شجرة تنمو في بروكلين
«ولم تكن الشجرةُ الوحيدة النامية في فناء «فرانسي» من أشجار الصنوبر، ولا من أشجار الشوكران، وإنما كانت أوراقُها مُدبَّبة الطرف تنمو على سُوقٍ خُضرٍ تنتشر من الغصن؛ فتجعل الشجرةَ تبدو للعَيْن كأنها مجموعةٌ من المظلات الخضراء المنبسطة. وقد سمَّاها بعض الناس شجرةَ السماء؛ لأنها كانت تُناضِل حتى يبلغ طولها عَنان السماء، أيًّا ما كان الموضع الذي تسقط فيه بذرتُها.»
في مدينة «بروكلين» في بداية القرن العشرين، نُسِجت أحداثُ هذه القصة التي تُرجِمت للغاتٍ عديدة، وصُنِعت منها كوميديا موسيقية وفيلمٌ سينمائي. تروي هذه القصة حياةَ مُؤلِّفتها على لسان البطلة «فرانسي نولان»؛ الفتاةِ الفقيرة التي عاشت في كنَف عائلتها في ظروفٍ بائسة، لكنها لم تَخنع لهذه الظروف، بل صمدت وتَكبَّدت العَناء وكافَحت لتُغيِّر حياتها للأفضل، ولم تسمح يومًا لليأس أن يسكن قلبَها وروحها الباسلَين. وفي خِضَم هذا الصراع كانت الفتاة تراقب كلَّ يومٍ شجرتها الجميلة اليتيمة التي كانت تنمو وحْدَها وسطَ الجمادات والحجارة والنُّفايات، فعانت هي الأخرى نفسَ ظروف الحياة الداكنة، لكنها قرَّرت أن تَصمد وتُزهِر وتنمو لتصل بأغصانها إلى عَنان السماء مثلما نَمَت «فرانسي»، فكانت الفتاة وشجرتها تسيران بنفس الخُطى في الحياة، وقد لَقِيتا أمورًا وأحداثًا غريبة نَتعرَّف عليها معًا في هذه القصة الرائعة.