زين المرصفي
هو الشيخ زين المرصفي الشافعي، من طبقة الشيخ عبد الرحمن الشربيني والشيخ سليم البشري، إلا أن الشيخ سليمًا أكبرُ منهما سنًّا، حضر إلى الأزهر، وقرأ على كبار الشيوخ به، حتى برع وتأهَّل للتدريس، ثم جعله الخديو إسماعيل معلِّمًا لولده حسين كامل، وبسبب مخالطته له ولمَن حوله ألمَّ ببعض اللغات، وسافر مع الأمير حسين إلى القسطنطينية، وكانت أسواقُها لم تزل آهلةً بالكتب العربية، فاقتنى هناك كُتبًا نفيسة غريبة عن أهل الأزهر، فصار ينقل منها في تآليفه نقولًا يُغْرِب بها عليهم.
ولما بلغوا به الجامع الأزهر للصلاة عليه، وقف الشيخ حمزة فتح الله فأبَّنه ورثاه ببيتين من نظمه، هما:
رحمه الله رحمة واسعة.
زين المرصفي كان عالِمًا فاضلًا أخذ عن علماء وقته، وجدَّ واجتهد حتى صار من أكابر العلماء، وكان ذهب مع الرسالة المصرية إلى بلاد فرنسا زمن الخديو إسماعيل، وكان يُجيد اللغة الفرنساوية، وله كتاباتٌ في المنطق والحكمة، وكانت وفاتُه سنة ١٣٠٠ﻫ.