيش الجهل إذ أخنى بنا
وقضى عليهِ حُسامُكَ المَسلولُ
يا قائدًا قاد الجموع إلى الذي
سعِدَت به الدنيا وطابَ الجِيلُ
ألَّفتَ بين الشعب حتى إنهم
قالوا هداه الوحي والتنزيلُ
قد آمنوا بِعُلاكَ لما عاينوا
أن ليس للملكِ الجليلِ مثيلُ
مهلًا أبا الفاروق إنك واحدٌ
فَردٌ له التعظيمُ والتبجيلُ
فاهنَأ بما أُوتيتَه من نعمةٍ
وابشر فذِكرُكَ خالدٌ وجميلُ

تهنئة بعيد الجلوس أيضًا:

أَعِيدَ ارتقاءِ العَرشِ إنك مُوكَلٌ
بِكُل الذي ترجوه مِصرُ وتَسأَلُ
حَلَلتَ كما حَلَّ الربيعُ بِرَوضةٍ
فأنتَ المُرجَّى لِلبلادِ المُؤمَّلُ
سما بك شَهمٌ لا تُحَدُّ صِفاتُه
شَغوفٌ بِحُبِّ المَكرُماتِ مُكمَّلُ
قويٌّ على رد الزمانِ وأهلِه
إلى الحق لا يَغفُو ولا يَتحوَّلُ
مُعَنى بإعلاءِ الكِنانةِ مُولَعٌ
براحة أَهلِيها كريمٌ مُبجَّلُ
زها العلمُ لما قام فينا لِأنه
لِكلِّ رياض العلم في مصر مَنهلُ
فإن أَزهرَت فالبحرُ يسقى أُصولَها
ويَنزِلها الغيث الغزير فيَهطُلُ
سلُوها عن الإحسان في يومِ عيدِه
فقد جاء هذا العيدُ يُعطي فيُجزِلُ
ويا ثَغرُ كم من مَعهدٍ فيك أَثْمرَت
شُجَيراتُه لما بدا الغَيثُ يَنزِلُ
وكم من أيادٍ كلَّلَتكَ وهكذا
يُكلَّل بالإحسانِ ذاك المُكلَّلُ
بنى فيك «ترقية الفتاة» وشادها
على خَيرِ ما يُبنى بناءٌ ومَعقِلُ
ستَبقَى على كَرِّ الزمان منيعةً
تُردِّد آياتِ الثناءِ وتَنقلُ
تَسير بتعليم البنات إلى العُلى
ويُرشِدها الرحمن فيما تُؤمِّلُ
فلا نَطقَت في غير مدحِ مَليكِها
فتاةٌ تحب العِلم منا وتَعقِلُ
ولا خَرجَت في غيرِ موكبِ عِيدِه
مُحجَّبةً تُثنِي عليهِ وتُقبلُ
فقد طوَّق الأَعناقَ في مِصرَ برُّه
فطابَ لنا فيه الثناءُ المُطوَّلُ
وغاب فلَم يبعُد عن الشعبِ خَيرُه
وما كان إلا الشمسُ تبدو وتأفُلُ
فقوموا رجالَ القُطرِ في يوم عِيدِه
وحيُّوا جلال المُلكِ جَهرًا وهَلِّلوا
وطُوفُوا بربِّ التاجِ عند ظُهورِه
يَهِلُّ كما يبدو الهلال المُكمَّلُ
ووفُّوا أبا الفاروقِ شُكرًا فإنه
أَجلُّ الملوكِ العاملِين وأَفضلُ
فيا صاحبَ التاجَين إنك عُدَّةٌ
وكنزٌ ثمينٌ للبلاد ومَوئِلُ
فدُم كَعبةَ القُصَّادِ تَخدِمكَ المُنى
ويرعاك ربي في عُلاه ويَكفُل

تهنئة بعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة المغفور له فؤاد الأول:

هنيئًا لمصر بِشَهمٍ حكم
فأرضى المَعالي وأَحيا الهِمَمْ
فيومُ ارتِقاهُ ذُرا عَرشِها
لَعيدُ الرعايا وأَصلُ النِّعَمْ
فيا مصر تِيهِي فَخارًا به
وحيِّي عُلاه وهزِّي العَلَمْ
يُحِبُّ العلومَ وأربابَها
فكم زان درسًا وأحيا قَلمْ
وكم جار دهرُكَ في حكمه
فعارض فيكَ زَمانًا ظلَم
أَميرُ الكنانةِ مِقدامُها
كثيرُ الفِعالِ قليلُ الكَلِمْ
يُجيب لداعي العُلا ما أتى
كبيرُ المعالي عَظيمُ الكَرمْ
له حُسنُ رأيٍ يفَلَّ الظُّبا
وقلبٌ قويٌّ وأنفٌ أَشَمْ
إذا رام خَيرًا سعى نَحوَه
بِهمةِ ليثِ الوغَى واعتَصَمْ
أمولايَ مهلًا فقد فُقتَ ما
أتاه ملوكُ العُلا في القدَمْ
تُحِبُّك مصر وأبناؤها
وتَعرِف معنى عُلاك الأُمَمْ
فدُمْ للمعالي مُعينًا تفُزْ
بِمسعاكَ مصر ويَسمو الهَرمْ

زيارة حضرة صاحب العظمة المغفور له السلطان حسين لمدرسة معلمات الورديان بالإسكندرية سنة ١٩١٩:

اهنأ فأنتَ بكل خيرٍ قائم
ناديك مقصودٌ وظِلُّك دائمُ
تَحنو على العاني وتَعطِف كلَّما
أخنى على الضعفاءِ دهرٌ ظالمُ
ما زِلتَ بالإحسانِ حتى آمنَتْ
سفهاؤنا وسعى إليك الناقمُ
هل يُنكرون البِرَّ يأتي تِلوَه
بِرٌّ يجود به الفؤاد الراحمُ
أصبحتَ كالعمرَين عدلًا في الوَرَى
ولَأنتَ إذ تُتلى المكارمُ حاتمُ
صيَّرتَ مصرَ ببحر بِرِّكَ جَنةً
والكونُ مُضطرِمُ الجوانبِ فاحمُ
ما بالُها لو مُتِّعَت بكَ بُرهةً
والناسُ في رغدٍ وبالُكَ ناعمُ
شيَّدتَ دُورَ العِلم في الزمن الذي
ساد الحسامُ به وضاع العالمُ
فانعَم بها من همةٍ لم يَثنِها
عن نَيلِ ما ترجوه نَقعٌ قاتمُ
إن كان ما فَعلَت جدودك آية
فعُلاك آيٌ كَلَّ عنها الصارمُ
أَعلَيتَ تعليمَ البناتِ وحُطتَهُ
فبِكُلِّ مدرسةٍ دليلٌ قائمُ
فاهنأ بغرسِ يدَيك زاهرًا يانعًا
يلقاك في مَغناهُ ثغرٌ باسمُ
ولْيَبقَ مَجدُكَ ما تمايلَ غُصنُه
وأجاد في تَعدادِ فَضلك ناظمُ

نَيلُ مصر استقلالها:

مولاي شكرًا وحمدًا
فأنتَ أنتَ المُفدَّى
فازت بمسعاكَ مِصرُ
وأَصبَحَ الدهرُ عَبدَا
يا صاحبَ التاجِ مَهلًا
كَفاكَ فَخرًا ومجدَا
أَخرستَ كلَّ لسانٍ
يُريدُ أخذًا وردَّا
حرَّرتَ مِصرَ فنالت
بِحُسنِ سَعيِكَ قَصدَا
أعوانُك الغُرُّ كانوا
لِمصرَ في الرأيِ جُندَا
فهل تُطيقُ عِدانا
إنكارَ ذلك عمدَا
إن يَفعلوا فجزاهُم
الموتُ غمًّا وحِقدا
يا مصرُ هذا مليكٌ
قد أَخلص الشَّعبَ وُدا
فرحِّبي بعُلاه
ومَجِّدِي منه فَردَا
وأنتَ يرعاك ربي
ضَع للمكائدِ حدَّا
واقطَع لسانَ حسودٍ
يَجورُ أو يَتعدَّى
وأنتَ يا شعبُ فانبُذ
من للمُنى يتصدَّى
أدِّ لمصر حقوقًا
فإن مولاك أدَّى
وكن أمينًا حريصًا
ودَعْ شِقاقًا وعِندَا
أَلقَوا إليكَ شئونًا
فانهَض بها مُستعِدَّا
أنت المُفاوِضُ فانشَط
إلى النضالِ مُجِدَّا
دَبِّر أمورك تَنجَحْ
ولا تكُن مُستبِدَّا
إن الخلافَ خرابٌ
فاحذَرْه إن رُمتَ سَعدَا

مدح حضرة صاحب الجلالة المغفور له الملك فؤاد الأول:

مَولايَ إنك هادِي
إلى طَريقِ الرَّشادِ
حقَّقتَ ظنَّ أناسٍ
أَطرَوكَ في كل نادِ
كَذَّبتَ محضَ افتراءٍ
من خَصمِ مصر المُعادِي
أَعطَيتَ مصر مُناها
وصُنتَ حَقَّ العبادِ
هل بعد ذلك فخرٌ
أو فَوقَه من أيادِي؟
ويا بني التَّيمِ مَهلًا
ماذا جرى من فؤاد؟
أَبغَضتُموه لخيرٍ
أَوْلى وحبِّ البلادِ
وشعبُ مِصرَ لهذا
يَفدِيه من كل عادِي
لَولَا هواهُ لمصر
ما أَبغَضَته الأعادي
قالوا أَصَرَّ عِنادًا
والخيرُ في ذا العنادِ
لو لان في بَيعِ مصر
لكان خَيرَ جَوادِ
أئن رضِينا مليكًا
قالوا طغَى في الفسادِ
وأَرهَقونا جميعًا
بِظلمهِم والكِيادِ
وإن كرهنا مَليكًا
جاءوا لِوضعِ العِمادِ
فكيف تخلُصُ مصر
من طامعٍ في ازديادِ؟
خَلُّوا صوالحَ مصر
لِشعبِ مِصر المُنادِي
ولْتَبعُدوا عن بلادٍ
ترقَى بهذا البعادِ
وبالمليكِ المُفدَّى
يَرضى قريبٌ وبادِ
ويا بني النِّيلِ هبُّوا
لِنصرِه في الجهادِ
ففي عُلاه مُناكُم
وفيه أَقصى المُرادِ

توديع حضرة صاحب المعالي المرحوم محمد شكري باشا عند نقله من وظيفة مدير المنصورة إلى وظيفة مستشار بالاستئناف:

على الطائر الميمون إن كنتَ راحلَا
فإنَّك أرضيتَ المُروءة والعُلَا
حَكمتَ ولم تَظلِم وكنتَ مُحبَّبًا
إلى الناسِ محمودَ الشمائل فاضلَا
وكنتَ أبيَّ النفسِ لا تَتبعُ الهوى
ولا تَبطَر الإثراءَ أن كان نازلَا
وقُرَّةُ عينِ المجد ما كنتَ صانعًا
ونبراسُ ليلِ العِلمِ ما كنتَ قائلَا
فلم تَرَ منك العينُ إلا مَهابةً
ولم تسمعِ الآذانُ إلا تفضُّلَا
عُنِيتَ بتعليم البناتِ وإنه
لَفي خيرٍ هذا القطرُ ما كنتَ فاعِلَا
فما حَطَّ قدْرِ الشرقِ إلا نساؤه
جَهِلنَ فأَرهَقن الرجال تكاسُلَا
وهل أمةٌ ترقى وقد شُلَّ نصفها
فثَقَّل باقيهَا وأَصبحَ عاطِلَا
لَذلكَ أَسَّستَ الصروح بحكمةٍ
لِتعليمِنا حتى نسُودَ ونعمَلَا
فما نَعَتِ الأيام دون تمامِها
وما زال هذا الدهر يُبدِي التحامُلَا
وما زال غدارًا عَرَفْنا صُروفَه
فلسنا نُبالي ما أَمَرَّ وما حَلَا
ولولا رجاءٌ قد شُغِفنا بحبه
لَذُبنا لدى هذا الفِراق تملمُلَا
فيا خَيرَ من ساسوا البلادَ فأَحسَنوا
وحضُّوا على التَّقوى وبثُّوا الفضائلَا
لِيهنأْ بك اليومَ القضاءُ فإنه
سيلقاك حُرًّا صادقَ القولِ عادلَا
سيَلقاك فكَّاكًا لكل عَويصةٍ
سريعًا إلى نَصرِ الحقائقِ فاصِلَا
سيلقاك مهضومو الحقوق نَصيرَهم
كما كنتَ للعافِين عونًا مُناضِلَا
فسِر في سلامِ الله إن قُلوبَنا
لِبُعدِكَ يُذكِيها الأَسَى مُتواصِلَا

استقبال حضرة صاحب المعالي سعيد ذو الفقار باشا بمدرسة معلمات المنصورة، وتوديع مديرها السابق حضرة صاحب المعالي محمد شكري باشا:

سلامٌ على ذاكَ الكريمِ المُبجَّل
وأهلًا وسهلًا بالعُلا والفضائلِ
لقد أَسَّس البنيانَ في خيرِ مَوطِنٍ
وإنك تَبنِيه برأيٍ مُكمِّلِ
لنا فيك آمالٌ سنحظى بنَيلِها
ومِثلُك يُرجى منه ما لم يُؤمَّلِ
فمُدَّ لتعليمِ البناتِ يدَ الرضى
يَسُدْ جِنسُنا بعد الخُمولِ ويَعملِ

استقبال حضرة صاحب المعالي سعيد ذو الفقار في مدرسة معلمات المنصورة وهو مدير لمديريتها:

أَهَمٌّ أَطارَ النومَ عنكِ وأبعَدَا
وغادر طَرْفًا في الظلام مُسهَّدا
وأنحلَ جِسمًا كاد يَخفى لِضعفِه
وأَقلقَ قَلبًا بالبلاء مُهدَّدَا
أمِ الخوفُ من أجل الذي تَبتغِينه
لِمصرَ من العَلياء أن يتَبدَّدا
هوَى مِصرَ أضناكِ وأنتِ ضَعيفةٌ
وعاجزةٌ عن ردِّ مصر إلى الهُدَى
دعِي الفِكرَ في الأوطان إن وراءَها
رجالًا يردُّون الزمان إذا عدَا
رجالًا يُدبِّرها مُديرٌ مُفكِّر
ذكيٌّ يرى الرأيَ الأصيلَ المُسدَّدا
شغوفٌ بِحبِّ المَكرُماتِ مُبادِرٌ
إلى الخيرِ لا يُرضيهِ أن يتردَّدا
لنا في اسمه المحبوبِ فألُ سعادةٍ
فقَرِّي به عينًا فقد جاء مُسعِدا
إذا حلَّ في أرضٍ سعيدٌ أَعزَّها
وأَسَّس دُورَ العلم فيها وشيَّدا
نرى الغَيثَ أحيانًا على قُربِ عهدِه
فلا بِدْعَ أن نرقَى بِمَقدمِه غَدًا
ويصبح في المنصورة العِلمُ زاهرًا
لِمَا بات يُوليهِ من البِرِّ والندَى
سيَنشُر تعليم البنات فإنه
يرى في ارتقاءِ البنتِ عِزًّا وسؤدُدًا
يرى الأُمَّ ترقَى بالبنينَ إلى العُلا
وتَنحطُّ إن جهلَت إلى حُفرةِ الرَّدَى
يرى أُمة اليابان قد سَعِدَت بها
وضاع رجاءُ النِّيل من جَهلِها سُدى
يَرَى في اشتغالِ البنت بِالعلمِ مَهرَبًا
عن اللهوِ أو إبداع زيٍّ تَعدَّدا
يرى كلَّ هذا الرأي وهو مجرِّبٌ
وكم رامَ من مجدٍ بعيد فمهَّدا
فلا تَسهَرِي من أجل مصر فإنها
به وبهم محروسةٌ لن تُهدَّدا
أَمولايَ هذا بعضُ ما في نفوسنا
ومن واجب الإحسانِ أن نَذكُر اليَدا
غرستَ بهاتيك الربوعِ محبةً
ستنمو ومجدًا بالثناء مُخلَّدًا
فعِش لذوي الحاجاتِ والعِلم مَلجأً
يَؤمُّون ما جاءوا كريمًا مؤيَّدًا

توديع حضرة صاحب المعالي سعيد ذو الفقار عند نقله من المنصورة ليكون ناظرًا للمالية:

إلى المَجد والعلياءِ ما زلتَ سائرًا
فكنتَ مديرًا بالذكاء فناظرًا
ولا بِدْعَ أن قُلِّدتَ أشرف منصبٍ
فإنك فعَّالٌ تحب المَفاخِرا
حَلَلتَ فأرهقتَ الفَسادَ وأَهلَه
وكنتَ لِدُورِ العلم عونًا وناصِرًا
وكنتَ لِتعليمِ البناتِ وقايةً
فثبَّتَ ذاك الركنَ إذ كان خائِرًا
وكنتَ على ردِّ الذين تجمَّعوا
على الظُّلم إذ جاءوا قويًّا وقادِرًا
لنا فيكَ مِعوانٌ وإن كنتَ نائيًا
أَشَد وأقوى منك إذ كنت حاضرًا
فلا عَدِمَتكَ الطالباتُ وحارَبَتْ
بِسيفِكَ هذا الدهرَ إن ثار غادِرًا
ودُمتَ تُوافيكَ التهاني على العُلا
ويَخطُر بالألبابِ ذكرُكَ عاطرًا

نقل دولة محمد باشا محمود إلى البحيرة ونقل غيره إلى الدقهلية:

عهِدناكَ يا ابنَ الأكرمِينَ مُحمَّدًا
تُشيِّد بالعَزمِ الثَّناءَ المُخلَّدا
عهِدناكَ مِقدامًا عهِدناكَ واحدًا
تُعَدُّ بآلافٍ إذا الفضلُ عُدِّدا
فإن نلتَ باستحقاقِكَ المجدَ والعُلا
فقد كنتَ قبل اليوم شَهمًا مُسوَّدًا
لكَ البيتُ من أعلى البيوت مكانةً
وقد كنتَ من عهد الطفولة سيِّدًا
فإن هنَّأتكَ القومُ إذ نِلتَ مَنصِبًا
فإنِّي أُهنِّي مَنصِبًا نال مُفرَدًا
دمنهورُ هذا يومُ مجدِكِ فابشرِي
وتِيهِي على كل العواصِمِ إذ غدَا
ولو أن هذا الدهرَ جادَ بمثلِه
علِمنا لشادَ المجدَ فينا وجدَّدا
حسَدناكَ إذ نلتَ المُرادَ وضَيَّعَت
صُروفُ الليالي جُلَّ آمالنا سُدى

استقبال سمو الخديوي السابق بالمنصورة بعد أن قرر مجلس المديرية إلغاء مدرسة المعلمات التي كانت ترأسها الشاعرة، وفيه إشارة إلى ذلك:

قد طار نومُكِ والحوادث حُوَّمٌ
ورماكِ بالأهوالِ ليلٌ مُظلمٌ
أبليتِ جسمًا كاد يخفى دِقةً
وقضى عليه الدهرُ فيما يُجرمُ
أَتعبتِ قلبًا كان محسود العُلا
فغدا لِجَورِ زمانِه يتألَّمُ
تَبغِين تعليمَ البناتِ ونَشرَه
ويلِجُّ دهرُكِ في العِنادِ ويَظلِمُ
يسعى لِيهدِمَ كل ما شيَّدتِه
من ذلك البنيانِ وهو الأرقمُ
هل تُشفقِين على البناتِ وحالِها
وعزيزُ مِصرَ بحالِ مصر أعلَمُ؟
سيُجِل تعليمَ البنات مليكُنا
ويُساعد الضعفاءَ ذاك الضيغَمُ
مولايَ إن الدهرَ عبدُك فانهَه
عما يُخبِّئ لِلكرامِ ويكتُمُ
لولاكَ يا ربَّ الأريكةِ ما غدَا
لِلعدلِ أنصارٌ تسود وتُكرمُ
لولاك يا ربَّ الأريكة ما اهتدَى
أقباطُنا والمسلمون وسلَّموا
لولاك للتاجَينِ ما صافاهما
صَرفُ الزمانِ ولا تَوارَى اللُّوَّمُ
لولا أبوك الشهمُ فيما قد مضى
ما كان للمصريِّ شأنٌ يُعلَمُ
أوليتَ تعليمَ البنينَ عنايةً
فارْعَ البنات فإن رأيَكَ أَحكَمُ
ما ضَرَّ أهلَ الشرقِ إلا أنهم
تركوا النساءَ وراءَهم وتقدَّموا
فانحطَّت الأبناءُ بالأُمِّ التي
جهِلُوا مكانتَها العَليةَ فيهِمُ
جهِلَت بأحوالِ الحياةِ فأَوقَعَت
أبناءَها في شرِّ ما تتوهَّمُ
قد عوَّدوها الجبنَ من عهد الصِّبا
فتعلَّم الأبناءُ ذاك وعلَّموا
وتسارَعوا للعارِ في أعمالهِم
والغشِّ والبهتانِ إن يتكلموا
مولايَ أُمَّتُك التي أَعليتَها
ترجوك إصلاحًا وأنت المُنعِمُ
فأمُر بتعليمِ البناتِ فإنها
لا ترتقي إلا بهِنَّ وتَسلَمُ
ولْيَبقَ مَجدُكَ في الوجود مُخلَّدًا
ولْتَبقَ للقُصَّادِ ركنًا يُلثَمُ

تهنئة بمولودة لحضرة صاحب المعالي سعيد باشا ذو الفقار، وهي صاحبة العصمة أنجي هانم:

بَحرَ المكارمِ قد أَنجبتَ لؤلؤةَ
ثمينةً تزدهي بالأصل والحسَبِ
فاهنأ بأنجي فإن الله أرَسلَها
بشيرةً لك بالعَلياء والرُّتبِ

تهنئة بشفاء حضرة صاحب العظمة السلطان حسين:

هنيئًا يا مليكُ لك الشفاءُ
فأنت لِرُكنِنا الواهي رجاء
وأنت لجسمِ مصرَ الروحُ فاسلَم
وعِشْ ما دام في الدنيا هناء
أَسُلطانَ البلادِ فدَتكَ منا
قلوبٌ لا يُخامرها الرياءُ
وأعطاك المُهيمِنُ عُمرَ نوحٍ
لِترفعَ مجدَ مصر كما تشاءُ

تهنئة بعيد ميلاد حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الأول، وقد تصادف أن عيد الميلاد يوم جمعة وأول أيام عيد الأضحى فأصبحت الأعياد ثلاثة في يوم واحد:

أفي كل يومٍ من سُعودِك سُؤدُد
يُجدِّد آمالَ البلاد ويَسعَدُ؟
وُلِدتَ فأَيقظتَ الشعورَ وقد مضى
على نوم هذا الشعبِ دهرٌ مُؤبَّد
بدا وَجهُك الوضَّاحُ فانجاب غيْهَبٌ
ولاحَ يُضيء النيلَ والشرقُ فَرقَدٌ
ولما عَلَوتَ العَرشَ طالت صُروحُه
وضاقت به الأعداءُ والمجدُ يُحسَدُ
فعيدُك عيدٌ للبلاد بأَسْرها
ووجهُكَ بَدرٌ أينما لاحَ يُرشِدُ
تنافسَتِ الأعيادُ فيكَ فأَقبَلَت
إلى يوم عيد المُلكِ تسعى وتَقصِدُ
ثلاثةُ أعيادٍ تجمَّعنَ عَنوةً
وعيدُك أعلاهُن ذكرًا وأَمْجدُ
ومَا سعِدَت مِصرٌ بِعيدِكَ وحدَها
ولكنْ بِلادُ الشرق تعلو وتصعدُ
خُلِقتَ كما شاء الإله مكمَّلًا
عليك من الإجلالِ ثوبٌ مُجدَّد
فعِش لبلاد النيل كَنزَ مَفاخِر
يؤمُّك محرومٌ ويخشاك مُفسِد

أول تشريف حضرة صاحب الجلالة الملك للقاهرة بعد أول صيف قضاه بالإسكندرية:

مليكَ بلادِ النيلِ أهلًا ومَرحبَا
بوجهٍ لَمَحنا فيه للسَّعدِ كَوكبَا
قدِمتَ كما جاء الربيع بِزهرِه
فأَظهرتَ ما أخفى البِعادُ وغيَّبَا
مليكٌ شُغِفنا باجتلاءِ ضيائِه
فأنَّى بدا كان الرجاءَ المُحبَّبَا
فيا شمسَ وادي النِّيلِ تَسطعُ مُشرقًا
فتُسعِد شعبًا ظل دهرًا مُعذَّبَا
تُرى هل رأت مِصر على طُول عَهدِها
كمثلِكَ يا فاروقُ عَدلًا ومذهبا
يمينًا لئن قِيسَ الملوكُ جميعُهم
بمجدِكَ ما نالوا من الفَخرِ مَأرَبَا
جَمعتَ خلالًا ما جُمِعنَ لِواحدٍ
فكنتَ إلى كلِّ القلوب مُقرَّبَا
وقمت بعبء الملك في مَبدَأ الصِّبَا
ففُزتَ كما لو كنتَ شيخًا مُجرِّبَا
وكنتَ تقيًّا ثابتَ الرأيِ حازمًا
قويًّا على صدِّ الخطوبِ مُهذَّبَا
لِراجِيكَ آمالٌ ولِلدهرِ لَوعةٌ
ومِثلُك أَوْلى أن يُؤمَّ ويُرهبَا
فخيرُكَ موهوبٌ وبأسُكَ صارمٌ
وإن كنتَ للإحسان أدنى وأقربَا
فعِشْ لبلاد النيل ذُخرًا ومَلجأً
تَراكَ لها في كل كارثةٍ أبَا

قصيدة الزفاف الملكي السعيد:

بنى لك هذا المَجدَ جَدٌّ ووالدُ
فأنت طريفٌ في المعالي وتالدُ
وفَخرُك يا فاروقُ لم نَرَ مِثلَه
فقد جُمِعَت فيه العُلا والمحامدُ
حباك إله العرش في مبدأ الصِّبا
بِكلِّ الذي تسعى إليه الأماجدُ
جلَستَ على عرشِ الكنانةِ فاستوت
قوائمه وانهدَّ باغٍ وحاسدُ
وعَزَّت بلاد النِّيل من بعد ذُلِّها
فلا غَرْوَ إن قالت بأنك واحدُ
رَدَدتَ على الإسلام أيامَ عِزِّه
وفازت بما تهواهُ منك المساجدُ
وما نَشرَ الإسلامُ أعلامَ مَجدِه
وقد طُوِيَت إلا وأنت المُجاهدُ
هنيئًا بلادَ الشرقِ فزتِ بماجدٍ
له في عُلا الإسلام باعٌ وساعدُ
يُرجِّي نَداه كلُّ شهمٍ مُمجَّدٍ
ويخشاه كالبتَّار غِرٌّ وفاسدُ
أفاروقُ يا تاج الملوك وفَخرَها
ويا خَيرَ من يرجوه ساعٍ وقاصدُ
جمَعتَ شتاتَ المجد في روضة الصِّبا
ففِكرُك سيَّال وطَرْفُك ساهدُ
وفُزتَ ببنت المجد من خير أُسرةٍ
نمَاها أَبِيٌّ من بني النِّيل ماجدُ
فشمسُ الضحى زُفَّت إلى البَدر فازدَهى
به وبها مُلكٌ إلى النجم صاعدُ
عروسان زُفَّا بالكمال وبِالتقى
يَزِينُهما تاجٌ على النِّيل شاهدُ
يَزِينُهما تاجٌ لخيرٍ مُملَّك
يَلوحُ فتدنو للبلادِ المقاصدُ
فيا سيِّد القُطرَين دُمتَ ممتعًا
سَناؤك موفورٌ وذِكرُكَ خالدُ

تهنئة بنيل المرحومة ملك حفني ناصف دبلوم المعلمات في سنة ١٩٠٣ وهي أول مصرية نالتها:

هنيئًا لمن بالجِدِّ تم عُلاها
ونالت بحزم الرأي كُلَّ مُناها
وكانت بِروضِ العِلم أَوَّل زَهرةٍ
تباهت بها مِصرٌ وطاب شذاها
لكِ الفخر فاجنِي في سُرورٍ وغِبطةٍ
ثمارَ اجتهادٍ آنَ وقتُ جَناها
حَملتِ على النفسِ الأَبيَّة ضَيْمها
فنالت على بُعد المَرام هواها
وكنتِ بِروضِ العِلم أَوَّل زَهرةٍ
تباهت بها مِصرٌ وطاب شذاها
فإن عَدَّ أهلُ المجد لِلعِلمِ أَنجمًا
فأنتِ بما شاء الإله سَماها
غُذِيتِ بألبانِ المَعارف طِفلةً
وأَكرِم بمن كان العلوم غِذاها
تهاوَنتِ في شأنِ الحُليِّ ترفُّعًا
فزانَ مزاياكِ العُلا وحلاها
سَلكتِ سبيلَ المكرُماتِ وأومأت
يمينُكِ تَهدِي من أراد هُدَاها
وقُدتِ ذِمام الغانياتِ إلى العُلا
كفَى النفسَ فخرًا بالكمال كفَاها

تهنئة لمعلمة بالشفاء:

السِّعدُ لاحَ وسُرَّتِ العلياءُ
بشفاكِ وابتَسمَت لك الجَوزاءُ
إن «السنيَّة» شان حُسنَ سَنائها
عند اعتلالكِ خَيبةٌ وعَناءُ
مُذ غبتِ عن أرجائها شمسَ العلا
لم يَبدُونَّ بها سنًى وضِياءُ
بالأَقصُر المحسودِ حَلَّ ركابُكِ
فتَكدَّرَت لِغيابكِ النُّبلاءُ
وبكِ الصَّعيدُ غدا سعيدًا باسمًا
وتزَيَّنَت لِقُدومكِ الأرجاءُ
وتركتِ ربَّاتِ العلومِ بِمَضجعٍ
وسطَ الهموم فِراشُها الرَّمضاءُ
وحَضَرن بعدَكِ الامتحانَ فلم تُرَ
إلا كآبةُ آسفٍ وبُكاءُ
فكأنما ستَر الهمومُ ذَكاءَنا
والهَمُّ لا يبقى لدَيه ذكاءُ
فإذا تأخَّرَتِ الزكية فاعلَمِي
أَنْ لا بها كَسلٌ ولا إعياءُ
بل حين غابَ ضياءُ فكركِ أصبَحَت
بين الظنون تُضِلُّها الظلماءُ
واليومَ عُدتِ فعاد حُسنُ رجائنا
بإيابِكِ المَرجُو وزَال الدَّاءُ
أُبتِ إيابَ الغَيث في رَوضِ العُلا
فتألَّمَت أعداؤكِ الجهلاءُ
وتوَدُّ مِصرُ وقد خَطرتِ بِأرضِها
لو تفرشنَّ لِنعلكِ الأحشاءُ
يا ليلةَ القَدْر التي شرُفَت على
كل الشهور وزانها الأضواءُ
إن كان أهلُ الفضلِ بَحرَ معارفٍ
لِرفيعِ قدْرِهِمُ فأنت سماءُ
لا زِلتِ للفتياتِ كَنزَ فوائدٍ
تَدنُو لَهُن بِقُربكِ الخضراءُ

مدح لحضرة صاحب السعادة محمود باشا شكري:

مولايَ بابُكَ في العُلا مقصودُ
ويداكَ طبعُهما النَّدى والجودُ
تسعى إلى نَصرِ الضعيف بسرعةٍ
ومضاءِ عَزمٍ نَفعُه مشهودُ
وإذا أتاك السائلون بدَا لهم
وَجهٌ بشاشتُه مُنًى وسُعودُ
ماذا يُهِمُّك من مديحي إنه
لَغوٌ وأنت بدونه محمودُ
نسَبوكَ للشكرِ الجميل وهكذا
نسبُ الكريمِ وفِعلُه المعهودُ
قالت جميعُ الناس إنك واحدٌ
وأقولُ إنك بَحرنا المورودُ
لم يَمدحِ الشعراءُ قَبلكَ ماجدًا
إلا وأنت تفوقُه وتَسودُ
نُبلٌ وإقدامٌ وحزمٌ زانه
آياتُ صدقٍ شرَّفَتكَ وَجُودُ
فاسلم لتعليمِ البناتِ يَطِبْ بِه
نَبتٌ غرسناه ويُورِقُ عُودُ

تهنئة بمولود لحضرة صاحب العزة محمد علي بك دولار:

بدا بَدرُ السعادةِ والهَناءِ
فكان قُدومُه علَم ارتقاءِ
تُجلِّل عَهدَه حُللُ البَهاءِ
وسُرَّ القومُ من دانٍ ونائِي
كأن بوجهه وَجهَ الصَّفاءِ
فشكرًا لِلمهيمنِ إذ براهُ
كمِثلِ أبيه في العَليا نراهُ
له فِعلٌ يُعلِّمنا ثناهُ
وفضلٌ ليس تُنكِره عِداهُ
وذِكرُ كمالِه مِلء الفضاءِ
فيا مولايَ أُهديكَ التهاني
بنجلٍ فيه لِلدنيا الأَماني
وسوف يَشِيد لِلمَجد المَباني
كما شيَّدتَ يا عينَ الزمانِ
فَخَارُك فوق أكنافِ السماءِ
يَلوحُ عليه فِكرُك والذكاءُ
وقَهرُك للعِداةِ متى تشاءُ
ونَصرُ ذوي المودة حيث جاءوا
وعَزمٌ لا يُخالِفهُ القَضاءُ
ومجدُك يا محمد في العَلاءِ
منَ الجَدَّينِ منسوبٌ مُعلَّى
ومن شمسِ الضحى أَبواه أعلَى
بذلك فاقَ أهلَ الفضلِ أصلَا
كما سيفوقُهم فِعلًا وقولَا
وهل بَلدُ الغزالِ سِوى الظِّباءِ
عليٌّ أنتَ أنجبتَ العليَّا
فسُرَّ الكون مولادًا ذكيَّا
بِيوسفَ صار فَرحُكَ سَرمديَّا
فعيشًا في الصفا عيشًا هنيَّا
وفَوقًا عُمر نوحٍ في ولاءِ
أهلَّ بوجهِه فاستَحسنَته
عنِ القمرِ الأنامُ وأَنزلَته
بِمهدٍ روحُ فضلِكَ شرَّفَته
ومَولدُه سُعودُكَ أرَّخَته
بِيوسفَ تزدهي شمسُ العَلاءِ

تهنئة بزفاف الدكتور صالح بك حمدي والمرحوم الأستاذ زهدي بك:

يا ليلةً ما لها في العمر من ثانِي
قد زادَ بَهجتَها في الحُسنِ بَدْران
الشمسُ واحدةٌ والصبح مطلعها
فكيف تَسطعُ فيكِ الآن شمسانِ
أَظهرتِ للناس حسنًا شاء بارئه
ألا ترى مثلَه في الحُسنِ عَينانِ
وراءه خُلقٌ سبحان واهبِه
منزه عن سجايا كلِّ إنسانِ
فلِلعروسَين فضلٌ لا مثيل له
كما تفرَّد بالعَليا العريسانِ
ويا اعتدالُ لقد أصبحتِ صالحةً
لصالحٍ فأَريهِ حُور رضوانِ
ومتِّعيه بأخلاقٍ مطهرةٍ
ومنطقٍ بِفريدِ الدُّرِّ مُزدانِ
واهنأ بها دُرَّةً ضنَّ الزمان بها
على سِواكَ فقابِلْه بشُكرانِ
واسأل إلهَكَ أن تبقى مُنعَّمةً
في غِبطةِ العيش ما مَرَّ الجَديدانِ
وانعَمْ بزوجِكَ يا زُهديُّ مُغتبِطًا
فإنها دُرةٌ تُشرَى بميزانِ
ولا نظيرَ لها إلا صديقتُها
كأنما هما في الإبداعِ صِنوانِ
فمتَّع الله حمديًّا وصاحبه
بما أراداه ولْتَحيَ العروسانِ

زيارة صاحب السمو البرنس عمر لمدرسة ترقية الفتاة بالإسكندرية:

أهلًا بربِّ المجد شرَّف دارنا
فزهَت معالمُها وطاب الحالُ
أهلًا بخير المُحسنِين وتاجِهِم
يدنو فيدنو العِزُّ والإقبالُ
يا ابنَ الأُلى رفعوا لمصر مَنارَها
فوق السِّماكِ وكلُّهم أبطالُ
لا تَنسَ أن الجهلَ أصلُ بلائنا
وافصِم عُراهُ فإنك الفعَّالُ
وانظُر لِترقيةِ الفتاةِ فإنها
أَودَى بها التسويفُ والإهمالُ
إن زارها «عُمرٌ» فإن زمانها
صَفوٌ وإن مَقامَها الإجلالُ
أو فاتها منه العنايةُ أصبَحَت
وجميع ما تصبو إليه مُحالُ
فاسلَم لها يا ابن الملوكِ فإنها
تدعوك إن حلَّت بها الأهوالُ
ولْيبقَ راعيها (المليك) مُمتعًا
تدنو لها بحياتهِ الآمالُ
(ملك) يفوق المالكِين مهابةً
وتَزينُ حِكمةَ قولِه الأفعالُ
صَعِد الأريكة فاستقَر قَرارُها
وتحسَّنَت بوجودِه الأحوالُ
ما دام راعيها فلا تخشَى أذًى
ولها بِهمَّتهِ سنًا وجمالُ
فاسلم أبا الفاروقِ إن رعيةً
فازت بمثلك في العُلا تَختالُ

حديقة المدرسة (لسان حال):

إليَّ إليَّ تَسترِحن من العَنا
فظلِّيَ من حَرِّ السماءِ ظليلُ
وتحت غُصوني يكتسي الجسمُ صحةً
لأن نسيمِي رَقَّ فهْوَ عَليلُ

السبورة (لسان حال):

ما عاب فَخرِي في الأنام سَوادي
وضياءُ فِعلي كالدليلِ الهادي
وأنا التي في العِلم تَقصِدُ ساحتي
بيضُ الوجوهِ لِتَستنيرَ زِنادي

جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة هنداوي © ٢٠٢٤