مصطفى الخالدي
لا يحضرني تاريخ ولادته [وقبل سنة ١٢٠٢ﻫ]، وكان شهمًا فاضلًا، ذا ديانة ورياسة، عظيم القَدْر، تقيًّا نقيًّا، خطه حسن، تلقَّى الفرائض من سليمان أفندي ابن أحمد البوزقيري من أفاضل الروم، وتلقَّى طرفًا من الأمهات الست والشفاء والأربعين النووية وكتاب الشمائل للترمذي عن العالِم الأجل المحدِّث يوسف بدر الدين المدني، الذي تلقَّى صحيح البخاري سماعًا لجميعه مع التحقيق والإتقان والنظر والإمعان على محدِّث عصره الشيخ عبد الرحمن بن محمد الكزبري الدمشقي الشافعي، عن شيخه السيد علي بن عبد البر الونائي المدني عن المعمر عبد القادر بن أحمد الأندلسي.
وقد رأيتُ بخط المحدِّث يوسف بدر الدين أن محمد الأمير الصغير قد أجازه حسبما حواه ثبْتُ والده محمد الأمير الكبير، وقد أُجيز السيد مصطفى المشار إليه من جماعة، منهم: السيد يوسف بدر الدين المشار إليه، ومحدث الشام الشيخ حامد بن أحمد العطار، ووالده موسى الخالدي، والسيد محمد وفا، وصاحب الطريقة الشيخ محمد عثمان الميرغني الختم المكي، والشيخ عبد الله بن محمد البديري المقدسي، وكان رحمه الله معروفًا بفضله وعلوِّ قدره، وجاهه وعراقة مجده، وهو مصطفى حامد بن موسى بن محمد صُنع الله بن خليل بن القاضي شرف الدين بن صالح، ولا عجب فهو من أهل بيت جميعُهم علماءُ ذوو دين وتقوى، كما أشار إلى ذلك محقق المعقول والمنقول صاحب التصانيف المفيدة العلَّامة الكفوي في تأليفه «طبقات الحنفية» حين ذكر السعد الديري الخالدي أحدُ أجداد صاحب الترجمة وغيره من بني الديري الخالديين.
وقد تُوفي السيد مصطفى في السنة الموفية لستين ومائتين وألف، وهو قاضٍ بالقدس الشريف، ودُفِن بباب الأسباط قرب الصحابي الجليل عبادة بن الصامت رضي الله عنه.