مفرق الطريق
«سميرة (في بطء): كلُّ شيء يبدو غريبًا لك إنما هو جِدُّ معقول عند صاحبه. إن سؤالي يُدهِشك، ولو جالَت أفكاري في ذهنك وتجاوَبت على نحوِ ما تَجول في ذهني وتَتجاوب، لَزال دَهشُك. إن الأشياء لا وجودَ لها إلَّا بنا، وكلُّ واحدٍ منَّا عالَم قائم برأسه.»
هل يَتحتَّم علينا عند وصولنا إلى مَفرِق الطريق أن نَفترق افتراقَ الروحِ والجسد، العقلِ والشعور، الضحكِ الكثير والبكاء القليل، سوءِ الفَهم وسوء الفَهم المقابل؛ مُفارقةَ الدفء لمصدر الدفء، النور للإعتام، الحضور للغياب؟! برمزيةٍ ماتِعة نعيش مع شخصياتِ هذه المسرحية الثلاث ضروبًا من الافتراقات والمفارَقات، والمؤلِّفُ صاحبُ اللغةِ السائغة المُوحِية والرؤيةِ الفنية الساحرة، يضع القارئَ على مقعد المتفرِّج المتفاعِل والمنفعِل بما يشاهد؛ حيث يجذب «بشر فارس» قارئَه إلى داخل المعنى فيَأسِره في تلافيف الحوار ويحرِّره في آنٍ واحد، تاركًا له مساحاتٍ للتأمُّل والتأويل. يُذكَر أن المسرحية تُرجِمت إلى اللغتَين الفرنسية والألمانية، وقد مُثِّلت مرارًا على عِدةِ مسارح عربية وأوروبية، ولاقت نجاحًا كبيرًا.