اليوم الثالث عشر (الأربعاء ٢٥ أبريل سنة ١٩٠٠)
اضطرتني بعض الأشغال لتمضية هذا النهار في پاريس.
إن التوازن من مستلزمات الطبيعة. فكما هو ضروري في أغلب الكائنات، كذلك لابد منه في انتظام حوادث الكون والفساد، فقد كان البرد قاسيًا في شهر مارس وحينئذ فلابد من موازنته بحر استثنائي يحصل في أبريل لينتظم التوازن في الطبيعة. ومن الخصائص التي انفردت بها هذه السنة والتي تقدمتها، أن يناير كان فيهما أشد بردًا من فبراير، وأن مارس كان أصقع من فبراير، وليس في أحوال الجو الحالية دليل ينبئنا عن المستقبل من حيث الحرارة والبرودة، فإن التغيرات في الجو تحدث عن تيارات هوائية يستحيل على أهل العلم والتحقيق الإنباءُ عن مجاريها مقدمًا، وغاية ما يقال: إن أعوام ٩٧ و٩٨ و٩٩ كانت درجة الحرارة فيها شديدة، ونظام الكون يستدعى وجود التوازن فلا بد حينئذ من ازدياد البرودة في سنة ١٩٠٠ أو سنة ١٩٠١. ولكننا لا يمكننا تعيين واحدة منهما، فإن ذلك من مكنونات الغيب، ولا يتكفّل بكشفه إلا المستقبل.
ولا بد لي في هذه اليوم من أترك القارئ في وديعة الله؛ لأنني سأزور بعض المتاحف والمكاتب والمطابع والمدارس، وليس له فائدة في اتِّباعي فيها أو في جرِّي إياه إليها، وفي غدٍ تكون المقابلة معه، إن شاء الله.