الرأسمالية ضد الرأسمالية
«سيُدهش أغلب أهالي البلدان الشيوعية السابقة إذا ما احتججتُ بأن الرأسمالية ليست «واحدة وغير قابلة للقسمة»، وبأن هناك عِدة «نماذج» لاقتصاد السوق متعايشة معًا، وأن النظام الأمريكي بالتأكيد ليس أكثرها فعالية.»
أدى انهيار الشيوعية وسيادة الرأسمالية إلى بروز التعارض بين النماذج الرأسمالية المختلفة، التي يمكِن بلورتها في ثلاثة نماذج أساسية: رأسمالية الولايات المتحدة، ورأسمالية الراين الألماني، والرأسمالية اليابانية. ولعل من أبرز التمايزات بين رأسمالية الولايات المتحدة والرأسماليتَين الأخريَين اللتين تتقابلان في كثير من أوجُه التشابه؛ اعتماد الأولى على النجاح الفردي والربح المالي القصير المدى، بينما تشجِّع الرأسماليتان الأخريان النجاحَ الجماعي والربح المالي البعيد المدى. وهو ما يناقشه هذا الكتاب الذي يستعرض النماذج الثلاثة وأوجُه التمايز بينها، مستشرفًا رؤية جديدة حول نشوب صراع اقتصادي خفي بين الرأسمالية الأمريكية والرأسمالية الراينية، وهو صراع أخوة أعداء مسلَّحين بنموذجَين مستنبَطَين من نظام واحد، ولكن يحرِّكهما منطقان متناقضان للرأسمالية في إطار ليبرالي واحد.