محمد أبو الفتح
هو الشيخ محمد أبو الفتح مفتي الإسكندرية، وقد وُلِد في أوائل القرن الثالث عشر، وطلب العلم بالأزهر على الشيخ الصاوي وغيره من شيوخ الوقت، ثم انتقل لرشيد وتزوَّج بها.
وكان ملازمًا للشيخ محمد البنا الكبير، فلما انتقل الشيخ إلى الإسكندرية انتقل المترجَم معه وبقي بها وانتُخب أمينًا لفتواها، وكان مفتيها إذ ذاك الشيخ الدويري، ثم لما مات «الدويري» تولَّى «البنا» الإفتاءَ، فنُقل المترجَم لمنصب آخر، ولما مات البنا تولَّى هو إفتاء الثغر وبقي به إلى أن مات.
وكان له شغف زائد بجمع الكتب واقتناء نفائسها، حتى اجتمعت له خِزانةٌ نفيسة بِيعت بعد موته بثمن بخس، وكان رأْيُ بناته وزوجته إبقاءَها فلم يرضَ ولدُه، فذهبت وتفرَّقت بعدما عانى أبوه ما عانى في شرائها واستنساخها.
وكان له ولعٌ أيضًا بجمْع الساعات، فجمع منها نوادرَ وطُرفًا بِيعت بعد موته أيضًا، ولم يترك شيئًا من الحطام سوى دار بالإسكندرية كان يسكنها في أواخر أيامه.
وكانت وفاتُه يومَ الاثنين سادس شهر صفر سنة ١٢٩٤ﻫ ودُفن يوم الثلاثاء، ورثاه الشيخ عبد الرحمن الإبياري قاضي الإسكندرية بقصيدة مطلعها:
ومن مؤلفاته: كتاب «تبويب الأشباه والنظائر لابن نجيم».
وشرَع في كتاب آخر في الفقه لم يُكمله.
وكانت له يدٌ طولى في علم الميقات.