البحر وسردينيا
كتابٌ رائع للكاتب الإنجليزي «ديفيد هربرت لورانس» يوثِّق فيه رحلته هو وزوجته «فريدا»، انطلاقًا من جزيرة «صقلية الإيطالية» إلى جزيرة «سردينيا» في أعقاب الحرب العالمية الأولى. يكشف «لورانس» اللثام عن آرائه الثاقبة فيما يراه من مشاهد وأشخاص، كما يكشف لنا قُدرته على نقل روح المكان وتحويلها إلى فنٍّ أدبيٍّ راقٍ. وعلى غرار أعماله الأخرى في أدب الرِّحلات، يُنقِّب «لورانس» عن القِيَم السياسية والاجتماعية لتلك الحقبة التي شهدت بزوغ نجم الشيوعية والفاشية. وعلى الرغم من أن الكتاب يُدين المادية المعاصرة، فإنه يُشيع جوًّا من التفاؤل، ويحتفي بإبداع الروح الإنسانية، ويبحث في القوانين الأساسية التي حكمَت الطبيعة الإنسانية في الماضي عن إلهامٍ جديد يَصلح لوقتنا الحاضر.