المدة من ٧ إلى ٢٠ مايو
هذه أربعة عشر يومًا، لا تشبه أيام السعادة التي أشار إليها الخليفة الأندلسي عبد
الرحمن الأكبر.١
لما تحققت بأن المعرض لم يتم للآن، رأيت أن الأفضل تأجيل الكتابة عليه حتى يتم جلاؤه
وانجلاء العَمَلة عنه، وحينئذ يتجلى للناظر بأبدع شكل وأجمل نظام، ويكون للكاتب حينئذ
مجال
وأيّ مجال، فيتمكن من «تمثيل الحس، وانفعال النفس؛ إذ الباصرة تمقل، والخيال ينقل، والمفكرة
تخبر، والضمير يملي ما يسبر».٢
ولذلك عقدت النية على الاستفادة من هذه المدة بالرياضة في بعض المدائن الخلوية في
إقليم
من الشمال وأخرى من الجنوب، وخصوصًا في الصقع الجليل المعروف باسم «هضبة الذهب» (Cote d’Or) ولقد لقيت في أهله من اللطف والإيناس،
وإكرام الغريب، والإقبال عليه والحفاوة بشأنه، ما كاد ينسيني پاريس ومعرضها العام، ولكنني
لا أنسى فضل عائلة بتي چان (Petitjean) الكريمة، فلها مني
على هذه الصفحات أجمل الشكر وأكبر امتنان.
وبما أن هذه الرسائل مخصصة للمعرض العام فلا وجه لوصف ما لاقيتُه أثناء هذه السفرة الصغيرة اللطيفة.
١
وقد نقلتها عن الفرنساوية في كراسة صغيرة طبعت منذ أعوام.
٢
عن مقدمة السفر إلى المؤتمر.