مصرع المثَّال
(سيُقدر لكامل التمثيلية أن تُطوى ليَظهر هذان المشهدان.)
أصل الأسطورة ما معناه
نحَتَ «بجمليون» — وهو المثَّال القدير — تِمثالًا رائعًا من العاج — وقيلَ مِن غيره — أسماه «جالاتيا» أحبَّه حتى عبَدَه، ثم طلَب إلى الآلهة أن تنفخ فيه من رُوحها، فما إن دبت الحياة في جالاتيا حتى فسَدَت! فعاد «بجمليون» يطلب إلى الآلهة أن تُعيدَها تمثالًا ففعلَت، ثم حطَّم التمثال.
إلى مُلْهمنيها
الأستاذ توفيق الحكيم
تقضي الأمانة الأدبية أن أُشير إلى أن الفضل في اختيار هذه الأسطورة لتكون مادةً لتمثيليتي يرجع إليك يا سيدي الفنان الحق! لأنكَ استطعت بِلُدونة قلمِكَ أن تُغلغِلَ في أطوائي سحر هذه الأسطورة لمَّا نشرْتَها في كتابك الفني «بجمليون».
فأخذتُ عن قلمكَ هذا السحر الذي رشقتَه بعبقريتك بين أحرف المطبعة الجامِدة، فأحَلْتَها إلى مخلوقات حية مُتحرِّكة لها سحرها ولها تأثيرها العميق وحيويتها الصارخة.
المُتحاوِرون
- بجمليون: المثَّال الذي خلَق وحطَّم.
- جالاتيا: المخلوق – التمثال – الذي لم يستحقَّ الحياة فتحطَّم.
- نرسيس: صديق «بجمليون».
الصديق
المشهد السابع من الفصل الثالث
(الممثل – قواعد رخامية ينتصب على إحداها تمثال «جالاتيا» بعد أن فارقته الحياة وعاد تمثالًا. يدخل «بجمليون» متباطئًا، يبدو عليه الكبر تمامًا، مشعَّث الشعر، زائغ البصر، يلهث لهاثًا مُضطربًا مُتتابعًا، يَستنِد إلى تمثال نِصفي منهوكًا. الرياح في مبدأ ثورتها. موسيقى خفيفة ولكنها تُنذر بالثورة.)
(تظهر عليه بوادر الجنون … يَصرخ):
(يضحك ثم يكفُّ. يقترب من التمثال.)
(ينفجر):
(يهدأ قليلًا.)
(يصرخ):
(يتعالى صفيرُ العاصفة، مع موسيقى عاصفة.)
(يفتش عن مطرقته فيَعثُر عليها، فيتناولها ويَهجم على التمثال محطِّمًا.)
(يدور في المكان محطِّمًا صارخًا منهوكًا.)
(ينكفئ على وجهه مُغمًى عليه، وتنقطع الموسيقى فجأة، ويبقى صفير العاصفة يخفُّ رويدًا رويدًا.)
المشهد الثامن
(يدخل نرسيس.)
(مذعورًا):
(يهرع إلى بجمليون ويجثو إلى جانبه.)
(باكيًا):
(يَقضي.)
(إلى بجمليون بحسرة):