أفلام أهملتها الأقلام
«كثيرًا ما يشهد تاريخ السينما العالمية أفلامًا ذات قِيمة فنية كبيرة لا تحظى بما هي جديرة به من اهتمام الجمهور أو النقَّاد، وليست السينما فريدة في هذا؛ فهو يحدث أحيانًا مع روائعَ فنية أخرى كالكتب واللوحات والموسيقى، إلى أن يحين دورُها في الذيوع والشهرة، وأحيانًا لا يجيء هذا الدور، وتظل تلك الأعمال كاللؤلؤ المكنون؛ لا يكشِف أسرارَه إلَّا لمن يطَّلِع عليه.»
إن حظوظ الأعمال الفنية كحظوظ الناس؛ يصيبها الذيوع تارة، ويُمِيتها الاندثار والخمول تارات. وفي هذا الكتاب يقدِّم لنا الأستاذ «ماهر البطوطي» نماذجَ من أفلام سينمائية لم تحْظَ بما كانت تستحقُّه من الذيوع والاحتفاء؛ بعض هذه الأفلام يروي سيرةَ بعض الرسَّامين والفنانين مثل «فان جوخ» و«فيتزجيرالد»، وبعضها مقتبَس من روايات شهيرة، لكنه لم ينَلْ ما نالته من شهرة، مثل رواية «فاوست» ﻟ «جوته»، ورواية «السراب» ﻟ «نجيب محفوظ». يعرِض المؤلِّف كذلك أعمالًا مغمورة لمخرِجين كبار مثل «كين راسل» و«كوروساوا»، ربما تكون أكثرَ قيمةً من أعمالٍ أخرى شهيرة لهم، ويوجِّه عنايةَ القارئ إلى اتجاهاتٍ سينمائية لم يكن لها حضور كبير في دُور العرض العربية؛ لذا فقد جاء هذا الكتاب ليُعِيد الاعتبار إلى هذه الأعمال السينمائية ويبرِز ما فيها من صنعة فنية.