محاورات ألفرد نورث هوايتهد
«أَلَا إنَّ هذه الأحاديثَ القليلةَ التي سجَّلَتها لنا الصحائفُ أحرُفًا مطبوعة، لَتزدادُ قيمتُها أضعافًا مُضاعَفةً في عصرِنا هذا الذي حلَّ فيه الصمتُ المُستمَعُ محلَّ الحديثِ الحيِّ المُتبادَل، أو لعلَّنا على كلِّ حالٍ في طريقِنا إلى هذه النهايةِ المحتومة.»
تتكوَّنُ مُحاوَراتُ «ألفرد نورث هوايتهد» مِن ثلاثٍ وأربعينَ مُحاوَرةً مُنتقاة، دارَت جميعُها أثناءَ حديثِه مع زُوَّارِه وأصدقائِه وتلاميذِه في بيتِه، كان أوَّلُها حديثَ السادسِ من أبريلَ عامَ ١٩٣٢م، وآخِرُها حديثَ الحادي عشَرَ من نوفمبرَ عامَ ١٩٤١م، وقد سجَّلَها الصحفيُّ «لوسيان برايس» وانتقى منها هذا العددَ ونشَرَها. وتضمَّنَتِ المُحاوراتُ عدةَ قضايا فلسفيةٍ ولغويةٍ واجتماعيةٍ وتاريخيةٍ لا تَخلو من الجَدل، وقد ترجَمَها «محمود محمود»، وكتبَ لها «زكي نجيب محمود» تمهيدًا نقديًّا، مُقارِنًا بينَها وبينَ ما سبقَها من مُحاوراتٍ بالتراثِ العربي، مثل ما جاءَ في كتابِ «الإمتاع والمُؤانَسة» للفيلسوفِ المتصوِّفِ «أبي حيَّانَ التوحيدي».