المحاورة الثالثة عشرة
١٧ من يناير ١٩٣٩م
أصبح هوايتهد الآن أستاذًا مُتقاعِدًا، وقد بلغ التاسعة والسبعين من عمره، ورحل وأسرته منذ تقاعده — نظرًا لانخفاض الدخل — من راندور هول إلى مسكن ذي أربع حجرات في فندق أمباسادور بشارع كمبردج، وتُطِل النوافذ من الطابق الخامس على قِمَم الأشجار جنوبًا، وترى من الناحية الغربية الأفنية الخضراء والأشجار الظليلة، والدلتا التي تقع فيها تلك الكاتدرائية العلمانية، المُشيَّدة من الطوب الأحمر، مموريال هول.
وقد رُصَّت أكثر كتب مكتبته في هذا المسكن؛ فكانت حجرة الدرس مليئة بالكتب الموضوعة فوق الرفوف التي تُحيط بجدران الحجرة الأربعة من الأرض إلى السقف، لا يقطع اتصالها إلا باب واحد ونافذة واحدة كبرى، وكان بحجرة الطعام ثلاثة جدران أخرى من رفوف المكتب، وقد رصَّت في أناقة بالغة، حتى إن الرائي لا يُحِس أنها في غير موضعها، وحجرة الجلوس فسيحة إلى درجة مقبولة، وترتيب الأثاث فيها بارع، مما يترك أثرًا طيبًا في النفس، حتى إن الجالس فيها لا يفتقد الموقد، برغم عدم وجوده، إلا قليلًا، فإذا ما دار الحديث لا يفتقده بتاتًا، وجدران المسكن — كما كانت في راندور هول — تصطبغ بلون يكاد يكون أسود، ولكنه يُريح البصر ولا يُشيع الكآبة.
ولما لم يعد ممكنًا لهما أن يدعوا إلى حفل عشاء؛ فقد كانا يدعوان الضيف إلى ما بعد العشاء للحديث. وقد وصل بسيارته روبرت كننجهام قادمًا من أكستر، وكنا نتناول العشاء في زِي السهرة بدبرجن بارك في حي السوق، وهو أمر عادي لأن الرجال والنساء يقصدون هذا المكان للعشاء قبل ارتياد الأوبرا بالزي الرسمي الكامل، ويجذبهم إليه أن العشاء فيه أفضل منه في الفنادق الفاخرة، وبسعر السوق.
ولما رآنا أحد تلاميذ كننجهام السابقين في أكستر، وهو الآن مُستجَد بهارفارد، تقدَّم إلينا، وتحدَّث معنا. رأى أستاذه مرتديًا زيًّا كاملًا ويتناول عشاءه في السوق، فإلى أين يقصد؟ وثارت عواطف الشاب وكاد يلتهمه الفضول.
فسأل قائلًا: «هل أنت على موعد؟»
فأجاب كننجهام: «نعم، وهو ثقيل.»
وكان يتحرق شوقًا إلى المعرفة، وأخيرًا قال كننجهام: «نحن ذاهبان إلى بيت الأستاذ هوايتهد للحديث معه.»
وعاد إلى نك رشده وصوابه.
ووجدنا عند آل هوايتهد مستر ومسز رتشارد جمير، وهو رئيس لجنة القبول لكلية هارفارد، وهما من فيلادلفيا، ميولهما الدينية صاحبية، وكان الرجل فيما سبق ناظرًا لمدرسة بن تشارتر، وسرعان ما انضم إلينا و. ج. كنستابل أمين قسم الصور بمتحف بوسطن للفنون الجميلة، الذي التحق به بعد قدومه من المتحف الوطني للصور بلندن، وهو رجل إنجليزي واسع الخبرة والعلم والثقافة، رفيق مُحبَّب يود المرء أن يراه دائمًا. وأخيرًا جاءت جريس دي فريز، في فراء أسود ومُخمَل أسود، وقد تضاعَف لطفها المعهود وروحها العالية عندما تفادت بدخولها برودة الشتاء في المساء.
وتحدَّث هوايتهد عن الفروق بين القرنَين السابع عشر والثامن عشر في إنجلترا، وكان من رأيه أن الإنجليز في القرن السابع عشر كانوا أشد عمقًا: «كان اهتمامهم السائد بالدين، مُقابِل تُجرُّد العقليين في القرن الثامن عشر من العاطفة والهوى، وهذا التجرد شيء جميل في تحقيقه، ولكنه كالمياه الضحلة نسبيًّا. أما جونسون، وهو رجل أشد صلابة، فكان لا يزال في جوهره مُشبَعًا بروح القرن السابع عشر، ولو أنه التقى بفلتير لما استطاعا أن يتبادلا الحديث طويلًا. ومن عيوب القرن الثامن عشر أن كثيرًا من أصحاب الجِد في الحياة هاجروا إلى المُستعمَرات، مُخلِّفين وراءهم النوع الآخر من الناس لتكون له الكلمة. كان ملوكهم شاحبِي اللون، أشباحًا من عهد عودة الملكية إلى جيولف، أسرتهم المالكة من ملوك مُستأنَسين يحتفظون بعروشهم بحسن سلوكهم، وتُدير البلاد هيئة من الطبقة الأرستقراطية. وكان جورج الثالث هو الملك القوي الوحيد، ولكنه خلط شئوننا بالمستعمرات الأمريكية خلطًا سيئًا، وما كان ينبغي لنا أن نُحارِب نابليون. وما الذي كنا نُشارِك فيه في ذلك الحين الملكية في القارة الأوروبية؟ كان من واجبنا أن نلزم الصمت ونُراقِبهم.»
وسأل كننجهام: «كم من مظاهر أمثال هذه العهود — فيما تحسب — ينشأ عن الجماعة؟ وكم منها ينشأ عن الأفذاذ من الأفراد؟»
– «إن الظروف الاجتماعية المُحيطة في عهد من العهود العظيمة لا بد أن تكون قائمة، بيدَ أن كثيرًا من الأمر — إن لم يكن كله — يتوقف على فرصة وجود شخصية قوية تدفع هذه الظروف إلى الأمام، فإذا انعدم وجود هذه الشخصية تلاشى فعل الظروف. وكان جون وزلي مثالًا لهذه الشخصية، وقد أشعل حماسة اثنَين آخرَين، أثارا الكثرة الغالبة من الناس. أما في الأوقات الناضجة، فإذا لم تظهر أمثال هذه الشخصيات الفعالة ضاعت الفرصة. إن كثيرًا يتوقف على الظهور العارض لرجل عظيم يُوجِّه قدراته نحو حاجات عصره. إنه يُعبِّر عن هذه الحاجات.»
فسأل كننجهام: «ومن في رأيك أقدر الناس في إنجلترا اليوم؟»
– «طبقة الصناع العليا.»
ولم يُدهَش بعضنا لهذا الرأي، غير أن كننجهام، وهو صاحب منحة رودس الدراسية سابقًا بكلية الملكة في أكسفورد (عن طريق برنستون) أراد زيادة في الإيضاح، فقال: «إذن فليسوا هم العقليين؟»
فرد هوايتهد بقوله: «إنني لم أستطِع قط أن أُقنِع أصدقائي إقناعًا كافيًا بأن العقليين لا يُعبِّرون عن أمتهم. إن أردت أن تسمع صوت الأمة وأن ترقبه وهو يعمل، قِف عند الطُّرقات الخلفية، واستمع إلى الفئة الهادئة من الطبقة الوسطى والعاملة. إنهم حين يعملون ينزوي العقليون جانبًا.»
وقالت مسز هوايتهد في خفة: «إنهم الفئة، المحترمة، وأنا أُبجِّلهم من أجل ذلك، وهم يحيون حياتهم الدينية مرة كل أسبوع.»
فسأل رتشارد جمير قائلًا: «ولكن هل يطبع الدين هؤلاء الصناع؟»
فقال هوايتهد وهو يبتسم مُتلطِّفًا: «إنهم — على العكس — خارجون على تقاليد الدين، لهم كنيستهم الخاصة، وأول ما يفكرون فيه هو أن الكنيسة الإنجليزية يجب أن تنحل، وهذا مما يجعلهم مُعتدِين!»
وسألني من أين يأتي الأحرار الأمريكان أساسًا في ظني. فأجَّلت الإجابة، وسألته: «لماذا نرى الأطباء رجعيين في تفكيرهم الاجتماعي؟»
فقال: «حينما كنت في كمبردج بكلية ترنتي، أُثيرَ موضوع منح الدرجات العلمية للسيدات؛ فكان يُؤيِّد الرأي من ناحيةٍ الرجال الذين يعملون في المعامل، ويُعارِضه من ناحية أخرى أولئك الذين يدرسون الكائنات البشرية، ومنهم الأطباء. وكان المُؤيِّدون لمنح الدرجات العلمية للسيدات أولئك الذين يُعالِجون المادة التي لا حياة فيها، وذلك بغير استثناء. أما أولئك الذين كانوا يُعالِجون النساء كمخلوقات حية فكانوا من المُعارِضين، وقد رأيت كثيرًا من الأطباء في لندن. إنهم بعد عمل اليوم حينما يلتقطون الكتاب أو الصحيفة للاطلاع لا يفقهون ما يقرءون من شدة الإجهاد.»
فقال مستر جمير: «الأطباء في هذا البلد دقيقون من الناحية العلمية، وعطوفون على غيرهم من الناس، ولكنا لا نتوقع منهم أن يفهموا المشكلات الاجتماعية.»
وسألت جريس: «وهل يرى الطبيب كل جوانب الكائن البشري؟»
فأجاب هوايتهد قائلًا: «كلا، إن المرء حينما يكون مُنتعِشًا لا يقول: «هيا بنا نزور طبيبًا.» فالطبيب آخر من يفكر فيه. إنه لا يرانا إلا حينما نعتل، والأمر أسوأ من ذلك إن كان طبيبًا نفسانيًّا، فهو لا يأتي إلا حينما يبدأ أصدقاؤنا في القلق علينا. أعتقد أن أصحاب المهن الرفيعة — على وجه الجملة — لا يحسنون الحكم خارج نطاق المهن التي يحترفونها.»
– «هذا يعود بنا إلى سؤالك عن الأحرار الأمريكان. إن كثيرًا من خيارهم — قبل الحرب، وربما حتى الآن — كانوا يأتون من أسرات الطبقة المتوسطة الذين على شيء من الدعة، حيث يتوافر التعليم المدرسي الجيد والتربية الدينية، ثم هم بعد ذلك إما يشهدوا الفقر بإقامتهم في منازل المحلات الاجتماعية، ومن هؤلاء جين آدمز وليليان والد، أو يلتقون بشخصيات فعالة مثل براند هويتلوك، أو كما فعل نيوتن بيكر في توم جونسون الكليفلاندي، ثم هناك من الأحرار أيضًا الصحفيون الثائرون الذين أصبحوا من المؤلفين، وهي الزمرة التي تشمل إيدا تاربل، وراي ستانارد بيكر، ولنكولن ستفنز.»
وسألت جريس: «وماذا حدث لإيمانهم الديني؟»
– «اتجه نحو الخدمة الاجتماعية.»
وأُثيرَ بعد ذلك سؤال عما إذا كان هناك أمل الآن في ظهور طبقة مُماثِلة.
فقال هوايتهد: «حينما بدأت محاضراتي في الكليات الأمريكية، وذلك على وجه التقريب بين عامَي ١٩٢٤م و١٩٢٩م، سرعان ما رأيت أنني إذا استعرت آية من الإنجيل لا أجد من بين طلابي من اطلع عليها من قبل، أو من عزم على الاطلاع عليها، أو كانت لديه أدنى فكرة عما أتحدث فيه، وإذا أحسوا أني أتكلم في الدين، أشاحوا بوجوههم حتى أطرُق موضوعًا آخر. أما فيما بعد عام ١٩٢٩م حتى التقاعد، وهي السنوات السبع الأخيرة من حياتي التعليمية الفعالة، فقد تغيَّر هذا الاتجاه، وإذا تحدَّثت في الدين أصغوا إليَّ مُنصِتين.»
فقال كنستابل: «إني أُشاهِد ذلك بين الشباب الذين أُلاقيهم في المتحف. إن العمل عندهم كأنه رسالة دينية يُؤدونها بحماسة بالغة، وهم يشعرون بهذا الإحساس بغض النظر عن مواردهم، يُحِسه أبناء الأثرياء منهم، كما يُحِسه أولئك الذين لا يكادون يملكون ما يُقيم أودهم.»
فسألت: «وهل يعني ذلك أن الروح الدينية في عهدنا، التي يبدو أنها تنحسر عن الكنائس، قد تعود إلى الظهور على شكل نشاط فني خلَّاق؟»
بيدَ أن أحدًا من الحاضرين لم يأبه بقولي، وتحوَّل الحديث إلى موضوع الزينة الداخلية، فقال مستر كنستابل: «كان من واجباتي بمعرض الصور الوطني بلندن حينما كانت تتفتت ضيعة من الضياع أن أزورها لأرى أبِها أي شيء مما له أهمية قومية؟ وكثيرًا ما رُدْت حجرات لم يرُدها أصحابها أنفسهم، ولم يكن ذلك من حقي فحسب، بل من واجبات وظيفتي كذلك، وكثيرًا ما عثرت على أعجب الأشياء. في بيت عظيم في الطابق العلوي لأحد الأجنحة الذي عُزِل ليكون غرفًا للخادمات في القرن الثامن عشر، اتجهت إلى الدهليز وعثرت على طاقم كامل من اثنَي عشر كرسيًّا من طراز شبنديل؛ اثنان منهما في كل غرفة (وكانت الغُرف ستًّا) وُزِّعت هذا التوزيع منذ نحو قرن من الزمان، وكل ما فعلت هو إخراج الكراسي إلى الدهليز. أما في أسفل الحجرات الفاخرة من البناء فكان الأثاث من شجر الجوز الأسود على الطراز الفكتوري.»
فقال هوايتهد: «يبدو لي — حينما أرى أثاثًا إنجليزيًّا — كأن الأثاث مُستورَد من بيت تتوافر فيه الراحة ولا تُراعى فيه المظاهر، بيت من بيوت الطبقة المتوسطة من الناحية الاجتماعية، ومن هذا البيت يمكن أن ينتقل الأثاث إلى بيت أرقى أو أدنى، ولكنه يُحافِظ بوجه عام على صفقة الراحة التي تُميِّزه خاصة. أما في فرنسا (ولزوجتي التي عاشت هناك أن تُصحِّحني إن أخطأت) …» فقالت زوجته: «لا يكون ذلك علنًا يا عزيزي.» وقد نهضت لتُدير الشطائر على «الحاضرين».
وعاد هوايتهد إلى حديثه قائلًا: «أما في فرنسا، فكلما شهدت أثاثًا خُيِّل إليَّ أنه تقليد لما في القصور، سواء أُجيدَ هذا التقليد أم أُسيء.»
وأخذ الإنجليز الثلاثة يُقارِنون بين انطباعاتهم عن القصور الملكية البريطانية، كلٌّ وفقَ هواه.
وقالت مسز هوايتهد لكنستابل: «إنني لم أزُر كننجهام قط. فهل زرته أنت؟»
– «نعم. وكثير مما فيه لا يختلف عما يتوقعه المرء، مُزعِج إلى درجة قصوى؛ فالكراسي مُحاطة بالستائر القصيرة، والهُدب الطويلة حول أسفلها، ولكن حتى في الحجرات الرسمية الكبرى، لا بد أن تُراعي الراحة دائمًا، وفيها ما يُوحي للناس أن يجلسوا على راحتهم.»
وضحكت مسز هوايتهد قائلةً: «والأمر كذلك تمامًا في وندسور.»
واتجه الحديث ثانيةً نحو موضوع الحماسة الدينية.
فقالت مسز هوايتهد: «الدين في إنجلترا ليس من الموضوعات التي يتحمس لها المرء، فذلك يُنافي مظهر الاحترام!»
فقال مستر هوايتهد: «كلا. إنما يتحمس نيابةً عنا أهل ويلز واسكتلندا.»
– «والروح الدينية عند كلَيهما تتغلغل في السياسة، وقد تخرج لويد جورج مثلًا من كنيسة ويلزية.»
وكانت وفاة بيتس قد أُعلِنت؛ فأدَّى ذلك إلى نقاش حول إحياء الروح الكلتية.
فقال هوايتهد: «أعتقد أن محاولة إحياء اللغة نفسها كان خطأً كبيرًا. لقد أضاف أهل أيرلندا إلى الإنجليزية صفة مُميَّزة بالأصوات التي أسبغوها عليها. أما لهجة الجيلك فشيء قلَّ من يفهمه. وقد انتهى الأمر بأن تعلَّم هذه اللهجة الكثيرون مع بقائهم أُمِّيين في الإنجليزية.»
فقالت مسز هوايتهد: «لما وصل مسرح آبي المُتنقِّل لأول مرة في زيارة لكمبردج، طلبت إلى ألفرد أن يدعو أفراد الفرقة إلى الغداء بالكلية، وكان بيتس مُتكلِّفًا في مظهره ومسلكه، منكوش الشعر، شديد المجاملة للسيدات المُستقبِلات، يسمح لإحداهن أن تحمل كوفيته، ويسمح للأخرى بحمل معطفه الذي يتقي به المطر. لقد نظم أبياتًا من روائع الشعر، بيدَ أنه كان ولا شك مغرورًا، وكان هناك شابٌّ رثُّ الثياب، لم يكَد يتفوه بكلمة ويسعل سعالًا شديدًا. وبعد الغداء طاف بهم مُطوِّف في أرجاء الكلية، ولكن هذا الشاب تخلَّف مع ألفرد ومعي، ثم أخذ يتحدث ثلاث ساعات حديثًا شائقًا، ولم نعرف منه اسمه، ولكنا بعد انصرافه قلنا: «لا يهم من يكون، غير أنه ليس رجلًا عاديًّا.» إنه في ذلك الحين لم يكن قد نشر شيئًا ما. وعرفنا فيما بعد أن اسمه سنج! فلُمْنا أنفسنا لأنَّا لم نسعَ إلى التعرف إليه.»
وانفض الجمع نحو الساعة الحادية عشرة، ولبثت مع كننجهام نُعيد المقاعد إلى أماكنها ونُزيل الأطباق والأكواب، وتحدَّثنا خلال ذلك عن اللهجات الكلتية والبريتونية والأيرلندية، وتحدَّثنا عن الأجناس الكلتية، وعن موطن أجمل الكائنات البشرية، وقد قيل إنها في شماليِّ إيطاليا، وبخاصة الشقراوات من النساء، وفي المقاطعات الإيطالية بسويسرا. وتساءلنا: هل الإنجليز من بين الأجناس الجميلة؟ فقال هوايتهد: «لا. إنهم أصِحاء خشِنون، ولكن قلما تجد فيهم جميلًا.» وقال قائل: «إن الجمال في أجزاء مُعيَّنة جنوبيَّ إيطاليا، حيث لا يزال الناس يُشبِهون الإغريق القدامى من سكان ماجنا جراشيا.»
وكانوا مُنتعِشين مُنتشِين، فانقضى المساء على خير. وقبل الانصراف قالت لي جريس دي فريز على حِدة: «إنها حفلة بغير عشاء، ولكنها تفضل أكثر حفلات العشاء.»