موسى الخالدي
هو السيد موسى الخالدي الابن الثاني للعلَّامة الشيخ محمد صُنع الله الخالدي، كان عالِمًا محقِّقًا، ومصنفًا مدقِّقًا، تقلَّد المناصب العالية؛ كقضاء القدس والمدينة المنورة، وتدرَّج فيها حتى ارتقى إلى الوزارة العلمية وهي قضاء عسكر أناضولي في عهد السلطان محمود الثاني، وكان يجلُّه ويعتمد عليه حتى لقد أرسله للفصل في حادثة مهمة وقعت بالقرب من أنطاكية سنة ١٢٤٧ﻫ، فتُوفي رحمه الله بأنطاكية مسمومًا في تلك السنة ودُفِن بها، وهو جَدُّ «يوسف ضيا» «باشا» الخالدي لأمه، وقد ذُكِر في «تاريخ الوقائع العثمانية الرسمي»، وذكره جودت «باشا» أيضًا في تاريخه العثماني عند ذكر تلك الحادثة.
وكان مولدُه كما وُجِد بخط أبيه ليلة الثلاثاء بعد المغرب من الليلة الموفية لعشرين من ربيع الأول سنة ١١٨١ﻫ، أخذ العلومَ عن كثير من العلماء والأعلام، منهم الشيخ محمد البديري المقدسي، وأجازه والدُه بجميع مروياته ومسموعاته، كما أجازه في الطريقة الخلوتية والقادرية وبجميع الأحزاب القادرية والخلوتية والشاذلية السيد كمال الدين الصديقي ابن السيد مصطفى البكري وهو سند في الطريقة رفيع، وخليفته الشيخ محمد أبو السعود.
وكان رحمه الله ذا خط حسن، وعقل راجح في الفقه، له فيه رسائل تدلُّ على طول باعه فيه وسيلان قلمه، كما أن له يدًا طولَى في الفلك والأزياج.
وله في القدس وقفٌ وقفَه على أولاده وذريته، ولم يخلف من الذكور سوى ولده السيد مصطفى رحمه الله.