صلاح أبو سيف: المخرج المصري
«وتدفع النظرة العامة المُلقاة على هذه الأفلام إلى اعتبار «أبو سيف» مواطنًا من سكان المدن، يسجِّل تجرِبته في الحياة وفي الواقع من منظورٍ يحدِّد إطاره … وبوسعنا أن نزعم، دونَ أن نُسرف في المغامرة، أنه يمكِن تسجيل التاريخ الاجتماعي لعاصمة مصر أو لبعض أحيائها من خلال أفلامه.»
خرج «صلاح أبو سيف» بالفيلم المصري من ضِيق الاستوديو إلى بَراح الشارع، قاصدًا رصْدَ الحياة اليومية، ومؤسِّسًا تيارًا جديدًا في السينما المصرية هو تيار الواقعية، الذي عبَّر من خلاله عن معاناة الإنسان المصري وطُموحاته؛ فاتخذ من القاهرة مَسرحًا لمعظم أعماله، ومن لقمة العيش والحرية محورًا رئيسًا يَدور في فلَكه شخوصُ أفلامه. وفي هذا الكتاب يسلِّط الناقد «خميس خياطي» الضوءَ على مسيرة «أبو سيف» الإخراجية وتطوُّرها؛ فيقدِّم قراءةً متأنِّية لتكوينه الفني وتأثُّره بالسينما العالمية، مع تحليلٍ عميق لرؤيته الإخراجية التي بثَّها في أعماله، بدايةً من عام ١٩٥٠م عندما عاد من إيطاليا عاقدًا العزمَ على إدخال الواقعية في أفلامه، تلك التي نلمسها في «القاهرة ٣٠» و«الزوجة الثانية» و«بين السماء والأرض»، وغير ذلك من الأعمال الشائقة التي أثْرَت السينما المصرية ولا تزال بصماتها حاضرةً إلى يومنا هذا.