اليوم الحادي عشر (الاثنين ٢٣ أبريل سنة ١٩٠٠)
هذا هو يوم شم النسيم في مصر، ولكن ليس له أثر في پاريس وسائر بلاد الإفرنج، ولكوني لا زلتُ حافظًا لصفتي المصرية وصبغتي الشرقية، لا بد للقراء من أن يمنحوني الراحة، حتى أشاركهم في نعيمهم، كما أشركتهم في كل أحوالي، «فواحدة بواحدة سواءُ».
ونحن في مصر لا يمكننا أن ندرك جمال هذه الخلوات؛ لأن أرضنا منبسطة، وليس فيها أشجار ولا غابات، ولا جبال بَرْقَشَتْهَا يد العناية على أجمل مثال، فلما وصلت هذه القرية شاقتني وراقتني، وعزمت الإقامة والاستراحة من ضوضاء پاريس وملاهيها، وسأصفها وأصف خلواتها، وكل آتٍ قريب.