المحاورة الثامنة
٨ من مايو ١٩٣٦م
تناولت العشاء مع آل هوايتهد، وقد أمعنا في فصل الربيع إلى درجة لا يُستحَب فيه المسير على الأقدام من ميدان هارفارد إلى النهر، وأزهرت أشجار الدردار، واخضرَّت بقاع العشب الصغير أمام بيت هكس، ذلك المسكن الريفي الأبيض الخشبي ذي السقف المُنحني، الذي كان مقرًّا للجنرال إسرائيل بتنام أثناء حصار بوسطن في عامَي ١٧٧٥م و١٧٧٦م، وقد أُبعِد الآن عن مكانه الأول وأصبح مكتبه دار كيركلاند، ثم ظهر بعد ذلك المدخل المُقوَّس لبيت كيركلاند ذاته، ذلك المدخل الضخم الرسمي بما فيه من أبواب حديدية مُثبَّتة في واجهة من الطوب الأحمر على طراز عصر النهضة، وبدت بعد ذلك على رأس زاوية تقاطُع شارع بويلسطن ومموريال درايف واجهة أخرى من طراز عصر النهضة، وهي واجهة المكتبة بدار إليوت، التي تعترض نوافذها التي تتجه غربًا أعمدة قصيرة بيضاء.
وقد اخضرَّت كذلك شواطئ النهر، وازدهرت أشجار الجميز التي تمتد على جانبَي مموريال درايف، وكان سطع النهر ساكنًا لا يهتز كأنه صفحة المرآة، ولا يشق سكونَه إلا بضعة ملاحين رسوا منذ برهة عند مَرسى «نول» ثم رفعوا سفينتهم إلى أعالي النهر مُزمِعين السير إزاء الرصيف حتى يبلغوا مَرسى القوارب، وانبعث من النهر نسمة باردة تفوح برائحة الماء العذب المُستساغة، التي تُنعِش الروح كما جاء في أغنية شوبير.
وانعكست على المائدة أشعة صفراء مُنبعِثة من الشمس الغاربة، مُمتدة فوق الأسقف والمسلات وقِمم الأشجار في كمبردج، وكان لها على المائدة بريق الفضة وتلألؤ الزجاج، وهي تُرسِل الضوء برَّاقًا فوق أعواد السوسن الصفراء المُودَعة في إناء للزهر وسط الغرفة، وكانت مسز كانون على أحد طرفَي المائدة، ومسز هوايتهد على الطرف الآخر.
وتحدَّث الدكتور كانون عن روسيا وألمانيا والصين حيث كان يقوم بالسياحة ويحضر مؤتمرات طبية في الصيف الماضي.
وكان إيفان بافلوف، العالم الروسي (صاحب نظرية رد الفعل المشروط) أحد أصدقائه القدامى، وذكر لنا أن بافلوف — كعادته — كان يُعلِّق على الحوادث العالية إبان الأيام الأولى للثورة، وذلك قبل أن يبدأ سلسلة محاضراته العلمية المنتظمة. استدعته التشيكا (وهي الهيئة القديمة التي كانت تُقاوِم النشاط المُناهِض للثورة)، وبعدما استجوبوه برهة من الوقت، أخرج ساعته وقال: «أرجو المعذرة أيها السادة؛ فإن عندي محاضرة عليَّ أن أُلقيها.» ثم انصرف.
فقال هوايتهد: «إنك تستطيع أن تفعل ذلك لو كنت مثل بافلوف، وإلا ذهبت إلى سيبريا.»
وقال الدكتور كانون: «إن الدبلوماسيين والقناصل الأجانب في روسيا ليس لهم أصدقاء من الروس؛ فالروس لا يجسرون على أن يُرَوا وهم يتحدثون مع الموظفين الأجانب. كان بلننجراد قنصل بريطاني يهوى دراسة فنون الغجر الشعبية، وكان سعيدًا بما كان يتوقعه من ذهابه إلى هناك؛ لأن الرجل الروسي الذي يُعَد حجة في شئون الغجر يقطن هذه المدينة ويُعلِّم فيها، ولكنه قضى فيها عامَين دون أن يتمكن من مُقابَلته. وقد أُلقيَ القبض على صديقَين لآل بافلوف، وهما عالم شاب وزوجته؛ قبضت عليهما الهيئة التي تُقاوِم الحركة المُناهِضة للثورة، في وقت كان ولدهما الصغير الذي لا يُجاوِز السابعة من عمره، نائمًا، وحُبِسا مُنفرِدَين دون أن يُصرَّح لأحدهما بالاتصال، وقد شهدهما البواب وهما يبعدان فأخبر آل بافلوف الذين أخذوا الطفل عندهم، وباتصال بموسكو استطاعوا إطلاق سراح الأبوَين بعد أسبوع، ولكن الأم كانت مُحطَّمة وربما لا تُشفى مما أصابها أبدًا؛ وترتَّب على ذلك حتمًا أن ينشأ الطفل في جو استثنائي جدًّا، فهو يذهب إلى المدرسة تحت الحراسة، ولا يجد له زملاء في اللعب.»
وقال هوايتهد: «إن مُطارَدة العلماء من أعراض الانحلال الاجتماعي، وهي تظهر في أوروبا الغربية أيضًا بين الحين والحين. إن هؤلاء العلماء في فزع دائم.»
فقال الدكتور كانون: «هو كذلك، وهم ينقلونه معهم. حينما زارني بافلوف هنا في كمبردج كان الجو حارًّا رطبًا في يوم من أيام شهر يوليو، وكانت أسرتي في هامبشير الجديدة، وصحبته إلى ميدان هارفارد، فسألني: وأين حارسك؟ قلت: ليس عندي حارس. فأجاب: سيُسرَق منزلك. قلت: لا أظن ذلك. ولما شاهد عربتي القديمة من طراز فورد في الفناء الخلفي، قال: إن سيارتك الجميلة هذه ستُسرَق قطعًا! قلت: كلا! فقال: عجبًا! إذن فمستوى الأخلاق في بوسطن أعلى منه في نيويورك!»
كان قد سُرِق منه ألفان وثلاثمائة دولار في المحطة الضخمة الوسطى في نيويورك، وكان يريد العودة إلى روسيا من هناك في ذلك الحين، فأُرغِم على البقاء ضيفًا على مؤسسة روكفلر.
ثم أخذ الدكتور يصف حادثًا في روسيا، وكان قد شاهد رافعة ضخمة تُديرها امرأة: «كانت ترفع أطنانًا من المعدن، وكأنها تُرقِد طفلها في الفراش.» وكان واضحًا أنه أشد تسامحًا في حكمه على السوفيت من كثير ممن زاروا دولتهم أخيرًا، وقد أقر أنها قد رفعت من مستوى عامة الناس.
وقال عن ألمانيا إنه التقى بزميل له في المهنة في منخن، ذكر له أن روح الجامعات الأمريكية وحريتهم العقلية التي تكوَّنت خلال القرون قد سُحِقت سحقًا. «ولم أرَ في حياتي شخصًا أشد منه حزنًا.»
وقص لي: «أن يهوديًّا شابًّا من مشاهير الرجال قد فُصِل من أستاذيته، وعُرِضت وظيفته على أحد أصدقائي من الألمان، فأجاب بقبولها، ولكن بامتعاض شديد. وكان جزاؤه إبعاده عن كل مكتبة وكل معمل في ألمانيا. والظاهر أن من رأي النازيين أن الجامعات لا تُوجَد للتقدم العقلي وإنما تُوجَد لتربية «الزملاء» وذلك بقرار صادر من برنارد رست، وزير الثقافة والتربية في الرايخ، الذي يتحكم في الجامعات.»
فسأل هوايتهد: «وكيف ينشأ ذلك في ألمانيا؟ هل يُمثِّل من يقوم بطلاء البيوت الألمان لأنه يقوم بهذا الطلاء؟ (وعندهم الكثيرون ممن يقومون بطلاء البيوت!) وهل هذا التجنيد تعبير عن الروح الحربية، أو عن صغار الرجال؟ لو أن آل هوهنزلرن قد خلَّفهم دكتاتور نابليوني لامع لأمكن تفسير ذلك بالروح العسكرية، إنما الأمر يبدو كأنه أقرب ما يكون إلى ثورة الأغبياء.»
وقال دكتور كانون: «أعتقد أن الشباب هو الذي يرى في هتلر فرصة للحصول على ما يريدون في الحياة، وهم لا يعبئون إلا قليلًا أي قيم عليا تتلاشى في سبيل ذلك وكيف تتلاشى. إن ذوي العقول الممتازة في الجامعات كثيرًا ما يستسلمون بسبب ما يرونه يحدث من حولهم. ونحن عندنا الآن جماعة من الشبان مثل هؤلاء، وللسبب عينه، يُغضِبهم إنكار الفرص الاقتصادية.»
وقالت مسز كانون: «كما يحدث في الدنمارك، حيث ترى حملة الدكتوراه يبيعون أربطة الأحذية في الطرقات.»
فقال هوايتهد: «لست أرى لماذا لا يبيع حملة الدكتوراه أربطة الأحذية، إنهم يستطيعون أيضًا أن يتفكروا في المشكلات الفلسفية.»
– «كما كان سبنوزا يصقل العدسات!»
– «هذا عمل أفضل، ولكن خير للناس أن يتعلموا في المدارس من ألا يتعلموا فيها، سواء باعوا أربطة الأحذية أم لم يبيعوها.»
قال الدكتور كانون: «المشكلة هي أن كثيرًا من الأمريكان لا يريدون التعلُّم من أجل ذاته، وإنما يريدونه أملًا في الحصول على عمل أفضل.»
وسألت مسز كانون: «ألا نستطيع أن نُربِّي جيلًا يرى قيمة التعلُّم في ذاته ومن أجل ذاته؟ إن النعمة كلها التي يترنم بها كل الشباب الذي نُقابِله قد تغيَّرت في ست سنوات، من موسيقى الجاز في عام ١٩٢٠م، إلى اهتمام جِدي في المسائل الاجتماعية.»
واتجه الحديث إلى الوقت البالغ في طوله الذي يستغرقه الطالب في التعلُّم حتى يُصبِح طبيبًا، وقال كانون إن ذلك راجع إلى قرار إليوت الذي يقضي باستبعاد الدراسات المُمِهدة للطب من مرحلة الآداب الحرة، وإن كان الطالب باختياره العلوم يستطيع إلى حدٍّ ما أن ينقض هذا القرار. أما الشباب الذي يأتي من الجامعات الغربية، وهو يحمل بكالوريوس العلوم، فإنه يستطيع أن يستغني عن العامَين الأولَين في مدرسة الطب.»
وقالت مسز كانون: «إن الشاب عندنا في سن الثامنة والعشرين، إذا كان من خريجِي كلية الطب ماهرًا في الجارحة، يتقاضى كطبيب امتياز راتبًا سخيًّا يبلغ خمسين دولارًا في الشهر.»
ورأى هوايتهد أن الشاب يجب أن يكون قادرًا على أن يبدأ مهنته الطبية في سن السادسة والعشرين.
وقال: «إن الخيال يكون على أوسعه بين التاسعة عشرة والخامسة والثلاثين، ويسير المرء بعد ذلك إلى حد كبير على الأسلوب الذي مارسه في هذه الفترة، ويجب أن يبدأ الطبيب عمله إبان فورة خياله.»
وقالت: «ألم يكن هدف إليوت — كما كان هدف مستر لول — أن يُنقِذ كلمة الآداب الحرة من أن تنقرض من الصفوف العليا بإقحام الدراسات الإعدادية للمهنة؟»
فقال هوايتهد: «إن كثيرًا من الدراسات الحرة يُعطى في أوروبا في المدارس التي تُعِد للجامعة. أما هنا في هارفارد، فلا يزال المُستجَدون يُعامَلون كطلاب الصفوف العليا من الثانوي، ويمتحنون مرة كل أسبوع للتأكد من أنهم يعملون.»
وسأل دكتور كانون: «هل تذكر تعريف وليام جيمس لمثل هذه الاختبارات؟» قال: «إنها لا تعدو أن تكون كنفخ المعدة!»
وأغرقنا في الضحك.
وانتقل الحديث إلى موضوع عداوة الطلاب الشديدة للأساتذة، وهل لم تخفَّ هذه العداوة في هارفارد؟ إن جانبًا كبيرًا منها لا يزال قائمًا، ولكنها آخذة في التخفُّف.
وقال نورث: «يبدو أن الطلاب يخجلون من الاعتداء على وقت مُدرِّسيهم، كأن هذا ليس من واجبنا!»
وقال أبوه: «أو بصراحة، كأن ذلك ليس ما نُؤجَر عليه.»
وقالت مسز كانون: «إننا لا نستقبلهم في بيتنا إلا مرتَين في العام.»
وسألت مسز هوايتهد: «وهل يتم ذلك في مواعيد مُنظَّمة؟»
– «كلا، ولكن لمستر كونانت مواعيد مُنظَّمة، ويعتقد آل كونانت أن الحفل يكون كبيرًا لو حضره ثلاثون من مجموعة يبلغ عددها ستة آلاف.»
فقال هوايتهد: «إن الرئيس لا يتوقع بالطبع أن يُقابِل الآلاف الستة. إن الشاي الذي يُقدَّم إن هو إلا إشارة، وأذكر لكم أنه إشارة نافعة، ولكنه يجب أن يبقى إشارة فحسب.»
فقالت مسز هوايتهد: «يحسن أن تكون الحفلات في المساء، بعدما ينقضي عمل اليوم.»
فقال نورث: «نسمع في الكليات الأخرى أن الطلبة الذين يُصادِقون مُدرِّسيهم يُوصَمون بالشك في أنهم يُداهِنوهم كي يحصلوا على درجات طيبة؟»
– «هذه عقيدة بدائية آخذة في الزوال السريع.»
وسأل نورث دكتور كانون مقاطعًا: «هل هناك موت بالسحر؟» وهو يعلم بالتأكيد أن الدكتور لا بد أن يكون قد تعرَّض لذلك بالبحث.
ثم تلا ذلك جدل علمي عن التجارب المُوجَّهة. وهلا يدسُّ الرجل الذي يدَّعي الطب السم لفريسته سرًّا. وذُكِرت في هذا الصدد أمثلة من أستراليا ومن الآداب القديمة. ثم أُثيرت بعد ذلك هذه المشكلة: كيف وصل الأمريكان الأصليون إلى هذه القارة من آسيا؟ هل كان ذلك عبر مضيق بهرنج أو عبر المحيط الهادي من جزيرة إلى جزيرة؟ وروت مسز كانون أنها شاهدت طفلًا حديث الولادة في بلاد المغول وعليه العلامات المغولية الزرقاء (التي يتميز بها هذا الجنس) في عجزه، وقالت إن الطفل قد اختير اعتباطًا بوساطة مُمرِّضة في بيت من بيوت الأمومة. وأضافت إلى ذلك أن رجلًا دنماركيًّا أنجب طفلًا من امرأة من الإسكيمو في جرينلاند ولاحظ الظاهرة عينها في الوليد. إنها سرعان ما تختفي بعد الميلاد.
ولما كان أحد من الحاضرين — فيما يبدو — لم يعرف عن أي طريق جاء الأمريكيون الأوائل، استُؤنِف الموضوع بعد ذلك بأيام عندما حضر دكتور ألفرد فنسنت كدر الأثري الذي استكشف كهوف السكن في الجنوب الغربي من أمريكا وفي أطلال مايا في غابات جواتيمالا.
وقال: «لا جدال في أنهم أتوا عبر مضيق بهرنج منذ نحو خمسة وعشرين ألف عام، إما على الأرض التي جفَّت في نهاية العصر الجليدي، أو فوق الجليد، أو في الزوارق. أما الحيوانات فقد دخلت جميعها على الأقدام. وتسألون عن العلامة المغولية.» وتناول الموضوع باهتمام قائلًا: «كنت في حفل عشاء في جواتيمالا، وسألني أحدهم عنها. وقالت مُضيفتنا: إن طاهيتي قد أنجبت طفلًا منذ وقت قريب. وصفَّقت بيدَيها (وهي الطريقة التي يُنادون بها الخدم هناك)، وقالت: اطلبوا إلى ماريا أن تأتي بطفلها، وجيء بالطفل، وقلَّبته المُضيفة ظهرًا عن بطن وأطلعتنا على عجزه الصغير، وتأكدنا جميعًا من وجود [العلامة]!»
•••
وأُسدِلت ستائر النوافذ بإحكام في المكتبة وأُوقِدت الشموع، واكتسب المكان بهجة من أواني الزهر التي مُلِئت بأعواد التفاح ذات الزهر القرنفلي والأبيض، وسرَّني أن أُشاهِد وجه هوايتهد الرصين الوضَّاء، في هذه المكتبة البسيطة الجميلة، مكتبة الرجل الباحث، وبدا عليه قليل من الإجهاد.
وبينما كنا نتناول القهوة تحدَّث دكتور كانون عن رحلته في الصين، وكان أحد تلاميذه السابقين وزيرًا للصحة العمومية في حكومة نانكنج، وقد شجَّعه على التحدُّث إلى مائتَي طالب يعرفون الإنجليزية.
– «وعند رؤية تماثيل بوذا البرونزية التي تخلو من التعبير ثبطت همتي، ولكني رويت قصة فكاهية، فضحكوا جميعًا، وجرى ريقي طبيعيًّا مرة أخرى، وشعرت بالاطمئنان. إن الصينيين يضحكون من نفس النكات التي نضحك منها، أما ما يُضحِك اليابانيين فلا يعرفه غير اليابانيين.»
وقال هوايتهد: «لقد أدَّيتم أيها الأمريكان خدمة كبرى للغة الإنجليزية بفضلكم في مقاومة الجمعية الصينية التي تُعادي الأجانب.»
– «هذا ما وجدت. إن كلياتنا تبعث إلى الصين بالفوج في أثر الفوج من الصينيين بعد تعلُّمهم اللغة الإنجليزية.»
– «لقد قُدِّر للإنجليزية أن تكون اللغة العالمية الثانية.»
وسأل الدكتور: «هل كان بوسع شكسبير أن يفهم اللغة التي نستعملها على لوحات الإعلانات في القطارات التي تسير تحت الأرض؟ وفيها ألفاظ مثل فيتامين وجرثومة، وما شابههما؟»
وقال نورث: «لا شك أنه كان يلتقطها في لمح البصر، وكان بالتأكيد يسر من العامية الأمريكية.»
وأضاف أبوه قائلًا: «وبخاصة الزوائد منها. هلا يمكنكم أن تتخيلوه وهو يُؤلِّف منظرًا عن فولستاف وهو يندفع إلى حانة «بورهد» صائحًا: جي، هويز!» (وهي زوائد من اللغة الأمريكية لا معنى لها.)
ورأى بعضنا أن العامية كانت تُصبِح بذلك أقوى.
وسأل الدكتور: «لماذا نُحرِّم استخدام لفظ «ملعون» (وهي تُقابِل لفظة في اللغة العامية الإنجليزية لا يُستحَب ذكرها)؟»
– «لأنها مشتقة من القسم بالعذراء.»
قال نورث: «ولكن التحريم لا يشمل كل أنحاء العالم.»
وعاد دكتور كانون إلى موضوع ما يُضحِك الصينيين قائلًا: «عندما كان هوارد لندسي يُمثِّل مسرحية «الحياة مع الأدب» في فيلادلفيا، عاد شاب صيني بعد الأداء يشكره على قضاء سهرة مُمتِعة، وتعجَّب لندسي لذلك؛ إذ ماذا عسى أن يكون هناك في حياة عائلة أمريكية ما يُثير الضحك في رجل من الصين؟ وسأله لندسي: «أرجو أن تذكر لي ما أشد ما أمتعك في المسرحية؟» فأجاب الصيني قائلًا: «إن أبي كان يُحدِث مثل هذا الضجيج تمامًا ساعة الإفطار».»